مجموعة الأسئلة والأجوبة (18)
التاريخ : 11 / صفر / 1426هـ .
الموافق : 22 / مارس – آذار / 2005م .
السؤال ( 1 ) : ما هو رأي الأستاذ عبد الوهاب حول التحرك الجماهيري الجديد التي تقوده الوفاق وموقفه منه ؟
الجواب ( 1 ) : وفيه عدة نقاط ..
النقطة الأولى : لا علاقة لي من الناحية العملية بالقرار ، ولا أتحمل أية مسؤولية سياسية عما يترتب عليه من نتائج .. على أساس : أنني كنت قبل التحرك خارج دائرة صناعة القرار ولا زلت خارجها .. أي لم يتغير شيء في هذا الموضوع .
النقطة الثانية : ينبغي علينا أن نعطي التحرك الجديد فرصته ، وأن نقدم كل ما في وسعنا من أجل إنجاحه .
النقطة الثالثة : إعطاء التحرك فرصته وتقديم الدعم لإنجاحه ، لا يعني تعطيل ممارسة النقد .. لا سيما أن التحرك نفسه ، هو ثمرة من الثمرات الطيبة للنقد .
ولكن يشترط في النقد : أن يكون علميا وموضوعيا ومدروسا ، وأن لا يؤثرا سلبا على التحرك ويقلل من فرص نجاحه .
النقطة الرابعة : بالنسبة لي شخصيا : لن أعطي في هذه الفترة أية ملاحظات نقدية حول التحرك الجديد .. وذلك على خلفية : ما يراه بعض الأخوة الأعزاء ، أن إعطائي لمثل تلك الملاحظات ، قد يؤثر سلبيا على التحرك .
النقطة الخامسة : ألفت انتباه الأخوة القائمين على التحرك .. إلى : ضرورة الحذر من الألغام السياسية التي قد تفجر في وجه التحرك الجديد والقائمين عليه ( وهي متوقعة بطبية الحال ) وأن تكون حساباتهم دقيقة وحرفية .. ونظرهم إلى البعيد .
السؤال ( 2 ) : هل التحرك الجديد للوفاق : تكتيك أم إستراتيجية ؟
الجواب ( 2 ) : ذكرت في الإجابة على السؤال الأول : أني لن أعطي أية ملاحظات نقدية حول التحرك الجديد في هذه الفترة .. ولكن أقول : من الناحية النظرية : أن روح الإسلام ومنهجيته ، وهما تعطيان درجة عالية من الاحترام والتقدير لكرامة الإنسان وحرماته وتقدسانهما ، ترفضان تحريك الجماهير واستنهاضها من أجل أهداف شكلية أو صورية .
وعليه : ينبغي أن نحمل التحرك الجديد لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية على الجدية ، وأنه من أجل أهداف حقيقية وجوهرية وليست صورية أو شكلية .
السؤال ( 3 ) : هل سوف يشارك الأستاذ شخصيا في فعاليات التحرك الجديد ؟
الجواب ( 3 ) : سوف أشارك في بعضها على أقل تقدير ( إن شاء الله تبارك وتعالى ) مع التنبيه إلى الملاحظات الثلاث التالية ..
الملاحظة الأولى : أن مشاركتي سوف تكون كأي مواطن عادي مشارك في الفعاليات .. أي : لا تدل على أية علاقة بالقرار ، ولن أتحمل فيها أية مسؤولية إدارية أو تنظيمية .
الملاحظة الثانية : أن عدم مشاركتي في أية فاعلية من فعاليات التحرك ، لا تدل على خلاف الرأي الداعم الذي أبديته في الإجابة على السؤال الأول ، وإنما تخضع لحسابات أخرى وظروف خارجية .
الملاحظة الثالثة : أن المشاركة وعدم المشاركة .. هما : حق من حقوقي كمواطن ، لن أسمح لأحد بمصادرتهما مني ، أو يفرض علي فيهما خلاف إرادتي وتقديري .
السؤال ( 4 ) : لقد عبر البعض عن غضبهم واستيائهم من النقد الموجه لأداء الرموز والقيادات والمؤسسات في التيار . ما هو تعليق الأستاذ عبد الوهاب على ذلك ؟
الجواب ( 4 ) : وفيه عدة نقاط ..
النقطة الأولى : يعتبر النقد شرطا لازما من أجل تصحيح أي عمل وتطويره وتحصينه ضد الضعف والميل والانحراف والاستبداد ، بشرط أن يكون النقد علميا وموضوعيا ومدروسا ، ومن يريد الاطلاع على تفاصيل أكثر في هذا الموضوع ، عليه الرجوع إلى ورقة : ( العبور من الواقع إلى الطموح – الورقة المفصلة ) .
نعم : ينبغي رفض الأساليب الخاطئة لممارسة النقد ، وليس ممارسة النقد نفسه .. وإن كان أسرى المنهج التبريري : بحكم التربية أو المصلحة أو المزاج ، يرفضون النقد بكل أشكاله !!
النقطة الثانية : إن غياب النقد العلمي الموضوعي المدروس ، واستحكام المنهج التبريري ، قد أديا إلى تخلف أداء السلطات والمعارضات وتخلف الأوضاع كلها في العالمين : العربي والإسلامي .. وضعفهما ، ولا سبيل إلى الإصلاح والتطوير في أي بلد ، إلا بممارسة النقد العلمي الموضوعي المدروس على أوسع نطاق لأداء السلطات والمعارضات على السواء .
النقطة الثالثة : لقد حقق المنهج النقدي في الساحة الوطنية بعض المكاسب المهمة .. منها على سبيل المثال لا الحصر :
أولا : أثبت وجوده كحق مشروع وأهميته في تصحيح الأداء وتطويره ، وشغل مساحة لا بأس بها في الساحة الوطنية ، على حساب المنهج التبريري القاتل .
ثانيا : لقد حقق النقد درجة مقبولة من النضج والرشد في المنهج والممارسة .. ولا زال يتقدم ، ولكنه أيضا : لا زال يحتاج إلى المزيد من التنظير العلمي والترشيد في الممارسة .
ثالثا : لقد نجح المنهج النقدي من الناحية النظرية : في إثبات بعض جوانب الخلل في أداء المعارضة والمنهجية التي تسير عليها ، ولفت النظر إلى وجود منهجية أخرى لها مميزات أفضل .. يمكن العمل بها والسير عليها .
رابعا : لقد أتى النقد ببعض أكله عمليا ، فقد اعترفت بعض القيادات في المعارضة ببعض جوانب الخلل في أدائها ، وما يشكله النقد من ضغوط عليها ، عليها أن تأخذه بالحسبان في عملها وتحركاتها .
وفي تقديري الشخصي : يعتبر التحرك الجديد لجمعية الوفاق ، أحد الثمار الطيبة للنقد ، بغض النظر عن نوعية التقييم واختلافه لهذا التحرك .
أكتفي بهذا المقدار ..
واستغفر الله الكريم الرحيم لي ولكم ..
واستودعكم الله القادر الحافظ من كل سوء ..
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..