حفل تخريج الفوج الرابع لتكليف الفتيات بقرية النويدرات

نظّم القسم النسائي بالجمعية الحسينية الحفل الرابع لتخريج عشرين مكلفة من فتيات القرية اللاتي بلغن سن التكليف برعاية كريمة من الأستاذ الفاضل عبد الوهاب حسين وسط أجواء الابتهاج والفرحة من أهاليهن ، تزامنا مع ذكرى ولادة السيدة زينب عليها السلام ، وذلك يوم الخميس الموافق 8/5/2008م الساعة الثامنة والنصف بمأتم ( بنت علي ) ، وبحضور الشيخ محمد علي السندي ، وأولياء أمور المكلفات، وشخصيات بارزة من أهالي القرية إضافة إلى مدرسات مركز السيدة زينب ( ع ) لتعليم البنات .

كلمة الأستاذ عبد الوهاب حسين .
العنوان : سن التكليف ومسؤولية الوالدين .
أعوذ بالله السميع العليم ، من شر نفسي الأمارة بالسوء ، ومن شر الشيطان الرجيم .
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وارحمنا بمحمد وآل محمد ، واهدي قلوبنا بمحمد وآل محمد ، وعرف بيننا وبين محمد وآل محمد ، واجمع بيننا وبين محمد وآل محمد ، ولا تفرق بيننا وبين محمد وآل محمد في الدنيا والآخرة طرفة عين أبدا يا كريم .
اللهم معهم .. معهم لا مع أعدائهم .
السلام عليكم أيها الأحبة : أيها الأخوة والأخوات في الله ورحمة الله تعالى وبركاته .

المشهد الملكوتي : يمثل هذا الاحتفال ـ وأنا أقصد المعنى على نحو الحقيقة ـ مشهدا ملكوتيا عظيما محفوفا بالرحمة والرضوان من الله جل جلاله ، حيث تحضره براعم الإيمان النقيات الطاهرات اللواتي لم تتلوث أنفسهن بالذنوب والخطايا ، وهن مشدودات بحالة من العشق الملائكي الطاهر إلى الله ذي الجلال والإكرام .

يقول العلامة السيد عبد الله الغريفي في حفل مماثل : ” وأنا أجد نفسي أمام هذا المشهد الملائكي المهيب ، حيث يحتشد العدد الكبير من براعم الإيمان ، أحس ّ بداخلي خشوعا ورهبة ، وتتندّى في عيني دمعه ، ويسبح الخيال في عالم من الطهر والبراءة ، وتزدحم الخواطر مشحونة بأشواق مشدودة إلى أفق رحب لا تسكنه إلا القيم النظيفة . وهنا أستشعر فيوضات ربانية على هذا الجمع من براعم الطهر والإيمان ، وكيف لا تتنزل الرحمة الإلهية ونحن في محضر براعم طاهرة نقية لم تتلوث بذنوب ، ولم تعبث بها نزوات الأهواء ، جاءت تحمل عشق الإيمان مجذوبة إلى نداء الدين ، وإلى أحكام الرب العظيم ” .

قيمة الاحتفال : أيها الأحبة الأعزاء : تعتبر هذه الليلة ليلة تاريخية وعظيمة بالنسبة إلى الفتيات المكلفات المحتفى بهن وأولياء أمورهن ، حيث تشرفت الفتيات بالتكليف الإلهي لهن .. أي : أصبحن مؤهلات عقليا وبدنيا لأداء الوظائف الشرعية ، واستقبال الخطاب من الرب الجليل إلى الإنسان المكرم المكلف بتحمل المسؤوليات الشرعية في الحياة والكدح في طريق الإنسانية المستقيم إلى الله ذي الجلال والإكرام .. فالتكليف الإلهي للإنسان ، هو في الحقيقة والواقع : عز وشرف وكرامة ، وهو الطريق الوحيد للحياة الطيبة على وجه الأرض ، والسعادة الأبدية الخالدة للإنسان في الآخرة ، مما يستوجب الشكر لله عز وجل على هذه النعمة الربانية ، من المكلفة والوالدين الذين تحملا المسؤولية والمشقة حتى أوصلا الفتات إلى هذه المرحلة الفاصلة في حياتها ، والاحتفاء الصادق بهذه المناسبة .

دور هذا الاحتفال ووظيفته : إن هذا الاحتفال من شأنه أن يذكر الفتيات المكلفات المحتفى بهن ـ وهن في بداية الطريق ـ بحقيقة التكليف وقيمته في حياتهن الدينية والإنسانية والاجتماعية ، ويغرس فيهن منذ البداية الإحساس العميق بالمسؤولية الشرعية والاجتماعية أمام الله عز وجل والمجتمع والتاريخ ، ويشجعهن على المضي قدما في هذا الطريق والصمود فيه رغم كل الصعوبات والتحديات والإغراءات التي قد تعترض طريقهن .

وبهذه المناسبة : أوجه الشكر الخالص للأخوات الكريمات الفاضلات القائمات على مركز السيدة زينب ( عليها السلام ) للجهود الصادقة التي بذلنها ولا زلن يبذلنها في تعليم الفتيات ورعايتهن في المركز المبارك وفي إقامة هذا الحفل الكريم . والشكر موصول : للإدارة الكريمة للجمعية الحسينية برئاسة الأخ الدكتور محمد ناصر ، لما تقدمه من الدعم والرعاية للمركز ، والشكر موصول أيضا : إلى كل من قدم ولا يزال يقدم الدعم المادي والمعنوي للمركز ، وأدعو المؤمنين جميعا لتقديم ما بوسعهم تقديمه من الدعم المادي والمعنوي للمركز ، لكي يستطيع الاستمرار والنجاح في المهمة الرسالية الكريمة التي حملها ولا يزال يحملها على عاتقه .

التذكير ببعض المسائل المهمة : وأرغب في هذا المقطع من الكلمة ، أن أذكر بناتي المكلفات وآبائهن وأمهاتهن ببعض الأمور المهمة ذات العلاقة ، وهي :

الأمر ( 1 ) : يحدد سن التكليف بالسنوات القمرية وليست الشمسية ، وهو بلوغ خمسة عشرة سنة كاملة للذكر ، وتسع سنين كاملة للأنثى ( على المشهور ) وقيل : أن يكمل الذكر أربعة عشرة سنة ، وقيل : أن يكمل ثلاث عشرة سنة ( وهو الأفضل والأحوط في الدين على رأي الشهيد الصدر ) وقيل : في بلوغ الأنثى أقوال عديدة ، منها : بلوغ ثلاث عشرة سنة .. وعلى العموم : فإن تكليف المرأة قبل الرجل ، يشير إلى خطورة دورها في الحياة ، وأنها مؤهلة لحمل أمانة التكليف وإدراك مسؤوليته قبل الرجل ، وهذه رسالة واضحة وبليغة لكل من يقلل من أهمية المرأة وعقلها وكفاءتها ودورها العظيم في الحياة العامة والخاصة .

الأمر ( 2 ) : القلم مرفوع عن الصبي / الصبية حتى يبلغ ، فإذا بلغ جرى عليه القلم وحوسب على عمله .. فعلى بناتي المكلفات : مراقبة أعمالهن من الآن فصاعدا ، فإن الملكين الحافظين سيسجلان أعمالهن ليحاسبن عليها في يوم القيامة .
قال الله تعالى : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ . إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ . مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } ( ص : 16 ـ 18 ) .
الجدير بالذكر : أن التجارب قد أثبتت : بأن الإنسان إذا تورط في الذنوب والخطايا في مرحلة الشباب ، فإن آثارها السيئة على نفسه تعيق تكامله الروحي وتصعّب بلوغه الدرجات العالية لو أراد التصحيح فيما بعد .. فنصيحتي لبناتي المكلفات : أن يحافظن على نظافة نفوسهن من الذنوب وطهارة أرواحهن من الخطايا من الآن فصاعدا ، من بداية الطريق وإلى نهايته ، لكي تكون فرصتهن أكبر في بلوغ الدرجات العالية من التكامل الروحي ، ويكون نصيبهن أكبر من السعادة الأبدية الخالدة في الآخرة .

الأمر ( 3 ) : يحظى الحجاب في الإسلام بأهمية متميزة بالنسبة للمرأة ، وعليه : أوصي بناتي المكلفات بالالتزام الدقيق بالحجاب : المادي والنفسي ، وأقصد بالنفسي ملكة العفة النابعة من المعرفة بالله عز وجل والتقوى ، التي تدفع المرأة بصدق وإخلاص إلى صيانة عفتها وشرفها في جميع الأحوال ، في حال وجود الرقيب المادي وفي حال عدم وجوده ، وذلك بسبب حضور الرقيب الحقيقي وهو الله جل جلاله بصورة دائمة في عقلها وقلبها ، وهو الرقيب الأقوى والأفضل والأكثر خشية وحرمة والمقدم على كل رقيب .. وقد أثبتت التجارب : بأن بعض من غطين أنفسهن كليا بالحجاب المادي ، لا يمتلكن الحجاب النفسي اللازم ، ولديهن الاستعداد النفسي للانزلاق مع وجود الإغراءات وغياب الرقيب المادي عنهن ، وقد حدث الانزلاق بصورة مؤسفة لبعضهن . وهناك بعض المؤمنات اللواتي يتقيدن فقط بالشروط الشرعية للحجاب ولباس المرأة ـ بدون إفراط أو تفريط ـ وربما يسمى لباسهن لباسا عصريا إلا أنه مستوفي لكافة الشروط الشرعية ، وهن يمتلكن بحق وحقيقة الحجاب النفسي / العفة والتقوى والخشية الحقيقية من الله جل جلاله ، وقد صمدن أمام كل الضغوط والإغراءات في أحلك الظروف وأصعبها ، لأن حجابهن قائم في الحقيقة على أساس القناعة الفكرية والمعرفة بالله عز وجل وبالدين الحنيف وأحكامه ، وليس خضوعا لعرف اجتماعي أو رياء أو سمعة أو ضغط اجتماعي أو إرهاب فكري ، أو غيره ، وقد التقيت بعضهن في البحرين وفي خارجها ، فألف تحية وإكبار لهن .

وعليه : أوصي بناتي المكلفات بتحصيل الحجاب النفسي مع مراعاة الشروط الشرعية للحجاب المادي .. وأوصي الآباء : بتربية الفتاة على الحجاب ، وغرس حبها له وتدريبها على الحجاب المادي تدريجيا وبدون مشقة قبل سن التكليف ليكون سهلا عليها بعد التكليف ، وأن يكون جوهر الاهتمام بالحجاب الحقيقي ، وهو : الحجاب النفسي / ملكة العفاف والتقوى ، بدون التفريط قيد شعرة في الشروط الشرعية للحجاب المادي ، بل : لا يمكن الادعاء بوجود الحجاب النفسي مع التفريط عن قصد في الشروط الشرعية للحجاب المادي .

الأمر ( 4 ) : على المكلفة وقد بلغت سن التكليف ، أن تقدم الشكر لله عز وجل الذي بلّغها إلى هذا السن الفاصل في حياتها ، وشرفها بالتكليف .. ثم للوالدين : الذين أنشآها على الإيمان والالتزام بتعاليم الدين الحنيف .

الأمر ( 5 ) : أوصي بناتي المكلفات بالحرص التام على طلب العلم ، فإنه السبيل الوحيد للعمل الصحيح ، فلا عمل صحيح بدون علم ، والعلم هو الذي يعطي القيمة الحقيقية للعمل والعبادة الشرعية .. وقد تضافرت النصوص الدينية الشريفة : على أن عمل العالم أفضل من عمل الجاهل . فقد تتفق صورة عبادة الجاهل مع صورة عبادة العالم ، سواء كانت العبادة : صلاة أم صياما أم حجا أم زكاة أم غير ذلك ، وقد تكون صورة عبادة الجاهل أجمل من صورة عبادة العالم للرائي في عالم المادة ، إلا أن حقيقة عبادة العالم أفضل من عبادة الجاهل ، وصورتها الملكوتية أجمل للرائي في عالم الملكوت من صورة عبادة الجاهل ، وثوابها عند
الله جل جلاله أعظم وأجزل .. فعلى كل واحدة من بناتي المكلفات : ملازمة الرسالة العملية للفقيه الذي تقلده ومراجعتها دائما ، والسؤال عن المسائل التي لا تفهمها فيها . وعليهن اغتنام الفرص لتحصيل كل ما ينفعهن من العلم والخبرة في معرفة الدين والدنيا وخدمة المجتمع والوطن ، وأحذرهن من تجاهل الاهتمام بأمور الناس والشأن العام في المجتمع والدولة ، فإن التحديات التي تواجه المسلمين في الوقت الراهن هي في غاية الخطورة ، ومع تجاهلها وعدم التصدي لها بحزم : لن تكون لنا عزة أو كرامة في الحياة ، ولن تتاح لنا حرية العقيدة والعبادة وتقرير المصير ، ولن تنفعنا في هذه الحالة دراسة العقيدة والفقه والأصول والسيرة والأخلاق والفلسفة والفيزياء والكيمياء والتاريخ والأدب وغيرها من العلوم الدينية والدنيوية ، وسوف يكون حسابنا عسير جدا أمام الله عز وجل في الآخرة ، وفي الحديث الشريف عن الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ” من أصبح ولم يهتم بأمر المسلمين فليس بمسلم ” سواء كان المقصر في الاهتمام بأمور المسلمين رجلا مسلم أو امرأة مسلمة .

الأمر ( 6 ) : أوصي بناتي المكلفات بأن يجعلن الزهراء ( عليها السلام ) قدوتهن الحسنة في الحياة : في العلم والتقوى والجهاد والتضحية وغيرها ، أي : التمسك بحقيقة الزهراء الناصعة والثابتة على مر الدهور والأيام ، وأحذرهن من التمسك بالقشور والأشكال المتغيرة وتضييع الحقيقة الثابتة النورانية للزهراء ( عليها السلام ) فالزهراء ( عليها السلام ) ليست عباءة وحجاب فقط ، وإنما هي : حجاب ، وفوق ذلك وقبله : علم وتقوى وجهاد وتضحية وفداء من أجل الدين والإنسان . وأحذر بناتي المكلفات وهن يشقن طريقهن في الحياة من الوقوع في شباك القدوات الخبيثات ، ومن فتنة تضييع الوقت في الأمور التافهة على حساب الأمور المهمة في الحياة .

مسؤولية الوالدين : الأولاد زينة الحياة الدنيا { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } وبهم تقر عيون الآباء والأمهات ، وهم أمانة في أعناقهم ، وسوف يسألون عنهم في يوم القيامة العظيم أمام الله جل جلاله ، قول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } ( التحريم : 6 ) وأذكر : بأن المؤمن الواعي لا يكون حرصه على محض الأولاد ، وإنما الأولاد الصالحين { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } ( الفرقان : 74 ) فمن الأولاد ـ بحسب القرآن الكريم ـ ما هو فتنة { وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } ( الأنفال : 8 ) وهذا يتطلب منه الحذر من الانجرار وراء العاطفة في التعاطي مع الأولاد ، ويتطلب منه تحمل المسؤولية الجسيمة في تربية الأولاد وإعدادهم الإعداد السليم : فكريا ونفسيا وروحيا وأخلاقيا ووطنيا لتحمل المسؤولية الدينية والاجتماعية والوطنية على جميع الأصعدة بصدق وإخلاص .

وليعلم الآباء : بأن للأولاد حقوق أساسية على الوالدين ، قبل أن تنشأ حقوق للوالدين على الأولاد .. ومن حقوق الأولاد الأساسية على الوالدين : التعليم والتربية الصالحة والإعداد التدريجي السليم لهم لتحمل المسؤولية وأداء الواجبات الشرعية قبل سن التكليف ، وتعليمهم ما ينفعهم من العلوم والخبرات الأساسية والثانوية من أجل تقدم الحياة وتطورها وتحقيق العيش الكريم للإنسان . وكل من أهمل وضيع مسؤولية التربية والإعداد والتعليم للأولاد ، فقد أساء إلى مسؤوليته الخاصة : الطبيعية ، وإلى المسؤولية العامة : الدينية والمجتمعية .

وقد أثبتت التجارب : أن أكثر فساد الأولاد وضياعهم ، هو في الغالب : بسبب إهمال الوالدين وتقصيرهم في حق الأولاد ، وترك تعليمهم الدين الحنيف وفروضه ، وغرس أصول الإيمان وأركان الإسلام في نفوسهم .. قلت في الغالب : لأن بعض أبناء الأنبياء والأوصياء العظام ( عليهم السلام ) هم من الطالحين العاصين ، ليس بسبب التقصير في التربية والتعليم ، وإنما بسبب عدم قدرة التربية والتعليم رغم أهميتهما سلبا وإيجابا على سلب الإنسان حرية الاختيار ، فقد يخرج من البيئة الفاسدة إنسان صالح ، وقد يخرج من البيئة الصالحة إنسان فاسد .

هدف تربية الوالدين للأولاد : يتحمل الوالدان مسؤولية التربية الشاملة : الإيمانية والعقلية والنفسية والبدينة للأولاد ، ليكون الولد / البنت إنسانا صالحا يقوم بحق الله عز وجل وحق نفسه وحق أسرته وحق مجتمعه ووطنه وحق الإنسانية عليه ، فيأمنه الناس جميعا على أنفسهم ودمائهم وأعراضهم ، ويكون سببا لظهور الحق ، ونشر الخير والفضيلة والقيم الإنسانية السامية ، وإقامة العدل وتحقيق المجتمع الصالح . وتعتبر التربية من أوجب الواجبات على الإنسان المؤمن وأفضل القربات عند الله جل جلاله والسبل إلى الجنة والرضوان ، فليس هناك أفضل عند الله عز وجل من هداية إنسان إلى الله والصراط المستقيم .. وفي التربية : يتحمل الوالدان مسؤولية إعداد الطفل الإعداد الشامل السليم : عقليا ، ونفسيا ، وبدنيا ، ليكون إنسانا صالحا في المجتمع استنادا إلى منهج الله عز وجل وصراطه المستقيم في الحياة .. وقد أثبتت التجارب : أن مستقبل الأبناء غالبا ما يكون مرهونا بحسن الإعداد والتربية من الآباء .

أيها الأحبة الأعزاء : ما أحوجنا اليوم إلى أن ننشئ جيلا مؤمنا قويا يثبت على الحق والعدل والفضيلة ، ويصارع الباطل والظلم والرذيلة بكل طاقته وبكل حيلة ووسيلة شرعية .. فعلينا جميعا : أن نتحمل هذه الأمانة الدينية والمجتمعية ، بكل صدق وشفافية وإخلاص وقوة .

أيها الأحبة الأعزاء ،،
أكتفي بهذا المقدار ،،
واستغفر الله الكريم الرحيم لي ولكم ،،
واعتذر لكم عن كل خطأ أو تقصير ،،
واستودعكم الله الحافظ القادر كم كل سوء ،،
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى