إعدام صدام والفتنة الطائفية
المكان : قرية الديه ـ المأتم الكبير .
اليوم : مساء السبت ـ ليلة الأحد .
التاريخ : 16 / ذو الحجة / 1427هـ .
الموافق : 6 / يناير ـ كانون الثاني / 2007م .
المناسبة : عيد الغدير الأغر .
ملاحظة ( 1 ) : الاحتفال المقام في المكان المذكور هو احتفال موحد لقرى شارع البديع في المناسبة المباركة وليس خاصا بقرية الديه .
ملاحظة ( 2 ) : اختيار الموضوع كان بطلب من القائمين على تنظيم الحفل المحترمين .
ملاحظة ( 3 ) : ألقيت فوق المنصة خلاصة الكلمة فقط .
أعوذ بالله السميع العليم من شر نفسي الأمارة بالسوء ومن شر الشيطان الرجيم .
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وارحمنا بمحمد وآل محمد ، واهدي قلوبنا بمحمد وآل محمد ، وعرف بيننا وبين محمد وآل محمد ، واجمع بيننا وبين محمد وآل محمد ، ولا تفرق بيننا وبين محمد وآل محمد في الدنيا والآخرة طرفة عين أبدا يا كريم .
اللهم معهم .. معهم لا مع أعدائهم .
السلام عليكم أيها الأحبة : أيها الأخوة والأخوات في الله ورحمة الله تعالى وبركاته .
في البداية : أرفع أسمى التهاني وأطيبها إلى مقام إمامنا ومولانا وسيدنا وشفيع ذنوبنا يوم القيامة الحجة ابن الحسن العسكري ( أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ) وإلى مقامات مراجع الأمة وفقهائها وعلمائها وإلى كافة المؤمنين والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وإليكم أيها الأحبة الأعزاء بمناسبة عيد الغدير الأغر جعله الله تبارك وتعالى على المؤمنين جميعا عيد يمن وبركة وأمن وسلام .
قال الله تعالى : { وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ( البقرة : 179 ) .
عنوان حديث الليلـة ” إعـدام صدام والفتنة الطائفية ” وليس عـن سماحـة الشيخ الجمري ( رحمه الله تعالى ) كما ذكر في الإعلان ، والموضوع من اختيار القائمين على تنظيم الحفل المحترمين .. وأبدأه بالسؤال التالي : هل كان إعدام صدام حسين في يوم عيد الأضحى المبارك قرارا صائبا ؟
أيها الأحبة الأعزاء : أريد منكم أن تفتحوا عقولكم وقلوبكم معا وأن تتفهموا جيدا مضمون الحديث ، فإن عيني في هذا الحديث هي في الحقيقة وبالدرجة الأولى عليكم أنتم أيها المخاطبون الطيبون .. أريد من خلال الحديث بالنسبة إليكم تحقيق هدفين أساسيين وهما :
الهدف الأول ـ سلامة أنفسكم الروحية وطهارتها : إن الحدث الذي نحن بصدد الحديث عنه يمس مشاعركم النفسية بكثير من الحساسية ، فقد قتل صدام حسين العلماء الذين تجلونهم كثيرا ، واعتدى على المشاعر والمقدسات التي تجلونها كثيرا ، وقتل وشرد وأفقر بغير حق الشعب العراقي المظلوم الذي تحبونه ، واعتدى على جيرانه من أجل الانتقام من الإسلام العظيم وإرضاء للاستكبار العالمي . فأنتم غاضبون عليه ( بحق ) أشد الغضب ، وتريدون الاقتصاص المشروع منه وإنزال أشد العقوبة التي يستحقها به .. وهذا من حقكم . ولكن ما أريده منكم هو أن تلتزموا الموضوعية والعدل والإنصاف ، وأن تقولوا كلمة الحق وتلزموها في مثل هذا الحدث الذي له ذلك الوقع الحساس جدا في نفوسكم ، فتحافظوا بذلك على سلامتكم الروحية وطهارتها . إنها مناسبة حقيقية فريدة من نوعها لتحقيق هذا الغرض الروحي الجميل مصداقا لقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } ( المائدة : 8 ) .
الهدف الثاني ـ تعميق الوعي : إن قدرتكم في التغلب على عواطفكم وانفعالاتكم وضبطها في حدود الشريعة المقدسة والمبادئ والقيم السماوية الرفيعة في مثل هذا الحدث شديد الحساسية بالنسبة إليكم وإصداركم أحكاما موضوعية عادلة فيه يعني أنكم على قدر كبير من الوعي والتهيؤ لتحمل المسؤوليات التاريخية الكبيرة : الإسلامية والقومية والوطنية وتحقيق أهداف السماء العظيمة .
قال الله تعالى بشأن فرعون : { فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ ـ أي استخف عقول قومه ـ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ } ( الزخرف : 54 ) .
وعن الجواب على السؤال : فإني بناء على ما هو متوفر لدي من المعلومات وما هو معروف من الوقائع ، أعتقد أن قرار إعدام صدام في يوم العيد لم يكن صائبا ، وقد ترتبت عليه نتائج سلبية كثيرة على المستويين الإسلامي والقومي العربي . وأتمنى من أعماق قلبي أن يثبت في المستقبل أن الأخوة في العراق كانوا على صواب وأنـي على خطأ ، وأنهم يعلمون ما لا أعلـم ، أو يثبت أن منهجهـم الذي أخذوا به في اتخاذ الموقف هو أصوب من المنهج الذي أخذت به في هذا الحديث .
أنا لا أشك بمقدار ذرة أو أقل في أن صدام حسين كان دكتاتورا دمويا يستحق الإعدام ـ وهذا حكم سياسي وليس حكما قضائيا بالطبع ـ فقد أهلك صدام حسين الحرث والنسل ودمر العراق . لقد أهان المقدسات وصادر حق التعبير عن الرأي ومنع إقامة الشعائر الدينية ، وقتل العلماء والمفكرين والمواطنين الشرفاء بغير جرم اقترفوه ، وأفقر العراق رغم ما كان يتمتع به من خيرات كثيرة متنوعة لا حصر لها ولا عد ، وشن الحروب العدوانية على جيرانه في الأشهر الحرم لأغراض استكبارية ليس للمواطنين والعرب فيها مصلحة أو بحسب المثل : لا ناقـة لهم فيها ولا جمل . ولا شك أن إعدام صدام جاء متناغما مع إرادة الضحايا الكثر لصدام حسين ومع إرادة أكثرية الشعب العراقي المظلوم . وربما كان المسؤولون في الحكومة العراقية يشعرون بالثقل المعنوي الضخم الذي كان يمثله صدام حسين لدى المعارضين للنظام بحيث أصبح التخلص المادي منه يمثل عاملا مهما من عوامل السيطرة على الوضع في داخل العراق ، فأردوا الإسراع في إعدامه بهدف السيطرة على الوضع وقتل الأمل المريض الذي كان يراود البعثيين والتكفيريين بعودة الدكتاتورية إلى العراق وبالتالي التقليل من حجم ونسبة الأعمال الإرهابية الخطيرة التي تحدث يوميا ويذهب ضحيتها العديد من الأبرياء المظلومين رجالا ونساء وأطفالا ، فيعود القائمون عليها إلى رشدهم ويقبلوا بالجلوس إلى طاولة الحوار والدخول في العملية السياسية فتخف بذلك أزمة العراق الطاحنة وفتنته الأمنية الطائفية المقيتة . وربما كان المسؤولون في الحكومة العراقية يشعرون بوجود مؤامرة لإنقاذ صدام حسين وتهريبه من العراق كما تحدثت بعض المصادر فأرادوا قطع الطريق من أوله ، وربما جاء الإعدام ـ من ناحية المبدأ ـ بكل جوانبه تحقيقا للعدالة وهذا أتركه للتاريخ ليثبته أو ينفيه .
أيها الأحبة الأعزاء : لست خبيرا قضائيا لأقيم سلامة المحكمة من الناحية الإجرائية ولن أتورط في ذلك التقييم مع التأكيد ـ من حيث المبدأ ـ على أن العدالة تتطلب سلامة الإجراءات للمحكمة بغض النظر عن الحكم السياسي على صدام . ومما لا شك فيه أن المحاكمة ـ من الناحية الخارجية ـ جرت تحت ظل الاحتلال ورعايته لها وأنها والإعدام والتوقيت لبسوا لبوسا سياسية متعددة الوجوه كان لأمريكا فيها مصالح لا يستهان بها وكانت لها نتائج سلبية مضرة على الصعيدين : الإسلامي والقومي العربي . وهذا الأخير هو ما أريد التوقف عنده وبصورة خاصة البعد الطائفي للحدث .
أيها الأحبة الأعزاء : لقد ألبس إعدام صدام اللبوس الطائفي وأضر كثيرا بالوعي الإسلامي والقومي . فإذا فرغنا من مسألة استحقاق صدام حسين للإعدام سياسيا وافترضنا سلامة الإجراءات في المحكمة ، وأن تنفيذ حكم الإعدام حق تقتضيه العدالة القانونية والإنسانية وتقتضيه مصلحة النظام في العراق وتحقيق الأمن والاستقرار فيه ، فإنه لم تكن هناك حاجة عقلائية لتنفيذ حكم الإعدام في يوم عيد الأضحى المبارك . لقد تنصلت الإدارة الأمريكية والرئاسة في العراق من المسؤولية عن ذلك ، وحُملت الأطراف الشيعية في الحكومة العراقية المسؤولية عنه وحدها ، وأدخل في دائرة الانتقام والتشفي لطائفة من طائفة أخرى ، وبدت الإدارة الأمريكية الشيطانية فيه وكأنها أكثر إنسانية وأحرص على مشاعر المسلمين السنة من المسؤولين الشيعة في الحكومة العراقية .
أيها الأحبة الأعزاء : ربما تكون الحكومة العراقية قد أرادت بتوقيت الإعدام أن تجعل العيد عيدين : عيد الأضحى المبارك وعيد المظلومين والمضطهدين ، وتجعل الفرحة بذلك فرحتين استجابة لمشاعر الضحايا المظلومين والأكثرية الساحقة من الشعب العراقي المظلوم وإرضاء لهم وتطييبا لخواطرهم . وربما نظرت للمصلحة الوطنية العليا للعراق في المحصلة النهائية ـ بحسب تقديراتها وحساباتها السياسية والمنهجية ـ للحدث خاصة مع فرض صدق ما ذكرته بعض المصادر من وجود مؤامرة لإنقاذ صدام حسين وتهريبه من العراق . إلا أن المشهد الذي ظهر فيه الإعدام والتوقيت قد استفز ـ من الناحية الخارجية ـ مشاعر معظم المسلمين السنة في داخل العراق الجريح وخارجه ، واعتبروه بمقام الإساءة المتعمدة لهم ولمناسبة عظيمة لها هيبتها ومكانتها في نفوس المسلمين وضمائرهم . واعتبره الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين المحايدين بأنه سلوك يتناقض مع الأعراف الدولية التي تمتنع عن تنفيذ عقوبة الإعدام في الأعياد الرسمية : القومية والدينية بغض النظر عن دستوريته أو عدم دستوريته ، مما أعطى الحدث ـ بحسب تقديرهم ـ صفة الانتقام المذهبي وليس التطبيق العادل للقانون ، واعتبروا ذلك سلوكا غريبا عن التقاليد السياسية الرصينة ، ولا يليق بحكومة مسؤولة عن بلد مسلم يمر بمرحلة شديدة الخطورة وتعصف به أعاصير الفتنة الطائفية البغيضة وتدعي بأنها تسعى للمصالحة الوطنية . كما أدى التوظيف السياسي الخبيث للحدث المصحوب بالشحن الإعلامي المضاد إلى التوتير الطائفي إلى درجة خطيرة في الساحة الإسلامية المباركة ، وأظهر صدام حسين كرمز قومي ورمز ديني بطل للطائفة السنية الكريمة ، لاسيما مع مشاهد الإعدام المصورة التي أظهرت تماسك صدام وسط الإهانات وتمسكه بما يوجبه الإسلام الحنيف من النطق بالشهادتين في ذلك الموقف الرهيب والأخير له في الحياة ، حتى أطلقت عليه بعض المواقع الالكترونية المعروفة بتوجهاتها السلفية الجهادية وصف ” القائد الشهيد ” وهذا مما كان لا ينبغي للمسؤولين الشيعة في الحكومة العراقية أن يغفلوا عنه أو يتجاهلوه مهما كانت تقديراتهم وحساباتهم للساحة العراقية ، فلا ينبغي لهم ولا يصح منهم أبدا أن تقتصر نظرتهم وحساباتهم في صناعتهم للحدث واتخاذهم المواقف على التوازنات الداخلية والمصلحة على الساحة العراقية وأن يتجاهلوا آثارها وانعكاساتها على الساحتين القومية والإسلامية . إنهم مطالبون بدون شك بمراعاة التوازن بين الساحة العراقية والساحتين الإسلامية والقومية في صناعتهم للأحداث واتخاذهم للمواقف في داخل العراق ، فكان بإمكانهم رغم كل التقديرات والاحتمالات المفتوحة أن يتخذوا ما يلزم من احتياطات ويؤجلوا تنفيذ حكم الإعدام إلا ما بعد عيد الأضحى المبارك . فإنه لا يغيب عن أحد من السياسيين الوضع الحساس والخطير جدا للعراق والتأثير الكبير لما يحدث فيه وانعكاساته على الساحتين الإسلامية والقومية .
أيها الأحبة الأعزاء : بما أن الحديث في هذه الليلة المباركة يدور بصورة خاصة حول دور إعدام صدام حسين في الفتنة الطائفية ، فإني سوف أسعى قدر الإمكان وبحسب ما يسمح به الوقت لفتح بعض الأبعاد المهمة التي ينبغي علينا الالتفات إليها وأخذها بعين الاعتبار لكي نعرف أبعاد ما يحدث وما ينبغي علينا القيام به .
لقد نجحت الثورة الإسلامية في إيران في خلق زخم إسلامي كبير نقل الساحة الإسلامية بكل طوائفها من مرحلة إلى مرحلة أخرى لمصلحة الإسلام والتحرر وتطوير العالم الإسلامي وخدمة القضايا الإسلامية الكبرى لاسيما القضية الفلسطينية . فقد تعززت روح الثورة والتحرر ومقاومة الاستعمار والدكتاتورية ، وحصلت القضية الفلسطينية على أكبر حليف لها في الشرق الأوسط في الوقت الذي خسره الكيان الصهيوني الغاصب ، حيث كان الشاه المقبور حليفا للكيان الصهيوني ثم أصبحت إيران الجمهورية الإسلامية حليفا للقضية الفلسطينية العادلة . كما التزمت الجمهورية الإسلامية في إيران بمنهج الوحدة الإسلامية الذي كان الإمام الخميني العظيم ( قدس سره الشريف ) أحد أهم فرسانه الكبار على مدى التاريخ القديم والمعاصر . وكان الهم الأكبر للإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني ودول الاستكبار العالمي والحكومات الدكتاتورية هو إيقاف مد الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني العظيم ، وإسكات هديرها هدير الحق والعدل والإنسانية الغاضب . فكانت حرب صدام حسين على إيران . وبدلا من وقوف الشعوب العربية والإسلامية إلى صف الجمهورية الإسلامية في إيران على أساس الحق والعدل والقيم الإنسانية الرفيعة بالإضافة إلى المصلحة الإسلامية والقومية العليا والمصالح الوطنية للشعوب ، وقفت شرائح واسعة جدا من الشعوب العربية والإسلامية ـ ولا أقول الشعوب العربية والإسلامية ـ إلى صف الاستكبار والدكتاتورية تأييدا لصدام حسين في حربه الظالمة ضد الجمهورية الإسلامية الوليدة على أساس التعصب الطائفي والنعرة القومية فكانوا بحق وحقيقة أعداء أنفسهم !!
أنظروا أيها الأحبة : ماذا فعل الاستخفاف وماذا فعلت الطائفية المقيتة وماذا فعلت العصبية الجاهلية في الناس من العداوة لأنفسهم والإضرار بمصالحهم الحيوية !!
ثم جاء الانتصار التاريخي النوعي لحزب الله المظفر في لبنان ضد الكيان الصهيوني الغاصب ليضيف ـ من الناحية الطائفية ـ إلى رصيد الشيعة رصيدا إضافيا ضخما في مناصرتهم الصادقة للقضايا الإسلامية والقومية والوطنية . ومن المفترض أن يُحدث ذلك الانتصار تحولا كبيرا في المعادلات السياسية في المنطقة لمصلحة الشعوب في مواجهة الاستكبار العالمي والدكتاتورية ، وأن يعزز منهج وأطروحة الوحدة الإسلامية ، في الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الأمريكية المجرمة والكيان الصهيوني الغاصب لفرض هيمنتهما التامة على المنطقة والقضاء على قوى الممانعة والتحرر فيها ضمن مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد . وكان لا بد من مواجهة الآثار الصاعقة التي تركها إعصار الانتصار التاريخي النوعي لحزب الله المظفر على الكيان الصهيوني الغاصب واحتوائها . فجاء التحرك هذه المرة أيضا من العراق الجريح ولكن بوجه آخر ، حيث العراق هذه المرة رمز التشيع ومقر الحوزة العلمية الرمز والمعقل التاريخي لمدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) ومقر ضريح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وبعض الأئمة ( عليهم السلام ) والذي تحكمه أغلبية شيعية قريبة من الجمهورية الإسلامية في إيران ، وذلك من خلال توظيف إعدام صدام حسين على أساس طائفي بما تدور حول رمزيته من مشاعر متناقضة عنيفة بين مؤيديه ومعارضيه تقوم بامتياز على أساس طائفي بغيض !!
أنظروا إلى النتيجة : أصبح الحديث على ضوء مشهد إعدام صدام حسين وتوقيته عن إيران الصفوية والتشيع الصفوي وحزب الله الصفوي . وهذا الطرح يحرك النعرتين الطائفية والقومية معا ، حيث الدولة الصفوية الشيعية في مقابل الدولة العثمانية السنية المتقاتلتين فيما مضى على أساس طائفي ، وحيث القومية الإيرانية الفارسية في مقابل القومية العربية !!
أيها الأحبة الأعزاء : إن الظروف التي تواجهها القوى الإسلامية الشيعية في العراق في الوقت الراهن هي في غاية الدقة والحرج ، وتتطلب حكمة بالغة وقدرة تحكم عالية للخروج منها بسلام آمنين . لم تكن هذه القوى مخطأة ـ من الناحية الواقعية ـ حينما قررت الدخول في العملية السياسية خاصة مع قدرة المرجعية الرشيدة على فرض كتابة العراقيين لدستورهم بأنفسهم ، ولكنها كانت ولا تزال أمام امتحان عسير يتطلب منها السيطرة الكاملة على مشاعرها والتصرف بعقلانية بالغة جدا بعيدا عن الغريزة والارتجال . فهي تقع تحت الاحتلال وتواجه قوى تكفيرية شرسة للغاية تمتلك إمكانيات مادية وبشرية ضخمة ومناخ سياسي مناسب لها جدا وتتقاطع مصالحها التكفيرية وإرادتها في إشعال الفتنة الطائفية مع مصالح وإرادات الاستكبار العالمي والحكومات الدكتاتورية العميلة المرتجفة من الأوضاع الجديدة في المنطقة والعالم . فموقف القوى الإسلامية الشيعية السياسي بدخولها العملية السياسية واستلامها السلطة الذي هو حق طبيعي من حقوقها السياسية الوطنية أفرزته العملية الانتخابية النزيهة ، يقرأ في ظل الاحتلال ويروج له في وسائل الإعلام المعادية على أنه اصطفاف شيعي مع الاستعمار . والهجمات التكفيرية والصدامية الشنيعة ضد الأبرياء الشيعة يروج لها تحت عنوان ” المقاومة ضد المحتل وأنصاره العملاء في الداخل ” وتعتبر مواجهتها والرد عليها عنف طائفي حاقد !! ويتم التجاهل عن قصد لمشاركة الأكراد وبعض القوى والأطراف السنية لكي تبقى المشاركة السياسية هي اصطفاف شيعي مع الاحتلال وليس قناعة سياسية لقوى وأطراف عراقية متنوعة تضم جميع الطوائف والقوميات في العراق !!
فأي محنة أعظم من هذه المحنة ؟!
وأي امتحان أصعب من هذا الامتحان ؟!
وهذا الوضع الخطير الملتبس الذي تخلط فيه الأوراق بشكل خبيث من أجل التضليل لكي تضييع فيه الحقيقة والاتجاه على الشعوب المستضعفة ، يمثل فتنة حقيقية لا ينجو فيها إلا القليل من الناس أصحاب البصائر ، وهو يتطلب مبدئية تلتزم بالقيم الإسلامية العالية والأخلاقية الإنسانية الرفيعة ، وحذاقة وحكمة بالغة في التصرف والإدارة السياسية للأوضاع والملفات بعيدة كل البعد عن الانفعال والسلوك الغريزي المباشر ، والتركيز على الأهداف المشتركة في الأبعاد الوطنية والقومية والإسلامية البعيدة كل البعد عن الحزبية والطائفية الضيقة ، وهو ما لم نجده بالمستوى المطلوب ـ حتى الآن ـ لدى القوى الإسلامية الشيعية في الحكومة العراقية . ومن سوء التصرف لديها تنفيذ حكم إعدام صدام حسين في يوم العيد . فليس لهذا السلوك أي مبرر واقعي معقول ، وكانت نتائجه على الساحتين الإسلامية والقومية في غاية السلبية والخطورة . لم يكن الأخوة في الحكومة العراقية مجبورين على هذا التوقيت غير الموفق ، ومن المفروض ـ وفق تعاليم الإسلام العظيم ومبادئه الأخلاقية ـ أن يكون مشهد الإعدام أكثر إنسانية . يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عن ابن ملجم : ” انظروا إذا أنا مت من ضربته هذه فاضربوه ضربة بضربة ولا تمثلوا بالرجل فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : ” إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور ” طبعا لم تكن هناك مثلة ، والمراد بالاستشهاد التأكيد فقط على التعامل الإنساني في تنفيذ حكم الإعدام .
إنني أميز بين نوعين من السياسة ..
النوع الأول ـ السياسة الغريزية : وهي السياسة التي تستجيب بصورة مباشرة للمشاعر والغرائز والمصالح المادية بعيدا عن المبادئ القيم والأخلاق .
النوع الثاني ـ السياسية المبدئية : وهي السياسة التي تحكمها القيم الإنسانية والمبادئ الرفيعة ، فيكون سلوكها استجابة إلى نظام القيم والمبادئ وليس استجابة مباشرة للمشاعر والغرائز والمصالح المادية . إنها تستجيب للمشاعر والغرائز والمصالح المادية ولكن من خلال نظام القيم والمبادئ وليس استجابة مباشرة كما هو في النوع الأول . فتجد في السياسة المبدئية العفة والتسامح والالتزام بالحدود والترفع عن الموبقات وعن الممارسات الدنيئة وغير الإنسانية . وتحتل السياسية الإسلامية العظيمة التي تستمد مبادئها وقيمها من عقيدة التوحيد المجيدة القمة في السياسة المبدئية ولاسيما في مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
قد يقال : حتى لو كان الإعدام أكثر إنسانية والتوقيت في غير العيد ، لأوجدت القوى والأطراف المضادة لنفسها ألف مبرر ومبرر للطعن والاحتجاج على الإعدام ، لأنها لا تقيم مواقفها على أساس الحق والعدل والمنطق بقدر ما تسعى لقلب الطاولة على الطرف الآخر وتحقيق أهدافها بأية وسيلة كانت والأساس لذلك معروف والتجارب تثبته .
والجواب : أنا أعتقد بأن هذا القول ليس بعيدا عن الحقيقة وتثبته التجارب العديدة ، ولكن أرى بأن المؤمنين والشرفاء من المناضلين ، ينبغي عليهم أن يحكموا أمورهم لاسيما في الأمور الكبرى وفي ظروف الفتنة ومع خلط الأوراق ، وأن لا يردوا على الأفعال والخطابات الطائفية والخاطئة بردود فعل وخطابات طائفية وخاطئة مثلها ، فالخطأ لا يعالج بالخطأ ، وأن المسؤولية في الفتنة الطائفية لا تختلف في الفعل عنها في ردود الفعل ، ولكي لا يسهلوا للخصوم والأعداء الطعون والاحتجاجات المشبوهة عليهم والنجاح في تحقيق أهدافهم الشيطانية الخبيثة .
وقد يقال : لا فائدة من هذا الطرح لأن القوى والأطراف المضادة لديها أحكام مسبقة ولن تسمع ولن تتغير وأنه لن يسمع من كلامك إلا ما خطأت به إخوانك .
الجواب : وفيه ثلاث نقاط أساسية ..
النقطة الأولى : أن الحديث هو لكم بالدرجة الأولى وقد بينت الأهداف التي اطمح إليها بالنسبة إليكم في أول الحديث .
النقطة الثانية : أن هذا الطرح مخالف إلى المنهج القرآني العظيم ..
قال الله تعالى : { وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } ( الأعراف : 164 ) .
هذه الآية الشريفة تذكر هدفين لدعوة المؤمنين للمعاندين والمكابرين ..
الهدف الأول : الحصول على العذر عند الله تعالى أو أداء التكليف وهو الأساس .
الهدف الثاني : أن تثمر الدعوة وتحصل الهداية ، فإذا لم تثمر الدعوة ولم تحصل الهداية فقد تم أداء التكليف وألقيت الحجة .
النقطة الثالثة : أن تكليفي هو قول كلمة الحق لمن يطلبها أما الشياطين والمعاندين الذين يبترون الكلام ويحرفونه عن مواضعه فإنما يضرون بذلك أنفسهم في الدنيا والآخرة . وقد تعامل هؤلاء بنفس هذا الأسلوب المجافي إلى الصدق والحق مع كلام الله ( جل جلاله ) والمعصومين ( عليهم السلام ) ولم يكن ذلك مبررا لكي لا يقول الله ( سبحانه وتعالى ) أو يقول المعصومون ( عليهم السلام ) كلمة الحق !!
أيها الأحبة الأعزاء : لقد رأيتم وتألمتم للتوظيف السياسي الخبيث للحدث وللشحن الإعلامي المضاد الذي صاحبه ، ولدورهما في خلق التوتير الطائفي بين الشيعة والسنة وتهييج النعرة القومية بين العرب والفرس ، في هذه الظروف الإقليمية المتوترة للغاية التي نشهدها في المنطقة والتي ربما تخفي وراءها عملية تحضير شاملة لمواجهات عسكرية عنيفة ومصيرية ـ على المدى القريب ـ بين أمريكا المجرمة والجمهورية الإسلامية في إيران لخدمة الأهداف والمصالح الاستكبارية والصهيونية ، والتي نحن أحوج ما نكون فيها للوحدة والوعي من أجل ديننا وعروبتنا . لقد شممتم أيها الأحبة رائحة الشيطان فيما حدث ويحدث حتى الساعة حول إعدام صدام حسين .
أيها الأحبة الأعزاء : لقد وظف إعدام صدام حسين بامتياز من أجل زيادة حدة الاختلاف العربي الإيراني في الظروف الإقليمية الحرجة جدا ، بما يعنيه ذلك من خطر كبير على المنطقة ومصالح شعوبها الحيوية ، وخسائر كبيرة للقضية الفلسطينية وللأطراف العربية والإسلامية الممانعة الشريفة . ومن أجل إطفاء وهج الثورة الإسلامية التي أشعلها الإمام الخميني العظيم ووهج الانتصار التاريخي النوعي الذي حققه حزب الله المظفر في لبنان على الكيان الصهيوني الغاصب . لقد نجح حزب الله المظفر في تقديم نفسه كأبرز وجه للمقاومة العربية والإسلامية الأكثر قبولا ضد الكيان الصهيوني الغاصب ، وحظي بأوسع شعبية على المستوى القومي العربي والإسلامي ، وهو اليوم تطاله حمم الفتنة الطائفية المتطايرة من العراق ، فهو الحزب الصفوي وليس الحزب المقاوم ضد الكيان الصهيوني الغاصب . أما المستفيد الأكبر فهم أمريكا والكيان الصهيوني ودول الاستكبار العالمي المعادية للإسلام والمسلمين والحكومات الدكتاتورية المستبدة في المنطقة .
أيها الأحبة الأعزاء : لقد كان صدام حسين يمثل أكبر دكتاتور دموي تاريخي في المنطقة بأسرها ، وأن محاكمته ومعاقبته يعتبران انتصارا إنسانيا عظيما لإرادة شعب مظلوم ودعم لمواقف المطالبين بالإصلاح والديمقراطية في العالم . والشعوب العربية والإسلامية شعوب مناضلة ضد الدكتاتورية من أجل الحرية والأمن والسلام ، فمن المنطقي والمتوقع منها أن تطالب بمحاكمة صدام حسين ومعاقبته كدكتاتور دموي . فإذا لم يكن صدام حسين دكتاتورا فإنه لا يوجد دكتاتور في العالم على الإطلاق !! وإذا كان صدام حسين لا يستحق المحاكمة والعقاب فلا أحد من الحكام في العالم يستحق المحاكمة والعقاب ، وإذا لم تقبل الشعوب العربية والإسلامية بمحاكمة صدام ومعاقبته ، فإن عليها أن تقبل بواقعها التعيس في ظل الدكتاتورية والاستبداد ، ولا يجوز لها أن تطالب بالحرية والحقوق وتناضل ضد الدكتاتورية والظلم والفساد !! إن شرائح واسعة جدا من الشعوب العربية والإسلامية المستضعفة بدلا من أن تقف الموقف الموضوعي والمنطقي بتأييدها لمحاكمة صدام حسين ومعاقبته ، وقفت إلى صفه ودافعت عنه على أساس طائفي مقيت !! فأي اختراق للوعي أقبح وأفظع من هذا الاختراق الشنيع ؟! وقد ساعد ـ بدون شك ـ إعدام صدام حسين في يوم عيد الأضحى المبارك على ذلك الاختراق !! فما كان ينبغي أن ينفذ حكم الإعدام في يوم العيد ، ولكنه نفذ للأسف الشديد ، وحدث ما حدث ، وأتمنى أن يثبت في المستقبل أن الأخوة في العراق كانوا على صواب وأنا كنت على خطأ ، وأنهم كانوا يعلمون ما لا أعلم .
أيها الأحبة الأعزاء : لقد أعدم صدام حسين بصورة مستعجلة قبل أن يحاكم في قضايا أكبر من قضية الدجيل مثل قضية الأنفال وحلبجه وحربيه الظالمتين على إيران والكويت ، ولم تظهر الحقائق المتعلقة بهـا ، والتي تتطلع شعوب المنطقة والعالم إلى معرفتها ولم تُعرف بعد ، وطويت صفحات الملفات في تلك القضايا الخطيرة التي تمثل جرائم كبيرة جدا بحق الشعب العراقي المظلوم ، وبحق شعوب المنطقة التي دفعت أثمانها الباهظة ليس من جيوبها فحسب ، وإنما من حريتها وعزتها وكرامتها أيضا ، وهي جرائم أيضا بحق الإنسانية المعذبة جمعاء . وكانت أطرافا دولية وإقليمية قد تورطت فيها بدون شك ، وفي مقدمتهم الشيطان الأكبر الدموي أمريكا المجرمة . فلم تظهر الحقائق التي كانت الشعوب تنتظر معرفتها في تلك القضايا الخطيرة ، وكان من حقها أن تعرفها وتتطلع عليها ، إلا أنها طمست ودفنت لأنهـا لم تكـن المقصودة أو لأن أمرا خطيرا جدا كان يدبر وكانت له الأولوية عليها . لقـد دفـن صدام حسين في التراب ودفنت أسرار تلك الملفات معه إلى الأبـد !! فكانت أمريكا والكيان الصهيوني ودول الاستكبار العالمي والحكومات الدكتاتورية المستبدة في المنطقة هي الرابح الأكبر ، وشعوب المنطقة المستضعفة هي الخاسر الأكبر بامتياز !!
أيها الأحبة الأعزاء : إن ما يظهر من إخفاقات خطيرة في التجربة العراقية بسبب ظروفها ذات الصعوبة النوعية ، واللبس الحاصل فيها إلى درجة الفتنة ، وتكالب الأعداء على المؤمنين والشرفاء من كل حدب وصوب وسعيهم الحثيث والمكثف لخلط الأوراق بهدف تشويش الرؤية والتضليل على الشعوب لكي تضيع البوصلة والاتجاه ولا تبصر الحقيقة . بالإضافة إلى قصر النظر وقلة الخبرة أحيانا . تقابلها تجربة ناجحة وغنية جدا لحزب الله المظفر في لبنان الإباء والصمود والكرامة ، وهي تجربة تحتفظ بسلامة الخط والمنهج وقد حيرت الأعداء في جودة الأداء ودقته وإحكامه . وقد نجحت بامتياز في مقاومة الكيان الصهيوني الغاصب وحققت نجاحات تاريخية نوعية عديدة عجزت عنها حتى الآن جميع الجيوش العربية وقلبت ميزان القوى لصالح المقاومة والمستضعفين . وهي اليوم تقود المعارضة السلمية بامتياز على أساس وحدوي إسلامي وقومي ووطني يجمع كافة القوى الإسلامية والمسيحية والوطنية الشريفة . فتمسكوا بخطه ومنهجه وعضوا عليهما بالنواجد واحتجوا بتجربته على الخصم ، لعل الله ( ذي الجلال والإكرام ) يرحمكم ويوفقكم لكل خير في الدنيا والآخرة ويسدد خطاكم إنه على كل شيء قدير وهو بالمؤمنين رؤوف رحيم .
أيها الأحبة الأعزاء : ليس في هذه الدعوة تفضيل لبعض المؤمنين على بعض ، وإنما فيها إرشاد لما ينبغي فعله في مواجهة الفتنة في الوقت الراهن .. أو بتعبير آخر : فيها إرشاد إلى التجربة الفصيحة التي ينبغي الاحتجاج بها أمام دعاة الفتنة الذين يعملون على توظيف التجربة العراقية الملتبسة بهدف إشعال الفتنة الطائفية البغيضة بين المسلمين والفتنة القومية بين العرب وإيران في الظروف الحرجة جدا التي تمر المنطقة في الوقت الراهن ، وذلك لخدمة أجندة الحكومات الدكتاتورية والقوى التكفيرية في المنطقة ، ولخدمة الأهداف الاستكبارية والصهيونية العالمية .
كلمة أخيرة : وفي الختام أرغب في التعرض لمسألة تتعلق بالشأن الداخلي ..
أيها الأحبة الأعزاء : إن إقامة جمعية التجمع القومي مجلس عزاء لصدام هو حق من حقوقها ، ولا تعتبر ممارسة هذا الحق في نفسها تعديا على مشاعر الآخرين ما لم تخرج بمضمون الممارسة للحق عن حدود ممارسة الحق لتدخل في دائرة الإثارة والفتنة . فمن حقهم التعبير عن قناعاتهم وليس من حقنا فرض قناعاتنا عليهم . والاعتراض السلمي على ممارسة الحق ليس في محله أبدا ولكن لا يصح التعرض له بسوء خارج دائرة القانون . أما اللقاء الزجاجات الحارقة ( الملتوف ) على مبنى الجمعية فيدخل في دائرة التعدي المادي على حقوق الآخرين وممتلكاتهم وهو مرفوض إسلاميا جملة وتفصيلا .
الجدير بالذكر : أن حق إقامة العزاء من قبل مجموعة ترتبط عائليا أو أدبيا أو إداريا بصدم حسين ، يختلف سياسيا عن إعلان الحداد من قبل دولة أو تبنيها لإقامة العزاء لأن ذلك يعد بمثابة التدخل في الشأن الداخلي والموقف الضدي للنظام في العراق ومن شأنه أن يسيء للعلاقة الثنائية بين الدولتين وتترتب عليه دفع الكلفة السياسية .
أيها الأحبة الأعزاء
أكتفي بهذا المقدار
واستغفر الله الكريم الرحيم لي ولكم
واستودعكم الله الحافظ القادر من كل سوء
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته