الإجابة على أسئلة نشرة في رحاب الطف

كثيرة هي الهموم ، ولكنك حينما تلتقي الرجل الذي يختزن بداخله كل تلك الهموم ، فانك تجد نفسك في فضاءٍ رحب من الأمل ، وتجد الغد أكثر إشراقا ، وتختصر كل المسافات ،

وتختزل الزمن ، لتعود بالذاكرة إلى الزمن الجميل ، لتدق ناقوس الذكرى ، فتتراءى أمامك ذكريات الأحداث التي صنعها الرجال بالمعاناة والألم والصبر ، فكان حوارنا مع احد هؤلاء الرجال ، انه الأستاذ عبد الوهاب حسين ، الذي حاورناه لنسبر أغواره ونخرجه من صمته ، فكان هذا الحوار .

نحييكم أستاذنا الفاضل ونبدأ معكم هذا اللقاء ،،،
أهلا وسهلا بكم ، وحياكم الله تعالى .

السؤال ( 1 ) : على الرغم من إنني مهدت بالحديث عن الماضي ولكنني ابدأ بسؤالي عن المستقبل .
كيف ترى مستقبل البلاد في ظل المعطيات المحلية والخارجية ؟

الجواب ( 1 ) : السلطة البحرينية تمارس الظلم والاستبداد والتمييز بين أبناء شعبها بغير حدود ، ولديها أجندة طائفية خطيرة جدا تهدد وجود طائفة بأكملها من أبناء شعبها وليس مصالحها الحيوية فحسب ، ويدل على ذلك : تقرير البندر ( الرؤية ) والممارسات اليومية ( التطبيق ) .
والمنطقة واقعة على فوهة بركان في ظل التهديدات الأمريكية بحرب عدوانية على الجمهورية الإسلامية في إيران على خلفية ملفها النووي .
والمعارضة تعيش التشرذم والاختلاف وسوء الإدارة السياسية وضعف الأداء .
والجماهير تعيش الغضب لسلوك السلطة والموالاة ، واليأس من وضع المعارضة وأدائها .
وذلك كله : مما يهدد حالة الاستقرار ويمهد الطريق لدخول البلاد إلى النفق الأمني المظلم والانفلات من جديد .

الجدير بالذكر : أن سوء التقدير والتصرف لدى السلطة ، وخطأ المنهج وخطأ الحسابات لدى بعض أطراف المعارضة يدفع الطرفان إلى نقيض ما يريدان . فلا العنف من السلطة يخيف المواطنين ويقنعهم بالتراجع عن مطالبهم الوطنية العادلة ، ولا مسايرة السلطة يقنعها بحسن نوايا المعارضة ويدفعها لتقديم التنازلات للشعب والمعارضة ، ويؤدي إلى الاستقرار السياسي والأمني في البلاد ويمنع وقوع الخسائر المادية والبشرية . فعنف السلطة ـ بحسب التجربة ـ أدى إلى مزيد من الغضب والتصلب والإصرار على المقاومة والمواجهة لدى الجماهير ، والمسايرة أغرت السلطة بالمزيد من الأخطاء الفظيعة ، بدلا من إقناعها بحسن نوايا المعارضة ومصالحة شعبها ، مما ولد المزيد من الغضب وردات الفعل العنيفة من الجماهير ضد السلطة ، والمزيد من يأس الجماهير من وضع المعارضة وأدائها ، ومهد ولا يزال يمهد ـ بشهادة التجربة ـ الطريق لمزيد من المواجهات الأمنية والخسائر المادية والبشرية والمعنوية الكبيرة .
والخلاصة : أن سوء تصرف السلطة ومسايرتها ، لن يؤدي ـ بحكم العقل والتجربة ـ إلا إلى المزيد من التأزم الأمني والسياسي وإلى المزيد من الخسائر المادية والبشرية والمعنوية لدى الشعب والسلطة .
فينبغي على جميع الأطراف السياسية ( السلطة والموالاة والمسايرة والمعارضة ) أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار ، من أجل المصالح العليا : الإسلامية والوطنية .

السؤال ( 2 ) : لقد كانت انتفاضة التسعينات مليئة بالتضحيات ولكنها للأسف لم تستثمر بل على العكس من ذلك كان مردودها أكثر ألما حيث أفرزت واقعا سياسيا مريرا لعل من ابرز مظاهره انقسام المعارضة .
ما هو تعليقكم على ذلك ؟

الجواب ( 2 ) : لقد نجحت انتفاضة الكرامة في التسعينات في وضع مسيرة الإصلاح الوطني على الطريق الصحيح ، إلا أن سوء تصرف المعارضة ـ فيما بعد ـ مهد للانقلاب على الدستور وميثاق العمل الوطني ، ثم كرس الانقلاب وتعاطى معه كأمر واقع . وأن انقسام المعارضة ليس بسبب ذكاء السلطة ومكرها ، بقدر ما هو نتيجة لقلة خبرة بعض قيادات المعارضة ولسوء إدارتها للملفات الساخنة ولفشلها في إدارة الاختلاف في الرأي بينها ، مما أنتج الواقع الأليم في وضع المعارضة وأدائها ، بدون أن أقلل من مسؤولية السلطة ودورها .

السؤال ( 3 ) : دورتان برلمانيتان : في احداهما كنا مقاطعين وفي الأخرى كانت لنا مشاركة . وبحسب التجربة : لم تكن المشاركة والمقاطعة موفقتين .
والسؤال : الم تكن هناك خيارات أكثر واقعية وفائدة ؟

الجواب ( 3 ) : لقد كانت السلطة على أعتاب تقديم تنازلات للمعارضة في سبيل إقناعها بالمشاركة ، إذ لا يمكن الاستمرار في التجربة البرلمانية مع صمود المعارضة في المقاطعة ، وهذا ما يدركه كل ذي حس سياسي سليم وتؤيده التجربة . إلا أن الإشارات الخاطئة في منتصف الدورة الأولى من البعض بالاستعداد للمشاركة غير المشروطة في الدورة الثانية ، جعلت السلطة تتراجع عن استعدادها لتقديم التنازلات للمعارضة . ولا أحد يستطيع أن ينكر وجود الاستعداد لدى بعض الرموز والقيادات للمشاركة غير المشروطة ـ وهذا ما صدقه الواقع ـ ولا أحد يستطيع أن يدعي بأن هذا الاستعداد كان خفيا ولم يكن ظاهرا أو واضحا لدى السلطة والمراقبين في فترة المقاطعة ، فقد كان في غاية الوضوح لدى السلطة وأهل الاختصاص من المراقبين وتم التحذير منه ، وإن كانت عموم الجماهير ضائعة في متاهات الأقوال المتأرجحة والغامضة . وقد صدقت نبوءة السلطة وأهل الاختصاص من المراقبين بالمشاركة غير المشروطة من خلال قراءتهم لتلك الإشارات وخلفياتها الفكرية والنفسية والسياسية ، وأصبحت المشاركة غير المشروطة أمرا واقعا ، حيث تم القفز بسهولة على الأقوال المتأرجحة في زمن المقاطعة . وأصبحت نتائج المشاركة غير المشروطة ( لا شيء ) بينة ومقرة من الجميع ، ولا تحتاج إلى تفسير . واعتقد بأن فرصة الإصلاح تصعب أكثر كلما استمرت هذه المشاركة لفترة أطول ، وأن كل تعويل على الإصلاح من خلال هذه المشاركة هو سراب بشهادة العقل والتجربة .
أما عن الخيارات : فقد كانت هناك خيارات أخرى مطروحة ، منها : تجنب الصف الأول الدخول والمشاركة بالصفوف الأخرى . وقد تمت مناقشة هذه الخيارات وطرحت في حلقات سابقة ، وأرى ـ بحسب التجربة ـ بأن الخيار المذكور لو عمل به لكان أقل خسارة من الخيار الحالي .

السؤال ( 4 ) : بعض المعارضة يعول على الدعم العلمائي والبعض الآخر يعول على القاعدة الجماهيرية ومنطق المقاومة .
أليس الصحيح هو الجمع بين هذين التوجهين ؟

الجواب ( 4 ) : الصحيح في العمل الإسلامي هو الالتزام العملي بخط الفقهاء الراشدين العدول والعلماء الربانيين الذين يعتمدون الرفض والمقاومة للظلم والاستبداد ولا يهادنون { وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ } ولا يقللون من دور الجماهير ، ويعتمدون على آليات صحيحة واضحة ومحددة لاتخاذ القرارات العامة .
فالخط الإسلامي الصحيح في العمل : يجمع بين قيادة الفقهاء والعلماء ، ومنهج الرفض والمقاومة ، والاعتماد ـ بعد الله عز وجل ـ على الجماهير . وهذا ما ينبغي اعتماده فعلا في العمل الإسلامي بدون تفريط في أي من العناصر الثلاثة ، لكي لا يختل التوازن في التجربة وتفشل في تحقيق أهدافها الدنيوية والأخروية .

السؤال ( 5 ) : يعوٌل الكثير عليكم في عودة الأجواء الإيمانية التي كانت تعيشها البحرين إبان الانتفاضة المباركة حيث شهدنا الإقبال والزخم الجماهيري الكبير على إقامة صلاة الجماعة والمسيرات العزائية والاحتفالات والندوات وغيرها من الفعاليات الإسلامية والوطنية .
فهل من عودة حميدة لتلك الأجواء الروحية ؟

الجواب ( 5 ) : عودة تلك الأجواء لا علاقة لها بالأشخاص بقدر علاقتها بالخطاب والمنهج ، فإذا ارتبط الخطاب الديني بهموم الناس وقضاياهم وصدقته الأفعال ( أي ارتبط الدين واقعا وفعلا بالحياة ) فإن تلك الأجواء توجد بصورة تلقائية . وإذا اختفي الخطاب الذي يرتبط بهموم الناس وقضاياهم أو تحول إلى مجرد أقوال لا تصدقها الأفعال ، فإن تلك الأجواء الصحية تختفي بصورة تلقائية أيضا ، وتظهر مكانها الأجواء المعتمة الضبابية والحالة العرجاء والعوراء في الدين والتدين ، إلا من عصم الله عز وجل من الصفوة من المؤمنين المخلصين . فأحرص أيها العزيز على أن تكون من الصفوة الذين لا يتأثر إيمانهم وحضورهم بالظروف الخارجية ، وإنما بالمعرفة الربانية والعشق للحق والخير والجمال المطلق ، لتكون من قيادة الصحوة والإصلاح ، وليس من عموم الأتباع الذين ينعقون مع كل ناعق ويميلون مع كل ريح .

السؤال ( 6 ) : هل نحن أمة تجيد الاغتيال : اغتيال الذات والقيادات والرموز والمؤسسات والمشاريع وبالتالي اغتيال المجتمعات أم إننا امة ذات مشروع إنساني حضاري ؟

الجواب ( 6 ) : نحن أمة تحمل مشروعا سماويا إنسانيا حضاريا بكل ما في الكلمة من معنى . وقد جاء الأنبياء عليهم السلام بهذا المشروع من عند الله عز وجل . ولكن العيب في بعض من يزعم أنه يحمل ذلك المشروع السماوي المقدس ، وهو يخالفه في الرؤية أو السلوك .
والمطلوب جماهيريا : أن نتعرف على المشروع من مصادره الحقيقة ( الكتاب والسنة ومن نتاج الفقهاء العدول والمفكرين الإسلاميين أصحاب البصائر ) وأن لا نسلم لأي أحد يدعي قيادة هذا المشروع حتى نعلم بصدق تعبيره عنه في الفكر والسلوك والمنهج والممارسة ، بغض النظر عن العنوان الذي يحمله هذا الشخص ، فإن الشخصنة المتخندقة وراء الأحزاب والطوائف والعناوين الكبيرة والصغيرة بكافة أشكالها والتقليد الأعمى وغيرها ، مما يعمي الرؤية للدين والسيرة والتاريخ والأوضاع ، ويقتل الإبداع ويخنق المبدعين ، ويقحم الأشخاص والجماعات والمجتمعات في الضلال والظلم : للنفس والآخر والانحراف في الفكر والسلوك والمواقف ، ويتحمل المسؤولية الأكبر لتكريس العصبيات بكافة أشكالها والواقع المنحرف ، ويغلق منافذ المستقبل المشرق والتغيير الايجابي والإصلاح والتقدم في الحياة ، ويحرف المشروع السماوي المقدس : عن مبادئه النورانية ، ويبعده عن أهدافه العظيمة .

السؤال ( 7 ) : بعد رحيل سماحة الشيخ الجمري والذي كان وجدوه صمام الأمان للبحرين حيث حفظ سماحته الدولة والإنسان غاب الحس القيادي وأصبحت الجماهير بلا قيادة سياسية دينية واضحة حيث رأينا الانفلات في بعض الأحيان .
هل من تعليق على ذلك ؟

الجواب ( 7 ) : ليس من الصحيح التركيز على سماحة الشيخ الجمري كشخص وإنما كمنهج ، فإما أن نقبل المنهج أو نرفضه علميا . فإذا قبلنا المنهج من الناحية العلمية نتمسك به بدون مجاملة لأحد ونعمل على تطبيقه واستكمال جوانب النقص في التجربة وتصحيح الأخطاء ـ إن وجدت ـ في التطبيق . وإذا رفضنا المنهج من الناحية العلمية يبقى احترامنا لسماحة الشيخ الجمري ( رحمه الله تعالى ) كصاحب منهج وتجربة أخلص في تطبيقهما وقدم التضحيات الجسام من أجل نجاحهما ، ونبحث عن البديل بدون مجاملة لأحد ، لأن الدين والوطن فوق جميع الأشخاص .
وقد سبق في الجواب السابق التحذير من خطر الشخصنة .

السؤال ( 8 ) : أثبتت التجارب أن النجاح السياسي يعتمد على التكتلات وهذا ما نفتقده نحن في البحرين .
هل عجزنا عن إيجاد أي تكتل أم أن الحكومة وفي الصراع الدائر قد نجحت في ضرب أي تكتل سواء أكان إسلاميا أو وطنيا ؟

الجواب ( 8 ) : لم يكن فشل المعارضة في التكتل بسبب ذكاء السلطة ومكرها بقدر ما هو نتيجة لقلة خبرة بعض قيادات المعارضة ولسوء إدارتها للملفات الساخنة ولفشلها في إدارة الاختلاف في الرأي بينها بدون التقليل من مسؤولية السلطة ودورها .

السؤال ( 9 ) : لقد عجزت المعارضة في التصدي للملفات الساخنة ، مثل : التجنيس ، والتوظيف ، والمال العام ، وسرقة الأراضي ، والتميز الطائفي ، وتقرير البندر ، وغيرها من الملفات .
أليس هناك أساليب وبرامج سياسية يمكن بموجبها معالجة هذه الملفات ؟
أم أن المعارضة قد استنفذت كل الوسائل وعليها أن تقبل بالأمر الواقع الذي تفرضه هذا الملفات على الوطن والمواطنين ؟

الجواب ( 9 ) : لم تُستنفذ الأساليب السلمية الكفيلة بالمعالجة الناجعة لهذه الملفات الساخنة وغيرها ، ولا تستطيع أي سلطة في العالم أن تفرض الظلم والاستبداد والفساد وتمارس السلطة المطلقة على شعبها إذا كانت للشعب إرادة الحرية والإصلاح والحياة الكريمة ( إذا الشعب يوما أراد الحياة *** فلابد أن يستجيب القدر ) فإذا حدث العكس : فهذا يدل على وجود خلل ما في إرادة الشعب وتجربته لتحقيق الحرية والإصلاح والتقدم في الحياة .
وعلى صعيد التجربة الحالية للشعب البحريني ،،
فإن الشعب قد وقع ضحية للفتنة الطائفية والأسر للمعايير التقليدية ، وهو مطالب بالتخلص منهما لتطوير تجربته الدينية والثقافية والاجتماعية والسياسية .
أما المعارضة : فتعاني من التشرذم وسوء الإدارة للاختلاف في الرأي ، وتعاني من ضعف الإرادة السياسية ، وعدم وضوح الرؤية ، وخطأ المناهج وضعف البرامج ، ولن تنجح في تحقيق التقدم في الملفات المذكورة بدون معالجة الخلل في وضعها وعملها السياسي والاجتماعي .

السؤال ( 10 ) : كانت لكم فيما مضى رؤى وبرامج حول الشعائر الحسينية ، وهو ما نفتقده في أجندتكم الحالية .
ما هي رؤيتكم لأداء المنبر الحالي ؟
وما هي نصيحتكم للخطباء والرواديد ؟

الجواب ( 10 ) : الشعائر الحسينية ينبغي أن تصب في خدمة الحركة الجماهيرية لتحقيق أهداف ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومنها إعداد الجماهير للظهور الميمون لصاحب العصر والزمان ( أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ) وتحقيق دولة العدل الإلهي العالمية ، ويدخل في ذلك : رفض الظلم ومقاومته على كافة الأصعدة والمستويات ، والاستعداد للتضحية بالنفس والنفيس من أجل ذلك . ويجد المراقب : وجود خلل في الرؤية للشعائر الحسينية لدى بعض القائمين عليها ، ومن الخلل : فصل الشعائر عن قضايا الحياة وهموم الناس . كما يوجد لدى البعض توظيف هذه الشعائر المقدسة لأغراض شخصية تقع على النقيض تماما للمباديء التي تقوم عليها هذه الشعائر وأهدافها .
أم نصيحتي للخطباء : فعليهم الحرص على تحصيل الرؤية الصحيحة للدين والسيرة الطاهرة لأهل البيت ( عليهم السلام ) من مصادرها الصحيحة ( الكتاب والسنة ومن نتاج الفقهاء العدول والمفكرين الإسلاميين أصحاب البصائر ) وأن يكونوا القدوة الحسنة التي تتجسد فيها مباديء أهل البيت ( عليهم السلام ) وأهدافهم ، حتى يكونوا بحق وحقيقة مع الصادقين قولا وفعلا ، ومن الذين يؤدون حق منبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على كل من يعتليه . أما نصيحتي للرواديد فهي باختصار شديد : عليهم أن يكونوا للمعزين كالإمام بالنسبة للمصلين .

السؤال ( 11 ) : ما هي نظرة الأستاذ عبد الوهاب حسين للنشاطات والبرامج المصاحبة للشعائر الحسينية ؟

الجواب ( 12 ) : أنا مع كل نشاط أو برنامج إعلامي أو فني أو ثقافي أو اجتماعي أو سياسي أو غيره مصاحب للشعائر الحسينية بشرط : أن يتناسب مع مبادئها ، ويوصل رسالتها بشكل صحيح إلى الناس ، ويصب في خدمة أهدافها المقدسة العظيمة ، ولا يشكل خطرا على وجودها . وهذا يتناسب مع تنوع أذواق الناس وشمول أهداف ورسالة الشعائر في الحياة .

السؤال ( 12 ) : أخيرا أستاذنا العزيز : هل من عودة حميدة للزمن الجميل ؟

الجواب ( 12 ) : إذا كان المراد هو عودة المدعو عبد الوهاب حسين إلى دائرة صناعة القرار ، فإني أأكد على التزامي بقضايا الناس وهمومهم ، وإني أتألم كثيرا لما يصيبهم ويعانون منه إلى درجة العذاب ، وأثمن عاليا شعورهم ومطالباتهم المستمرة لي بالعودة إلى درجة الإحراج ، وأتقبل ذلك منهم بكل الحب والتعاطف ، وأحرص على تقديم ما يسعني تقديمه ، إلا أن العودة إلى دائرة صناعة القرار مرتبطة بشروطها وفي مقدمة الشروط : الغطاء الشرعي ، فالمسألة في الابتعاد والعودة ليست مجرد رغبة ومحض إرادة شخصية ، وأنها لا تحتاج لأكثر من قرار شخصي ، فلو كان الأمر كذلك لما حدث الابتعاد أصلا ، وإن تطلب الأمر تغيير فريق أو جماعة العمل واختيار ما هو مناسب .

أسأل الله جل جلاله أن يجعل لي من أمري فرجا ومخرجا وأن يرزقني العافية في الدين والدنيا وأن يعطيني القدرة على خدمة دينه وعباده ويوفقني إلى ذلك إنه غفور رحيم .

أيها الأحبة الأعزاء
أكتفي بهذا المقدار
واستغفر الله الكريم الرحيم لي ولكم
واستودعكم الله الحافظ القادر من كل سوء
واعتذر لكم عن كل خطأ أو تقصير
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى