الانسجام الإسلامي في خطاب خليفة الإمام ( قده )
المناسبة : مؤتمر ( الإمام الخميني والانسجام الإسلامي ) .
الجهة المنظمة : هيئة مراسم إحياء ذكرى الإمام الخميني ( قده ) .
المكان : مأتم السنابس الجديد ـ السنابس .
اليوم : مساء الأربعاء ـ ليلة الخميس .
التاريخ : 7 / جمادى الآخرة / 1429هج .
الموافق : 11 / يونيو ـ / 2008م .
الموضوع : ورقة مقدمة من الأستاذ عبد الوهاب حسين .
بسم الله الرحمن الرحيم
الانسجام الإسلامي : عنوان الورقة بحسب ما حدده المنظمون : ( الانسجام الإسلامي في خطاب خليفة الإمام ) ولفظ الانسجام أطلقه ولي أمر المسلمين ومرشد الثورة الإسلامية في إيران الإمام السيد علي الخامنئي ( أمد الله تعالى في ظله الشريف ) ضمن شعار ( الاتحاد الوطني والانسجام الإسلامي ) في حج عام 2007م ، وكان اللفظ المستخدم هو الوحدة الإسلامية ، ولهذا فإن لفظ الانسجام الإسلامي يحتاج إلى توضيح ما هو المقصود منه .
وعليه سوف أجعل لهذه الورقة ثلاثة محاور رئيسية ، وهي :
• مفهوم الانسجام .
• المقصود من الانسجام الإسلامي .
• الانسجام في خطاب الإمام الخميني ( قدس ) .
المحور الأول ـ مفهوم الانسجام : سوف أذكر ثلاثة مفاهيم للانسجام ، وانتهي منها إلى بعض النتائج التي تفيدنا في تحديد المقصود من الانسجام الإسلامي ، وهي :
المفهوم ( 1 ) الانسجام في اللغة ، ويعني : الجريان والانتظام والاتساق بين العناصر المختلفة بحيث تنتهي إلى أثر موحد وغاية محددة ، تقول : سجمت العين الدمع والسحابة الماء ، وانسجم الماء والدمع ، أي : انصب .. وانسجم الكلام ، أي : انتظم واتسق ، ومثال الانسجام : اتساق الوظائف في الكائن العضوي ، واتساق الأنغام في المقطوعات الموسيقية .
المفهوم ( 2 ) الانسجام عند البلغاء ، وهو : أن يكون الكلام خاليا من التعقيد والتكلف والغموض ، فهو : سهل التركيب ، عذب الألفاظ ، واضح المعنى ، حسن التأثير في النفس ، يسيل رقة كالماء المنحدر .
المفهوم ( 3 ) الانسجام عند الفلاسفة : له معنيان : عام وخاص ..
المعنى العام ، هو : أن تنتظم أجزاء الشيء وتأتلف وظائفه المختلفة وتتكامل مع بعضها البعض ، فلا تتعارض ولا تتناثر ، بل تتفق وتتجه إلى غاية واحدة .
المعنى الخاص ، هو : ائتلاف الألحان ، والتأثير الجميل الذي يحدثه في النفس سماع عدة أصوات موسيقية في وقت واحد .
والنتيجة : أن الانسجام يتضمن حقائق أساسية عديدة ، منها :
الحقيقة ( 1 ) : أنه وحدة في كثرة .
الحقيقة ( 2 ) : أنه تفاعل وتبادل .
الحقيقة ( 3 ) : أنه تأليف دقيق ، وتركيب جميل ، وترتيب متناسق لعدد من العناصر بحيث تنتهي إلى تحقيق غاية محددة .
الحقيقة ( 4 ) : أنه يترك أثرا إيجابيا في النفس والواقع .
الحقيقة ( 5 ) : أن وراءه إرادة وعقل مدبر ، فلا يمكن أن يحدث صدفة أو بصورة عشوائية .
المحور الثاني ـ المقصود من الانسجام الإسلامي : نستطيع الاستفادة من المفاهيم السابقة للانسجام لتحديد المقصود من الانسجام الإسلامي ، وهو كالتالي :
الأمة الإسلامية وهي خير أمة أخرجت للناس { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } ( آل عمران : 110 ) تعتبر أمة واحدة { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } ( الأنبياء : 92 ) فهي تؤمن برب واحد ، ونبي واحد ، وكتاب واحد ، وكعبة واحدة ، وتؤدي نفس العبادات ، ومصادر التشريع الرئيسية لديها واحدة : الكتاب والسنة ، إلا أنها تتألف من قوميات وشعوب ومذاهب دينية ومدارس فكرية وتيارات وقوى سياسية عديدة .
وهي مكلفة بحمل الرسالة الإسلامية المقدسة والمحافظة عليها وتبليغها إلى كافة الناس وتطبيقها في كافة مجالات الحياة : السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وتحقيق دولة العدل الإلهي العالمية . وتواجهها تحديات وصعوبات مشتركة كثيرة : طبيعية وعلمية وتقنية وسياسية وغيرها مما يجعل لها مصيرا مشتركا واحدا .. وهذا يتطلب منها : أن تحسن إدارة خلافاتها ، وتحقق قدرا من التوافق والاتساق بين مكوناتها على أسس عقائدية وفقهية وواقعية سليمة ، لكي تستطيع الصمود أمام الصعوبات والتحديات التي تواجهها ، وتنجح في تحقيق الغاية المطلوبة منها في الحياة ، وتتحمل القيادات الإسلامية المسؤولية عن التخطيط لذلك وتنفيذه على الأرض بمساندة مخلصة من الجماهير ، وهذا هو المقصود من الانسجام الإسلامي .
وليس المقصود منه : إلغاء التعددية : الفكرية والفقهية والسياسية والاجتماعية وغيرها وتحقيق الاتفاق في وجهات النظر في جميع العقائد والمفاهيم والأحكام والتوجهات كما يحاول البعض أن يفهم خطأ .
وليس المقصود منه : الاتفاق القائم على أساس المصلحة العارضة المؤقتة التي تفرضها عوامل خارجية بعيدة عن الحقيقة الواقعية وأصول الدين وأحكامه .
فالانسجام الإسلامي : حالة حقيقية واقعية دائمة ، تقوم على أسس عقائدية وفقهية وواقعية سليمة ، تأخذ بزمامها على بصيرة من الدين والواقع قيادات روحية واجتماعية واقتصادية وسياسية من مختلف القوميات والأعراق والشعوب والطوائف الإسلامية وبمساندة جماهيرية واسعة ، وترسخها في واقع الأمة وعقلها النظري والعملي وفي وجدانها ، حتى تؤتي ثمارها الطيبة المقدسة في الحياة ، وتتحقق أهداف رسالة السماء في الأرض .
يقول ولي أمر المسلمين الإمام السيد علي الخامنئي ( حفظه الله تعالى ) موضحا رؤيته للوحدة الإسلامية : ” … فاتحاد المسلمين لا يعني انصراف المسلمين والفرق المختلفة عن عقائدهم الكلامية والفقهية الخاصة بهم ، بل يعني أمرين آخرين يجب تحققهما .
المعنى الأول : هو أن يكونوا في مواجهة أعداء الإسلام يدا واحدة ، وصوتا واحدا ، وقلبا واحدا ، بحيث أن الفرق الإسلامية المختلفة ، من الشيعة والسنة ـ ولكل منهما فرق كلامية وفقهية مختلفة ـ تتوحد قلبا ويدا وتعاونا وتفكيرا في الوقوف في وجه العدو .
المعنى الثاني : هو أن تسعى الفرق الإسلامية المختلفة للتقارب بعضا إلى بعض ، ولإيجاد التفاهم ، وإجراء المقارنة بين المذاهب الفقهية ، وملاحظة مدى التطابق فيما بينها . هناك الكثير من فتاوى الفقهاء والعلماء التي إذا ما درست دراسة فقهية علمية أمكن التقريب بينها في المذهبين بشيء يسير من التغيير .
لذلك فإننا راغبون بجد في إنشاء ” دار التقريب بين المذاهب الإسلامية ” ونود أن يتحقق هذا الأمر ” ( الثقافة الإسلامية . العدد : 51 ـ 1414هـ/1993م . ص15ـ16 ) .
حقائق مهمة : وهنا أرغب في الإشارة إلى بعض الحقائق المهمة ذات العلاقة بالانسجام الإسلامي ، منها :
الحقيقة ( 1 ) : أن وجود المذاهب والقوميات والشعوب والتيارات الفكرية والقوى السياسية المتعددة في جسد الأمة الإسلامية وروحها ، يمثل ظاهرة طبيعية ليس من شأنها في نفسها أن تخلق الأزمات والمشاكل بين المسلمين ، بل هي عناصر قوة وبناء في كيان الأمة وإيجابية في حركة الفكر والثقافة وتحقيق غاية الإسلام في تحقيق التكامل في مسيرة الإنسان : الفردية والمجتمعية ، لو تم التعاطي معها بشكل صحيح يقوم على أساس الموضوعية والانفتاح والشعور العميق بالمسؤولية وسعة الصدر . فالمشاكل والأزمات ليست بسبب تعدد المذاهب والقوميات والشعوب في جسم الأمة الإسلامية وروحها ، وإنما بسبب التعاطي الخاطئ معها ، ذلك التعاطي الذي تؤسس له الخيانات العظمى والتخلف الفكري والجهل بالدين الحنيف ، و تقف وراءه أجهزة المخابرات في الحكومات المستبدة وقوى الاستكبار العالمي التي تسعى لفرض الجهل والتخلف الفكري والعلمي والتقني والاقتصاد وتوجيه الضربات الموجعة : السياسية والعسكرية للأمة الإسلامية وشعوبها من أجل إضعافها بهدف فرض الهيمنة عليها ونهب خيراتها وثرواتها والاستئثار بها دونها .. وهذا يتطلب من المسلمين : التحلي بالحكمة والصبر واليقظة والتقوى والالتزام الكامل بتحمل المسؤولية الدينية والقومية والوطنية في مواجهة الأعداء في الداخل والخارج وعدم الافتتان بمؤامراتهم ، والحذر من إثارة النعرات القومية والمذهبية والصراعات الوطنية التي من شأنها إضعاف الأمة الإسلامية وجعلها لقمة سائغة لدى أعدائها .
الجدير بالذكر : أن وجود المذاهب الإسلامية يمثل ظاهرة طبيعية ـ كما قلت ـ في ظل الاختلاف العلمي في فهم النص الديني ( الكتاب والسنة ) وتعدد المرجعيات السياسية ، وعليه : فالسبيل الوحيد إلى وجود الوحدة الحقيقة الكاملة ـ أقول الكاملة ـ بين المسلمين ، هو : وجود مرجعية دينية وسياسية واحدة متوافق عليها كما هو الحال في مرجعية الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومرجعية الإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) بعد ظهوره ، إلا أن عدم وجود المرجعية الدينية والسياسية الواحدة المتفق عليها في الوقت الراهن ، لا ينفي حقيقة الوحدة الإسلامية وإمكانية تحقيق الانسجام بين المسلمين على أسس سليمة : عقائدية وفقهية وواقعية ، كما يحاول التكفيريون والاقصائيون أن يثبتوه من خلال وضع الفواصل الدقيقة في القضايا العامة ، فهم لا يرون أساسا للوحدة الإسلامية إلا بالاتفاق في أدق التفاصيل ، ولهذا جعلوا الاختلاف بين المذاهب الكلامية والفقهية مسألة تتصل بالإسلام والكفر .. على قاعدة : ( أن الحق لا يتعدد ) مما يجعل من الوحدة الإسلامية ـ بحسب نظرهم ـ أمرا مستحيلا ، بل هي مستحيلة في المذهب الواحد ـ بحسب فهمهم ـ في ظل اختلاف المفكرين والفقهاء والسياسيين في النبوغ والذكاء والذوق والمعرفة بالمصادر ، ولكنها ممكنة وحقيقية في ظل اللجوء إلى الوفاق المبدئي القائم على المشتركات الفكرية ، مثل : عقيدة التوحيد والنبوة والمعاد ووحدة العبادات ووحدة المصادر الرئيسية للتشريع ، والقضايا المصيرية المشتركة ، مثل : القضية الفلسطينية وحقوق الإنسان ، والالتزام بوحدة الموقع والطريق والمصير المشتركة بين كافة المسلمين .
الحقيقة ( 2 ) : يعتبر الانسجام شرطا من شروط الاستقرار : الأمني والسياسي ، وهو من شروط القوة والاستقلال والنصر والتقدم والازدهار في الحياة . فلا أمن ولا استقرار في أي مجتمع أو دولة بدون الانسجام الثقافي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي ، ولا قوة ولا استقلال ولا نصر ولا تقدم ولا ازدهار فيهما بدون أمن واستقرار .
يقول العلامة السيد محمد حسين فضل الله : ” … فإننا نعتقد أن مسألة الوحدة الإسلامية هي مسألة الإسلام في قوته وثباته وصلابته وفاعلية حركته وشمولية نظرته إلى الحياة ” ( مجلة الثقافة الإسلامية . العدد : 45 . 1413هـ/ 1992م .ص37 ) .
وقال الدكتور وهبة الزحيلي ( أستاذ في كلية الشريعة . جامعة دمشق ) : ” نحن المسلمين في عصر المواجهة الحضارية والثقافية والسياسية مع الغرب والصهيونية العالمية ، بأشد الحاجة إلى وحدة الفكر ، والبناء ، والعمل المشترك ، من أجل قوة الأمة الإسلامية ، والحفاظ على وجودها وعزتها ، أكثر من أي وقت مضى ” ( مجلة المنطلق . العدد :112 . خريف 1995م . ص53 ) .
والخلاصة : يعتبر الانسجام الإسلامي من المستلزمات الضرورية التي لا غنى عنها لمواصلة الأمة الإسلامية طريقها نحو الاستقلال والنصر والتقدم والازدهار وتحقيق غاية الرسالة وأهدافها .. فعلى كافة المسلمين : اجتناب خلق النزاعات القومية والوطنية والمذهبية والانشغال بها ونسيان العدو المشترك الذي يتربص بهم الدوائر جميعا بدون تمييز بينهم .
الحقيقة ( 3 ) : يمتاز الإنسان بالتفكير وحمل المبادئ والقيم الأخلاقية السامية ، مما يفرض على الإنسان العمل على تحقيق الانسجام والمخالطة الحسنة مع الآخرين ، واجتناب ما يسبب الفرقة والتنازع والشقاق ، وهذا مما تفرضه المبادئ والقيم الثابتة في الثقافة الإسلامية الربانية الصافية ، التي تؤكد على المحبة والتسامح والتفاهم والحوار والعيش المشترك .
والخلاصة : أن العمل على زرع الشقاق والفرقة بين المسلمين هو مما يتنافى مع الفطرة الإنسانية والقيم السامية والمبادئ الإسلامية الصحيحة . وقد أفتى ولي أمر المسلمين الإمام السيد علي الخامنئي بـ( أن الاستفزاز الطائفي حرام شرعا ) وقال : بأن الذين يمارسونه إنما يسعون في تحقيق أهداف مراكز التجسس الأمريكية والصهيونية . ( لقاء السيد القائد مع مسؤولي منظمة الحج للعام : 2007م ) .
الحقيقة ( 4 ) : يعتبر سوء الفهم وعدم التعرف على الآخر عن قرب من أهم أسباب الفرقة وأعظم العقبات في وجه الوحدة والانسجام ، لهذا يجب التركيز على التواصل والاهتمام بالأنشطة والفعاليات المشتركة بين كافة المسلمين ( الرموز والقيادات والنخب والجماهير ) على اختلاف مذاهبهم وأعراقهم وقومياتهم .
يقول رئيس تحرير مجلة الكلمة زكي الميلاد : ” ترجحت أطروحات الوحدة في الأغلب بين مجالين : المجال السياسي والمجال العلمي ، وتركزت الجهود والفعاليات بين هذين المجالين ، وهما من المجالات الأساسية والمتقدمة في مشروعات الوحدة . والمجال الذي لم نجربه وأرى فيه الأولوية هو الجانب الاجتماعي ، أي أن نبدأ بالوحدة اجتماعيا ، ببناء الروابط الاجتماعية ، وتوثيق العلاقات الأخوية ، بالتزاور والصحبة والتقارب والألفة ، وقبل كل ذلك بالتعارف ، حيث إننا لا نعرف بعضنا بعضا ، والتعارف هو المدخل السليم والحيوي إلى بناء وتطوير كافة أشكال التقارب والتضامن والوحدة … وعلينا أن نبدأ بالوحدة اجتماعيا ، لأن عمق الفرقة والتجزئة أصبح اجتماعيا ، فالتعارف والعلاقات في داخل المجتمعات الإسلامية تكاد تنحصر في أصحاب المذهب الواحد ، وفي داخل المذهب الواحد في أصحاب الجماعة الواحدة ، وفي داخل الجماعة الواحدة في أصحاب العالم أو المرجع الواحد .. وهكذا . حتى أصبحنا نغتاب بعضنا بعضا ونسيء الظن ببعضنا البعض ، وكل منا يسخر من الآخر ونتنابز بالألقاب ، لأننا لم نتعرف على بعضنا البعض ” ( مجلة المنطلق . العدد : 113 . خريف 1995م . ص94 ) .
شروط تحقيق الانسجام الإسلامي : ولكي يتحقق الانسجام الإسلامي يجب أن تتوفر بعض الشروط ، منها :
الشرط ( 1 ) : التركيز على المشتركات الفكرية والكتابة فيها ، مثل : الرب الواحد ، والنبي الواحد ، والكتاب الواحد ، والقبلة الواحدة ، والعبادات المشتركة ، مثل : الصلاة والصيام والحج والزكاة ، والاتفاق على المصدرين الأساسيين للتشريع وهما الكتاب والسنة الشريفة ، وعلى المشتركات العملية وفي مقدمتها القضايا المصيرية المشتركة ، مثل : القضية الفلسطينية وحقوق الإنسان ، ودفع الأمة لاختيار الحل الإسلامي في هذه المسائل باعتباره السبيل الوحيد للخلاص . واجتناب الاستفزاز الطائفي والقومي وما يثير الفرقة بين المسلمين ، وذلك : بهدف خلق الوعي الوحدوي ، والقضاء على القابلية للتفرق والتنازع والشقاق بين المسلمين .
الشرط ( 2 ) : معرفة مخططات الأعداء : ( قوى الاستكبار العالمي وأجهزة المخابرات في الحكومات المستبدة والتيارات التكفيرية ) والمؤامرات التي يحيكونها ضد وحدة المسلمين وانسجامهم ، حيث أن سياسة هؤلاء الأعداء جميعا تقوم على بث الخلافات والفرقة والشقاق بين المسلمين ، وأن قوى الاستكبار العالمي والحكومات المستبدة لا تميز بين مسلم سني وآخر شيعي ، وإنما تهمها مصالحها الأنانية وتحقيق أهدافها الشيطانية الخبيثة بفرض هيمنتها على الأمة والشعوب الإسلامية ونهب ثرواتها والاستئثار بها دونها . لهذا يجب تعزيز الوحدة والانسجام بين المسلمين التي تصب في خدمة جميع الشعوب والمذاهب الإسلامية ، وهي السبيل الوحيد لمواجهة السياسة الاستكبارية والأخطار الخارجية وسياسة الحكومات الدكتاتورية في العالم الإسلامي وأجندتها الخبيثة وكلها تأتي في مقابل رسالة الأمة وأهدافها في الحياة .
الشرط ( 3 ) : أن يتسع نظر المفكرين الإسلاميين والفقهاء والسياسيين لرؤية الإسلام الحنيف نظريا في بعده الشمولي الواسع بعيدا عن التعصب الضيق : مذهبيا وقوميا وفئويا وغيره ، وبعيدا عن الذهنية الانفعالية المنغلقة التي تنظر إلى المفردات الخلافية بين المذاهب الإسلامية بالقداسة الدينية التي لا تقبل النقاش والحوار ، ومن خلال الامتداد التاريخي الذي يجعل الانتماء المذهبي عنوانا للفرد أو الجماعة بحيث يعد التنازل عن بعض المفردات الخلافية والالتقاء مع الآخر انحرافا عن الجماعة وتهديدا لسلامتها وانتهاكا لخصوصيتها وإساءة إليها في وجودها العام ، بحيث تتحجر الذهنية الثقافية ـ كما يقول العلامة السيد محمد حسين فضل الله ـ فلا تتحرك لإعادة النظر في المسائل الخلافية من أجل تأكيد الفكرة على منهج جديد من الاستدلال أو رفضها على أساس عناصر الخطأ في داخلها التي اكتشفها من خلال البحث والحوار ، ويقول السيد فضل الله : ” وقد لا يلتفت هؤلاء إلى أن التزامهم ذلك إذا كان منطلقا من روحية التقوى الدينية في الحفاظ على المقدسات ، فإن عليهم أن يعرفوا أن القدسية لأي مفهوم لا تنطلق من كونه تراثا للطائفة والمذهب بل من عمق الحقيقة الدينية الخاضعة للبراهين والحجج العلمية من خلال المصادر الأصلية للفكر الإسلامي وفي مقدمتها الكتاب والسنة ، مما يفرض عليهم أن يحركوا الحوار الفكري لاكتشاف العمق العميق للمسألة الإسلامية في الدائرة الثقافية . وفي ضوء هذا فإن التقوى تتمثل بتجديد النظر إلى المفردات الفكرية العقائدية والمفاهيمية مما يثور الجدل حوله بين الناس لتكون العقائد أو التصورات الفكرية منطلقة من الحجة والبرهان ، بحيث تكون الحجة لهم في التزامهم العقائدي أمام الله ” ( مجلة المنطلق . العدد : 113 . خريف 1995م . ص 22 ) .
وعمليا : أن يتسع نظر المفكرين والفقهاء والسياسيين لرؤية الواقع الذي تتجلى فيه التحديات الصعبة التي تواجه المسلمين وتشكل خطرا جديا على الإسلام العظيم وأهدافه الحضارية في الحياة ، وأن يجتنبوا تكفير المسلمين وتفسيقهم وخلق الصراعات الحادة معهم لمجرد الاختلاف معهم في مسألة فكرية أو فقهية أو أصولية أو عملية أو غيرها .
الشرط ( 4 ) : البناء التدرجي المتصاعد للوحدة ، لأن ما يفصلنا عن الوحدة هو تاريخ طويل شديد التعقيد : نظريا وعمليا ، فالوحدة بحاجة إلى زمن وعلينا أن نعبر هذا الزمن بخطى ثابتة في حركة بناء متواصل حتى نبلغ الغاية التي هي طموح كل مؤمن ومؤمنة في العالم ، وهذا يتطلب منا بعض الخطوات ، منها :
الخطوة ( 1 ) : بناء الإنسان المسلم الوحدوي الذي يعيش قضية الوحدة فكرا وشعورا وموقفا ، لأن ذلك هو الأساس الذي لا يمكن أن تتحقق الوحدة بدونه ، مهما كثرت المؤلفات والمؤتمرات والفعاليات المشتركة ، وهذا يحتاج إلى تربية إيمانية صادقة تقوم على أساس عقائدي وفقهي وواقعي سليم .
الخطوة ( 2 ) : تحويل قضية الوحدة الإسلامية من قضية خاصة بالمفكرين والفقهاء والساسة ، إلى قضية عامة تعيشها الأمة بأجمعها : فكرا وشعورا وموقفا ، لأن القضية هي قضية الأمة بأجمعها : عقيدة وحضارة ومصيرا ، والأمة كأمة : هي المتضررة من تداعيات الفرقة والنزاع ، وذلك هو السبيل إلى تحصين الأمة من اختراقات الأعداء التي تستهدف عقيدتها وحضارتها ومصالحها العليا العامة ومصيرها المشترك ، وهو السبيل إلى تحقيق الانسجام وجعل واقعا قائما على الأرض .
المحور الثالث ـ الانسجام في خطاب الإمام الخميني ( قدس ) : شعار الانسجام الإسلامي أطلقه ولي أمر المسلمين الإمام السيد علي الخامنئي ( أمد الله تعالى في ظله الشريف ) شعارا لهذا العام ، وقد تضمنت بعض خطابات الإمام الخميني ( قدس سره الشريف ) هذا اللفظ ، مثل قوله : ” إذا كان المليار مسلم منسجمين مع بعضهم البعض فمن يستطيع أن يكسرهم ” ( الثقافة الإسلامية . العدد : 51 ـ 1414هـ/1993م . ص6 ) وقوله : ” ورأى الأعداء بأن هذه الوحدة وهذا الانسجام ينشر أنواره إلى سائر الأقطار الإسلامية وهذا يشكل خطرا كبيرا يقضي على مصالح الدول الكبرى ” ( الثقافة الإسلامية . العدد:45 .1413هـ/1993م . ص11 ) إلا أن البحث سوف ينصب على الوحدة الإسلامية في خطاب الإمام الخميني ( قدس سره الشريف ) لأنه اللفظ الأكثر استخداما .. والنتيجة واحدة . وتحت هذا العنوان سوف أشير إلى بعض المسائل التي تتعلق بالوحدة الإسلامية وتضمنتها خطابات الإمام الخميني ( قد سره الشريف ) منها :
المسألة ( 1 ) أسباب الاختلاف بين المسلمين : يرى الإمام الخميني ( قدس سره الشريف ) أن الاختلاف بين المسلمين يعود للأسباب عديدة ، منها :
السبب ( 1 ) : إتباع بعض المسلمين للأهواء النفسية والخيانات العظمى ، وجهلهم بالإسلام الحنيف ، وتخلفهم الفكري بعيدا عن الرؤية الإسلامية : الفكرية والفقهية والواقعية والإدارية ، وتخليهم عن أهداف الإسلام العليا ومبادئه الإنسانية وقيمه السامية ، إذ يقول : ” إن جهلنا وعدم كفاءتنا ـ نحن المسلمين ـ هو علة خضوعنا لتسلط الأجانب ” ( الكوثر . ج2 . الخطبة : 52 . ص313 ) وقال : ” ليكن قيامكم لله لا للأهواء النفسانية التي تجعل كل طرف يجر البساط لنفسه ، اتحدوا في سبيل الله وكفوا أيديكم عن هذا التشتت والتنازع والتفاخر ” ( الكوثر . ج3 . الخطبة : 88 . ص321 ) وقال : ” يا مسلمي العالم الذين تملكون إيمانا بحقيقة الإسلام انهضوا واجتمعوا تحت راية التوحيد وفي ظل تعاليم الإسلام واقطعوا أيدي الخونة المستكبرين عن أوطانكم وعن خزائنكم الممتلئة ، وأعيدوا مجد الإسلام ودعوا الخلافات والأهواء النفسية “( الثقافة الإسلامية . العدد : 51 ـ 1414هـ/1993م . ص7 ) وقال : ” وهذه الحالة ( يعني التنازع والاختلافات الحادة ) هي إما نتيجة خيانات حكام البلدان الإسلامية أو جهلهم بحيث يعجزون عن التفاهم بينهم وتوحيد صفوفهم ليصبحوا مثل البحر فتحطم أمواجهم كل من يقف في مواجهتهم ” ( الكوثر . ج2 . الخطبة : 52 .ص312 ) .
السبب ( 2 ) : التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية ، إذ يقول : ” لاحظوا الذي حصل في القرون الأخيرة وبالأخص في الخمسين سنة الماضية ، فمن جهة عملوا بدعاياتهم الواسعة بين الأخوة السنة والشيعة في بث الفرقة بين هؤلاء واستعملوا من أجل ذلك كل وسائلهم ” ( الثقافة الإسلامية . العدد : 45 . 1413هـ/1993م . ص9 ) وقال : ” هذه القضايا التي تدعو إلى الفرقة والخلاف هي من صنع الدول العظمى والشيطان الكبر “( نفس المصدر . ص10 ) وقال : ” هذه الحالة القائمة بين البلدان الإسلامية لم تظهر بصورة طبيعية أو على نحو الصدفة ، كلا فهي وليدة مخططات القوى الكبرى التي تدفع هذه الدول إلى النزاع وعدم الاتحاد لكي لا تظهر القوة المقتدرة لمليار شخص من المسلمين فتضيق عليهم الخناق وتغلبهم ” ( الكوثر . ج2 . الخطبة : 52 . ص312 ) .
المسألة ( 2 ) الدعوة إلى الوحدة الإسلامية ومبرراتها : يرى الإمام الخميني ( قدس سره الشريف ) بأن الوحدة الإسلامية تكليف شرعي ينبع من طبيعة الإسلام الحنيف وحقيقته الإلهية الناصعة ، حيث يقول : ” بحكم الإسلام يجب أن يكون المسلمون يدا واحدة “( الثقافة الإسلامية . العدد : 51 ـ 1414هـ/1993م . ص6 ) وقوله : ” يا مسلمي العالم الذين تملكون إيمانا بحقيقة الإسلام انهضوا واجتمعوا تحت راية التوحيد وفي ظل تعاليم الإسلام “( نفس المصدر . ص7 ) .
ويرى بأن التخلف عن هذا التكليف الشرعي خيانة ومن شأنه أن يؤدي إلى خذلان الله عز وجل للمتخلفين ، إذ يقول : ” التكليف الآن هو أن يكون لجميع المسلمين كلمة .. في رأس كل الكلمات أن يكون الجميع متفقي الكلمة وإذا تخلف أحد فإنه قد خان الإسلام ” ( نفس المصدر . ص7 ) ” وقوله : إذا ـ لا سمح الله ـ اختلفنا مع بعضنا ونسينا تلك الجهة الإلهية التي أمرنا الله تبارك وتعالى بها وهي { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ } فسيأتي وقت ترون فيه أن عناية الله سوف تذهب عنا ” ( نفس المصدر . ص7 ) وهذا هو الخذلان .
المسألة ( 3 ) : يرى الإمام الخميني العظيم ( قدس سره الشريف ) بأن الاختلافات الحادة والنزاعات بين المسلمين ، قد أدت إلى ضعفهم وتخلفهم وسهلت للأعداء سبل السيطرة عليهم ونهب ثرواتهم ، إذ يقول : ” المسلمين … الذين يبلغ تعداد نفوسهم ثمانمائة مليون ولعلهم أصبحوا الآن مليار نسمة ، لكنكم ترونهم جميعا خاضعين للتسلط الأجنبي ، فلا تجدون مجتمعا كل أفراده من المسلمين إلا تجدون أيدي إحدى القوى الكبرى نافذة في كل شؤونه ، فهؤلاء المليار نسمة أسرى قوة كبرى يبلغ تعداد نفوسها مائتي مليون أو مائة وخمسين مليون نسمة ، وسر ذلك هو أن هؤلاء المائة والخمسين مليونا متحدين فيما بينهم بينما تجد هؤلاء المليار نسمة متفرقين متنازعين ” ( الكوثر . ج2 . الخطبة : 52 . ص311 ) وقال : ” كل هذه السنين التي أعقبت ظهور دولة إسرائيل واغتصابها للأراضي الفلسطينية ، عجز كل هذا العدد الكبير من العرب والدول العربية عن استرجاع فلسطين ، وهم يقولون : إن أمريكا تقف خلف إسرائيل ، ولكن هذا ليس هو السبب إنما تفقدون الكفاءة واللياقة ، ولو اجتمعت قوى مائة مليون عربي لما استطاعت أمريكا أن تفعل شيئا في مواجهتهم ، ولما استطاعت أوربا ولا غيرها فعل شيء ولكنهم متفرقون ” ( نفس المصدر . ص313 ) وقال : ” وبهذه الاختلافات التي يثيرونها ليمنعوا البلد من التقدم ، ويجعلون أهله متناحرين فيما بينهم ليقوموا بتحقيق مطامعهم ونهب نفطه وغازه وكافة ثرواته دون أن يعترض أحد من أهله عليهم بسبب عدم وجود رأي موحد فما يواجههم هي أفكار متفرقة متعارضة ” ( نفس المصدر . ص 314 ) .
المسألة ( 4 ) : الغاية من الدعوة إلى الوحدة الإسلامية : يرى الإمام الخميني ( قدس سره الشريف ) أن الغاية من الدعوة إلى الوحدة الإسلامية هي مواجهة قوى الاستكبار العالمي وعملائهم الإقليميين والمحليين الذين يسعون لتفريق المسلمين وتمزيق وحدتهم بهدف فرض الهيمنة عليهم ونهب ثرواتهم . ويرى بأن الوحدة الإسلامية هي السبيل إلى تحقيق العدالة والسعادة والاستقلال واسترجاع الخصائص الحضارية للأمة الإسلامية ووضع اليد على الثروة الوطنية وتحقيق الأهداف الإسلامية العليا ، إذ يقول : ” لقد دعوت الدول الإسلامية مرارا إلى الأخوة والاتحاد في مواجهة الأجانب وعملائهم الذين يريدون إيجاد النفاق بين المسلمين والحكومات الإسلامية ، وإبقاء دولنا الإسلامية العزيزة تحت الأسر والذل الاستعماري ليستفيدوا من إمكاناتها المادية والمعنوية ” وقال : ” بحكم الإسلام يجب أن يكون المسلمون يدا واحدة ليستطيعوا قطع يد الأجانب والمستعمرين عن التدخل في أوطانهم ” وقال : ” لو أن رؤساء الدول الإسلامية يتخلون عن خلافاتهم الداخلية ويتعرفون على الأهداف العالية للإسلام ويميلون إلى الإسلام فإنهم لن يصبحوا أسرى وأذلاء للاستعمار “( الثقافة الإسلامية . العدد : 51 ـ 1414هـ/1993م . ص6 ) وقال : ” يا مسلمي العالم الذين تملكون إيمانا بحقيقة الإسلام انهضوا واجتمعوا تحت راية التوحيد وفي ظل تعاليم الإسلام واقطعوا أيدي الخونة المستكبرين عن أوطانكم وعن خزائنكم الممتلئة ، وأعيدوا مجد الإسلام “( نفس المصدر . ص7 ) في هذا النص توجد دلالة على أن مواجهة الاستكبار العالمي وقطع يده عن خزائن المسلمين هو تكليف شرعي ينبع من حقيقة الإسلام الحنيف وأصوله الإلهية والإنسانية الفطرية العظيمة ، وأن الوحدة الإسلامية هي السبيل لإعادة مجد الإسلام ودوره في الحضارة الإنسانية . وقال : ” إن الدول العظمى تعرف أنها لن تستطيع التدخل في شؤون الدول الصغيرة إذا تحققت الوحدة وحصل التآلف فيما بينها ” ( الثقافة الإسلامية . العدد :45 . 1413هـ/1992م ص 10 ) وقال : ” إن عدوان إسرائيل بعددها القليل جاء نتيجة تفرق المسلمين وبسبب هذه الفرقة استطاعت أمريكا أن تحكم جميع الدول وتنهب ثرواتها ” ( نفس المصدر . ص 12 ) وقال : ” فإذا تحققت الوحدة بين المسلمين ـ وستتحقق إن شاء الله ـ فستقطع أيدي الدول الكبرى عن ثروات المسلمين وكافة المستضعفين في العالم ” ( نفس المصدر . ص 11 ) وقال : ” إننا عقدنا العزم على حماية بلدنا والعيش باستقلال وحرية متحدين منسجمين جميعا لكي نقف في وجه القوى الطامعة ونمنعها من إلحاق الأذى بنا “( نفس المصدر . ص 11 ) .
المسألة ( 5 ) خطوات عملية على طريق الوحدة الإسلامية : يعتبر محور الوحدة الإسلامية أهم المحاور التي دار عليها الصراع المحتدم بين الثورة الإسلامية في إيران وأعدائها الدوليين وعملائهم الإقليميين والمحليين ، وقد وضع الإمام الخميني ( قدس سره الشريف ) رؤيته حول الوحدة الإسلامية موضع التطبيق ، واتخذ خطوات عملية لتنفيذها على أرض الواقع ، منها :
الخطوة ( 1 ) : تجسيد الوحدة الإسلامية في دستور الجمهورية الإسلامية في إيران ووضعها موضع التنفيذ ، إذ نظر الدستور للمواطنين على اختلاف مذاهبهم بعين واحدة ، وأعلن بأن لأتباع المذاهب الحق في إعلان مذاهبهم والتحاكم إلى محاكم تعتمدها وتحتكم إليها ، وهي الحالة التي يحاول إعلام الاستكبار العالمي طمسها بكل ما أوتي من قوة وخبث . ولهذا قال الإمام الخميني العظيم ( قدس سره الشريف ) مخاطبا ضيوف الجمهورية في أسبوع الوحدة لعام : 1403هـ : ” إن الأعداء يهدفون من إعلامهم المضاد خداع مسلمي العالم لطمس هذا الانسجام والتكاتف الكبير في إيران . على الأخوة الضيوف أن يعكسوا هذا الإعجاز الحاصل في إيران والذي يعيش فيه أبناء الشعب بكل طوائفه جنبا إلى جنب في اتحاد ووئام ” ( نفس المصدر . ص13 ) .
الخطوة ( 2 ) : دع الإمام الخميني العظيم ( قدس سره الشريف ) إلى أسبوع الوحدة الإسلامية بتاريخ : ( 12 ـ 17 ربيع الأول ) من كل عام ، وإلى يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك من كل عام ، وهما مظهران من مظاهر الصدق والجدية في الطرح ، ووضع الرؤية موضع التطبيق العملي في الميدان ، ولا تزال الجمهورية الإسلامية في إيران بقيادة ولي أمر المسلمين الإمام السيد علي الخامنئي ( حفظه الله تعالى ) تسير على نفس المنهج الذي خطه الإمام الخميني ( قدس سره الشريف ) في الوحدة والانسجام الإسلامي .
أيها الأحبة الأعزاء ،،
أكتفي بهذا المقدار ،،
واستغفر الله الكريم الرحيم لي ولكم ،،
واعتذر لكم عن كل خطأ أو تقصير ،،
واستودعكم الله الحافظ القادر من كل سوء ،،
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .