لقاء الثلاثاء (17) | 13-7-2009

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِّ على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.

دعوة الأستاذ عبد الوهاب لاتباع الشيخ عيسى وظاهرة التقديس

بخصوص دعوة الأستاذ عبد الوهاب حسين المأثورة باتّباع الشيخ عيسى أحمد قاسم، وعلاقة ذلك بالتقديس والاتّباع الأعمى، قال الأستاذ: لقد كانت الدعوة في الوقت الذي كنت أتبنّى فيه قيادة سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم (حفظه الله تعالى) للتيار، وهذه مسألة تنظيمية، فرأي القيادة مقدَّم على رأي الجميع من الناحية التنظيمية، ولا علاقة لذلك بالتقديس والاتّباع الأعمى، فعبد الوهاب له دور تأسيسي لمنهج النقد السياسي وغيره على الساحة الوطنية، وينتقد بقوّة منهج التبرير، ويُحذِّر من تباعاته السيئة على مستوى الوعي والمصالح الإسلامية والوطنية، وهذا معروف ويتم التحدث عنه كثيرًا في الكثير من المحافل والمنتديات وبعض وسائل الإعلام، وهو قديم وليس جديد، فعبد الوهاب كان ولايزال يطالب الجماهير والنخب بمراقبة أطروحات القيادات الرسمية والشعبية ومواقفها وأدائها ونقدها، ويرى إنّ ذلك من مقتضيات عقيدة التوحيد وحفظ المصالح العامة: الإسلامية والوطنية، وهو لم يستحِ من الإقرار بتلك الدعوة، وهي في حينها لم تمنعه من ممارسة دوره النقدي لأطروحات ومواقف وأداء سماحة الشيخ(أيّده الله تعالى) وهو نقد ملتزم بالضوابط العقلية والشرعية والأدبية، ومتوقّف عند حدود الأطروحات والمواقف والأداء ولم يمس من قريب أو بعيد في الماضي أو الحاضر الذات المحترمة لسماحة الشيح (أعزّه الله تعالى) ثم أختلف معه وأُظهرُ هذا الاختلاف للعلن لما أرى بأنّ المصلحة الإسلامية والوطنية في ذلك.

والخلاصة: الدعوة لاتّباع القيادة أمر صحيح من الناحية التنظيمية، ولا علاقة لذلك بالتقديس والاتّباع الأعمى، وهو لا يعني تعطيل دور المراقبة والنقد والمحاسبة.

وقال: حينما تختلف في قضايا الشأن العام مع شخص لا تحبه وتظهر ذلك، فإنّ ذلك مما هو مألوف ومعتاد لدى الناس جميعًا، ويتعفّف الصالحون عن إظهار الخلافات الشخصية مع من لا يحبونهم إلى عامّة النّاس، ويحرصون غالبًا على إخفائها. ولكن حينما تختلف في قضايا الشأن العام مع من تُحبُّه وتحترمُه وتقدِّرُه كثيرًا من الكبار، وترى المصلحة في إظهار ذلك للرأي العام، فهنا الاختبار والابتلاء الحقيقي للإنسان في صدقه وإخلاصه لخالقه ودينه وأمته ووطنه.

هل تعلمون أين كان الابتلاء الأكبر لخليل الله إبراهيم o لقد كان في الأمر له في المنام بذبح وحيده إسماعيل ‘ الذي جاءه على كبر سنه. نعم كان في المنام ومنام النبي وحي، إلا أنه كان جزء من البلاء، لأنّ ذلك قد يمنحه الفرصة للتبرير ومحاولة الهروب من التكليف، ولكنّه خليل الله الذي لا يبحث لنفسه عن مبرِّرات للهروب من التكليف الإلهي، وإنما يتطلَّعُ صادقًا بقلب طاهر لمعرفة التكليف لينجزه على أكمل وجه. ولو إنّ الله ( أمر خليله إبراهيم o بذبح عدوه لما كان له في الامتثال فضيلة، ولو كان الأمر بذبح إنسان غريب عنه لما كان له في الامتثال فضيلة، ولو كان له عددٌ من الأبناء وأمر بذبح أحد أبنائه لكان الأمر أهون عليه، ولكن الأمر جاءه بذبح ابنه الوحيد الذي أتاه في سن الشيخوخة بعد طول الانتظار والتطلّع إلى رحمة الله الواسعة وكثرة الدعاء والرجاء من الله U، وهذا هو البلاء الحقيقي، وفيه تتجلّى الخِلَّة والصدق والإخلاص إلى الله ذي الجلال والإكرام.

وقال الأستاذ: وضع اختلاف عبد الوهاب مع سماحة الشيخ عيسى (حفظه الله تعالى) ومنهجه النقدي في دائرة التسقيط، هو كلام ساقط في الاعتبار العلمي والأخلاقي، ولا يدل على الرقي الفكري والروحي، بل هو كلام ـ في حال صدق النوايا ـ يدلُّ على فهمٍ غريزيٍّ سطحيٍّ وروحيّة هابطة.

ضوابط النقد

وبخصوص التجاسر في النقد على المقامات العالية، قال: عرضت أسئلة ملتقى فجر البحرين والأجوبة عليها على مجموعة من الشخصيات، وإحدى الشخصيات الكبيرة انزعجت كثيرًا من الأسئلة، ورأت من الخطأ القبول بها والإجابة عليها واقترحت إهمالها، لأنّ ذلك سيفتح المجال للتجاسر على الآخرين بنفس الطريقة.

وفي لقاء خاص مع بعض النخب، جرى تناول النقد وضرورة وضع حدود له، وعدم السماح بالتجاسر على الشخصيات والمقامات الكبيرة، وقال: النّقد حق وفي بعض الأحيان يكون واجبًا، إلا أنّه ينبغي في ممارسة النقد مراعاة بعض الضوابط ليكون النقد إيجابيًا ومنتجًا، منها:

• الالتزام بالوقوف في النقد عند حدود الأطروحات والمواقف التي تتعلق بالشأن العام وتجنب الدخول في القضايا الخاصة والشخصية.

• المحافظة على حرمة الإنسان وعدم المس بذوات الأشخاص واحترام المقامات المصونة عقلاً وشرعًا.

• مراعاة المبادئ والقيم الروحية والأخلاقية ومقتضى المصلحة العامة: الإسلامية والوطنية.

وقال: هذا لا يعني أبدًا الحجر على حرية النّقد العلمي الموضوعي النزيه الملتزم بالضوابط الصحيحة المناسبة، لأنّ النقد شرطٌ لكلِّ عمليّة تصحيح وتطوير في أيّة حركة فكرية أو عملية، والرموز والقيادات أولى بالنقد من غيرهم، لأنّ نتائج أطروحاتهم ومواقفهم وأدائهم تنعكس على مصالح الناس العامة: الدينيّة والدنيويّة، وقال: لا يجوز أن نعود إلى قيم الجاهلية التي يتمُّ التغاضي فيها عن أخطاء الشريف، ومآخذة الضعيف على أخطائه، وذلك بأن نسكت عن أخطاء الكبار ونقدهم، ونتحدث عن أخطاء الصغار وننقدهم، فهذا مخالف للعقل والدين والأخلاق وضد المصالح العامة للناس، وعلينا جميعا أن نحذر منه ومن الترويج إليه باسم الدين أو غيره، والترويج له باسم الدين أقبح من غيره.

وحول شعوره أثناء التحقيق معه في الاعتقال، وأثناء إجابته على أسئلة ملتقى فجر البحرين، قال: خلال التحقيق معي أثناء الاعتقال كنت أشعر بالشموخ والتصميم على إظهار إرادة التحدي وذلك بشكل هادئ، وهذا ما لمسه المحقّقون وعبّروا عنه بأسلوبهم الخاص. أمّا أثناء الإجابة على أسئلة إخواني وأبنائي في الملتقى، فكنت أشعر بالكثير من الألم والحزن والشفقة، ولقد حرصت في الإجابة على الأسئلة على أن أخلق جوًّا أخويًّا وروحيًّا وأخلاقيًّا مختلفًا عن ذلك الجو غير الودّي الذي تجلّى في بعض الأسئلة، وأرجو أن أكون قد وفقت في ذلك.

وحول إصرار البعض على إثارة ذات الأسئلة، قال: مع تقديري بأنّ الكثير من الأسئلة تدخل في دائرة التوجيه الممنهج ـ وقد ذكرت ذلك مرارًا في الإجابات ـ إلا أنّني تعاطيت عمليًّا معها على أنها أسئلة حقيقية وإشكالات فعليّة، لاسيّما إنّ إثارتها تتكرّر في الكثير من المحافل والمنتديات إلى درجة يصح وصفها بأنها تلاحقنا أينما ذهبنا، وقد انطلقت في الإجابة على الأسئلة من منطلق تحمّل المسؤولية في الإجابة على أسئلة المؤمنين، ومعالجة ما يعتلج في داخلهم من إشكالات، بهدف إدخال الطمأنينة إلى قلوبهم، ووضع نهاية لتلك التراشقات غير المحمودة. وقد وقفت على وصف بعضهم للإجابات بأنها ضعيفة ومتناقضة ولا تدلُّ على فهم واعي وغيره، إلا أني لن أنشغل بعد ذلك اللقاء بالإجابة على مثل تلك الأسئلة، فقد عزمت على ذلك، لأنّي قلت ما عندي وأدّيت ما عليّ من تكليف ومسؤولية بشأن تلك الأسئلة، وكلٌّ يعمل بعد ذلك بحسب قناعته التي توصل إليها، وحسابه وأجره على الله سبحانه وتعالى لا على غيره.

اللقاء مع الوفاق

وبخصوص ما أثاره البعض عن علاقة رغبة الوفاق في اللقاء مع التحرك الجديد بحملتها الانتخابية، قال: نحن لا نخشى اللقاء مع أيِّ طرفٍ كان، وحرصنا على اللقاء مع من يختلف معنا، لا يقل عن حرصنا على اللقاء مع من يتفق معنا، فنحن ملتزمون بصون المصلحة العامة: الإسلامية والوطنية، وليست لدينا وراء التحرك مصالح خاصّة نخاف عليها من الضياع:

• فإذا كان ما عندنا باطل أو ضار بالمصلحة العامة، فإرادتنا هي التخلّي عنه وعدم التمسّك به بأيِّ حالٍ من الأحوال.

• وإذا كان ما عندنا حقًّا وعدلاً ويصب في المصلحة العامة، فلدينا القدرة على التشخيص والدفاع عنه، ولا نخاف أن نغلب عنه.

وقال: اللقاء مع الإخوة في الوفاق هو كاللقاء مع غيرهم، له أهداف محددة لدينا وقد أعلنّا عنها سابقًا، ونرى بأنّ اللقاء من مقتضيات المصلحة الإسلامية والوطنية، ونحن متمسكون به. ونحن لا نذهب لأيِّ لقاءٍ مع أي طرف كان عزلاً، وإنّما نذهب ولنا رؤيتنا الواضحة التي نرجع إليها في حواراتنا ومفاوضاتنا مع الغير: الحليف والصديق والمخالف، ولدينا ما ندافع به عن أطروحاتنا ومواقفنا.

الموقف من انتخابات 2010م

وبخصوص الموقف من انتخابات 2010م، قال: التحرّك أعدَّ رؤيته الخاصّة حول انتخابات 2010م، وهو يعد لمناقشتها مع مجموعة من النخبة بهدف إنضاجها قبل إقرارها من قبل قيادة التحرّك، وسوف يدخل في مناقشات ومفاوضات بشأنها مع الحلفاء والأصدقاء لبلورة الموقف النهائي من الانتخابات القادمة في 2010م.

وقال: لن يكون الموقف ـ بحسب الرؤية الحالية ـ موقفًا سطحيًّا، كأن يكون القرار بالمقاطعة أو المشاركة والتحشيد أو عدم التحشيد لها، بل الرؤية تؤسِّس لموقفٍ سياسيٍّ مركَّبٌ وناضج ـ إن شاء الله تعالى ـ ونيّة التحرّك هو أن يُعلن عن الموقف ويطرح معه الرؤية التي توثّقه وتسنده وتدافع عنه وتحميه وتُحشِّد إليه، وذلك جريًا على منهجه الإسلامي في التوثيق وخلق الوعي والبصيرة بالأمور التي يطرحها والمواقف التي يتخذها، على قاعدة: (العمل السليم: رؤية وموقف).

وقال: أنا أعي جيدًا تأثير الموقف الضعيف للتحرّك من الانتخابات على معنويات الجماهير التي تترقّب الموقف على أحر من الجمر، وإنّ الطرح والسلوك والمواقف، إذا لم تأتِ بمستوى الطموح، فسوف تكون النتائج سلبية على المواطنين وأوضاع الساحة الوطنية.

وقال: لو إنّ المقاطعين حشَّدُوا لرأيهم في انتخابات 2006م لحُمِّلوا مسؤولية الفشل والإخفاق في التجربة، ولكن الله سبحانه وتعالى سلم، فقد جاءت نتائج تجربة المشاركة المخيبة للآمال من حقيقة ذات المؤسسة. ومع ذلك أخذت البعض كالعادة العزّة بالإثم ولم يتورع عن تحميل المقاطعين مسؤولية الفشل والإخفاق!!

بين القبول بالأمر الواقع وتحمّل مسؤولية التغيير

وقال: هناك صعوبات كبيرة تقف في وجه قوى المعارضة، وهذه حقيقة واضحة لا لبس فيها ولا شك، وأمام هذه الحقيقة:

• هناك من يقول: من الممكن التغلّب على هذه الصعوبات وقهرها والوصول إلى تحقيق المطالب الشعبية العادلة بإذن الله تعالى، وذلك يحتاج إلى الرؤية الصحيحة الواضحة في التغيير وأدواته ومتطلباته، وإلى الروح المعنوية العالية والإرادة القوية، وإلى حسن الإدارة والتصرف.

• وهناك من يقول: الصعوبات فوق طاقتنا وفوق إمكانياتنا، وليس في وسعنا أن نفعل شيئًا أمامها، مما يعني القبول بالأمر الواقع والسعي وراء تحصيل ما يمكن تحصيله من الفتات وما يُنعم به الحاكم علينا. وأرى بأنّ هذا القول مخالف للمنهج القرآني، وللتجارب البشرية: التاريخية والمعاصرة، وأصحابه يعيشون اليأس والهزيمة النفسية والروحية الضعيفة وعدم الثقة بالنفس، ولا يرون الأفق الواسع خارج حدود نفسهم الضيقة المنغلقة، من القدرة الإلهية والرحمة الواسعة، وتجارب الشعوب المجاهدة والمناضلة من أجل الرقي والازدهار، والسنن الكونية في التغيير.

وقال: عليكم أن تُحسنوا التقييم لهذين القولين، وتأخذوا بأحسنهما بحسب قناعاتكم الفعلية وفق موازين العقل والدين والتجارب البشرية، وذلك تعبّدًا لله سبحانه وتعالى ومن أجل مصلحتكم، وهو تكليفكم، ولا تأخذكم في الله U وفي مصالحكم وقضاياكم الحقيقية لومة لائم.

• وبخصوص خيار التغيير التدريجي، قال : التدرّج في التغيير كالتدرّج في الخلق، من سنن هذه الحياة ولوازمها، وقد جرت عليه سنة الله سبحانه وتعالى في الخلق، فقد خلق الله ( السماوات والأرض في ستة أيام، وجعل النطفة تمرُّ بمراحل عديدة حتى تصل إلى صورة الكائن المتكامل الأعضاء، والبذرة تمر بمراحل عديدة حتى تصل إلى صورة الشجرة الكاملة، وغيره، وفي قدرة الله سبحانه وتعالى أن يقول للشيء كن فيكون، إلا إنّ الخلق التدريجي يكشف لنا عن طبيعة هذا العالم وحقيقته ولوازمه، والحكيم هو من يدرك ذلك ويأخذ به، ومنه التدرّج في الإعداد وجمع القوّة للتغيير المطلوب.

إلا إنّ خيار التغيير التدريجي له فهمان:

• طرح المطالب والأهداف مع الأخذ بالأساليب والأدوات القادرة على تحقيقها تدريجيًا، وهذا من الحكمة.

• طرح المطالب والأهداف والأخذ بالأساليب والأدوات غير القادرة على التغيير وتحقيق المطالب، بزعم: التغيير التدريجي، وعدم حرق المراحل. وهذا برأيي مما يدخل في دائرة الإرادة الوهمية وعدم الصدق.

وعن التغيير التدريجي عبر البرلمان، قال: التغيير التدريجي لا يمكن أن يتحقق عبر المشاركة في فيما يسمى بالبرلمان الحالي في بلادنا، لأنه مرتهن بالكامل بيد السلطة التنفيذية، كيفًا من خلال الصلاحيات، وعددًا من خلال أغلبية الموالاة الذين جاء بهم إلى المجلس المنتخب التوزيع غير العادل للدوائر الانتخابية والمراكز العامة، بالإضافة إلى المجلس المعين بالكامل، والذي يحظى بصلاحيات تشريعية تفوق صلاحيات المجلس المنتخب، والاكتفاء بالعمل من خلاله يعني ارتهان النفس والمصير بيد السلطة التنفيذية وإرادتها غير الطيبة، وإرادة التغيير التدريجي من خلاله بواسطة ممثلي الشعب أمر غير ممكن، والقول به من الوهم الذي لا حقيقة له ولا واقع، وتكذبه التجربة والوقائع.

التكامل بين العقول

وتأكيدًا على دور الجماهير قال: أتمنّى عليكم أمران، وهما:

• أن تخرجوا من دائرة الاستهلاك في قال فلان وفعل علاّن وما رأيك فيما قال فلان وفيما فعل علان، إلى دائرة التفكير الجِدِّي في تشخيص الصعوبات التي تقف أمامكم وتحول بينكم وبين تحقيق مطالبكم العادلة وأهدافكم المشروعة، وفي الطريقة والأساليب والوسائل والأدوات التي تتغلَّبون بها على تلك الصعوبات وتحقِّقون ما تصبون إليه بإرادة جِدِّيّة.

• أن تخرجوا من دائرة الاكتفاء بالسؤال وتلقي الإجابات والتأمين على أقوال الرموز والقيادات، إلى دائرة الشراكة الفعلية في صناعة القرار والمواقف. فقد منحكم الله ( عقولاً وقدرات متنوعة، والأمّة أحوج ما تكون إلى نتاج عقولكم وقدراتكم المتنوعة، فلا ترضوا بتعطيل عقولكم وقدراتكم، ولا تقبلوا باختصار عقول الأمة في عدد محدود من عقول الرموز والقيادات، ولكن ضموا عقولكم إلى عقولهم، وشاركوهم في صناعة الرؤى والمواقف، واحذروا من التقديس والاتّباع الأعمى، فإنّكم مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى يوم القيامة ومحاسبون على أقوالكم وأفعالكم ومواقفكم، وتجزون من الله تعالى جزاء موافقًا لأقوالكم وأفعالكم ومواقفكم في الحياة، ولن ينفعكم في ذلك اليوم أحد إلا ما تأتون به من عمل صحيح مقبول عند الله سبحانه وتعالى.

وقال: الرسول الأعظم الأكرم Q يمتلك أكمل عقل بشري، وعقله أكبر من عقل جبرئيل o ومع ذلك كان يشاور أصحابه ويشركهم في صناعة القرار، وبهذا تمكن من أن يخلق منهم قادة يحملون مشعل الحضارة الإسلامية النيرة، ويفتحون لها أبواب العالم أجمع، وكانوا من قبله مجرد بدو يرعون الإبل والأغنام.

شؤون التحرك الجديد

وبخصوص التحرّك، قال: لقد تحدّثت في الأسبوع الماضي عن بعض عوامل اليأس لدى الجماهير، منها: الاختلافات بين الرموز، والتنافس غير الودِّي بين الفرقاء، واستيلاء المنتفعين على ثمار تضحيات المستضعفين، وقد أضفتم في حديثكم الجميل (مشيرًا لحديث أحد الشباب) عاملاً من عوامل الإحباط، وهو غياب البرامج العملية لدى التحرّك الجديد حتى الآن، حيث إنّ الكثير من المواطنين يعقدون الآمال عليه، وهذا شيء صحيح، والمطلوب من التحرّك أن يخرج سريعًا من مرحلة التأسيس والتنظير، ويبدأ بطرح برامج عمله لتحقيق المطالب ويقوم على تنفيذها بعزم وإرادة قوية، والتفاعل مع المستجدات على الساحة الوطنية وخارجها.

وقال: كثرة الوعود وقلّة العمل تُثقل ظهر التحرّك وربما تقصمه، وإنّ طرح برامج العمل والقيام على تنفيذها بعزم وإرادة يكسبه ثقة المواطنين ودعمهم غير المحدود له، ولهذا أتجنّب إعطاء الوعود، وأكتفي بتقديم الأفكار، وأطالب بالنّقد والمحاسبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى