لقاء الثلاثاء (42) | 5-4-2010

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.

الشعور برقابة الله تعالى على النفس

ابتدأ الأستاذ عبد الوهاب حسين الجلسة بذكر مقطع من دعاء الإمام الحسين o في عرفة، قوله: “عميت عينٌ لا تراك عليها رقيبًا” وقال: لله وجود فعلي هو أقوى من كل وجود، وله حضور ورقابة فعليّة على الإنسان هي أقوى وأدق من كل رقابة، فهو أقرب للإنسان من حبل الوريد، وهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ولا يفوته إحصاء شيء، ولا ينسى شيء.

وقال: لا يوجد من هو أكثر جلال وهيبة ولا أكثر كرمًا وعطاءً للإنسان من الله تبارك وتعالى، ولكن وبسبب الغفلة وعدم الالتفات قد يتجاهل بعض الناس الرقابة الإلهية عليهم، وربما يجعل بعضهم من الله ( أهون الناظرين إليه. فنجد بعض الناس يمتنّعون عن بعض الأعمال تأدّبًا لوجود شخص من الأشخاص وحشمةً له، كأن يكونوا في حضرة حاكم أو مرجع دين أو وجيه من الوجهاء الكبار، ولكنّهم لا يمتنعوا عن تلك الأعمال تأدّبًا بين يدي الله ( وحشمةً له!! فهل لهذا الإنسان من الجلال والهيبة والكرم أكثر مما هو لله ذي الجلال والإكرام، لكي يمتنع الإنسان عن بعض الأعمال تأدُّبًّا وحشمةً له، ولا يمتنع عنها تأدُّبًا وحشمة لله (، ألم يجعل هذا الإنسان من الله ( أهون الناظرين إليه؟!

العمل من أجل الوهم!!

وقال: ربّما يعمل البعض عملاً صالحًا رياء للناس وسمعة أو خشية منهم، ولا يفعلوه قربة لله تعالى وخشية منه!! فهل هؤلاء الناس الذين لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًّا ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا أولى من الله ( مالك الملك بالعمل والخشية؟!

وقال: إنّ الإنسان الغافل عن الله ( قد يرتكب بسبب غفلته هذه حماقات كبيرة في سلوكه ومواقفه وعلاقاته مع الغير، كأن يُطيل صلاته لأنّه سمع صوتًا في المسجد، ثمّ يكتشف إنّ مصدر الصوت الرياح أو حيوان، فيكون قد أطال صلاته وحسَّنها من أجل الوهم أو من أجل حيوان بدلاً من أن يُطيل صلاته ويحسِّنَها من أجل الله * وتقرّبًا إليه!! فأيُّ حماقةٍ أعظم من هذه الحماقة؟! وقد يرتكب الإنسان حماقاتٍ كبيرة في مواقفه وعلاقاته مع الغير (الصالح والطالح) بسبب هذه الغفلة عن الله “.

وقال: الغفلة عن رقابة الله ( هي المسؤولة عن الحماقات والسقطات والأخطاء التي نرتكبها، السياسيّة والاجتماعيّة وغيرها، ولو وجدت هذه الرقابة لعافانا الله ( من الأخطاء والحماقات التي نرتكبها بحقِّ أنفسنا وبحقِّ الآخرين، ثمّ إذا حدثت الأخطاء في لحظات غفلة، فإننا سنتمكّن من حلِّها بشكلٍ ممتاز وبكلِّ بساطة، بما لله ” فيه رضًا وللناس فيه صلاح. فالشعور برقابة الله ( على أنفسنا يعصمنا من الوقوع في الأخطاء والسقطات الكبيرة، وإذا حدثت منا الأخطاء والسقطات الكبيرة في لحظات الغفلة، فإنّنا على ضوء الشعور بالرقابة الإلهية على أنفسنا سوف نتمكّن من حلِّها بشكلٍ ممتاز وبكل بساطة، ولكنّنا للأسف الشديد وقعنا في ظلمات الغفلة ومتاهاتها، وأصبحنا ندخل في المشاكل والخلافات ولا نستطيع الخروج منها، وربّما كانت تلك المشاكل والخلافات عقابًا من الله ( لنا بسبب غفلتنا، فهل نصحوا من غفلتنا، أم ننتظر الصحوة الصاعقة، قول الله تعالى: )وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ` وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ` وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ` لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ(([1]).

أيّها الأحبّة الأعزّاء: إذا أردنا أن نتجنّب حدوث المشاكل والاختلافات الضارّة بيننا وحل مشاكلنا وخلافاتنا بصورة واقعية وبشكل ممتازة وبكل سهولة، فعلينا أن نشعر برقابة الله ( على أنفسنا، وأن نلتفت بأنّ هناك إمامًا شاهد ينظر إلى أعمالكم، وإنّ سلوكنا ومواقفنا قد تُدخل السرور إلى قلبه وقد تُدخل الحزنَ والأسى عليه، وأن نتصرّف بمسؤولية كاملة على ضوء ذلك كلّه، بدلاً من الطواف حول الذوات، والوقوف عند حدود القناعات الخاصة، وعدم تجاوزها إلى المشتركات.

تأثير الشعور برقابة الله على النفس

وقال: حينما يشعر الإنسان برقابة الله ( على نفسه، فإنّه يسموا في ذاته سموًّا حقيقيًّا، ويرتقي في فكره وروحيّته ومشاعره وأخلاقه ومواقفه وعلاقاته مع الغير (الصديق والعدو، الصالح والطالح) فمن المستحيل أن يشعر إنسانٌ برقابة الله ( عليه، ثمّ يكون منحطًّا في ذاته وسخيفًا في فكره وروحيّته وشعوره وسلوكه ومواقفه وتكون علاقاته مع الغير علاقات غير إنسانيّة وغير راقيّة، فالإنسان حينما يجعل الله ( عليه رقيبًا فالنتيجة الحتميّة هي السمو في الذات والارتقاء في التفكير والروحيّة والشعور والسلوك والمواقف والعلاقات مع الغير.

العبادات تمثل درجة الذروة في الحضور والشعور بالرقابة

وقال: الشعور برقابة الله ( على النفس يجب أن تكون حالةً دائمة وغير منقطعة، لأنّ لحظة واحدة من لحظات الغفلة قد تكون بمثابة السكتة القلبية أو الدماغية التي تقضي على حياة الإنسان، فكما إنّ السكتة القلبيّة أو الدماغيّة تقضي على حياة الإنسان الطبيعيّة، فإنّ لحظة واحدة من الغفلة قد تقضي على حياة الإنسان الروحيّة والمعنويّة ويسقط بسببها في وادي سحيق لا يستطيع الخروج منه.

أمّا عن حالة التوجه إلى الله ” في العبادات، مثل: الصلاة والحج، فهي تمثِّل درجة الذروة في الحضور بين يدي الله ذي الجلال والإكرام والالتفات إلى الرقابة الإلهيّة، وتقوم بدور التغذيّة للشعور بالرقابة الدائمة والقيام بالله (، فلو لم تكن الصلاة والحج والصيام وغيرها من العبادات المكتوبة، لفقد الإنسان الشعور برقابة الله ( الدائمة على نفسه، وانشغل بمحيطه المادي والنفسي والاجتماعي، وغَفِلَ عن الله ذي الجلال والإكرام ورقابته عليه، ولكن العبادات تقوم بترسيخ الشعور بالرقابة الدائمة وتنميتها وتُقرّب الإنسان من الكمال.

الشعور بالرقابة يكسب الإنسان نور المعرفة

وقال: شعور الإنسان برقابة الله ( على نفسه، يمنح الإنسان الحياة الروحيّة السامية، ويكسبه نور المعرفة الذي يستطيع من خلاله التمييز بين حقائق الأمور، ويكسبه القدرة على اتّخاذ القرارات الصائبة في الظروف الصعبة، بينما يكون الغافل أعمى لا يبصر حقائق الأمور، ويصعب عليه اتّخاذ القرارات الصائبة لاسيما في الظروف الصعبة، قول الله تعالى: )أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ(([2]).

كما إنّ الشعور برقابة الله ( على النفس، وما يصاحبها من سمو في الذات وارتقاء في التفكير والروحية والشعور والسلوك والمواقف، يكون سببًا لانتصار الإنسان وظفره بمطلوبه، قول الله تعالى: )قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ` قَالُوا تَاللهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ(([3]).

مع صاحب العصر والزمان

وقال: القرآن والأحاديث الشريفة عن الرسول الأعظم الأكرم Q وأهل بيته الطيبين الطاهرين q قد نبّهتنا إلى إنّ أعمالنا تُعرض على الرسول الأعظم الأكرم Q وعلى صاحب العصر والزمان o قول الله تعالى: )وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(([4]) وقول الله تعالى: )فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا(([5]).

وقال الأستاذ: بالتأكيد إنّ لهذا العرض للأعمال أثره علينا وعلى الإمام t فالأعمال الحسنة تسرُّه o والأعمال السيئة تُحزنه وتُؤذيه، فمن منا لا يحرص على أن يُدخل السرورَ على قلب صاحب العصر والزمان t ومن منّا من لا يحذر من إدخال الحزن والأسى على قلبه o؟! وكيف يكون الواحد مؤمنًا ولا يحرص على إدخال السرور إلى قلب الإمام v وكيف يكون الواحد مؤمنًا ولا يحذر من أن يكون سببًا لإدخال الأذى والحزن على قلبه o؟!

وقال: لو عَلِمَ أحدنا بأنّ تقريرًا سيُرفع عنه إلى مسؤوله في العمل، فكيف سيتصرّف؟ هل إنّه سوف يُقابل ذلك بعدم اكتراث وهو يرغب في الاستمرار في الوظيفة والترقّي فيها، أم أنّه سيحرص كلَّ الحرص لتكون سمعته المهنيّة جيّدة عند المسؤول، ويكون التقرير ممتازًا عنه؟ لا شكَّ أنّه سيحرص على أن تكون سمعته المهنيّة جيّدة عند مسؤوله، وأن يكون التقرير ممتازًا.

وقال: عرض الأعمال على صاحب العصر والزمان t هو بمثابة رفع تقرير دوري عنّا للإمام ليكون مطّلعًا على أوضاعنا ليستطيع تأدية دوره كإمامٍ بنجاحٍ تام. فهل التقرير الذي يرفع إلى مسؤولنا في العمل أكثر أهميّة من التقرير الذي يُرفع عنّا إلى الإمام صاحب العصر والزمان t فليكن لنا بالنسبة إلى التقرير الذي يُرفع عنّا للإمام صاحب العصر والزمان v نفس الدرجة من الحرص ـ على الأقل ـ الذي نُظهرُه بالنسبة إلى التقرير الذي يُرفع عنّا للمسؤول في العمل!!

المادة ليست الحجاب الوحيد عن الحقيقة

وقال: الغفلة ليست بسبب حجاب المادة، بل ترتبط بخلل في التفكير وأمراض نفسيّة وروحيّة. فأوّل وصف في القرآن الكريم للمؤمنين هو الإيمان بالغيب، قول الله تعالى: )الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ(([6]) وقد سلَّطَ القرآن الكريم الضوء على حقيقة الدنيا والمادة، فالدنيا تَفنى والآخرة تَبقى، وإنّ المادّة تتوقّف على الله ( في وجودها واستمرار بقائها وتأثيرها، ولا تستقلُّ في شيءٍ من ذلك عنه، ومن يؤمن بالغيب يصل إلى هذه النتيجة بكلِّ تأكيد، ويصل إلى نتيجة أخرى، وهي: إنّ كلَّ جبّارٍ وكلَّ طاغوتٍ لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا، فضلاً عن أن يملكها لغيره، فهو لا يُخاف ولا يُرجى من دون الله “، وإنّما الذي يُخاف ويُرجى هو الله وحده لا شريك له، قول الله تعالى: )لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ(([7]).

وقال: انظروا كيف يخاف بعض الناس من الجن ويتصرّفون تحت تأثير هذا الخوف، ولكنّهم لا يُراعون وجود المَلَكين الرقيبَين عليهم ذات اليمين وذات الشمال، قول الله تعالى: )إذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ` مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(([8]) فهل الدليل على وجود الجن أقوى من الدليل على وجود الملائكة؟! أم أنه الخلل في التفكير؟! بل يصل تأثير الوهم على البعض إلى درجة الخوف الشديد من الميت، وهو يختلف عن الوحشة التي هي تُمثِّل حالة طبيعية بسبب خروج الروح.

وقال: لا تكون المادة حجابًا إلا في ظلِّ الخلل الفكري والأمراض الروحيّة والنفسيّة، ومع الاستقامة في التفكير وسلامة القلب والروح، فإنّ المادة لا تقف حجابًا بين الإنسان وربِّه، وبين الإنسان والحقيقة.

وقال: ليست المادة هي الوحيدة التي تقف حجابًا بين الإنسان وربِّه، وبين الإنسان والحقيقة، وإنّما العلم أيضًا قد يكون حجابًا بين الإنسان وربِّه وبين الإنسان والحقيقة، ويُسمّى بحجاب النور.

فالعالم المغترُّ بعلمه والذي لا يتمتّع بطهارة القلب والروح يتحوّل العلمُ لديه إلى حجاب بينه وبين ربِّه، وبينه وبين الحقيقة، ويتحوّل هذا العالم إلى كائنٍ ضار، بل يكون أكثر ضررًا من غيره، والتجارب التاريخية والمعاصرة في هذا المجال كثيرة لا تحصى.

وقال: الأنا وحب الذات والحسد حُجُب خطيرة ومظلمة، فإبليس ¹ كان يعيش بمظهر ملائكي ويعبد الله ( مع الملائكة في ساحة القدس، غير إنّ استغراقه في ذاته وحبّه المفرط لها وحسده لآدم o دفعه للتكبّر على الله ( ومعصيته، فطُرد من ساحة القدس، وهوى إلى وادٍ سحيق وإلى الشقاءِ الأبدي الذي لن يخرج منه بإذن الله تعالى، قول الله تعالى: )قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ(([9]).

وقال: حدث هذا وإبليس لا يشكُّ في وجود الله وقدرته ولا يشكُّ في وجود الآخرة والثواب والعقاب، بل لديه علم يقيني بكل ذلك، وكان بينه وبين الله ” تخاطب مباشر، ولكن الأنا والاستغراق في الذات والحسد، حجبته عن الله ذي الجلال والإكرام والوصول إلى السعادة الأبديّة وسقط مذمومًا مدحورًا في واد الشقاء الأبدي، وقد جعل منه ما لديه من المخزون العلمي الكبير والخبرات والقدرات العظيمة الأكثر ضرر لنفسه ولغيره من الأنس والجن.

وقال: هذا ينطبق على بلعم بن باعوراء الذي كان حِبرًا من أحبار بني إسرائيل في زمن نبي الله موسى بن عمران o وكان الآلاف يتلّقون عنه العلم نظرًا لغزارة علمه وتقواه، فقد آتاه الله تعالى آياتٍ كثيرة وكان مجاب الدعوة، إلا إنّ حبَّ الزعامة والمال والنساء وحسده لنبي الله موسى o ضيّع عليه دينه وإيمانه فانسلخ من آياتِ الله “، واتّبع هواه، وترك العملَ بالعلمِ النافع الذي علّمه إياه ربه، وارتدّ بعد الإيمان إلى الكفر والإلحاد، قول الله تعالى: )وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ` وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ(([10]) فعلينا أن نستعيذ بالله ( من التكبّر والأنا والاستغراق في الذات والحسد، نظرًا لعظيم خطرهم، وتسبُّبَهم في خروج الإنسان من السعادة الأبديّة إلى الشقاء الأبدي.

انتهاكات كرزكان

وبخصوص ما يحدث في كرزكان وانتهاك السلطة هناك، قال: الانتهاكات الأخيرة التي مارستها السلطة في كرزكان الجريحة بهدف اعتقال الشباب الأبرياء حقيقة، والمتّهمين زورًا وبهتانًا، والرغبة في الانتقام منهم والانتقام من الشعب والمعارضة فيهم، هي ممارسات مدانة ومرفوضة بكلِّ ما للكلمة من معنى وعلى كلِّ المستويات، فهي مُدانة ومرفوضة على المستوى السياسي، وهي مُدانة ومرفوضة على المستوى القانوني، وهي مُدانة ومرفوضة على المستوى الحقوقي والإنساني، وهي مُدانة ومرفوضة على المستوى الشعبي.

وقال: لا يمكن تصنيف ممارسات السلطة في كرزكان أبدًا على أنّها ممارسات سلطة مع شعبها، بل هي ممارسات عدائيّة لا تُمارسها سلطة مع شعبها، وإنّما يمارسها الأعداء مع أعدائهم.

وقال: هي حالة خطيرة جدًا، فالشعب أثبت بالتجربة رِقيّه في التعامل مع السلطة. فالكلُّ رأى وعَلِمَ كيف تصرّف المواطنون بشكلٍّ راقي وحكيم جدًا مع ميثاق العمل الوطني، وكيف استجاب المحتجّون لدعوة سماحة العلاّمة الشيخ عبد الجليل المقداد، ذلك لأنّهم لا يريدون سوى الأمن والاستقرار والحقوق التي توفِّر لهم العزّة والحياة الكريمة.

إلا إنّ السلطة تصرَّفت بشكل مختلف تمامًا، فانقلبت على الدستور العقدي وميثاق العمل الوطني، وأصدرت القوانين المقيِّدة للحريّات، ومارست الانتهاكات الشنيعة لحقوق المواطنين ولا زالت، وتصرفات السلطة اليوم في كرزكان هي تصرّفات عدائيّة مجنونة وغير مسؤولة، وهي أسوأ من تصرّفاتها المدانة في التسعينات وما قبلها، وهذا يعني أنّها تعمل على وضع السدود في طريق رجعة المياه إلى مجاريها الطبيعية، وتضع العراقيل أمام إقامة العلاقة الطبيعية بينها وبين الشعب.

وقال: صحيح إنّ السلطة تعمل على استبدال شعبٍ بشعبٍ آخر من خلال التجنيس السياسي الممنهج، ولكنّها ـ وإن تألَّمَ الشعبُ وأصابه الضرر البليغ من ممارساتها ـ هي المتضرّر الأكبر والحقيقي في النهاية، وعليها أن تُدرك ذلك وتعلمه.

فالسلطة مهما جنَّسَت فإنّها لن تستطيع أن تستبدل شعبًا بشعبٍ آخر، ولكن الشعب يستطيع أن يستبدل السلطة بسلطة أخرى، وهذا حقٌّ من حقوقه. والسلطة بهذه الممارسات العدائيّة وغير المسؤولة، تفتح الباب على مصراعيه أمام الاحتجاجات وأعمال المقاومة، وستكون مقبولة لدى كل الأطراف الشريفة في المعارضة، وستكون السلطة هي المُدانة، وهي التي تحفر قبرها بيديها الآثمتين.

التكامل في الأدوار بين المقاطعة والمشاركة

وبخصوص رؤية تيار الوفاء الإسلامي حول الموقف من انتخابات العام 2010م، قال: لو نجحنا في تفعيل قراري المشاركة والمقاطعة على أساس التكامل بينهما (وهي رؤية استراتيجية يتبنّاها التيار وأعلنها في بيان الانطلاق) فلا شكّ إنّ ذلك سيعود بنتائج إيجابية على الساحة الوطنية، وأحد أهم هذه النتائج هو توفير ظروف أفضل لعمل المشاركين والمقاطعين، بحيث يتجنّب الطرفان المواجهة البينيّة داخل قوى المعارضة، وأن يكون التركيز على نيل الحقوق من السلطة وتحقيق الأهداف الوطنية، بحيث يعمل كل طرف لتحقيق أهدافه من خلال رؤيته وبرامج عمله دون الانشغال بالآخر.

وقال: لا يلزم العمل من أجل تحقيق أهداف المشاركة والمقاطعة الانشغال بالطرف الآخر، ولا يلزم من التكامل عدم سعي كل طرف لتحقيق أهدافه، بل إنّ تجنّب المواجهة البينيّة سوف يخلق بيئة أفضل للنجاح. وقد ذكر تيار الوفاء في نهاية الرؤية: “أن تتطلّع القوى المقاطعة لكسب الأكثريّة لرؤيتها وموقفها على أسس واقعيّة تصبُّ في خدمة المصلحة الوطنيّة العليا، بدون إحداث التصادم مع المشاركين” فالتيّار سوف يسعى لبيان وجهة نظره وتحقيق أهدافه ولكن بالحُسنى.

وقال: وقع البعض في فهم خاطئ لأطروحة التكامل من جهتين:

  • البعض ربط القبول بأطروحة التكامل بقبول الأطراف الأخرى لها، وهي لم تقبل، فلا قيمة عمليّة لهذا الطرح.
  • والبعض رأى بأنّ أطروحة التكامل فيها مراعاة إلى الأطراف المشاركة على حساب الأطراف المقاطعة.

وكلا الفهمين خاطئ، فأُطروحة التكامل لا تتوقف على قبول الأطراف الأخرى بها في الوقت الحاضر، ولم تقم على مراعاة المشاركين أو المقاطعين ونحوه، وإنّما قامت على الفهم الشامل والدقيق لمكوِّنات الساحة الوطنيّة والأفضل في إدارتها، وإنّ مسؤولية التيار هو طرح هذه الرؤية والدعوة إليها والسعي لإقناع الآخرين بها والعمل بجد وصدق من أجل تطبيقها.

وهو إن واجه صدود وعدم قناعة بها في الوقت الحالي، فإنّ الأمر قد يختلف في المستقبل، فالواجب عليه أن يطرح ويعمل ما يؤمن بأنّ فيه لله رضًا وللناس فيه صلاح، وأن يسعى في تذليل العقبات التي تقف في وجهه وعدم الخضوع والاستسلام إليها، وقد بيّن تيار الوفاء مرارًا وتكرارًا بأنّه ملتزم بمبادئه وقناعاته ولو كان العمل بها من طرف واحد.

وقال: لم يقف تيار الوفاء الإسلامي عند حدِّ رؤية التكامل وإنّما تقدّم خطوة أكبر وأكثر أهميّة حينما طرح توحيد القيادة وبناءها على أصول صحيحة، بحيث تأخذ بتعدّد الخيارات والتكامل بينها، وتكون مظلةً ممدودةً يستظلُّ بها الجميع.

وقال: في انتخابات 2002م رفضتُ شخصيًّا فكرة المشاركة بالصف الثاني، وذلك لأنّ هناك فرصة حقيقيّة لإحداث إصلاح حقيقي على مستوى المسألة الدستوريّة والدوائر الانتخابية وغيرها من خلال المقاطعة الشاملة، وهذا ما كاد أن يحدث وظهرت بوادره في العام 2004م، غير أنّ خطأً قد حدث بظهور رسائل القبول بالمشاركة في 2006م بدون قيد أو شرط مما دفع بالسلطة إلى التراجع عن التنازلات التي كانت على استعداد لتقديمها من أجل إقناع المقاطعين بالمشاركة.

وقال: الموقف في انتخابات العام 2010م مختلف عمّا سبق، فاليوم أصبحت قوي سياسيّة معارضة رئيسيّة ضمن المشاركين، وهذا أمر واقع لا يمكن تجاهله، فما هو الأفضل في إدارة الموقف؟ هل ندخل في مواجهات بينيّة معهم؟ أم نطرح التكامل ويسعى كل طرف لتحقيق أهدافه بالشكل الذي يراه مناسبًا؟ لا شكّ إنّ التكامل أفضل.

وقال: هذا الطرح ليس جديدًا، فموقفي في العام 2002م هو عدم التعاطي مع أعضاء البرلمان، غير إنّ الموقف تغيّر بمشاركة الوفاق، وهذا لا يعني التمييز بين الوفاق في نفسها وبين غيرها من القوى السياسية الوطنية، وإنّما لأنّ مشاركة الوفاق قد خلقت معادلة جديدة على الساحة الوطنية، وقد سجّلتُ ذلك في كتاب ذاكرة شعب.

الرؤية تأسيس لحالة جديدة

وبخصوص الرؤية، قال: نحن لدينا رؤية، ومن يملك رؤية فهو يمتلك موقف. والرؤية أعدت منذ شهور عديدة، وهي خلاصة لنقاشات واسعة ومعمّقة وورش عمل وملاحظات أتت من علماء كبار ومحامين ومثقّفين وسياسيين وغيرهم، ولدينا موقف أوّلي تفصيلي معد في خمسة بنود استندنا فيه إلى هذه الرؤية. وقد قدّمنا الإعلان عن الرؤية على الإعلان عن الموقف التفصيلي، لأننا نريد أن نقف على نتائج الحوارات والمناقشات حول الرؤية، فهذا التقديم يسمح بتبادل الرأي حول الرؤية وإنضاج أكثر للموقف من الانتخابات، ويحترم عقول الجماهير، ونحن نتطلّع بصدق وإخلاص إلى مشاركة الجميع في تطوير الرؤية وإنضاج الموقف.

وقال: الرؤية تؤسِّس لحالة جديدة ولوعي جديد للساحة وللإدارة السياسية، فالأطروحات السابقة أحاديّة الجانب تتبنّى إما المشاركة وإما المقاطعة، أما الرؤية فقد طرحت التكامل، كما أوضَحَت بأنّ المقاطعة ليست مطلوبة في نفسها، وإنّما هي مطلوبة من أجل تحقيق الإصلاح الحقيقي والشراكة الشعبيّة الفعليّة في صناعة القرار، فقد كانت انتفاضة الكرامة والشهداء الأربعين الذين سقطوا فيها وآلاف المعتقلين ومئات المهجَّرين والمبعدين من أجل المشاركة وليس المقاطعة، إلا إنّ المشاركة الحاليّة لا تؤدِّي إلى الشراكة الشعبيّة في صناعة القرار ـ وهي الغاية المطلوبة من المشاركة ـ بل هي عقبة في طريق الشراكة الشعبيّة الفعليّة في صناعة القرار، ولهذا كانت مقاطعة تيّار الوفاء، ثمَّ جاءت شروط التيّار للمشاركة في الانتخابات، لتبيِّن بأنّ الهدف هو المطالبة بالشراكة الفعليّة والوصول إليها عبر نضالات شعبنا التي لم تنقطع ولن تنقطع قبل أن يحدث الإصلاح الحقيقي وتحصل الشراكة الشعبيّة الفعليّة في صناعة القرار.

وقال: رؤية التكامل لا تؤدِّي إلى ترسيخ خيار المشاركة على حساب خيار المقاطعة، فهذا الطرح طرحٌ مرعوب لا يملك الثقة الحقيقية في خياراته وقدرتها على الانتصار في الصراع من خلال الأدوات السلميّة والأساليب الواقعيّة البعيدة عن الضجيج والإثارة. فنحن قد أعلنا موقفنا العام من الانتخابات وهو المقاطعة، وسوف ندافع عن هذا الخيار بكل شجاعة ونبيّنه للناس بالتي هي أحسن، ونضع برامج وآليات عمل من أجل تحقيق أهداف المقاطعة ولن نكتفي بنشر الرؤية، فالمقاطعة موقف واقعي من أجل معالجة قضايا حقيقية على الساحة الوطنية وليست رغبة سياسيّة في مقابل رغبات سياسيّة أخرى، وهذا الموقف لا يتعارض مع أطروحة التكامل، فهناك عوامل دفعتنا للمقاطعة، وهناك عوامل أخرى دفعتنا لطرح التكامل ضمن الرؤية الشاملة والدقيقة لمكوِّنات الساحة والأفضل في إدارتها، والنقاط التي دفعتنا إلى المقاطعة لا تمنع من التكامل، كما توهَّم البعض.

وقال: نتمنّى أن تكون هناك مناقشات جادّة وواعية لهذه الرؤية وما جاء فيها من التأسيس، وهذا ما حدث إلى حدٍ ما، ولكن ـ وللأسف الشديد ـ وجدنا أيضًا كثيرًا من المناقشات الخشبيّة الجامدة التي تقوم على التعصّب والأحكام المسبقة، والمناقشات الانفعاليّة الغرائزيّة وربما الموتورة، وهي لن تثنينا عن المضي قدمًا في الطريق الذي رسمناه، وقد وضعنا أدوات لمناقشة الرؤية ودراستها وتوصيلها إلى الجماهير، وأملنا كبير جدًا في أن نكسب الجولة لصالح هذه الرؤية المتوازنة والعمل بها من أجل مجد الوطن ومصالح المواطنين، إن لم يكن على المدى القريب فعلى المدى البعيد، والعاقبة للتقوى والمستضعفين في الأرض.

وقال: من الخطأ تصوّر إنّ الانتصار لأحد الخيارين في الظروف الراهنة لا يكون إلا بمحاربة الخيار الآخر وإلغائه، فهذا التصوّر في الوقت الحاضر غير واقعي، وهو تصوّر جامد لا يُدرِك المتغيِّرات، ولا يأخذ جميع المكوِّنات بعين الاعتبار في فهم المعادلة السياسية وإدارة الموقف السياسي، وسيكون ـ لو عمل به ـ فشلاً لكلا الطرفين، بل هو انتحار سياسي إرادي ناتج عن سوء التقدير وسوء الإدارة.

موقف المقاطعة يقوم على بعد واقعي

وبخصوص تأثير تزوير نسبة التصويت على خيار المقاطعة، قال: للقرار السياسي والمواقف السياسية بعدان:

  • البعد الواقعي الحقيقي: وهو يرتبط بوجود قضايا وطنيّة حقيقيّة، مثل: المسألة الدستورية، والتوزيع الظالم للدوائر الانتخابية، والتجنيس السياسي الممنهج، والتمييز الطائفي البشع، والفساد الإداري والمالي، ونهب الثروة وسرقة الأراضي ونحوها، وكل هذه القضايا والملفات تبحث عن حلول واقعيّة تتطلّب التغلّب على الصعوبات، مثل: تزوير نتائج الانتخابات، وممارسة السلطة لإرهاب الدولة ضد المعارضين، ونحوها، وهي صعوبات حقيقيّة إلا أنّها لا تُلغي الموقف الواقعي المطلوب من أجل إيجاد حلول واقعيّة للقضايا والملفات الوطنيّة الفعليّة. وقرار المقاطعة هو من قبيل هذه المواقف الواقعيّة التي ينبغي أخذها والالتزام بها مهما كانت الصعوبات والتحديات من أجل الوصول إلى حلول واقعيّة لقضايانا الوطنيّة والملفات العالقة.
  • البعد السطحي والشكلي: وهو البعد الذي ينظر إلى الصعوبات والتحديات ويتخذ المواقف التي تمليها عليه هذه الصعوبات والتحديات، بدون أن ينظر إلى فاعليّة المواقف وقدرتها على حل القضايا الوطنيّة والملفات العالقة، وهذه المواقف تكون هدرًا للجهد ومضيعة للوقت وسببًا لضياع حقوق المواطنين وتشويه لصورة الوطن ومدعاة لتخلّفه.

التحالف الثلاثي (الوفاء وحق والأحرار)

وبخصوص إعلان تيار الوفاء الرؤية وإعلان حق والأحرار الموقف، قال: البعض توهّم بأنّ هناك اختلاف كبير بين تيّار الوفاء من جهة وحركة حق والأحرار من جهة ثانية، وهذا غير صحيح، فحق والأحرار شركاء حقيقيين في الرؤيّة، والمقاطعة موقف مشترك بيننا، وسوف تكون هناك برامج مشتركة لتحقيق أهداف المقاطعة قبل الانتخابات وبعدها.

القول بأنّ الاختلاف في بعض التفاصيل، مثل: إنّ تيّار الوفاء يؤمن بالتكامل بين خيار المشاركة والمقاطعة، بينما حق لا تؤمن بذلك، وهذا يُلغي التحالف والعمل المشترك، هذا القول ليس في محلِّه، بل هو من سوء التفكير، فليس من المعقول أن نسمح للاختلاف في بعض المسائل الجزئيّة ـ ووجودها أمر طبيعي بين القوى المتحالفة ـ بأن تعصف بالتحالف والعمل المشترك، فهذا النمط من التفكير سيء، وهو الذي يقف وراء نكبة العرب، حيث إنّ الاختلاف في بعض المسائل الجزئيّة يُدخلهم في صراعات مريرة مع بعضهم، ويقف عقبة أمام وحدتهم وعملهم المشترك، بينما نجد الأوربيين يحافظون على وحدتهم والعمل المشترك بينهم رغم اختلافهم في الكثير من المسائل الجوهريّة، وهذا سرُّ قوَّتَهم وتقدمهم.

وقال: حينما ترغب في الصعود إلى مكان مرتفع فأنت بحاجة إلى سُلَّم، ويجب أن يتكوَّن السُلَّم من مجموعة عتبات وليس من عتبة واحدة، فإذا تألّف السُلَّم من عتبة واحدة، فإنّه يفقد قيمته ولا يصلح للصعود، فلا بأس في أن يتكوّن عمل المعارضة من مجموعة عتبات لكي تستطيع الصعود إلى المكان المرتفع الذي ترغب الوصول إليه، ولا بأس في أن يؤلِّف العتبات مجموع التفاوت لدى المشاركين والمقاطعين.


([1]) ق: 19 ـ 22.

([2]) الأنعام: 122.

([3]) يوسف: 90 ـ 91.

([4]) التوبة: 105.

([5]) النساء: 41.

 ([6])البقرة: 3.

([7]) الرعد: 14.

([8]) ق: 17 ـ 18.

([9]) الأعراف: 13.

([10]) الأعراف: 175 ـ 176.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى