افتتاح دورة التعليم الديني الصيفية بمسجد الإمام علي
الجهة المنظمة : مركز الإمام علي للتعليم والتربية .
اليوم : مساء الثلاثاء ـ ليلة الأربعاء .
التاريخ : 3 / جمادى الثانية / 1428هج .
الموافق : 19 / يونيو ـ حزيران / 2007م .
افتتح مركز الإمام علي (عليه السلام ) للتربية والتعليم الموسم الصيفي لتدريس الطلبة لهذا العام في احتفالية متواضعة حضرها وشارك فيها الأستاذ المناضل عبد الوهاب حسين وبحضور الطلبة وبعض أولياء أمورهم والمهتمين بهذا النشاط .
وقد كان برنامج الاحتفال كالتالي ..
1- قراءة القران الكريم للقارئ الطفل حسن أبو الحسن الذي يحفظ الجزء الثلاثين من القران كاملا .
2- كلمة للقائمين على المركز ألقاها الأستاذ جعفر خليل .
3- كلمة الضيف الأستاذ المناضل عبد الوهاب حسين .
4- أنشودة لطلبة المسجد .
وكان عريف الحفل الطالب محمد إبراهيم محمد حسن.
ألقى الأستاذ عبد الوهاب حسين كلمة : ألقى التحية في بدايتها على الرسول الأعظم الأكرم ( ص ) وأهل بيته الطاهرين ( ع ) ثم هنأ سكان الجزيرة والقائمين على الدورة وبارك لهم بها وقال : ” أهنأكم وأبارك لكم قيام هذه الدورة ، وأشد على أيديكم ، وأسأل الله عز وجل أن يوفقكم فيها ويسهل عليكم ويعينكم على نجاحها ، وأن يتقبل بكرمه عملكم وسعيكم فيها إنه حميد مجيد ” وقرأ قول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } ( التحريم : 6 ) وقال : هذه الآية الشريفة المباركة تقيم على عاتق الإنسان المؤمن مسؤولية خاصة تجاه أهله : الزوج / الزوجة والأولاد ـ بوصفهم أقرب الناس إليه واخصهم به ـ كجزء من مسؤولية عامة يتحملها الإنسان المؤمن تجاه الآخرين ، وهي مسؤولية هدايتهم إلى الله عز وجل ، تحت عناوين مختلفة مثل عنوان : الدعوة إلى الله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقال : تقوم هذه المسؤولية على أساس الاعتقاد بهدفية الحياة ، فالحياة لم تخلق عبثا ، وإنما خلقت من أجل غاية ربانية عظيمة ، التي استنادا إليها يبعث الله عز وجل الإنسان في يوم القيامة ويحاسبه ، فإما إلى الجنة ، وإما إلى النار . وقال : مما سبق نتوصل إلى النتيجة المهمة التالية : أن التعليم الديني والتربية على التقوى هما أهم ما يقدمه الإنسان لأهل بيته في هذه الحياة ، وأنهما يتقدمان في الأهمية على الطعام الشراب والسكن وغيرها من الحاجات المادية بل يتقدمان في الأهمية على التعليم الأكاديمي بدون أن نقلل من أهمية الحاجات المادية والتعليم الأكاديمي في الحياة ، بل كلها من ضروريات الحياة ومن الأسس التي يقوم عليها استقرارها وتقدمها ، بل أنها ذات أهمية كبيرة من أجل الاستقامة على الدين والتقوى .
وتساءل الأستاذ : ما قيمة أن يهتم الإنسان بتقديم الطعام والشراب والسكن والتعليم الأكاديمي الممتاز لأهل بيته ، ثم يجعل منهم وقودا إلى نار جهنم في يوم القيامة ؟!
وتساءل أيضا : هل يدل هذا على الحب والإخلاص لهم ؟
وأجاب : بحسب الحقيقة القطعية التي لا شك فيها ، أنه لا قيمة حقيقية للطعام والشراب والسكن والتعليم الأكاديمي في هذه الحالة ، وأن هذه الحالة تدل في الحقيقة على الإهمال والتقصير وعدم الحب وعدم الإخلاص للأهل وتدل على التضييع والجهل بحقائق الأمور ، وذكر بقول الله تعالى : { قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } ( الزمر : 15 ) .
وقال : وهذا ما عبر عنه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بقوله في دعاء كميل ” خسرت نفسي ” إذ لا خسارة أكبر من أن يدخل الإنسان نار جهنم بسوء اختياره ، وكان بوسعه أن يكون في أعلى درجات جنة الخلد { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ } لو أنه أحسن الاختيار واختار طريق الحق والهداية .
وقال : بهذه المناسبة أحث الآباء والأمهات على أن يحثوا أبنائهم وبناتهم على الحضور في هذه الدورة التعليمية ، فهي فرصة ثمينة أتاحها لهم بعض إخوانهم المؤمنين الذين أعطوا من وقتهم وجهدهم من أجل المساهمة الجدية معهم في تعليم أبنائهم دينهم الحنيف وتربيتهم على التقوى قربة إلى الله تعالى ، ولم يطلبوا منهم ثمنا ماديا على ذلك وأجرهم على الله عز وجل ، وليس على الآباء والأمهات إلا أن يحثوا أبنائهم على الحضور ، ثم يقوموا بمتابعتهم والتواصل مع القائمين على المشروع من أجل تحصيل نتائج أفضل ، وقال : لا يكن اهتمام الآباء والأمهات بتعليم أبنائهم الدين وتربيتهم على التقوى أقل من اهتمامهم بتوفير الطعام والشراب والسكن والتعليم الأكاديمي ، وليتذكروا ما يقدموه من مال ووقت وجهد مضني واهتمام كبير من أجل تقديم الطعام والشراب والسكن والتعليم الأكاديمي لأبنائهم ، فلا يقصروا من أجل توفير التعليم الديني لهم وتربيتهم على التقوى ، فهو الأهم بكل تأكيد ، وقال : إن الحب الحقيقي للأبناء والإخلاص لهم يقود الآباء والأمهات قطعا لهذا الاهتمام . كما حث الأستاذ عبد الوهاب القائمين على مشروع التعليم على الاهتمام بالتشويق في التعليم فلا يجعلوا التعليم الديني جافا وشاقا على الطلبة ، وطلب بأن تكون هناك برامج ترفيهية داعمة لمشروع التعليمي الديني في المساجد مثل المسابقات والرحلات وغيرها ، بهدف تشويق الطلبة وترغيبهم في التعليم . وأكد الأستاذ عبد الوهاب في نهاية كلمته على ضرورة الاهتمام بالتعليم الأكاديمي ، ووصفه بأنه نور وقوة ، وقال : إننا في أمس الحاجة إلى العلوم الأكاديمية لكي نتغلب على التحديات الصعوبة التي تواجهنا كمسلمين في الحياة عالميا ، ولكي ننجح في تحقيق الأهداف العظيمة للرسالة الإسلامية المباركة في الأرض ، وقال : إن تحقيق أهداف الرسالة الإسلامية المباركة هو من تكليفنا الشرعي كمؤمنين في هذه الحياة