إخلاص المعلم
المناسبة : برنامج ثقافي لمدرسة طارق بن زياد الإعدادية للبنين .
ملاحظة : لم تلق المحاضرة نظرا لعدم تنفيذ البرنامج .
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها السيدات والسادة ،،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،،
موضوع البحث هو : إخلاص المعلم ، والإخلاص من بحوث علم الأخلاق ، إلا أني لا أريد أن أكون في هذا الحديث في مقام الواعظ ، لأني لست فوقكم ولستم دوني في المستوى الروحي والأخلاقي ، وإنما أريد أكون في مقام البحث العلمي والمهني .
وسوف أقسم البحث على محورين :
المحور ( 1 ) : البحث في الإخلاص بوجه عام .
المحور ( 2 ) : البحث فيما يخص المعلم من الإخلاص .
وفي سبيل المزيد من الوضوح سوف أجعل الحديث على شكل نقاط ،،
المحور ( 1 ) : البحث في الإخلاص بوجه عام ،،،
قال الله تعالى : { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } ( البينة : 5 ) .
النقطة ( 1 ) تعريف الإخلاص : سوف أمر على عدد من المعاني المهمة للإخلاص وأبحث بعض ما يتعلق بها من المسائل على النحو التالي :
( أ ) الإخلاص في اللغة : يقال خلص الشيء خلوصا وخلاصا أي صفى وزالت عنه الشوائب ، فكلمة الإخلاص تدل على الصفاء والنقاء ، والشيء الخالص هو الشيء الصافي الذي ليست فيه شائبة مادية أو معنوية .
( ب ) الإخلاص في الاصطلاح : ضد الرياء ، ويعني تطهير القلب وتجريد القصد ( النية ) من الشوائب المكدرة لصفائه ، فيكون الهدف في دائرة الفكر والعمل هو الله جل جلاله وحده لا شريك له .
قال الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ” إن لكل حق حقيقة ، وما بلغ عبد حقيقة الإخلاص ، حتى لا يحب أن يحمد على شيء من عمل لله ” (البحار . ج69. ص304) .
وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ” ما أنعم الله عز وجل على عبد أجل من أن لا يكون في قلبه مع الله غيره ” ( مستدرك الوسائل . ج1 . ص101 ) .
وقيل : العمل لأجل الناس شرك ، وترك العمل لأجلهم رياء ، والإخلاص هو تخليص العمل من هاتين الشائبتين ( المعجم الفلسفي ) فليس من الإخلاص ترك المستحبات بحجة عدم تلويث النفس بالرياء فيحرم الإنسان نفسه من الثواب ودرجة القرب .
وقيل : الإخلاص يضاد الشرك ، فمن لا يكون مخلصا يكون مشركا .
( المحجة البيضاء . ج8 . ص128 ) .
( ج ) إخلاص الدين لله عز وجل : هو قيام الإنسان بما يجب عليه من حقوق الله جل جلاله ، وترك الرياء في الطاعات ، بحيث يكون العمل لمحض التقرب إلى الله عز وجل من دون ضميمة شيء آخر .
قال الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ” إن لكل حق حقيقة ، وما بلغ عبد حقيقة الإخلاص ، حتى لا يحب أن يحمد على شيء من عمل لله ” (البحار . ج69. ص304) .
وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ” الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل ، والعمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله عز وجل ، والنية أفضل من العمل ، ألا وأن النية هي العمل ” ( البحار . ج70 .ص230 ) .
ومن الإخلاص في الدين : أن لا يطلب الإنسان لعمله شاهدا غير الله جل جلاله .
قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ” لا يكون العبد عابدا لله حق عبادته حتى ينقطع عن الخلق كله إليه ، فحينئذ يقول هذا خالص لي فيقبله بكرمه ” ( مستدرك الوسائل . ج1 . ص101 ) .
د ـ الفرق بين الصدق والإخلاص : الصدق هو المطابقة للوضع : ( الواقع والعقيدة ) وهو أصل والإخلاص فرع ، والإخلاص لا يكون إلا بعد الشروع في العمل .
ويعتبر الإخلاص هو أساس الدين ودعامته في تثبيت الإنسان على خطى الاستقامة والإيمان والتهذيب ، وهو ملاك العبادة وجوهرها ، وبه تتفاضل مراتب المؤمنين .
( هـ ) مذهب الإخلاص : هو مذهب أخلاقي قوامه الصدق والصراحة والبعد عن الغش والاحتيال والتقاعس والكسل والتردد وغيرها من الشوائب التي تكدر صفاء العمل .
النقطة ( 2 ) : مراتب الإخلاص : سوف أذكر مرتبتين أساسيتين للإخلاص ، وهما :
المرتبة ( 1 ) الإخلاص الحقيقي : ويسمى بإخلاص الصديقين ، والمراد به إرادة محض وجه الله ذي الجلال والإكرام في العمل ، دون توقع غرض في الدارين : الدنيا والآخرة ، ولا يتحقق هذا الإخلاص إلا للمحب الذي خلص قلبه من التعلق بغير الله عز وجل ، وقد استغرق قلبه في جماله وجلاله ، بحيث لا يكون ملتفتا إلى سواه .
جاء في الحديث القدسي : ” الإخلاص سر من أسراري ، استودعته قلب من أحببته من عبادي ” ( البحار . ج70 . ص149 ) .
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ” إلهي ما عبدتك خوفا من نارك ، ولا طمعا في جنتك ، وإنما وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك ” .
ومقتضى الحب : والحب لله ذي الجلال والإكرام يقتضي حب المحب لجميع ما يتعلق بالله عز وجل من بشر وغيرهم ، فيحب من يحبهم الله جل جلاله من الأنبياء والأوصياء والصالحين ، ويبغض من يبغضهم الله جل جلاله من الطواغيت والمستكبرين والمفسدين والظالمين ، ويحب البيت الحرام والكعبة المشرفة والقرآن الكريم والمسجد النبوي الشريف وبيت المقدس ودور العبادة وغيرها من الأشياء التي تتعلق بالله وتوصل إليه ، ويرضى لرضا الله جل جلاله ، ويغضب لغضبه ، ويخضع له في السر والعلن ، ويرضى بقضائه وقدره في جميع الأحوال ، ويسلم لأمره في كل شيء .
ومن علامات الحب لله : طلب العلم والاستقامة في الدين والمثابرة في العمل وبذل الوسع والطاقة ، والبعد عن التقاعس والكسل والتردد والضجر ، والاستعداد للتضحية في سبيل تحقيق الأهداف الربانية السامية ، ثم لا يجد العبد لعمله عند الله جل جلاله قدرا فيوجب لنفسه على ربه مكافأة به .
والخلاصة : العباد المخلصون هم المقربون من الله جل جلاله ، المتوكلون عليه في الأمور كلها ، والراضون بقضائه وقدره في جميع الأحوال ، والمسلمون لأمره في كل شيء ، والفائزون برضاه ، ولا يقع منهم إلا الجميل والصالح من الأقوال والأفعال والمواقف ، ولا يحول شيء بينهم وبين المحبوب وهو الله ذو الجلال والإكرام .
قال الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ” أما علامة المخلص فأربعة : يسلم وتسلم جوارحه ، وبذل خيره وكف شره ” ( تحف العقول . ص16 ) .
والبشرى الأعظم للمحب : هي أن يعلم بأن محبوبه يبادله الحب فيتلاقى الحبان { بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } فتقر بذلك عين المحب ويطمئن قلبه .
المرتبة ( 2 ) الإخلاص الإضافي : وهو إرادة تحصيل الثواب في العمل والتخلص من العذاب .
النقطة ( 3 ) الطريق لتحصيل الإخلاص : والطريق لتحصيل الإخلاص هو الإيمان واليقين بالمعارف الإلهية ، والمداومة على الدعاء والمناجاة والعمل الصالح في السر والعلن .
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ” الإخلاص ثمرة اليقين ” .
( غرر الحكم . ج1 . ص30 ) .
وقال ( عليه السلام ) : ” ثمرة العلم إخلاص العمل ” ( نفس المصدر . ص17 ) .
ويتحقق الإخلاص من خلال : التفكر في صفات الله ذي الجلال والإكرام وأفعاله ، والاشتغال بدعائه ومناجاته وعمل الصالحات في السر والعلن ، حتى يغلب على القلب نور جماله وسبحات جلاله ، ويستولي عليه حبه والأنس به لا شريك له .
النقطة ( 4 ) فوائد الإخلاص : يعتبر الإخلاص رأس الفضائل ورئيسها ، وهو المناط في صحة الأعمال وقبولها ، فلا عبرة بعمل لا أخلاص فيه ، ولا خلاص من الشيطان وطوارق الزمان إلا بالإخلاص .
وللإخلاص في العمل فوائد عديدة أهمها :
الفائدة ( 1 ) : توفر الإرادة القوية المستحكمة للعمل ، واتسام العامل بالنشاط والمثابرة والمبادرة والفاعلية والايجابية والتفاني ، فتتحقق للعامل المخلص الحصانة الإلهية والحفظ من أن تتلاعب به شياطين الإنس والجن ، فيعجزوا عن النيل منه والتأثير عليه ، وتتحقق له الاستقامة وإرادة الصمود والثبات أمام الصعوبات والتحديات والمواجهة الحازمة مع الأعداء .
قال الله تعالى : { قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ . قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ . إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ } ( الحجر : 39 ـ 43 ) .
الفائدة ( 2 ) : الرغبة التلقائية / الذاتية في تحمل المسؤولية ، والحرص على تطوير المهنة وتقدمها ورفعة مكانتها في الدولة والمجتمع ، وإجادة العمل وإتقانه وإتمامه في الخلوة والملأ ، فيكون منتجا في الدنيا ومقبولا عمله عند الله جل جلاله في الآخرة ، حيث لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا لوجه الله عز وجل .
قال الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ” إذا عملت عملا فأعمل لله خالصا لأنه لا يقبل من عبادة الأعمال إلا ما كان خالصا ” ( البحار . ج77 . ص13 ) .
وقال الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ” في إخلاص النيات نجاح الأمور ” .
( غرر الحكم . ج2 . ص68 ) .
وقال ( عليه السلام ) : ” لو خلصت النيات لزكت الأعمال ” ( نفس المصدر . ص306 ) .
وقال العلامة ناصر مكارم الشيرازي : ” أن النية كلما خلصت ، كان الاهتمام بباطن الأعمال أقوى ، أو بتعبير أدق : إن الجودة والدقة على مستوى السلوك والعمل ، ستكون في ذروتها ، ونجاح العمل سيكون مضمونا ، والعكس صحيح : فإذا كان الهدف يتركز على معالم الظاهر فقط ، دون أن يولي أهمية للمحتوى ، فسيكون مصير العمل الفشل والخيبة ” ( الأخلاق في القرآن . ج1 . ص240 ) .
الفائدة ( 3 ) : اجتماع القلب وراحة البال ، فيزول بالإخلاص الشعور بالهم والحزن والنكد عن الإنسان في الحياة ، ويشعر بالأمن والاطمئنان وراحة البال والضمير في جميع الأحوال : في الصحة والمرض ، في الغنى والفقر ، في اليسر والعسر ، وفي الرخاء والشدة ، وفي السلم والحرب ، وفي غيرها من الأحوال ، حيث يرى المخلصون الجمال والخير في كل شيء من الحوادث الكونية وغيرها ، لأنها بعين الله الرؤوف الرحيم القادر على كل شيء .
روى الترمذي ( رض ) في السلسلة الصحيحة عن الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ” من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة . ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر عليه ” .
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ” طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء ، ولم يشغل قلبه بما تراه عينه ، ولم ينس ذكر الله بما تسمع أذناه ، ولم يحزن صدره بما أعطي غيره ” ( البحار . ج70 . ص229 ) .
ومن الأقوال المأثورة : ” أعمل لوجه واحد ، يكفيك الوجوه كلها ” .
الفائدة ( 4 ) : تحقيق العزة والكرامة للإنسان ، وتجنب الذل والمهانة والصغار في الحياة ، حيث يقصد العبد بعمله دائما وأبدا وجه الله جل جلاله ، بغض النظر عن رضا الناس أو سخطهم ، ورضا الله سبحانه وتعالى متحقق في هذه الحالة ، ورضا الناس غاية لا تدرك ، فتتحقق للإنسان بهذا القصد والتوجه بما فيه من الغنى عن الناس والرضا بقضاء الله وقدره والتسليم إلى أمره العزة والكرامة والشرف والسمو والرفعة ، ويحصل على الاطمئنان ، وتتحقق له الحياة الطيبة في الدنيا والسعادة الأبدية في الآخرة .
الفائدة ( 5 ) : تحصيل الحكمة والبصيرة في الأمور ، فعندما يتحقق الإخلاص في العمل تستنير البصائر وتتفتح العقول وتحصل المعرفة الواضحة .
قال الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ” ما أخلص عبد لله عز وجل أربعين صباحا إلا جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ” ( البحار . ج70 . ص242 ) .
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ” طوبى للمخلصين ، أولئك مصابيح الهدى ، تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء ” ( كنز العمال . ج . الحديث : 5268 ) .
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ” عند تحقق الإخلاص تستنير البصائر ” ( غرر الحكم . ج2 . ص490 ) .
الفائدة ( 6 ) : التسديد والتوفيق للإنسان المخلص فيما يتوجه إليه من أمور الحياة .
جاء في الحديث القدسي ” لا أطلع على قلب عبد فأعلم منه الإخلاص لطاعتي وأتباع مرضاتي إلا توليت تقويمه وسياسته ” ( البحار . ج85 . ص136 ) .
الفائدة ( 7 ) : النجاة في الآخرة من العذاب الأليم والفوز بالجنة .
المحور ( 2 ) : البحث فيما يخص المعلم من الإخلاص ،،،
النقطة ( 1 ) أهمية التعليم : يشكل المعلمون والمعلمات في المؤسسات التعليمية بكافة أشكالها ومستوياتها أكبر الفئات العاملة في المجتمع والدولة ، وأن كل العاملين في المجتمع والدولة ، قد مروا بالمؤسسات التعليمية ماعدا الأنبياء والأوصياء ( عليهم السلام ) ففي المؤسسات التعليمية بدأ العاملون حياتهم وتشكلت توجهاتهم ، ومنها تخرجوا ودخلوا ميادين الحياة المختلفة ليؤدوا دورهم فيها كما تعلموا في المؤسسات التعليمية وتربوا فيها ، فمهنة التعلم هي أم المهن والوظائف كلها في المجتمع والدولة ، وبهذا ندرك أهمية الإخلاص وقيمته في مهنة التعليم . فعلى كافة المعلمين والمعلمات أن يدركوا حجم المسؤولية الدينية والوطنية والاجتماعية والتاريخية الملقاة على عواتقهم ، وأن يتحلوا بالإخلاص في العمل ، من أجل سعادتهم الحقيقة هم أنفسهم ، ومن أجل مصلحة المجتمع والدولة وخيرهما وسعادة جميع المواطنين .
النقطة ( 2 ) علامات الإخلاص في عمل المعلم : للإخلاص في عمل المعلم علامات كثيرة ، أذكر منها :
العلامة ( 1 ) : أن يكون القصد من عمله بالدرجة الأولى هو وجه الله عز وجل وليس الحافز والتقرير ، فيحرص على أداء عمله على أحسن وأكمل وجه بغض النظر عن الأجر أو التقرير الذي قد يحصل عليه من المسؤولين . وهذا يتطلب منه التركيز على تنمية العملية التعليمية والتربوية في جوهرها ، وليس التكاذب من خلال الاهتمام والتركيز على الأشياء الشكلية والصورية في سبيل الحصول على المدح والثناء من قبل المسؤولين والتقرير الأفضل ، وإن لم يقدم شيئا لجوهر العملية التعليمية والتربوية وتنميتها ، كما هو حاصل لدى الكثير من الإدارات المدرسية والمدرسين ، ويتجلى بوضوح في تباين الجهود في الحالات التي يحضرها المسؤولون والحالات التي لا يحضرونها .
قال الله تعالى : { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } ( الأنعام : 162 ـ 163 ) .
العلامة ( 2 ) : أن يكون مؤمنا بمهنته وشديد الولاء لها ، ساعيا إلى تطويرها وتقدمها ورفعة مكانتها في الدولة والمجتمع ، وأن يسلك في عمله سلوكا مهنيا نابعا من أخلاقيات المهنة ، ويسعى لإتقان المهارات الضرورية لإجادتها وإقامة العلاقات المهنية الناجحة .
العلامة ( 3 ) : أن يتسم بالصدق والاستقامة والأمانة في عمله ، فلا يفرط في شيء من مهام عمله المكلف بها لاسيما المهام الأساسية ، فيكون مثلا : مواظبا على حضور الحصص ، ويقوم بالأعداد الجيد للدروس ، ويقوم بتشجيع الطلبة ماديا ومعنويا وحثهم برفق ومحبة على بذل المزيد من الجهد لتطوير تحصيلهم العلمي وتحسين سلوكهم ويحسن معاملتهم ، ويسعى لتلبية الاحتياجات التعليمية والتربوية للطلبة ، ويحرص على القيام بالمهام التعليمية والتربوية الأساسية والثانوية الملقاة على عاتقه على أحسن وأكمل وجه .
العلامة ( 4 ) : أن يكون على اتصال مستمر بالتجارب التعليمية والتربوية وبمصادر المعرفة الضرورية لمهنته ، حتى يكون مواكبا للجديد فيها ، ويصبح متطورا مع تطور المهنة وعلومها . وأن يجعل من نفسه القدوة الحسنة لطلابه في هيئته وأقواله وأفعاله وسلوكه ومواقفه كلها ، ويحرص على ربط المادة العلمية التي يدرسها بالدين والأخلاق والقيم الإنسانية والحياة العامة ، فتكون المادة العلمية وسيلة لتذكير الطلبة بالله جل جلاله وبالآخرة ولتزكية أنفسهم وإعدادهم لتحمل المسؤوليات العامة في الحياة : الإنسانية والإسلامية والقومية والوطنية ، بشرط أن لا يطغى هذا الربط على جوهر الدروس فينقلب الأمر إلى ضده .
العلامة ( 5 ) : أن يتسم بالنشاط والمثابرة والمبادرة والفاعلية والايجابية والرغبة التلقائية الشديدة في تحمل المسؤولية ، وعدم الضجر والتبرم منها ، وأن يتفانى ويضحي في سبيل القيام بمهام عمله .
العلامة ( 6 ) : أن يكون واضحا في تصرفاته ، شريفا في معاملاته ، متواضعا في علاقاته مع زملاء المهنة . وأن يتسم بالرفق واللين والطيب مع الطلبة ، ويتجنب القسوة والغلظة معهم ، وعدم خلق المشاكل لهم أو التمييز بينهم ، وأن لا يسمح لمشكلاته الذاتية أن تؤثر على عمله .
العلامة ( 7 ) : التعاون مع الهيئتين الإدارية والتعليمية لتحقيق الواجبات التعليمية والتربوية في المؤسسة التعليمية والحرص على نيل ثقتهم المشروعة في العمل ، وتجنب الأنانية والتنافس المضر والاستغلال السيئ لعمله لتحقيق مصالحه الخاصة وإشباع الرغبات النفسية المريضة ، وتجنب الدعاية لنفسه على حساب المهنة . فهو يفرح لكل ذي كفاءة من زملاء المهنة وينصفه من نفسه ، ولا يحزن لمن تميز منهم ، ولا يكره ظهوره في الصورة وحصوله على حقه في التقدير والمكافأة المادية والمعنوية دونه .
أيها الأعزاء ،،
أكتفي بهذا المقدار ،،
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .