حوار منتديات البحرين مع الأستاذ – الجزء الثاني

نشكركم على هذه الجهود الكبيرة التي بذلتموها لتحقيق الأمان والحرية لكل فرد في هذه الدولة الكريمة .

إلى الأستاذ المخضرم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

س1 : ما هي أولوياتكم بعد الحصول على الميثاق الوطني ؟ المرسل ( حسينية جرداب )

ج1 : أولوياتنا – حسب تقديري الشخصي – في الوقت الراهن كالتالي :

أ‌) بناء وتطوير المؤسسات المعبرة عن جميع التيارات العاملة في الساحة الوطنية وتفعيل دورها .
ب) ترسيخ وتطوير الحوار الوطني ، وتكوين الرؤى المشتركة ، والتنسيق بين مختلف التيارات حول القضايا الحيوية والمصيرية .

ج) دعم الوحدة الوطنية على أساس التنوع والاختلاف ( التعددية ) ، والتقريب بين المذاهب الإسلامية ، ونبذ التفرقة والتمييز بين المواطنين .
د‌) دعم الحركة الإصلاحية بقيادة سمو الأمير – حفظه الله تعالى – وتأصيلها والمحافظة على الدستور .
ه‌) المحافظة على الاستقرار الأمني والسياسي ، والمساهمة في إيجاد الحلول المناسبة للقضايا الساخنة التي تقلق المواطنين مثل البطالة والتجنيس .
ح‌) نشر الوعي الوطني بالشأن العام ، ومبادئ الدستور وميثاق العمل الوطني ، والحياة الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وبدولة القانون .
ك‌) تعزيز دور المرأة وتمكينها من ممارسة كافة حقوقها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، وإطلاق طاقاتها للمساهمة الفعالة في بناء المجتمع وتطويره وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية والدستور .
م‌) تعزيز حرية الرأي في المحاضرات والندوات ، والمطالبة بمزيد من الحرية في الصحافة وسائر وسائل الإعلام، وإتاحة الفرصة المتكافئة والعادلة لجميع التيارات للتعبير عن نفسها في جميع وسائل الإعلام ، والمساهمة في زيادة وتنويع قنوات التعبير عن الرأي ، فإن جميع ذلك من لوازم الإصلاح .

س2 : هل ستكون أنت من ضمن المجلس المنتخب أو النيابي ؟ المرسل ( حسينية جرداب )

ج2 : إذا أطال الله تعالى في عمري ، ورأيت تلك اللحظة السعيدة التي تمنيتها لوطني ، وجاهدت من أجلها ، فإن قرار ترشيح نفسي يتوقف على تقدير فريق العمل ، ثم يترك للناس حق الانتخاب ، والله يرعى البحرين .

س3 : سماحة الأستاذ الفاضل : لماذا سعيتم نحو إطار جامع للطائفة في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى الحركات الإسلامية ؟ ألم يسع الوطنيون لتجمع لهم على أساس الفكر ، فلماذا نحن على أساس الطائفة ؟ لقد أرعبتمونا وأرعبتم إخواننا السنة ذوي الاتجاه الإسلامي من خطوتكم هذه ، وهل من الممكن إعادة النظر في طلبكم المنفرد باتجاه طلب إسلامي ؟ المرسل ( عادل عباس )

ج3 : الإجابة على هذا السؤال يقع في عدة نقاط :

أ‌) الإجابة على السؤال رقم (1) من القسم الأول مفيدة جدا في الإجابة على هذا السؤال ، فأرجو الرجوع إليه .

ب‌) سعينا نحو إنشاء إطار جامع للطائفة للأسباب التالية :-
– لأن في الاجتماع قوة ونجاح ، وفي التفرق ضعف وفشل .
– ولأن هذا التجمع ليس ضد أحد ، وليس لمصلحة طائفة دون غيرها ، وإنما هو لمصلحة جميع المواطنين دون تمييز .
– ولأن هذا حق يقره الدستور وميثاق العمل الوطني وجميع المواثيق الدولية .
– ولأن فيه اعتراف للمواطن بحقه في الاحتفاظ بهويته والتعبير عنها ، والمساهمة في العمل الوطني من خلالها ، وأنه لا تعارض بين الهوية والعمل الوطني المشترك مما يحفظ للمواطن كرامته وثقته بنفسه . وهذا جزء من بناء المواطن الصالح المخلص لوطنه ودينه ، ويشعره براحة الضمير في عمله الوطني.

ت‌) : إن إنشاء جمعية أو حزب على أساس رؤية فكرية إسلامية مذهبية لا يمثل سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى الحركات الإسلامية – على حد تعبير السائل – فالسائد من الجمعيات والأحزاب الإسلامية هو هذا كما هو الحال مثلا في حركة الأخوان المسلمين وحزب الله ، وأن المهم ليس هوية الجمعية أو الحزب وإنما المهم هو الدور لذي يقوم به في الساحة ، هل هو دور طائفي أم لمصلحة جميع المواطنين ؟

ث‌) : إن الإسلام والمذاهب الإسلامية هي أفكار ورؤى وليست انتماء مغلقا ، وأعجب من السائل إذ يقول : ألم يسع الوطنيون لتجمع لهم على أساس الفكر؟ فلماذا نحن على أساس الطائفة ؟ فهل العلمانية فكر والإسلام ليس كذلك ؟! أم أن المذاهب الإسلامية ليست كذلك ؟! إن المذهبية موجودة حتى في المدارس العلمانية : فاللينينية مذهب ، والماوية مذهب ، والجبهة الشعبية وجبهة التحرير في البحرين كل منهم ينتمي لأحد المذهبين ، وقد أصرت جبهة التحرير أن تعبر عن نفسها بصورة مستقلة في جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي ، وقل نفس الشيء عن البعثية والناصرية .. إلخ . أضف إلى ذلك أن مذهب أهل البيت (ع) يمثل مدرسة إسلامية عريقة لا تقل شأنا عن مدرسة الخلفاء (رض) ، وإن التعبير عن الرؤية اليوم لا ينفصل بأي حال من الأحوال عن الواقع المذهبي ، فنحن إما أن نقبل بإعطاء الفرصة للإسلام للتمثيل في الساحة فنقبل تمثيل المذاهب ، أو نزيحه عن الساحة ونتركها للعلمانية بغير منافس !! وهذا لا يعني أبدا عدم إمكانية عمل إسلامي مشترك بل هو مطلوب حقا وواقعا ، وإنما المقصود أن العمل من خلال رؤية مذهبية ليس شيئا شاذا ولا يعني أبدا الوقوع في المذهبية السياسية البغيضة التي تعمل لمصلحة طائفة أو جماعة على طائفة أخرى أو جماعة أخرى .

ج‌) : لماذا الرعب من تأسيس جمعية تعمل بمنظور إسلامي وفق مدرسة أهل البيت (ع) ، هل وجدتم أن مدرسة أهل البيت (ع) تحث على ظلم الآخرين حتى يدخل الرعب في قلوبكم من جراء تأسيس جمعية تعمل وفق مدرسة أهل البيت (ع) ، أم وجدتم – وهو الحق – أنهم يأمرون بما أمرهم الله به في كتابه وهو العدل مع جميع الناس . إن الجمعيات والأحزاب التي تعمل بمنظور إسلامي وفق مدرسة الخلفاء (رض) منتشرة في مشارق الأرض ومغاربها ولم يتهمها أحد بالطائفية لذلك ، وإذا مارس بعضها الطائفية السياسية فإن المسئول عن ذلك هم القائمون على الجمعية أو الحزب وليس المدرسة نفسها ، وبالتالي فإن اتهام جمعية بالطائفية لمجرد أنها تتبنى مدرسة أهل البيت (ع) وبدون النظر إلى دورها في الساحة هو ظلم بين لكل ذي عقل وضمير ، وكأن لسان حال هذا القائل : أن الفرصة متاحة لكل اتجاه وتيار للتعبير عن نفسه إلا أتباع مدرسة أهل البيت (ع) ، وإن الظلم الواقع عليهم طوال التاريخ يجب أن يبقى إلى الأبد وفي كل مكان ، وليس هذا إلا تكريس للطائفية السياسية الموجهة ضدهم .

ح‌) : إن باب الجمعية مفتوح لكل مواطن يؤمن بأهداف ومبادئ الجمعية ولديه الاستعداد للالتزام بنظامها الأساسي ولوائحها الداخلية والتي هي جميعها بعيدة كل البعد عن الطائفية السياسية وتعبر عن الدور المرتقب للجمعية ، أما الطلب من المؤسسين التخلي عن الهوية الفكرية للجمعية المستمدة من مدرسة أهل البيت (ع) أو الإيحاء بأن مجرد الالتزام بمدرسة أهل البيت هو تعبير عن الطائفية السياسية ، فهو ظلم بين وشاذ عن جميع القواعد والأصول وعن السائد على الساحة الإسلامية والعالمية ؛ فنرجو التوقف عنه وإنصاف الحقيقة والاعتراف لكل المواطنين بحقوقهم بدون تمييز .

س4 : سيدي الفاضل ، بالرغم مما يقال عن ميثاق وحرية وما شابه فما زالت الأمور العملية كما هي خاصة ذات الارتباط مع وزارتي الداخلية والعدل فما هي السبل التي يجب أن تكون حتى تروض هاتين الوزارتين للعمل لصالح الأمة ؟

ج4 : نعم ، لازال بعض التمييز قائم بين المواطنين في التوظيف ، ولازالت الأبواب مغلقة أمامهم في وزارتي الدفاع والداخلية ، ولم يعاد بعض المفصولين من الوزارتين أثناء الأحداث إلى وظائفهم رغم وعد المسئولين بإعادتهم ، وهذا يمثل شرخا في الوحدة الوطنية ، والتمييز المذكور يعرفه الجميع ويقره بعض المسئولين ، وإن ثقتنا الكبيرة بسمو الأمير – حفظه الله تعالى – بأن يضع الأمور في نصابها ، وهو حريص كل الحرص على الوحدة الوطنية وعدم التمييز بين أبناء شعبه ، وأعتقد أنه يحتاج لبعض الوقت لإصلاح الوضع . ومن جهة ثانية فإنني أرى بأن سمو الأمير – حفظه الله تعالى – قد خطى خطوات كبيرة في إنجاز حركته الإصلاحية والاقتراب أكثر فأكثر من قلوب أبناء شعبه ، وهنا أذكر بأن الإنسان العادي لا يلمس الإصلاحات السياسية البحتة ، وإنما يلمس ما يصل إليه منها يوميا على مستوى شعوره بالأمن النفسي والخارجي ، وتقديم الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والإسكان ، وتحسين مستوى المعيشة وعدم التمييز ، هذه هي الأمور التي ينبغي لنا التركيز عليها لنكسب تأييد الإنسان العادي أو الشارع العام الذي يرتبط بتأييده شمولية الإصلاح وتعزيز الأمن والاستقرار السياسي وبالتالي النمو والازدهار في البلاد

س5 : هل يوجد في الأفق أطروحة للقضاء على نشر الموبقات في البلاد كالخمر والنساء وغيرها ؟ مع خالص تقديرنا واحترامنا لشخصكم الكريم (المرسل : محمد شكري الجماصي)

ج5 : لقد سمعت من أعلى القيادات السياسية والتنفيذية في البلاد حرصهم على دين وأخلاق المواطنين وسمعة البلاد ، وأنهم ينشدون السياحة النظيفة . وأن المطلوب منا أن نفكر بإيجابية لخلق مشروعات استثمارية في قطاع السياحة وغيره تعود بمردودات مجزية لا تشارك في خلق فرص عمل فحسب ، وإنما تساهم بحق في تحسين مستوى المعيشة . وهذا ما ننشده جميعا ونسعى إليه ، ولن نكتفي بالعمل السلبي وهو النقد دون العمل الإيجابي وهو التفكير في التنمية على أسس علمية صحيحة وواقعية .

س6 : قرأنا إجابتك في السابق بخصوص المصالحة مع التيارات الإسلامية ، فما هو الجديد في هذا الموضوع بخصوص المصالحة مع الجبهة وكما قلت في السابق فإنها ممكنة .. هل من جديد ؟ وبخصوص المصالحة مع الشيخ سليمان فقد أجبت في الماضي بأنها ليست ممكنة في ذلك الوقت أي قبل أحداث جدحفص ، هل من جديد في الموضوع بعد أحداث جدحفص ؟

ج6 : لم تكن هناك خصومة سابقة مع الجبهة الإسلامية وإنما اختلاف في وجهات النظر ، وإن للجبهة تمثيل قوي في جمعية الوفاق الوطني الإسلامية ، أما بخصوص فضيلة الشيخ سليمان المدني ، فإني أعتقد بان الأمور في تحسن ، وأن الجميع متفق عمليا على تهدئة الأوضاع وعدم السماح لها بالتطور ، وإذا وجدنا من يرغب من مؤيدي الشيخ بالانضمام إلى جمعية الوفاق الوطني الإسلامية فلن يكون هناك مانع ، ويوجد من بين العلماء من يسعى لتقريب وجهات النظر وتقريب المواقف ، ولا يوجد أحد يعتقد بأن الاختلاف نافع أو يخدم المصلحة العامة للوطن ، وقد قمنا بزيارة لفضيلة الشيخ أحمد العصفور وآخرين ، ولن نتردد في القيام بأي خطوة تخدم المصلحة الإسلامية والوطنية العامة إذا رأينا أنها كذلك وأن الظروف مهيأة إليها .

س7 : نحن عانينا من الطائفية كثيرا في البحرين ، لماذا لا تسعون إلى تأسيس جمعية إسلامية تجمع بين الشيعة والسنة وهي أفضل تجمع لمواجهة الطائفية البغيضة ؟ ويكون أهم أهدافها مواجهة الطائفية وتثقيف المجتمع ضد الطائفية ؟

ج7 : أتفق مع السائل على أن تأسيس تجمع بين الشيعة والسنة هو أفضل وسيلة لمواجهة الطائفية البغيضة المدمرة ، ولكنه اليوم مجرد حلم وفوق الواقع ، ونحتاج لجهود مكثفة لتحقيقه ، وهذا جانب من جهود القائمين على التقريب بين المذاهب ، وما ذكرته هنا لا يتناقض مع ما قلته من إجابات سابقة حول الطائفية ، فمن حق كل تيار أن يعبر عن نفسه وتكون له مؤسساته الخاصة به وبرامجه التي تعبر عن رؤيته في خدمة العمل الوطني والمشاركة في التنمية الشاملة وحل القضايا والمشاكل التي تعترض الوطن والمواطنين وهنا أخلص إلى النتيجة التالية:
لا مانع أن تكون لكل تيار إسلامي مؤسساته الخاصة به ، ثم توجد مؤسسات مشتركة ، وعلى الصعيد العملي فلكل التيارات مؤسساتها ولا اعتراض ، ولما حاول التيار الإسلامي الشيعي تكوين مؤسسة خاصة به ارتفعت عقيرة البعض تتهم المؤسسين ظلما بالطائفية السياسية ، ولو استجاب التيار لهذه النداءات غير العادلة لترك فراغا كبيرا في ساحة العمل الوطني وذلك لعدم وجود المؤسسة التي تعبر عن مدرسة أهل البيت (ع) والتيار الذي يمثلها في ساحة العمل الوطني . إنني أنشد ذلك الحلم الجميل وهو إيجاد مؤسسة إسلامية مشتركة تكون أهم أهدافها مواجهة الطائفية السياسية ، ولأن هذا الحلم فوق الواقع اليوم ، فإن المطلوب هو تكوين المؤسسات الخاصة لكل تيار إسلامي ثم تنسيق العمل فيما بينها ، كبديل عن المؤسسة المشتركة حتى يحين وقتها ويصبح الحلم واقعا . وقد تقدمنا فعلا بتصور مكتوب إلى الأخوة في جمعية الإصلاح حول تنسيق العمل أثنوا عليه كثيرا ، ولكن الواقع الذي نعاني منه اليوم ويضغط علينا بثقله كالكابوس لم يستجب بالقدر الكافي حتى لهذا المستوى من العمل الإسلامي المنشود ، فكيف يستجيب لما هو فوقه بدرجات والله ولي الباقيات الصالحات .

س8 : يتهم التيار الإسلامي بأنه يتعامل مع الناس وكأنهم قصر بحاجة إلى وصاية كما كانت تعاملهم الحكومة ، ولا يتعامل معهم على أنهم شعب مثقف يعي لقضاياه ، ما هو الفرق بين الوصاية والقيادة ؟ وهل شعب البحرين يحتاج إلى وصاية ؟

ج8 : الإسلام بعيد كل البعد عن فكرة الوصاية على الناس ، فهو يؤكد على التبليغ ، ثم يترك للناس الاختيار بدون إكراه على أن يتحملوا مسئولية الاختيار، ولم يعط حتى الرسول الأعظم (ص) حق الوصاية على الناس ، فتكليفه بحسب النص القرآني ينحصر في التبليغ ، وينفي عنه حق الوصاية ، وقد تكرر ذلك كثيرا في القرآن الكريم . ومن جهة ثانية فإن القرآن الكريم يؤكد على المسئولية الشخصية لكل مسلم تجاه الشأن العام ولا أحد يتحمل عنه مسئوليته ، وأنه يحاسب كفرد عن ذلك ولا يحاسب عنه غيره ، وهذا يتنافى مع فكرة الوصاية . أما الفرق بين القيادة والوصاية فإن القيادة تتطلب اتخاذ القرار من خلال المشورة ، والإرشاد والتوجيه بدون إكراه أو إلغاء لفكر أو إرادة ودور الأفراد ، أما الوصاية فتقوم على إلغاء فكر وإرادة ودور الأفراد ، واتخاذ القرارات بدون مشورة أصحاب الشأن أو الذين يعنيهم الأمر. وقد أوضحت الكثير من تفاصيل هذا الموضوع في خطب يوم الجمعة فعلى السائل الرجوع إليها إذا أراد .

س9 : كيف ستكون مشاركة المرأة في التيار الإسلامي في المرحلة المقبلة وهي لازالت تعاني إضافة إلى الوصاية التي يعانيها الرجل من وصاية الزوج ووصاية الأب ؟ ولازال البعض يحمل أفكار الجاهلية ويرى اسم المرأة عورة وصوت المرأة عورة ، وجميع المحاضرات والاحتفالات النسائية في هذه المواضيع ( الحجاب ، الاختلاط ، المرأة وسياقة السيارة ) – كيف ترون مشاركة المرأة في المرحلة المقبلة ؟

ج9 : لا داعي للتحامل كثيرا على التيار الإسلامي ، وأرى بأن التيار الإسلامي في البحرين بشقيه الشيعي والسني يغلب عليه الاعتدال والوسطية ، وقد حسم أمره لصالح مشاركة المرأة في الحياة العامة والانتخابية على مستوى الترشيح والانتخاب ، ومن المفترض تشجيعه والثناء على مواقفه بدلا من القدح فيه والنيل منه ، ويؤسفني اتجاه البعض الذي لا يرى فرصة لكسب موقع سياسي للتيار العلماني إلا بالنيل والخدش في التيار الإسلامي الذي يمثل غالبية الشعب البحريني ، فبدلا من كسب ود هذا التيار على أسس واقعية تخدم المصلحة الوطنية والعمل الوطني المشترك ، يُستعدى هذا التيار ، وهو أمر لا يصب في المصلحة الوطنية ومسيرة العمل الوطني المشترك . إني أرى تقدما في الطرح الإسلامي ، وتقبله للرأي والطرف الآخر أكثر من غيره على صعيد النظرية والتطبيق في البحرين ، وأرى بأن فرصة المرأة للفوز بمقاعد في البرلمان سوف تكون من خلال التيار الإسلامي أكثر من غيره ، ولنرى ماذا تقول لنا التجربة على أرض الواقع بدلا من الكلام الفارغ . إنني أؤكد على الوحدة الوطنية على أساس التنوع والاختلاف ( التعددية ) وأؤكد بأن المصلحة الوطنية والعمل الوطني المشترك تكمن في أن تقف جميع التيارات والقوى السياسية إلى صف بعضها دعما ومساندة ، وأنه لا مصلحة في إضعاف أي تيار من التيارات السياسية العاملة في الساحة الوطنية ، وأن مواقف التيار الإسلامي في البحرين بشقيه الشيعي والسني في التنسيق والعمل المشترك مشرفة وينبغي الدعم والمحافظة على ذلك وليس التضحية بها من أجل مصالح ضيقة يرى أصحابها بأنهم لن يظفروا بها في ظل المنافسة الشريفة ، ولن يظفروا بها في ظل المنافسة غير الشريفة ، بل خسارتهم سوف تكون أكبر وأكبر ، فضلا عن الخسارة في المصلحة الوطنية والعمل الوطني المشترك . إن الإسلام لم يعط المرأة حق المشاركة في الشأن العام فحسب ، بل فرض عليها ذلك ، وأعيد وأكرر بأن فرصة المرأة للفوز بمقاعد في البرلمان سوف تكون من خلال التيار الإسلامي أكثر من غيره ، وتفاصيل رأينا في دور المرأة تجدونه في خطب يوم الجمعة التي أتمنى على السائل مراجعتها .

س10 : ما هو موقفكم من عملية التجنيس ، ونحن نرى آلاف المرتزقة يحصلون على الجنسية يوميا ، وهل رفعتم هذه القضية إلى سمو الأمير ، وإذا كان الجواب بنعم فما هو رد سموه ؟

ج10 : لقد سبق وأن أوضحت رأيي وموقفي من عملية التجنيس ، وأرى بأن لعملية التجنيس آثارا سلبية خطيرة وشاملة ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وأمنيا ، وهناك قلق عام لدى الشارع البحريني والتيارات والقوى السياسية في البحرين من ذلك ، وأستثني تجنيس من يعرفون بـ (بدون) الذين لازال بعضهم لم يحصل على حق وشرف الجنسية البحرينية ، ورغم المطالبة الشعبية بتجنيسهم لأنهم جزء من الشعب البحريني ويستحقون الجنسية ، وقد وعدت القيادة السياسية بحل مشكلتهم كلية مع نهاية شهر ديسمبر من هذا العام ، وهذا أملنا . وأرى بأن موضوع التجنيس لخطورته وتأثيراته على كافة المواطنين يستحق أن يكون جزءا من العمل الوطني التنسيقي المشترك بين كافة القوى والتيارات السياسية العاملة في البلاد ، وقد اتخذت خطوات بهذا الصدد إلا أنها غير كافية وغير منتجة حتى الآن ، وأرى وجوب زيادتها وتكثيفها نظرا لأهمية وخطورة الموضوع على الوطن والمواطنين .

س11 : هل تعتقدون أن الحكومة جادة فعلا في إيجاد حل للعاطلين ، لأن كل ما تقوم به الحكومة هو مجرد إضاعة وقت وليس حلا جذريا للمشكلة ، حسب تصريحات وزير العمل هناك 50ألف من الفري فيزا ، وحسب بيانات المعارضة هناك 200ألف عامل أجنبي على أقل تقدير ، ومجموع العاطلين من أبناء البلد لا يتجاوز 25ألفا ، فالمشكلة تحتاج إلى قرار سياسي جريء ، فهل تعتقدون بأن الحكومة ستعالج القضية ؟ أم ستظل تماطل لتلقي بها على كاهل البرلمان المنتخب المزعوم إقامته في 2004م ؟ (المرسل : الأصيل)

ج11 : الكل يدرك خطورة مشكلة البطالة على أمن واستقرار البلاد ومستقبل الحركة الإصلاحية المباركة بقيادة سمو الأمير – حفظه الله تعالى – ، وكما ذكرت سابقا بأن الإنسان العادي لا يدرك قيمة الإصلاحات السياسية إلا من خلال ما يصله على مستوى المنفعة في حياته اليومية من أمن وصحة وتعليم ومسكن ومأكل وملبس وعدم تمييز .. إلخ ، لذا فإن القيادة السياسية ليس في وسعها إلا أن تهتم جديا بحل المشكلة ، وحل المشكلة يحتاج إلى جانب التخطيط إلى قرار سياسي شجاع يرتفع فوق الماضي ، ويفتح الأبواب المغلقة أمام كافة المواطنين في كافة مؤسسات الدولة ، وتفعيل شعار دولة القانون في جميع مناحي الحياة وعلى جميع الأشخاص ، وأرى بأن القيادة السياسية مؤهلة لاتخاذ هذا القرار ومتوقع منها في أي لحظة ، لاسيما إذا أخذنا بعين الاعتبار التطورات الحالية على الساحة الدولية ودلالاتها وتأثيراتها على الساحة الوطنية والأمن الوطني .

س12 : هل تجدون الإسلاميين غير قادرين على تحمل الصعاب أو ما شابه ذلك في المرحلة القادمة ولذلك تنسقون مع اليساريين ؟ وما هو نظرة ديننا الإسلام في التنسيق معهم ؟

ج12 : التنسيق مع اليساريين وغيرهم من القوى السياسية في ميدان العمل الوطني ليس وليد شعور بعدم قدرة الإسلاميين على تحمل الصعاب أو المسئولية في العمل ، وإنما هو وليد وعي بمتطلبات العمل الوطني الناجح ، ولمصلحة الإسلام ، وهو تنسيق من أجل الخير ، والتيار الإسلامي لا يستطيع أن يتخذ أي خطوة بدون موافقة العلماء الأخيار ، وهم كثير في التيار ، وهذا لا يمنع وجود وجهة نظر مخالفة نحترمها ونقدر أصحابها ، غير أنه لا يمكن العمل بوجهات النظر جميعا ولو تمسكنا بذلك لتوقف العمل كليا ، والمطلوب أن نحسن إدارة خلافاتنا الفكرية والفقهية بعيدا عن الصراع على الأرض .

كنت اقترحت الفكرة على الدكتور منصور الجمري ، ولا أرى بأسا من تكرار الاقتراح هذا وهو :

س13 : هل لديكم نية لكتابة مذكراتكم حول فترة التسعينات بكل التفاصيل التي يطلع عليها رجل سياسي مثلكم ، والاحتفاظ بها إلى أن يأتي وقت يكون نشرها ممكنا للعامة ، بحيث نستفيد من تجاربكم في فهم تاريخنا السياسي المعاصر في البحرين ؟ (المرسل : الوالي )

ج13 : التاريخ ذاكرة الشعوب ، والشعوب لا تستطيع أن تعمل بدون ذاكرة ، وتوثيق المرحلة السابقة في غاية الأهمية ، وقد شجعت على ذلك ، وهناك نسبة كبيرة من التوثيق للمرحلة السابقة ، إلا أنها غير كافية ، وهناك فراغ كبير ينبغي ملؤه لاسيما تجارب السجناء والنشطاء من الداخل ، وليس في نيتي كتابة مذكرات خاصة ، إنما أرى أهمية توثيق بعض الحقائق ، ولم أجد فرصة لكتابتها ، أرى من الأهمية بمكان أن يتبنى بعض الأفراد تسجيل التجارب قبل أن تمحيها الأيام من الذاكرة .

س14 : لماذا لا تقام ندوات مشتركة بينكم وبين أعضاء من جبهة التحرير الإسلامية لتقريب وجهات النظر ولتوحيد الصف الشيعي ؟

ج14 : أرى بأن المطلوب ليس إقامة ندوات مشتركة مع أعضاء من جبهة التحرير الإسلامية ، وإنما المطلوب هو التواصل والحوار الداخلي لأن الجبهة واحدة منا وفينا وليست غريبة عنا ، أو بتعبير آخر : هي جزء منا وينبغي أن نعرف كيف ننظر ونتعامل مع بعضنا البعض .

وفي الختام أشكر أسرة منتديات البحرين على هذه الفرصة التي أتاحتها لي للحوار مع أحبتي وإخواني ، وأعتذر عن التأخير النسبي للإجابة على الأسئلة ، وعن العجلة في الإجابة ، ورغم أن بعض الإجابات جاءت طويلة إلا أنها جميعا كتبت على عجل ، ومجرد مسودات ، وبدون مراجعة سلمت لطباعتها وذلك لضيق الوقت.
أكرر شكري واعتذاري ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أخوكم .
عبدالوهاب حسين

في الختام لا يسعنا إلا أن نشكر ضيفنا الكريم الأستاذ الفاضل عبدالوهاب حسين إسماعيل . وفقكم الله وسدد خطاكم .

مع تحيات أسرة منتديات البحرين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى