كلمة الأستاذ عبد الوهاب حسين في حفل تكريم المعتقلين المفرج عنهم الذي أقامته جمعية العمل الإسلامي (أمل)

المكان : الساحة المحادية لمقر جمعية أمل .
اليوم : مساء الأربعاء ـ ليلة الخميس .
التاريخ : 19 / ربيع الثاني / 1430هج .
الموافق : 15 / أبريل ـ نيسان / 2009م .

أعوذ بالله السميع العليم ، من شر نفسي الأمارة بالسوء ، ومن شر الشيطان الرجيم .
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين .
اللهم صل على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين .
السلام عليكم أيها الأحبة : أيها الأخوة والأخوات في الله ورحمة الله تعالى وبركاته .

في البداية : أبارك لجميع الأعزاء المفرج عنهم ، وإلى عوائلهم وأهاليهم الصابرين المحتسبين إلى الله عز وجل ، وإلى كافة أبناء الشعب ، بمناسبة هذا الانجاز الوطني العظيم ( الافراج عن معتقلي الرأي والحرية والكرامة الشرفاء المظلومين ) مؤكدا : بأن هذا الانجاز ما كان له ليتحقق لو تظافر جهود المخلصين من أبناء هذا الشعب ، فهذا الانجاز الوطني العظيم ، قد جاء بفضل الله تبارك وتعالى ودعاء المؤمنين الصالحين ، وببركة صبر المعتقلين وصمودهم ، وببركة العمل الميداني للجماهير الذي شكل القاعدة الأولى لهذا الانجاز ، وببركة جهود الرموز والقوى السياسية والمؤسسات الحقوقية وفريق الدفاع الذي قام بدور وطني متميز ، وببركة النشاط الإعلامي الذي قامت به قوى المعارضة في الداخل والخارج .
وأسمحوا لي أن أنوه بشكل خاص ـ للأهمية ـ بفريق الدفاع الذي قام بدور وطني متميز في الدفاع عن المتهمين الشرفاء المظلومين ، فقد قام هذا الفريق مشكورا بدوره وأداره بشكل جماعي حرفي متميز ، وكان متحمسا ومتحفزا في القيام بهذا الدور الوطني النبيل ، وقد شكل تحديا حقيقيا للإدعاء وفريق التحكيم لم يعهداه من قبل في محاكم البحرين ، والجانب الأهم : أن هذا الفريق مارس هذا الدور بروح وطنية تعلو فوق الأجر المادي ، فالدافع الوطني وليس الأجر المادي هو الذي يقف وراء هذا الدور ، وهنا يكمن الدرس لكل الحرفيين الشرفاء وغيرهم في هذا الوطن العزيز ، بأن يغلبوا الروح الوطنية ، وينتصروا كما انتصر هولاء الشرفاء في فريق الدفاع على عوامل الترهيب والترغيب ، وأن يعملوا وراء الأجر المادي من أجل خدمة الوطن وقضايا المواطنين ، ليكون أبناء الوطن جميعا ـ كل في موقعه ـ في خدمة هذا الوطن العزيز والارتقاء به وتحقيق المجد والعزة والكرامة لأبنائه وإن كره المستبدون .

وبهذه المناسبة أرغب أن أبعث بمجموعة رسائل مهمة ..
الرسالة ( 1 ) إلى السلطة : نطالب السلطة بالافراج حالا عن من بقي من المعتقلين ، وإذا لم تفرج عنهم جميعا فكأنها في النتيجة لم تفعل شيئا . ولكي يغلق ملف القضية من جهة المعارضة ، فإن السلطة مطالبة :
• بإسقاط التهم وإيقاف سير الاجراءات الجنائية وقفل ملف القضية قضائيا .
• وجبر الضرر المادي والمعنوي للمعتقلين الشرفاء المظلومين .
• ومحاسبة المسؤولين عن فبركة المسرحيات الأمنية وعن التعذيب وعن الانتهاكات الأخرى لحقوق الإنسان لاسيما التي وقعت على أسر وأهالي المعتقلين .
وبدون هذا كله لن يغلق الملف من جهة المعارضة ، وسوف يبقى مفتوحا كما بقيت ملفات التسعينات والملفات التي سبقتها مفتوحة حتى اليوم .
والسلطة مطالبة في هذه المرحلة ـ كحد أدنى ومدخل لتصحيح الوضع ـ بأن تتعلم من التجربة ، وأن تقبر القوانين المقيدة للحريات والمنتهكة لحقوق الإنسان التي عفى عليها الزمن ، وأن تتجنب تحويل الفعاليات والأنشطة السلمية التي تقوم بها المعارضة إلى مواجهات أمنية ، فقد أساء هذا السلوك من السلطة كثيرا إلى سمعتها ، وأثمر نتائج أليمة للمواطنين على الساحة الوطنية .

الرسالة ( 2 ) إلى المعارضة : المعارضة هي الطرف المسؤول بالدرجة الأولى عن تحقيق الإصلاح ، فلا توجد سلطة في الدنيا ـ لاسيما المستبدة منها ـ تتنازل لشعبها عن الامتيازات إلا تحت ضغوط الجماهير وقوى المعارضة . فالمعارضة مطالبة بأن تمارس المعارضة الجدية للسلطة ، وتحمل مطالب الشعب العادلة ، وتمارس كافة الضغوط السلمية المشروعة على السلطة من أجل تحقيق المطالب ، وأن تتعلم من التجارب العديدة ، وتقوم برص صفوفها وتوحيد كلمتها وتعتمد تكامل الأدوار بينها . وأن تترك تلك المعايير والحسابات الحزبية الضيقة ، وأن تنفتح بواقعية على المصالح الوطنية العليا . مع التنبيه إلى أن واحدة من أهم المشاكل التي تواجه بعض أطراف المعارضة ، أنها لا تجيد القراءة الواقعية للتجارب والحوادث والموازين والتوجهات ، وكثيرا ما تذهب في قراءاتها إلى الوهم والخيال والأحلام ، مما يؤدي إلى مواقف خاطئة وغير واقعية لديها ، وقد يكون هذا في قضايا وطنية مصيرية كبيرة ، مما يؤكد ضرورة انفتاح قوى المعارضة على بعضها ، وتشكيل رؤى مشتركة تعتمد عليها في العمل الوطني المشترك ، وينبغي عليها أن تتجه بجدية إلى تكوين هيئة قيادية مشتركة للعمل الوطني لقوى المعارضة .

الرسالة ( 3 ) إلى الموطنين والمعنيين : باختصار شديد !! إننا ندرك جيدا ما يدور حولنا ، وندرك تحريك الأرض من تحت أقدامنا وإثارة الرمال في وجوهنا ، ونحن قادرون بإذن الله تعالى على الإدارة الحسنة لوضعنا ، وسوف تنجح المعارضة بحول الله وتسديده في المحافظة على وحدة صفها وإسقاط كافة الرهانات الخبيثة لشياطين الجن والإنس ، فنحن واعون ، والله وكافة الشرفاء والنبلاء معنا في قضيتنا ومحنتنا .

وفي ختام هذه الكلمة : أريد أن أقف باختصار شديد على مسألة الحوار مع السلطة ، وأضع الموقف في أربع نقاط محددة ، وهي :
النقطة ( 1 ) : لا حوار جدي ما لم يكن هناك تعادل في ميزان القوة بين السلطة والمعارضة .
النقطة ( 2 ) : لا حوار جدي ما لم تقم المعارضة بإعداد ملفات الحوار الساخنة ، مثل : المسألة الدستورية ، والتجنيس ، والتمييز الطائفي ، والفساد المالي والإداري والأخلاقي ، وغيرها ، بوضع تشخيص دقيق ومحدد للمشكلة في كل ملف والطريق إلى حلها ، لتتفاوض وتتحاور مع السلطة على أساسهما في كل ملف .
النقطة ( 3 ) : لا يمتلك طرف من المعارضة حق الانفراد بالحوار ، وليس هناك حوار جدي ما لم تشارك فيه كافة قوى المعارضة ، فانفراد طرف أو أكثر من المعارضة بالحوار مع السلطة لن يوجد الحوار الجدي ، وليس من شأن مثل هذا الحوار أن يوجد الحل الذي يطمح إليه الشعب ، وليس من شأن نتائجه أن تحقق الأمن والاستقرار والطموح لهذا الشعب ، وإذا كان هناك طرف من المعارضة يتوهم بأنه يمتلك الحق في الإنفراد بالحوار وأنه قادر على إدارته منفردا ، فعليه أن يتوقف ليتأمل ليدرك خطورة هذا الوهم وليزيله من رأسه فإنه مرض خبيث .
النقطة ( 4 ) : المجلس الحالي ليس هو المكان المناسب للحوار ، وكان هذا من الثوابت لدى قوى المعارضة في الحوار الذي شاركت فيه مع السلطة بقيادة وزير العمل السيد مجيد العلوي ، ولم يتغير شيء في حقيقة هذا المجلس ، فكان هذا المجلس ولا يزال هو المكان المناسب لحرق الملفات وليس حلها ، فليس هو المكان المناسب للحوار .
صادر عن : إدارة موقع الأستاذ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى