مجموعة الأسئلة والأجوبة (46)

التاريخ: 14 صفر 1428 هـ

الموافق: 4 مارس-آذار 2007م

مع العنف

السؤال (1):

ما الذي تغير: تعلنها سابقاً بأنه يحرم استخدام العنف فلم تشرعنها هذه الأيام وأنت بعيد عن موقع القرار كما تقول؟

الجواب (1):

لم يتغير شيئاً فالعنف حرام شرعاً -بحسب فتاوى الفقهاء- وقد ذكرت ذلك في حلقة أسئلة وأجوبة (45) وهو تأكيد لما قلته في ندوة نادي الأهلي عشية الانقلاب على الدستور، إلا أن حرق الإطارات ليس من العنف، ثم أن الأشخاص تتصلب مواقفهم -عادة- حينما ينتقلون من موقع تحمل المسؤولية المباشرة إلى موقع المتفرجين أو المراقبين وليس العكس.

إعادة الأزمن الأمنية

السؤال (2):

بشأن التصريح في المجلس المفتوح ليلة الثلاثاء الموافق: 11-2-2002م : “لا يحق لأي فرد أن يعيد الأزمن الأمنية أو يشارك في إعادتها حتى وإن تمت التعديلات الدستورية بصورة غير دستورية أو كانت هذه التعديلات دون الطموح. سنستمر في ممارسة العمل السياسي والمعارض للتعديلات الغير مرغوبة إن حدثت من موقع المعارضة السياسية ولا نقبل الإخلال بالأمن من أي طرف كان ونطلب من الجميع عدم الانجرار أو السير فيها”.

الجواب (2):

كان موقفي قبل الانتفاضة وأقنائها وبعدها وفي الإجابة على أسئلة المحقيين والمخابرات أثناء الاعتقال وفي جميع الحوارات وفي التصريح المشار إليه وفي غيره ولا زال أنني مع العمل السياسي المعارض وأفضله على الأساليب المخلة بالأمن رغم إيماني بسلميتها من ناحية التصنيف. وأرى بأن العمل السياسي الفاعل والمؤثر أفضل وأقدر من الأعمال المخلة بالأمن. وقد تجلى هذا المنهج من الناحية النظرية والعملية في الفترة التي شاركت فيها في قيادة الساحة. وليس في حلقة أسئلة وأجوبة (45) ما يخالف ذلك، والذي في الحلقة هو إنصاف المظلوم الضعيف ونصرته على الظالم القوي الضعيف.

النقد الصريح

السؤال (3):

عندما يكون هناك كم هائل من الرسائل موجهة للرموز فهذا شيء طيب ولكن أن لا تكون هناك رسائل للناس فهذا يدل على أمرين: إما الناس معصومين عن الخطأ وهذا غير وارد، وإما أن الأمر وصل إلى مرحلة أن الصوت المرتفع والذي يمثل ببضع مئات تحرق وتعتصم وتفرض أجندتها على الناس جمعاء قد بدأ الرموز وأنت منهم بلا شك يخاف منهم ولكنك تعلم جيداً أن ظهرك من جانب هؤلاء الرموز مأمون.

ولم نراك صريحاً جداً في انتقادك للعلماء وتتوارى هذه الصراحة في قبال بعض الجماهير؟ أهل لمثل ما قاله الأخ من أنك تدري أن ظهرك سيكون محمياً من جانب العلماء لمعرفتك بتقواهم ونزاهتهم وتخاف غضب الجماهير.

الجواب (3):

الرسائل إلى الناس في طافة الظروف لا حصر لها وبشفافية ووضوح تجعل من يريد الاطلاع على رأي عبدالوهاب يعرفه بلا لبس، إلا أنك يا أخي العزيز ربما لم تقرأها أو لم تلتفت إليها. وأعتقد أن الناس لا تملك ما تخيفني به، فهي لا تملك عنف السلطة وإرهابها ولم يبقى إلا أن تجرب القتل ولا أرى أن ذلك يخيفني.

وأعلم إذا كان المرء يأمن جانب العلماء لأنهم يتصفون بالتقوى والنزاهة، فليس كل من يدعي اتباع العلماء هم كذلك وهم يزيدون على بضع المئات الذين ذكرتهم. وأعلم بأني لا أكترث بإهانة الأشقياء فذلك شرف عظيم للمؤمنين، وإنما أخاف كثيراً كثيراً من أن يصيبني أي سوء على يد عبد مؤمن يخاف الله جل جلاله وكما جاء في أدعية شهر رمضان المبارك: “وأسألك أن تكرمني بهوان من شئت من خلقك ولا تهني بكرامة أحد من أوليائك” فهل وصلتك الرسالة أيها العزيز؟

هل تمتلك الجرأة؟

السؤال (4):

بما أنك تمتلك الجرأة في أن ترسل هذه الرسائل الكثيرة للرموز ألم تستطع أن ترسل رسالة واحدة إلى المتظاهرين المحرقين للإطارات وكتمها قائلاً بغض النظر عن قانونية الأعمال التي يقوم بها الشباب أو عدم قانونيتها وشرعيتها الدينية أو شرعيتها.

فقل لي بالله عليك هل هذه الأمور جائزة أم غير جائزة وإن كنت غير أهل للفتوى فهل لك أن تنقل رأياً واحداً لفقيه أجاز ذلك؟

ما استفزني في تنظيراتك العميقة هو بغض النظر التي أتيتها فكيف تكون الأمور الشرعية بغض النظر عنها.

الجواب (4):

لا أعلم بأن أحداً من الفقهاء قال بحرمتها عند الحاجة إليها، وقد مارسها المؤمنون في أقطار العالم الإسلامي ولم يعترض عليهم أحد من الفقهاء وكان آخرها في لبنان، كما مارستها الشعوب المتحضرة ولم يقل أحد من المنصفين هناك بأنها غير حضارية حتى الرسميين منهم وجدنا لديهم تفهماً ودعوات إنسانية لتقدير ظروفهم ودوافعهم ومعالجة أوضاعهم كما هو الحال في ضواحي فرنسا، فهكذا تفعل الشعوب المتحضرة والحكومات الديمقراطية التي تهتم بشعوبها وتستمد شرعيتها من إرادتهم ولا تفرض إرادتها عليهم بالقهر والغلبة. وفرق بين القول بعدم مناسبتها للظروف أو عدم مطلوبيتها وبين القول بحرمتها. تعم اشترط بعض الفقهاء إذن الفقيه في حال اقتضت الحاجة اللجوء إليها.

حوارات الأستاذ رسائل مبطنة

السؤال (5):

لا تخلو فقرة إلا من رسالة مبطنة إلى رمز هنا أو رمز هناك طبعاً رسالة من وجهة نظري تضعيفية لا تقويمية.

لماذا نلاحظ أن الحوارات التي تنشر للأستاذ عبدالوهاب في معظمها موجه إلى شركاء الدرب وزملاء الساحة والنضال؟ لماذا يوجه الأستاذ انفعالاته كلها لإخوانه وزملائه ورفاق دربه، في حين تخف لغته وانفعالاته في الحديث الموجه للسلطة ولكن أن تراجعوا المكتوب.

هل الخصم الآن هي الحكومة أم الرموز الذي يختلف معها الأستاذ؟

هل وصل الحد إلى أن يكون رفقاء الدرب في مرمى الأستاذ لهذا الحد، وهل توسيع الفجوة من خلال خطابات التخوين المبطنة يمكن أن تؤسس إلى وحدة وعودة إلى رص الصف من جديد، أم إن هذه الخطابات تؤسس إلى حالة ألا عودة إلى الوحدة بين الرموز، وهذا يعني أن اتساع الفجوة والخلافات سوف تكون على حساب مطالب الناس وحقوقهم فهل هناك وعي لهذا وهل كلمات الأستاذ إذن في هذه الحالة نعمة أن نقمة؟؟

هو المستفيد من الهجوم بهذه الكيفية على رفاق الدرب بالشكل بقساوة بدلاً من نشر الغسيل أمام أجهزة المخابرات وأعداء التيار وأعداء الوطن وأعداء الوحدة لهذا التيار؟؟؟

الجواب (5):

هل من العدل أيها الأحبة الأعزاء الحكم على طرح الرأي المختلف والتوصيف المغاير وفق رؤية لشخص ما بهدف نشر الوعي والمعرفة بأنه توهين وتضعيف للرموز والقيادات الذين نجلّهم ونحبهم؟ أليس في ذلك مخالفة للمبدأ القرآني الداعي إلى إظهار العلم والبيان إلى الناس والتحذير من كتمان الحقائق؟ هل فكرتم أيها الأحبة الأعزاء بالعائد على صناعة الوعي في أمة التوحيد والقرآن؟ ألم تتذكروا قول سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم إثر الاختلاف حول التسجيل تحت قانون الجمعيات الذي أوجب فيه على من يملك رأياً ناضجاً أن يظهره إلى الناس وحرم عليه كتمانه؟ لماذا أيها الأحبة الأعزاء لا نناقش صحة أو خطأ الرأي أو التوصيف من أجل تصحيح أوضاعنا وتقويم سلوكنا وموقفنا بدلاً من نقل الموضوع إلى وضع الأشخاص الذين نحبهم أو نكرههم، نتفق أو نختلف معهم فنبتعد بذلك عن الحق والعدل ويستحيل علينا التصحيح لسلوكنا وموقفنا والتطوير لأوضاعنا؟

واعلموا أيها الأعزاء بأنكم لستم أحرص على الرموز والقيادات وأحب إليهم مني، فهم إخواني وأحبائي ورفقاء دربي وأفديهم بنفسي والشاهد على ذلك ربي، وليسوا خصوماً لي قطعاً، ولكن اعتزازي بهم وحبي إليهم لن يمنعني في يوم من الأيام من إبداء وجهة نظري التي أرى فيها بيني وبين ربي الحق والعدل والصواب والمصلحة العامة إلى الناس وإرضاء الرب العزيز الجيار، وهذا هو الالتزام الأم بيني وبين الناس، فأنا إنما أمارس واجبي الديني والوطني الذي عليه يقوم اعتزازي بهم وحبي إليهم والحكيم لا ينقض غايته. ولست أخونهم في قول أو فعل ظاهراً أو باطناً وحرام عليّ ذلك وحرام القول بأني أخونهم لأنه ظلم لي وافتراء عليّ.

أما القول بأني أوجه انفعالاتي لإخواني وتخف إذا أنا وجهت الحديث إلى السلطة، فهو مخالف للصواب والواقع ولا يوافقه أحد من المنصفين المتابعين إلى الساحة، وفيه تجني على الحقيقة وظلم إلى الشخص إذا كان صاحبه يقصده فعلاً.

أما بخصوص الجلوس مع رفقاء الدرب وأخوة النضال ونشر الغسيل فأنا لم أقطع أحداً ولم أبخل عليه برأي وقد فصلت القول كثيراً حول نشر الغسيل في مناسبات كثيرة سابقة فليرجع إليها من يريد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى