لقاء الثلاثاء (56) | 19-7-2010

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين الأخيار.

فضل شهر شعبان

تحدّث الأستاذ عبد الوهاب حسين في الحديث الفكري في مجلسه لهذا الأسبوع حول فضل شهر شعبان المعظم، وقال : أستبق الحديث عن فضل شهر شعبان المعظم بحديث قصير حول سير الإنسان إلى الله ذي الجلال والإكرام، قول الله تعالى: )يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ(([1]) فالإنسان وجد في هذه الحياة بدون اختياره، وهو لم يختَر أبويه وإخوته وأقرباءه والزمان والمكان الذي ولد فيهما، فوجوده والظروف التي وجد فيها مفروضة عليه تمامًا، إلا أنه أُعطي مساحة واسعة من الاختيار لصنع ماهيّته وتقرير مصيره، ومن لطف الله تبارك وتعالى على عبادة أنه لم يجعل الظروف قاهرة على الإنسان، فقد وجدنا من أبناء الأنبياء (عليهم السلام) أناس سيئون، ووجدنا في أبناء الطواغيت أولياء صالحون.

وقال: عجلة الزمن تتحرّك برغم إرادة الإنسان، ولا أحد إلا الله عز وجل قادر على إيقافها، فكل إنسان ميت، وسوف تنتهي هذه الحياة بكل مكوناتها، ونعود جميعا للحساب بين يدي الله تبارك وتعالى في يوم القيامة، فإما إلى جنة، وإما إلى نار.

وقال: هناك للأسف الشديد من يُتعب نفسه في نقاش لا طائل تحته، مثل: لماذا خلقنا الله عز وجل بغير إرادتنا؟ وقد ناقشت هذا الموضوع في إحدى حلقات كتاب (ذاكرة شعب) ولا أرغب في هذه الليلة في مناقشة هذا الموضوع، ولكن أشير فقط إلى ثلاث مسائل:

المسألة (1): كل من يدخل الجنة ويسكن الغرف العالية فيها، لن يقول في يوم القيامة: لماذا خلقنا الله عز وجل بغير إرادتنا وأدخلنا الجنة، وهؤلاء: )دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(([2]) وكل من يدخل النار ويعذب فيها، لن يقول في يوم القيامة: لماذا خلقنا الله عز وجل بغير إرادتنا وأدخلنا النار، ولكنهم سيعترفون صاغرين بذنوبهم: )وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ(([3]) .

المسألة (2): أن الله جل جلاله هو الذي خلق عقل الإنسان ووضع نظام عمله وإدراكاته وما يكونه من تصورات وما يصدره من أحكام (تصديقات) ولا يصدر عقل الإنسان السليم حكمًا يخالف فيه حكمة الله تبارك وتعالى وأمره ونهيه.

المسألة (3): إنّ الله تبارك وتعالى بعث الرسل، وأنزل الكتب السماوية، بهدف هداية الإنسان، وإتمام الحجة عليه، قال الإمام الصادق (عليه السلام): “حجة الله على العباد النبي، والحجة فيما بين العباد وبين الله العقل”([4]).

والخلاصة: الإنسان العاقل لا يشغل نفسه ويضيع جهده في أمور لا طائل له فيها، وإنما يسلك سبيل القربى، ويستقبل ساحة الكبرياء والعظمة، ويقوم بالعمل الصالح الذي يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة.

وقال: للأسف الشديد إنّ بعض الآباء والأمهات يخطئون الطريق في التربية، فترى لديهم كامل الحرص على توفير أحسن المسكن والمطعم والملبس لأبنائهم، ولكن لا ترى لديهم الحرص المناسب لتعليمهم أصول الدين والعبادات، فيكبر أبناؤهم وهم جاهلون بالدين، ولا اهتمام لديهم بشؤون الدين والعبادات، ويكون كل همهم موقوف على الدنيا، فيكونوا أطباء أو مهندسين أو موظفين مرموقين ونحوه، ثم ماذا؟ ثم يكونوا بعد الموت من أصحاب النار!! فأي حب هذا للأبناء؟ وأي حرص عليهم؟ هل الحب للأبناء والحرص عليهم يكون بتوفر أحسن المسكن والملبس والمطعم لهم في الحياة الدنيا، ثم تقديمهم في الآخرة ليكونوا حطبًا لنار جهنم الموقدة؟! قول الله تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(([5]).

وقال : لكي يصل الإنسان إلى منتهاه بسلام، فقد نصب الله الغني الحميد برحمته للإنسان علامات لكيلا يضل الطريق، وجعل له منبهات لكيلا يغفل، وحوافز لكيلا يكسل ولا يضعف، فكانت مواقيت الصلاة في اليوم والليلة، وكانت الأذكار والصلوات والأعمال الخاصة في أيام الأسبوع، وكانت خصوصيات الشهور وأعمالها، مثل: شهر محرم الحرام، وشهر رجب المرجّب، وشهر شعبان المعظم، وشهر رمضان المبارك، وشهر الحج الحرام، ولكل شهر خصوصية وأعمال خاصة، ولو أن الله جل جلاله قال للإنسان: اقصدني وتوجه إلي من أجل راحتك وسعادتك الأبدية، ولم يفرض عليه العبادات، مثل: الصلاة والصيام والحج، ويجعل له مواقيت في الأيام والشهور، ويجعل له أماكن خاصة للطاعة والعبادة، فإنّ الإنسان لن يصل إلى الله الغني الحميد، ولن يحصل على السعادة الأبدية، فالصلاة والصيام والحج وباقي الشعائر والعبادات، والأوقات التي ضربها الله جل جلاله للناس في الليالي والأيام والشهور، وأماكن الطاعة والعبادة، كلّها وسائل وضعها الله جل جلاله من أجل أن يوصل الإنسان إلى وجهته، وعلى الإنسان مراقبتها ورعايتها وأداء حقها، لكي يحظى بالسعادة الأبدية والخلود في الجنة، قول الرسول الأعظم الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): “إنّ لربكم في أيام دهركم نفحات، ألا فتعرضوا إليها، ولا تعرضوا عنها”.

وقال: بهذا ندرك جانبًا من فلسفة زمان العبادة ومكانها، فإنّ الله جل جلاله قد فرض على الإنسان الصلاة في أوقات محددة تربطه بالله الغني الحميد، فبإمكان الإنسان أن ينصرف إلى شؤونه في الحياة، ويقف في محطات أوقات الصلاة ليتوجه إلى الله ذي الجلال والإكرام، ليؤكد أنه على العهد، وعلى الصراط المستقيم، وجعل الصلاة في المسجد أفضل من الصلاة في أي مكان آخر، وجعل لبعض المساجد فضل على غيرها من المساجد، مثل: المسجد الحرام، والمسجد النبوي الشريف، لكي يقصدها الإنسان في سبيل زيادة التوجه والقصد، وجعل لكل يوم من أيام الأسبوع أعمالا خاصة، واجبة، مثل: صلاة الجمعة، ومستحبة، مثل: قراءة بعض سور القرآن الكريم والأدعية المأثورة، وجعل أعمالا لكل شهر، فلشهر رمضان أعماله، ولشهر شعبان أعماله، ولشهر محرم أعماله، ونحوها، مما لا يترك للإنسان الواعي فرصة للغفلة والميل عن الصراط.

وقال: موضوع حديثنا لهذه الليلة هو شهر شعبان المعظم.

وقال: إنّ شهر شعبان شهر عظيم، وقد قيل في وجه تسميته بشعبان: لأنّ فيه تتشعّب أرزاق المؤمنين لشهر رمضان المبارك، وهو شهر الرسول الأعظم الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال: “شعبان شهري فرحم الله من أعانني على شهري”([6]) وهو أفضل من شهر رجب المرجب، والصوم فيه أفضل من الصوم في شهر رجب، ويستحب وصل صومه بصوم شهر رمضان المبارك، ولصوم شهر شعبان فوائد عديدة، منها:

  • إدخال السرور على القلب الطاهر الرحيم للرسول الأعظم الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) والحظوة بشفاعته.
  • إصلاح أمر المعيشة.
  • كفاية شر الأعداء.
  • غفران الذنوب.
  • نداء الملك للصائم في شعبان عند الإفطار: طبت وطابت لك الجنة.

وكان الرسول الأعظم الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا رأى هلال شعبان أمر مناديه ينادي في المدينة: “يا أهل يثرب!! إنّي رسول الله إليكم، ألا وإنّ شعبان شهري، فرحم الله من أعانني على شهري” وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: “ما فاتني صوم شعبان منذ سمعت منادي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ينادي في شعبان، ولن يفوتني في أيام حياتي صوم شعبان إن شاء الله”([7]) وكان الأئمة المعصومون الأطهار (عليهم السلام) مواظبون على صيام شهر شعبان، وقد أكثروا من حث شيعتهم على صيامه، وفيه: “السيئة محطوطة، والذنب مغفور، والحسنة مقبولة، والجبار جل جلاله يباهي فيه بعباده، ينظر من فوق عرشه إلى صوامه وقوامه فيباهي بهم حملة عرشه”([8]) وهناك أعمال يستحب عملها في شهر شعبان، منها:

  • الصدقة.
  • صيام الاثنين والخميس.
  • الاستغفار، وهو أحسن الأدعية والأذكار.
  • التهليل.
  • الإكثار من الصلاة على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين.
  • قراءة مناجاة أمير المؤمنين المعروفة بـ(المناجاة الشعبانية).
  • صلاة ركعتين في كل يوم خميس، يقرأ في كل ركعة بعد الحمد التوحيد مائة مرة، وبعد التسليم يصلي على النبي وأهل بيته مائة مرة، وهذه الصلاة مفيدة في قضاء الحوائج، فعلينا الاستفادة منها كثيرا في الدعاء بالفرج والإفراج عن المعتقلين والدعاء على الأعداء، لعلّ الله تبارك وتعالى يرحمنا ويفرّج عنّا ويصلح أحوالنا ببركة شهر شعبان وببركة هذه الصلاة.
  • الأعمال الخاصة في ليالي وأيام شهر شعبان، ويرجع لمعرفتها إلى الكتب المختصة.

وقال: أرغب في التنبيه على مسألتين:

المسألة (1) خير من صلاة الليل: يتحدّث المؤمنون عن أهمية صلاة الليل، وإنّ القليل منهم يوفّقون إليها، وأرغب في التنبيه إلى وجود شيء أقل مؤنه من صلاة الليل، ولكنه أكثر أهمية منها، فإذا وفق إليه الإنسان، فإنه أفضل إليه من صلاة الليل، لأنه من الثمار التي تأتي به صلاة الليل وغيرها من الصلوات والعبادات، وبدونه تفقد العبادات قيمتها الحقيقية، وهو أن يجعل الإنسان الله عز وجل رقيبًا على نفسه، فلا يتكلّم بكلمة، ولا يتصرّف بأي تصرف، إلا وهو ملتفت إلى رقابة الله جل جلاله عليه، فلا يقول إلا الصدق، ولا يفعل إلا الخير.

وقال: هذا أهم من صلاة الليل، ودوره في تربية الإنسان أكثر أثرًا من صلاة الليل، فالشعور برقابة الله عز وجل، يعطي الإنسان الاستقامة، ويربيه بشكل أفضل من صلاة الليل، قول الله تعالى: )اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ(([9]).

وقال: شئنا أم أبينا فإن الله علينا رقيب، وهو أقريب إلينا من حبل الوريد، ولكن المسألة هي أن نلتفت إلى هذه الرقابة ونضعها في الميزان قبل أن ننطق بأيِّ كلمة أو نقوم بأي عمل، أو نتجاهلها ونغفل عنها، فنضيع الوجهة، ونسيء التصرف!!

المسألة (2) حقيقة الأعمال: تكلّمنا عن الأعمال، مثل: الصلاة والصيام والشعائر والأذكار، ولكن يجب الالتفات إلى أنّ لهذه الأعمال آفات قد تقضي عليها، فالإنسان قد يصلي صلاة الليل، ويصوم شهري: رجب وشعبان، ولكنّه قد يصاب بالعجب أو الرياء فيفسدان عمله، والمطلوب: هو الحرص على ألا تدخل الآفات على الأعمال فتفسدها.

وقال: لكي يكون العمل عملاً صالحًا يجب أن يكون خالصًا لله الغني الحميد، لا ليقال عنك عابد وزاهد ومتكلم وشجاع ونحوها، فالإخلاص في العمل هو جوهر العمل، والعمل الذي يخلو من الإخلاص هو عمل فاسد لا قيمة له، مثله كمثل البذرة الفاسدة التي وإن وضعتها في أرض خصبة مباركة، فإنها لا تنبت شيئًا.

وقال: للأعمال، مثل: الصلاة والصيام والزيارة والأذكار، صورة وحقيقة، فالصلاة لها صورة تتمثل في القيام والركوع والسجود والأذكار، وتضبطها الأحكام الشرعية، ويجب المحافظة على الصورة الصحيحة للعمل، ولكن للصلاة وراء صورتها روح وحقيقة، قول الله تعالى: )إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ(([10]) فالصلاة التي لا تشعرك بالقرب من الله ذي الجلال والإكرام، ولا تذكرك بمبدئك ومعادك، ولا تنهاك عن الفحشاء والمنكر، فإنها فاقدة لروح الصلاة وحقيقتها، وهي ليست في الحقيقة بصلاة.

وقال: الكثير من المؤمنين يركّزون على المسائل الفقهية المرتبطة بصورة الأعمال ويبالغون فيها، وسلامة الصورة مطلوبة جدا في العبادات والأعمال الشرعية كلها، وهي الظاهر من أمر اهتمام الناس بالدين، وبدونها لا يمكن حفظ الدين الحنيف، والخطأ ليس في الاهتمام بصورة الأعمال، ولكن ألاّ يبالي المؤمنون بفقدان روح الأعمال وحقيقتها، التي تتعلّق بتطهير الجوارح من المعاصي، مثل: تطهير اللسان من الكذب والغيبة والنميمة، وتطهير القلب من محبة الدنيا ومحبة غير الله ذي الجلال والإكرام، وهي الجوهر المطلوب وراء صورة الأعمال.

وقال: العبادات والأعمال الشرعية كلها تتألف من صورة وحقيقة معا.

  • فيجب أن نجتهد في حفظ صورة العبادات والأعمال الشرعية والإتيان بها وفق الأحكام الشرعية الخاصة بها، وليس إهمالها كما يرى بعض المتصوفة، فإهمالها خلاف الدين، وبدونها لا يمكن حفظ روح الأعمال والعبادات وحقيقتها.
  • وأن نعتني بالإضافة إلى حفظ الصورة بروح الأعمال وحقيقتها، لأنها الجوهر المقصود وراء الصورة، ولأنا لن نجد من الصورة الخالية من الحقائق أثر الروح والحقيقة.

يقول العارف الميرزا التبريزي (قدس سره الشريف): “فلو قدر (العبد) أن يقول: لا إله إلا الله مرة بقلبه وعمله بل وروحه وسرّه وجميع جوارحه، فهو أنفع من أن يأتي تمام عمره بقيام الليالي وصيام الأيام مع دوام الذكر دون إخلاص”([11]).

وقال: قبل الانتهاء من هذا الموضوع أرغب في التنبيه إلى الفرق بين حضور القلب في الصلاة، وبين روح الصلاة وحقيقتها.

  • فحضور القلب في الصلاة، هو: أن تعلم ما تقول في الصلاة وما تفعل، قول الله تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ(([12]).
  • أما روح الصلاة وحقيقتها، فهو المعنى والمدلول العلمي والروحي للصلاة، والأثر الذي تتركه الصلاة على أفكار المصلي ومشاعره وسلوكه ومواقفه، قول الله تعالى: )وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ(([13]).

القيادة والمشروع الإسلامي

وقال: الدين الإسلامي مشروع رباني يهدف إلى تكامل الإنسان على الصعيد الفردي والمجتمعي، فالله الغني الحميد يريد أن يُخرج لنا من خلال الدين الحنيف أكمل نموذج للإنسان الفرد، وأكمل نموذج للمجتمع الإنساني، ومن أجل ذلك يجب أن تكون في كل زمان قيادة دينية لديها الكفاءة المناسبة لتكون أمينة على الدين الحنيف، وعلى المشروع الإسلامي الحضاري، وتجب طاعتها على كافة المؤمنين، قول الله تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ(([14]) وهذه الطاعة ليست في المسائل الدينية والفتوى فحسب، وإنما في جميع مسائل الحياة: السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، قول الله تعالى: )وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً(([15]) فإذا لم يطع الأفراد القيادات الدينية المخولة شرعًا بالشكل الصحيح، فمن المستحيل أن ينجح المشروع ويحقق أهدافه، وتتمثّل هذه القيادات في:

  • الرسول الأعظم الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم).
  • والأئمة الطاهرين (عليهم السلام).
  • والفقهاء العدول الجامعين للشرائط، وهناك بحث لدى الفقهاء حول وحدة الولاية في عصر الغيبة الكبرى، والوقت غير مناسب للخوض في هذا البحث الآن.

وبخصوص القيادات الدينية المحلية، قال: القيادات الدينية المحلية في الحكم الأولي لدى الفقهاء الذين يرون وحدة الولاية الشرعية للفقهاء، يجب أن ترتبط بالولي الفقيه، بحيث يكون الرجوع إليهم هو في الحقيقة رجوع إلى الولي الفقيه، ومن جهة ثانية: ينبغي أن يكون لها مشروع عمل محلي، مثل: مشروع المقاومة في لبنان، يكون في طول المشروع الإسلامي الحضاري العام الذي تقوده القيادة الإسلامية العليا، لا في عرضه.

والخلاصة: يجب ضبط العلاقة مع القيادات وطاعتها ضمن أطر صحيحة من أجل إنجاح المشروع الإسلامي والإصلاح الوطني، وبدون ذلك لن ترى مشاريعنا النجاح أبدًا أبدًا، وقد أولى الإسلام الحنيف أهمية كبرى لمسألة القيادة، حتى أنه نصح المؤمنين بأنه إذا خرج اثنين في سفر، فليأمروا أحدهما.

اعتقال المقداد والتصعيد الأمني

وبخصوص اعتقال سماحة الشيخ محمد حبيب المقداد اليوم والإفراج عنه، قال: كلام قلته في البلاد القديم، وفي مدينة حمد، وأكرره للمرة الثالثة الآن نظرًا لأهميته، إنّ السلطة مستمرّة في التصعيد غير المسبوق، وأقول: مثلما أنّي على يقين بطلوع الفجر من ليلتنا هذه، فأنا على يقين بأنّ الحل الأمني لا أفق له، ولن يوصل السلطة إلى نتيجة، ولو أردت أن أقسم على ذلك لأقسمت، والسبيل الوحيد لخروج السلطة من مأزقها هو لجوئها إلى الحل السياسي الجدِّي الذي يستجيب فعليًا إلى مطالب الشعب العادلة، وليس الحل السياسي الترقيعي، فالسلطة جرّبت الانقلاب على ميثاق العمل الوطني والدستور العقدي، وفرضت دستور المنحة غير الشرعي، ومؤسّسة برلمانية صورية كحل سياسي ترقيعي، وظنّت إنّ الأمور ستستقيم لها بعد الانقلاب، ولكن الأمور سارت على خلاف ما ترجوه، وعلى خلاف ما توقعته، فقد عادت الأوضاع إلى أسوأ مما كانت عليه قبل التصويت على ميثاق العمل الوطني، والقادم أشد عليها.

وقال: أحد الأشخاص كتب على الإنترنت بأنّ هناك انقسام في العائلة الحاكمة بسبب اتساع الاحتجاجات، وإنّ هناك فريقًا من العائلة الحاكمة يرى ضرورة احتواء الأوضاع قبل أن تتفاقم أكثر وتخرج عن السيطرة، ورد البعض عليه: أنه يحلم، وأنا لا أعلم شيئا عن هذا الاختلاف، ولكنّي أقول: كل من يمتلك حسًّا سياسيًا حقيقيًا، فإنه يدرك بأنّ الحل الأمني لن يوصل السلطة إلى نتيجة، بل سيجر عليها المصائب والويلات، وإذا كان في السلطة أو العائلة الحاكمة شخص رشيد، فهو يدرك أنّ تصرف السلطة الحالي هو تصرف غير رشيد وفي غير مصلحتها، وإذا لم تتدارك الوضع فإنها ستخسر أكثر، وقد تخسر كل شيء.

وقال: ما حدث من محاصرة مسجد الإمام الصادق (عليه السلام) في القفول ومنع سماحة الشيخ محمد حبيب المقداد من الصلاة فيه، هو عمل إرهابي خطير جدًا قامت به السلطة الغاشمة، وللأسف الشديد، لم يظهر من علماء الدين ـ وما أكثرهم في البلد ـ الردَّ المناسب على هذا التعدِّي الظالم من السلطة الغاشمة على الشعائر والمقدسات.

المقاطعة فضحت أكذوبة الإصلاح

وبخصوص المقاطعة ومشروع الإصلاح، قال: لقد أصبح معلومًا لدى معظم الرموز والقيادات في المعارضة، بأنّ ما أطلق عليه مشروع الإصلاح قد انتهى، ولا وجود له إلا عند سكان الكهوف من الموالاة الذين لا علم لديهم عن طبيعة الحق وحقوق الإنسان، بل لا إيمان لهم بها. فالانقلاب على ميثاق العمل الوطني والدستور العقدي، وفرض دستور المنحة غير الشرعي والمجالس الصورية على الشعب، قد أفرغ ما يسمى بالمشروع الإصلاحي من أي مضمون حقيقي، والذي أثبت أكذوبة الإصلاح هو خيار المقاطعة والاحتجاجات الشعبية، وليس خيار المشاركة، إلا إذا أخذنا بأطروحة إقامة الحجّة من جهة إنّ التجربة أثبتت أنّ المشاركة لم تقدّم شيئًا، ومن يقول: بأنّ المشاركة قد أنتجت، لا يصح منه نفي المشروع الإصلاحي، وهذا ما تسعى لإثباته السلطة وقوى الموالاة.

وقال: لقد وعدت السلطة قبل الانقلاب على ميثاق العمل الوطني والدستور العقدي بديمقراطية عريقة، وفي رأيي: بأنّ أداء المعارضة السيء قد أغرى السلطة للقيام بهذا الانقلاب، وهناك من أقنعها بأنّ المعارضة سوف تحتجُّ على الانقلاب لفترة قصيرة ثم تتراجع ـ وهذا ما حدث بالفعل لدى قطاع واسع من المعارضة ـ وكان قرار المقاطعة لانتخابات العام 2002م مفاجئة للسلطة ولكثير من المراقبين، وعلى ضوئها فكّرت السلطة جديًّا في العام 2004م في تقديم بعض التنازلات واتصلت بشكل غير مباشر ببعض المعنيين، غير أن خطأ الرسائل بالمشاركة غير المشروطة في انتخابات العام 2006م قد حملها على التراجع عن تقديم هذه التنازلات. ولمّا قرّرت الوفاق المشاركة في انتخابات العام 2006م انفتحت أسارير السلطة، وظنّت إنّ كلِّ شيءٍ مزعجٍ لها سوف ينتهي، وإنّ الأمور ستستقيم لها كما تشتهي، وإنّ أكذوبة الإصلاح ستستمر وتنطلي على المواطنين، ولم تتوقع أن يحتفظ خطُّ المقاطعة بقوّته وحضوره الفاعل على الساحة الوطنية، وأن تصل الأوضاع إلى ما وصلت إليه اليوم، ويدرك الجميع بأنّ ما يسمّى بالإصلاح هو أكذوبة.

وقال: السلطة تدرك هذه النتيجة، وتعرف اللاعبين الحقيقيين الذين يقفون وراء الوصول إلى هذه النتيجة القاسية جدًا عليها، فهي بصيرة جدًا بأدوار الأشخاص على الساحة الوطنية، وتعرف أصدقائها والأشخاص الذين يمثِّلون تهديدًا حقيقيًّا عليها، ولكن الكثير من الناس لا يعرفون الحقيقة، والأسوأ من ذلك أنّ السلطة نجحت في تحريض بعض المخلصين على الأعداء الحقيقيين لها، الذين يتحرّكون برؤية واضحة وإصرار، وإليهم يعود الفضل في كشف أكذوبة الإصلاح، ولا زالوا يقفون إلى مشاريعها الزائفة وأجندتها الخبيثة بالمرصاد، ويشكّلون خطرًا جديًّا عليها.

وقال: المعارضة استطاعت أن تقلق السلطة قلقًا حقيقيًّا، ونجحت في كشف أكذوبة الإصلاح، وهذا ما يدفعها للتصرف بتشنّج، حيث يوجد من يخنق أنفاسها التسلّطيّة، ويسقط أوراقها وألاعيبها السياسية والأمنية الواحدة تلو الأخرى، وهي لا تقلقنا لأنها لا تملك ما تقلقنا به، ولكن يقلقنا بعض المؤمنين الأعزاء.

وقال: أريد أن ألفت انتباهكم إلى أن السلطة تمتلك عناصر خبيثة مندّسة بين المواطنين، تبث سمومها في صفوفهم، وتسعى لتفريق صفوف المعارضة، وتحريض بعض المواطنين على بعض، والتحريض على بعض الكوادر القيادية الموجعة لها والتي تخشي دورها بشكل خاص في صفوف المعارضة، وتسعى للتأثير على قناعات المواطنين ومشاعرهم ومواقفهم، لتجعلهم يتحرّكون ـ بدون قصد ـ في الاتجاه الذي يخدم مصالح السلطة وأجندتها الخبيثة، وهذا الدور موجود منذ فترة طويلة، غير أنّه لم يهدّد بعض المخلصين كما يهدّدهم في الوقت الحاضر.

وقال: هؤلاء الذين يقومون بهذا الدور الخبيث، لن يكون ظاهرهم السوء أو الانحلال، فلو كان ظاهرهم كذلك فإنّهم لن يستطيعوا أداء المهمة الموكلة إليهم، لأنّ ظاهرهم السيء سوف يشكّل حاجزًا نفسيًا بينهم وبين المستهدفين، ولن يقبلوا منهم، فلابدّ أن يكون ظاهر هؤلاء الالتزام والوطنية والحرص الشديد على الدين والوطن، لكي ينجحوا في أداء الدور والقيام بالمهمة الموكلة إليهم.

يروى إنّ أحد أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) مدح شخصًا أمام الإمام وأثنى عليه بالصلاح، وقال إنّه أول من يأتي إلى المسجد، وآخر من يخرج منه، ولكنّه تفاجأ بأنّ الإمام (عليه السلام) حذّره منه، وفي أحد الأيام طلب منه أن يخرج خلفه بعد خروجه من المسجد، فإذا به يذهب إلى بيت الحاكم، ليسلّم تقريره عن المصلين.

وقال : في مؤتمر منتدى الوحدة الإسلامية الأخير المنعقد في لندن، ركّزت في المناقشات على ضرورة التمييز بين الحالة الإسلامية الطبيعية التي يُعبّر فيها المسلمون بشكل طبيعي عن أفكارهم ومشاعرهم في ظل الاختلاف بينهم، وبين نشاط القوى المضادة، مثل: دور الاستخبارات الأمريكية والغربيّة في الحالة الإسلامية، بهدف خلق الفتنة والفرقة بين المسلمين، وقد أنتج هذا الدور الخبيث الجماعات التكفيرية، وجرائم القتل بالجملة للأبرياء في أماكن العبادة والأسواق والطرق العامة، فهذه الجرائم لا تدخل ضمن الحالة الإسلامية، وإنما هي جزء من نشاطات القوى المضادة في الحالة الإسلامية، وتصنيفها ضمن الحالة الإسلامية، يؤدي إلى فهم خاطئ ومواقف غير سليمة.

احترام الاختلاف

وقال: نحن لا نسمح بانتقاد الأخوة في الوفاق لمجرّد النقد، ولا نعتبر انتقاد تيار الوفاء عمالة أو خطأ، فقد دفعنا ثمنًا غاليًا للتقارب مع الأخوة في الوفاق، ومن يدفع مثل هذا الثمن لا يضع الأمور في ميزان يُجيز نقد الوفاق لمجرّد النقد، ويعتبر النقد الموضوعي للوفاء وحق مرفوض وعمالة.

وقال: يجب أن نحترم الرأي الآخر، ولا نعتبر كل من يختلف معنا هو صديق أو موالي للسلطة، فهناك من الذين نختلف معهم فكريًا وسياسيًا معارضين للسلطة، ونحن حريصين على التعاون معهم في المشتركات.

وقال: يجب أن نحافظ على جسور الثقة بيننا كمؤمنين ومواطنين، وفي ذات الوقت: يجب علينا أن نتعقّل كل كلام نسمعه أو يقال لنا، وأن نزنه قبل أن نأخذ به، وأن تكون أفكارنا أفكارًا بنّاءة، وأن تسير في الاتجاه الصحيح، وأن نعلم بأنّ صراعنا هو مع السلطة من أجل العزّة والحياة الطيبة الكريمة، وليست مع أحد من المواطنين.

وبخصوص المشاركة والمقاطعة، قال: ينظر تيار الوفاء الإسلامي إلى المشاركة والمقاطعة كجزء من المسألة الدستورية، ويدير المواقف فيها على هذا الأساس، وهو يخشى من التعاطي مع المشاركة والمقاطعة بشكل يضر بالمسألة الدستورية وبغيرها من الملفات الأساسية، ولم يجامل أحدًا على حساب المسألة الدستورية أو على حساب القضايا الوطنية الأخرى.

الوفاء في قلب الفعاليات

وبخوص دور تيار الوفاء في المطالبة بالإفراج عن المعتقلين، قال: مصيرنا من مصير المعتقلين، ولا نقول هذا الكلام مزايدة، فمن يراقب الفعاليات المتعلقة بالمعتقلين يجدنا في قلبها، وللتيار دور حقيقي ومتقدّم فيها، إلا أنّ التيار لا يحرص على الظهور في صورة الكاميرا، وبعض الإشكالات التي تثار حول دور التيار غير بريئة، وقد ذهب البعض إلى القول بأنّ رموز التيار لم يكلّفوا أنفسهم حتى مجرّد الاتصال بسماحة الشيخ محمد حبيب المقداد!! ونحن ندرك تمامًا ما نفعل وما يفعله الآخرون، وسوف نؤدّي الواجب، ولن نُبخس أحدًا من النّاس حقّه، ولن ننجر إلى خلاف ما نريد.

وقال: لدينا مطالب تتعلّق بملفات وطنية أساسية، مثل: التجنيس، والمسألة الدستورية، والفساد الإداري والمالي، ونحوها، وهذه تحتاج إلى عمل محكم بعيد المدى، قد يصل إلى سنوات عديدة، لكي نحقّق النجاح المطلوب فيها، ولدينا ملفات وقضايا عاجلة، مثل: ملف المعتقلين، وهذه تحتاج إلى نفرة سياسية وشعبية سريعة.

وقال: في الساحة من يدرك الحاجتين معًا، ويسعى لخلق التوازن المطلوب للاستجابة المناسبة لكلا الحاجتين، فيستجيب للملفات المستعجلة، مثل: ملف المعتقلين بالشكل المناسب المطلوب، وعينه على العمل بعيد المدى، وهناك من يستغرق كليًّا في الاستجابة للملفات المستعجلة، ولا يعمل بالشكل المناسب من أجل الملفات بعيدة المدى.

وقال: أرى في التوجّه الثاني خطرًا على العمل الوطني، وهو التوجّه الذي ترغب فيه السلطة، حيث تقوم في كل مرّة بافتعال قضية تستنفر قوى المعارضة والجماهير قواها، وتستنفر في مقابلها السلطة قواها، وبعد حين تتم السيطرة وينتهي الأمر، وتبقى قوى المعارضة والجماهير عاجزة عن تحقيق المطالب في الملفات الرئيسية، لأنها لم تتهيّأ وتبني قوّتها بما فيه الكفاية لتحقيقها.

وقال : يجب الرجوع وإعادة قراءة انتفاضة التسعينات من القرن الماضي (انتفاضة الكرامة الشعبية) حيث استطاعت السلطة أن تسيطر على حركة الشارع بشكل شبه كامل في العام 1998م، وقد رغب الذين جعلوا كل تعويلهم على حركة الشارع أن يسلّموا ويعلنوا عن انتهاء الانتفاضة، ولو كان الأمر بأيديهم لانتهى كلُّ شيء، والذي أنقذ الموقف وأجبر السلطة على طرح ميثاق العمل الوطني للخروج من المأزق، هو الدور السياسي الذي لعبه البعض من داخل السجن، ولولاه لما كان الميثاق، فلا يصحُّ أن نستنفر كلَّ قوتنا من أجل القضايا المستعجلة التي تصطنعها السلطة من أجل استنزافنا، وننسى العمل السياسي والتنظيمي على المدى البعيد من أجل تحقيق مطالبنا العادلة، فيضيع منا كل شيء، ولا نجني غير العناء والتعب .

وبخصوص حضوره الشخصي في الفعاليات، قال: شخصيًا لا أحضر الكثير من الفعاليات ـ بما فيها الفعاليات التي يقيمها تيار الوفاء ـ وغالبًا ما يكون تخلّفي عن الفعاليات المهمة لأسباب صحية، ولكن القيادات الأخرى في التيار، مثل: سماحة الشيخ عبد الجليل المقداد، وفضيلة الشيخ سعيد النوري، وفضيلة الشيخ عبد الهادي المخوضر، وفضيلة الشيخ علي مكي، وآخرين، من المواظبين على حضور هذه الفعاليات.


([1]) الانشقاق: 6.

 ([2]) يونس: 10.

 ([3]) الملك: 10.

([4]) الكافي، ج1، ص25، الحديث: 22.

([5]) التحريم: 6.

([6]) المنتخب الحسني.

([7]) نفس المصدر.

([8]) نفس المصدر.

([9]) العنكبوت: 45.

([10]) العنكبوت: 45.

([11]) المراقبات، ص284.

([12]) النساء: 43.

([13]) العنكبوت: 45.

([14]) النساء: 59.

([15]) النساء: 83.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى