ثورة وليس مجرّد انتفاضة أو حركة مطلبيّة سلميّة!!

لن أتكلّم عن التاريخ الدامي الذي سبق الاستقلال، وسأقتصر على ما بعد الاستقلال، لأنه قريب ومعاصر ولا يمكن تكذيبه!!

لقد صوّت الشعب في الاستفتاء الذي أشرفت عليه الأمم المتحدة على عروبة البحرين واستقلالها عن إيران، على أن يقوم نظام ديمقراطي تحت حكم آل خليفة، وعلى هذا الأساس تمّ تشكيل هيئة تأسيسيّة وضعت دستور 73 العقدي، ثم جرت على ضوئه انتخابات تشريعية، ولم تمض على الانتخابات التشريعية سوى (18: شهر) حتّى انقلبت السلطة على إرادة الشعب، فحلت البرلمان، وعطلت العمل بالدستور ـ بشكل غير دستوري ـ وفرضت قانون أمن الدولة الذي رفض البرلمان تمريره، واعتقلت العشرات من أبناء الشعب منهم أعضاء كانوا في البرلمان المنحل، وقد استشهد بعض المعتقلين تحت التعذيب داخل السجن.

ثمّ جاءت انتفاضة الكرامة الشعبية الذي بلغ فيها عدد المعتقلين (15000: معتقل) وأنا أنقل هذا الرقم عن لسان أندرسون، وسقط قرابة (40: شهيدًا) ولما جاء الميثاق تناسى أبناء الشعب آلامهم وأحزانهم وصوتوا بـ(نعم) على الميثاق، ولم يمضِ سوى عام واحد فقط حتى انقلبت السلطة مجددًا على الدستور العقدي وميثاق العمل الوطني، وفرضت دستور المنحة بإرادة منفردة، وبنت عليه مؤسسة برلمانية صورية، تمتلك السلطة التنفيذية الهيمنة الكاملة عليها، وقد سبقت عمله بحزمة من القوانين واعطتها الحصانة ضد التعديل من المؤسسة البرلمانية، ثم قامت بتمرير عدد من القوانين الجائرة من خلال المؤسّسة البرلمانية الصورية، مثل: قانون الإرهاب الذي أدانته الأمم المتحدة والعديد من المؤسسات الحقوقية الدولية، وقانون الجمعيات السياسية، وقانون التجمعات، ونحوها، وقمعت الأنشطة السياسية السلمية للمعارضة، مثل: الندوات والمسيرات والاعتصامات بالقوة المفرطة.

من صبر على من؟!
هل السلطة صبرت على المعارضة، أم الشعب والمعارضة صبرا طويلاً على السلطة رغم كل هذه التجاوزات والجرائم البشعة التي طالت كل شيء في التاريخ الطويل؟!

هذه الحقائق التي ذكرتها هي في الحقيقة مسبّبات ثورة وليس مجرّد انتفاضة أو حركة مطلبيّة سلميّة!!

ليلة الثلاثاء
27 سبتمبر 2010م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى