لقاء الثلاثاء (8) | 27-4-2009
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.
رسالة التحرك إلى الملك
قال الأستاذ: ناقشنا ذكر لقب الملك أو حذفه في الرسالة من الناحية القانونية مع الفريق القانوني وناقشناه أيضًا من الناحية السياسية، والدافع لحذف اللقب ليس قانونيًا بل سياسيًا، فحسب رأي فقهاء الدستور بأنّ ذكر لقب ملك واسم مملكة لا يعني الاعتراف بوثيقة 2002، ولكن لأسباب سياسية محددة قررنا عدم ذكر اللقب وهو يحمل رسائل عديدة.
وقال: الرسالة لم تطالب الملك بالرد عليها، فهي ليست رسالة أو عريضة مطالب، وإنما هي رسالة إشعار سياسية مفتوحة فيها ذكرٌ للمطالب وإصرارٌ على تحقيقها بإرادة شعبية لا تتوقف على إرادة السلطة أو عدمها. والمستهدف منها ليس الملك فحسب وإنّما أطراف عديدة: سياسيّة وحقوقيّة وإعلاميّة وغيرها، وتأثيرها ليس على المدى القريب بل على المدى الطويل، وهي إحدى الأدوات السياسية لحماية صورة الحركة المطلبية من التشويه. وقد تمَّ إرسالها بالفاكس وبالبريد المسجّل وليس التسليم باليد، لأنها رسالة مفتوحة لا تتطلّب التسليم الشخصي باليد، ولا تتوقف قيمتها السياسية على تسلمها أو عدم تسلمها، وإنّما على إطلاقها ونشرها وتوصيلها إلى الأطراف المعنيّة أو المستهدفة.
وحول رأي قوى المعارضة حول الرسالة، قال: لا يوجد في الرسالة ما تختلف حوله قوى المعارضة من حيث المبدأ، ولم نُبلغ بأية ملاحظات سلبية حولها من قوى المعارضة.
السلطة وليس الإخوة
وعن انشغال قادة التحرّك الجديد بأداء القوى الأخرى في الساحة، قال: لدينا في التحرك قرار سياسي صارم بعدم الانشغال بالأمور الجانبية والاختلافات مع الأخوة والتركيز على الأمور الرئيسية والصراع مع السلطة، وقال: لقد جلسنا في التحرك وقيّمنا خطابنا ومعالجاتنا ووصلنا إلى النتيجة التالية: إنّ انشغالنا بالأمور الهامشية والمسائل الخلافية على حساب القضايا المصيرية والصراع مع السلطة مضر بنا وبالساحة الوطنية وهو خلاف مرادنا من تأسيس التحرك، لهذا اتخاذنا القرار السياسي الحاسم بوضع حد لهذا الشأن.
وقال: فهم الأفكار الرئيسية والمطالب التي ذكرت في بيان الانطلاق ورسالة الملك ودراستها والتفكير فيها، وفهم القيم والمبادئ التي يلتزم بها التحرك والأسس الفكرية التي وضعها ودراستها والتفكير فيها، والالتفات إلى أخطاء السلطة وما تضعه من عقبات أمام التحرك وسائر قوى المعارضة والتفكير في الوسائل الكفيلة بالتغلب عليها، ونحوه، كلها مقدمة في المناقشة والدراسة على أخطاء الآخرين.
وقال: تقييم أداء الآخرين ومناقشة المسائل الخلافية أمور مهمة من أجل تحديد الاتجاه الصحيح للتحرّك، ولكن الانشغال بها على حساب حفظ مصالح المواطنين، والدفاع عن قضاياهم الحيوية، وحث الخطى في الطريق نحو تحقيق المطالب، يعد خطأ كبيًرا وحرفًا لبوصلة التحرّك عن وجهته الصحيحة، وقال: النقد الذاتي أهم من الانشغال بنقد الآخرين.
وبخصوص زيارات الوفاق إلى المناطق، قال: احسنوا استقبالهم، واحضروا فعالياتهم وأنشطتهم، واسمعوا لقولهم واحسنوا فهمه، واعملوا بكل كلمة حق أو عدل يقولونها، فليس لدينا حجّة شرعيّة أو عقليّة في معاداتهم ومقاطعتهم، وقرارنا هو التعاون معهم على البر والتقوى والمشتركات الوطنية، والتحرك الجديد لم ينشأ من أجل تعميق الاختلاف، وإنما نشأ من أجل وضع حدِّ واقعي لهذا الاختلاف وجعله في حالته السوية.
خطاب الشيخ المقداد
وحول تصريح سماحة الشيخ عبد الجليل المقداد بوجود صفقة، قال: جلسنا مع سماحة الشيخ المقداد واستمعنا له، والشيخ يصرّ على عدم وجود خطأ في ذات التصريح، واتخذنا قرارًا سياسيًا بالتالي:
• ألا يتعاطى في هذا الموضوع على المستوى العام.
• الشيخ المقداد هو وحده المخوّل بالحديث في هذا الموضوع مع الآخرين.
• أن تتم معالجة الموضوع برمته داخليًا مع الأطراف ذات العلاقة.
وحول الاختلاف في التصريحات، قال: من الطبيعي حدوث ذلك وغيره في مرحلة التأسيس للتحرّك، والتحرّك قطع شوطًا متقدِّمًا نسبيًّا في بلورة الرؤى وتوحيدها لدى أعضائه، ولكن ليس بالدرجة المطلوبة حتى الآن، وهو يتّبع آليات واضحة ومحددة، وتحقيق الحد المطلوب يحتاج إلى بعض الوقت ـ وسوف يتحقق بإذن الله تعالى ـ وتعيين ناطق رسمي باسم التحرّك يحل بعض الإشكال.
خطوات التحرك واستيعاب طاقات الشباب
وحول ما يقوم به التحرك، قال: نجحنا في إعداد مجموعة من الرؤى الأساسية وخطط العمل للتحرك، ولا يوجد لدينا ارتجال في العمل، وكل الرؤى والقرارات تتم دراستها وإقرارها بشكل جماعي صحيح.
وبخصوص رسالة الملك، قال: تمّت مراجعتها من الناحية السياسية والحقوقية والقانونية وترجمتها إلى أكثر من لغة حية، وتمّ إيصالها إلى وسائل الإعلام في الداخل والخارج، والعمل قائم لإيصالها إلى الأطراف ذات الصلة في الداخل والخارج. واحتاج تنفيذ المهام المتعلقة بالرسالة إلى جهد دؤوب وأهل اختصاص، وقد تمَّ بفضل الله سبحانه وتعالى ثم إخلاص شبابنا الأوفياء وتضحياتهم.
وقال: التحرّك لا يزال بحاجة إلى استقطاب كوادر بشرية إضافية لاستكمال مهامه الحالية والمستقبلية، والخير والبركة كلها في شبابنا الأوفياء الذين لم نجد منهم إلا النصيحة والإقدام والاستعداد للعمل والتضحية، والأمل بعد الله ( معقود عليهم في استمرارية التحرك ونجاحه، فهم جسم التحرك وروحه وطاقته، ولا حيف: فالعمل منهم وإليهم وهو في سبيل الله U ومن أجل رفعة الوطن وسعادة المواطنين.
التضييق على التحرك وتحقيق المطالب
سُئل الأستاذ: التحرك يناضل الآن من أجل إقامة ندوة!! فكيف يستطيع والحال هكذا أن يحقق المطالب الكبيرة للشعب؟
فأجاب: قال الله تعالى: )وَمَن يَتَّقِ اللَهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا(([1]) وقال: )وَمَنْ يَتَّقِ اللَهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً(([2]) وقال: )وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ(([3]) هذا من حيث المبدأ. والرسول الأعظم الأكرم Q قد حاصرته الأكثرية من قريش، وصعبت عليه التواصل مع الناس، وشنت ضده حملات إعلامية شرسة شوهت فيها صورته وصورة دعوته وصورة أصحابه، وألجأته وأصحابه إلى شعب أبي طالب لمدة ثلاث سنوات، وقد وصل الحال بهم في الشعب: أنهم كانوا يأكلون ما تقع عليه أيديهم من شدة الجوع حيث لا يملكون ما يأكلون، ثم فتح الله U لهم آفاق الدنيا كلها. فلم يستطع الحصار والتشويه أن يقطعا الطريق على المستقبل الزاهر للدعوة المباركة، وذلك بسبب إيمان الرسول الأعظم الأكرم Q وإيمان أصحابه بالدعوة المباركة، وصبرهم وتوكلهم على الله U والتسليم لأمره سبحانه وتعالى، وهذا ينطبق على كل دعوة صادقة في الأرض.
والخلاصة: مع الصبر والإصرار والثبات والتوكّل على الله U والتسليم لأمره، يتحوّل التضييق إلى قوّة لدى المؤمنين وأصحاب المبادئ الصادقين في دعوتهم، وسبيل إلى النصر المبين والمؤزر على أعدائهم.
وحدة المعارضة
وعن مكان التحرك في تصريحات رئيس جمعية (وعد) الأستاذ إبراهيم شريف حول تشكيل قائمة موحدة للمعارضة في انتخابات 2010، قال الأستاذ: وعد من الأصدقاء الأساسيين للتحرّك، ولكن حتى الآن لا يوجد بيننا وبينهم تحالف رسمي ليكون لنا مكان في هذا التصريح.
وقال: نحن لدينا موقف سابق من المشاركة، ولكن على مستوى التقييم السياسي ـ بغض النظر عن موقفنا من المشاركة ـ فإننا نرى ضررًا في وجود قائمة للمعارضة بلون واحد، وإنّ المصلحة الدينية والوطنية تتطلّب احتواء قائمة المعارضة على ألوان سياسية عديدة.
وحول تشكيل هيئة سياسية قيادية لقوى المعارضة، قال: لقد ذكرت هذه الفكرة في الإجابة على أسئلة ندوة جمعية (وعد) وبحسب علمي فإنّ جمعية (أمل) تحمل نفس الفكرة، فهناك ثلاثة أطراف أساسية في المعارضة تحمل هذه الفكرة حتى الآن، وهم: جمعية وعد، وجمعية أمل، والتحرك الجديد، ولا أستبعد أن تكون الفكرة مقبولة لدى حركة حق وآخرين، فهي فكرة قابلة للتطبيق، فينبغي دراستها على مستوى المعارضة والسعي إلى تطبيقها وتوسيع دائرتها.
وللعلم فهي لا تتعارض مع وجود المرجعيات الروحية والدينية للجمعيات والقوى السياسية.
شخصنة التفكير
لقد أعرب الأستاذ عن أسفه الشديد جدًا لشخصنة التفكير، وقال: أريد المساهمة في هداية أبناء وطني وتبصيرهم وتنويرهم، وأبذل الكثير من الجهد والوقت والمال لتحقيق هذا الغرض، وأعرف قيمة ما أكتب استنادًا إلى ما يصلني من تعليقات وملاحظات ونقد من أشخاص كبار في الخارج، إلا إنّ الساحة قد ابتليت بشخصنة التفكير والتوجيه الممنهج المغلوط لأطروحات الآخر المختلف ومواقفه، مما أوجد الحواجز النفسية الغليظة التي تحيل بين الناس والتلقي الصحيح للأفكار والتعاطي الصحيح مع المواقف، وقد استخدم أصحاب المصالح المتضررين من الحقائق اسم الدين كأداة سيئة لذلك ـ فإنّا لله وإنا إليه راجعون ـ مما جعل المشكلة أكبر والحزن في النفس أعظم، وهو أمر مؤسف ومحزن حقًا لكل غيور على الحقيقة والدين والضمير والوطن.
وقال: ولأنّي حريص على ألا يضيع الجهد المبذول لسنوات طوال سدىً، فقد طلبت في وصيتي أن يعاود الناس قراءة ما أكتب بعد أن أرحل من هذه الحياة، حيث لا خوف حين ذاك من وجود عبد الوهاب، ويكون الظرف أنسب للفهم الأفضل، وأسال الله ( ألاّ تكون المواقع والمصالح الخاصة هي الخصم مع ذات الأفكار.
وقال: إن شخصنة الأطروحات والمواقف، تؤدِّي إلى فساد المعرفة، وفساد العقول، وفساد الأشخاص والمواقف والأوضاع، وتعود بنتائج سلبية ووخيمة جدًا على أوضاع الإنسان الفردية والمجتمعية في الدنيا والآخرة.
استجابة الدعاء
وحول كلمة السكون واهتمام التحرّك بالأبعاد الروحية في الحركة المطلبية، قال: هذا من التوجهات الأساسية للتحرك، وقد عبرنا عنه في بيان الانطلاق وورقة المبادئ التي طرحت للمناقشة في ملتقى البحرين وغيرهما، وهو يمثل الحالة الصحيحة لكل تحرك إسلامي أصيل، وسوف نحافظ عليه بإذن الله تعالى.
وقال: الدعاء سلاح المؤمنين، ولقبول الدعاء أثر طيب جدًا في نفوس المؤمنين وأوضاعهم المختلفة، وقال: أنا أقدّم هنا شهادة بين يدي الله (، أني قد شاهدت ولمست ـ بما ليس فيه أي مجال للشك ـ أثر دعاء المؤمنين في تغيير حالات وأوضاع صعبة وعسيرة جدًا: فرديّة ومجتمعيّة غيّرت كل التوقّعات.
وقال: يجب أن نسعى لتوفير الأسباب الطبيعية المباشرة، ولكن إذا أردنا النجاح والتوفيق الحقيقي في الأمور كلها، فعلينا أن نفزع إلى لله سبحانه وتعالى ونتوجه إليه بالدعاء مخلصين له الدين ومسلمين لأمره سبحانه وتعالى في جميع الأمور.