كلمة الأستاذ عبد الوهاب حسين في الاعتصام أمام منزله للمطالبة بعودته

الموضوع : كلمة الاستاذ عبد الوهاب حسين في الاعتصام أمام منزله للمطالبة بعودته لدائرة صناعة القرار .
اليوم : مساء الجمعة ـ ليلة السبت .
بتاريخ : 21 / شعبان / 1429هج .
الموافق : 22 / أغسطس ـ آب / 2008م .

أعوذ بالله السميع العليم من شر نفسي الأمارة بالسوء ومن شر الشيطان الرجيم .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
السلام أيها الأحبة الأعزاء ورحمة الله تعالى وبركاته .
في البداية : أهلا وسهلا وحيا ومرحبا بكم جميعا حتى انقطاع النفس ولا أملك أكثر من هذا للترحيب بكم .
في واقع الأمر أنا خجل من الله عز وجل ومنكم ، خجل من صدقكم ووفائكم وإخلاصكم وهمكم ، وأقبل التراب من تحت أقدامكم ، وليس هذا الكلام من باب المبالغة أو المجاملة ، وإنما يعبر عن قناعة راسخة ثابتة عندي .

أيها الأحبة الأعزاء : التوضع على ثلاثة أنواع :
• فهناك تواضع العارفين : وهم الذين تجلى الله تبارك وتعالى بعظمتة وجلاله على قلوبهم ، وسكنوا ساحة قدسه ، فطأطؤا رؤوسهم تواضعا لعظمته ، وظهر ذلك على نحو الحقيقة على جوارحهم وسلوكهم وموقفهم مع الناس .
• وهناك تواضع الأتقياء : وهم الذين تأدبوا بآداب الإسلام ، فتواضعوا صادقين إلى الناس طاعة لله عز وجل .
• وهناك تواضع الزينة : وهو تواضع من في نفسه كبر ثابت ، ولكنه يدرك قيمة التوضع العملية ، ويشعر بحاجته إليه من أجل موقعه أو مصلحته ، فيتزين بالتواضع ظاهرا من أجل تحقيق أغراضه ، مع بقاء تضخم ذاته ، وبقاء الكبر في نفسه .
وأنا أعوذ بالله تعالى من تواضع المتكبرين أو تواضع الزينة .
وحين أقول : بأنني أقبل التراب من تحت أقدامكم ، فإني أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعله عن حقيقة وقناعة ، وليس مجرد لقلقة لسان أو مجاملة فارغة ، إني مقتنع في نفسي بهذا ، وأنتم تستحقون مني ذلك .
إلا أن العودة التي تطلبونها ـ أيها الأحبة ـ لا تحتاج إلى ضغط ، وإنما تحتاج إلى قناعة ، رغم إيماني الكامل بصحة ما تقومون به ، وأنا أعذركم فيه ، وأقدر مشاعركم النبيلة ، إلا أنني أرى بأن هذه العودة التي تطلبونها مني لا تحتاج إلى ضغط وإنما تحتاج إلى قناعة .
وكما ذكر سماحة الشيخ عبد الجليل : أنا في حوار مستمر وتشاور دائم مع بعض الرموز والقيادات الدينية والسياسية الكبيرة ، من أجل تشخيص الوضع وتحديد التكليف الشرعي ، ولن أتخلى إن شاء الله تعالى عن أداء التكليف ، فإذا وجدت من خلال البحث والمتابعة والتشاور بأن ثمة تكليف ما يتوجه إليّ ، فلن أتخلى بإذن الله تبارك وتعالى عنه .
أيها الأحبة العزاء : أنا أقدر فيكم الصدق والوفاء ، وأقدر ما قمتم به ، إلا أني مقتنع بأن الأمور حتى الآن غير مهيأة للعودة التي تطلبونها ، بل قد تترتب عليها بعض السلبيات ، وأنا أعدكم بصدق وإخلاص إن شاء الله تعالى ، بأن أستمر في تقليب الأمور ودراستها ومناقشتها مع بعض الرموز والقيادات الدينية والسياسية الكبيرة والتشاور معهم ، وإذا تشخص من خلال ذلك أي تكليف لي ، سواء كان بالمشاركة في صناعة القرار أو خدمة القائمين على القرار ، فلن أتردد في القيام بهذا التكليف إن شاء الله تعالى .
هناك من يقول عني : بأني عنيد ، وتم عمليا توظيف هذا القول بقصد لأغراض عديدة كثير منها سلبي ، وأنا أعتقد بأن هذا القول ليس صحيحا ، فأنا لست عنيدا معكم ومع غيركم من المؤمنين والمستضعفين ، وأعوذ بالله تعالى أن يكون في نفسي شيء من تكبر إبليس ومن عناد إبليس ( عليه اللعنة ) فعناد إبليس وتكبره معصية وقبح أخرجاه من ساحة القدس التي طرد منها مذموما مدحورا ، ولا أستكثر على نفسي بأن أقتدي بالرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث قال عنه المنافقون بأنه أذن لكثرة ما يسمع من أصحابه ويشاورهم .
قـال الله تعالى : { وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ( التوبة : 61 ) .
فأنا أصغوا لكم بكل الحب والرحمة ، أصغوا إليكم بعقلي وقلبي وجوارحي ، وأتدبر فيما تقولون وفيما تفعلون ، وأقلب الأمور وأتحاور وأناقش وأتشاور ، والنتيجة حتى الآن كما ذكرت لكم قبل قليل : الأمور غير مهيأة للعودة التي تطلبونها ، والظروف لا تصلح لكي أستجيب لكم بالعودة التي تطلبونها .
أيها الأحبة الأعزاء : رغم حبي وتقديري لكم ، وإيماني واقتناعي بصحة ما فعلتم ، فإني أرجو منكم أن تقبلوا مني هذا وتتقبلوا هذا الواقع ولو إلى حين ، وأعدكم بأن لا أتوقف عن دراسة الأمر والتشاور بشأنه ، وأن لا أتخلى عن أداء التكليف ، فإني أتقرب إلى الله تبارك وتعالى بطاعته واتشرف بخدمتكم .
يجب أن تعلموا : بأن هذا الموقف ليس قائما على العناد والمكابرة ، وإنما هو قائم ـ إن شاء الله تعالى ـ على القناعة الفكرية والروحية والأخلاقية والسياسية ، من أجل مرضاة الله تبارك وتعالى ومن أجل مصلحتكم ، وأرجوا أن أكون صادقا مخلصا مع الله ذي الجلال والإكرام ومعكم ، لا أريد أن أكون شيطانا فأغرر بكم أو أخدعكم ، أرجو أن تقبلوا هذا الأمر ، وأن تتفهموا هذا الأمر ، وأطلب منكم أيها الشباب أن تكونوا أكثر انفتاحا وحرية في دراسة الخيارات والبدائل ، وإن تطلب ذلك الخروج عن المألوف ، وأعود وأكرر : أنا منكم وإليكم وأقبل التراب من تحت أقدامكم ، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
صادر عن : إدارة موقع الأستاذ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى