حالات خطرة يجب الالتفات إليها
الحالة الأولى: أن تداعيات ضعف الأداء لدى المعارضة والأخطاء المنهجية التي وقعت فيها، أدى إلى تشكيك الجمهور في مصداقية المعارضة، وهذه حالة خطيرة جدا يجب أن تلتفت لها المعارضة، ففي الاعتصام أو الاجتماع الذي دعت له المعارضة يوم الأحد الماضي أمام دار الحكومة، حيث كان الحضور ضعيفا وهذا يدل على أن المعارضة فقدت الكثير من قواعدها، والأمر الآخر كشف لنا أن هناك تشكيك في مصداقية المعارضة لدى الجمهور، ينقل عن بعض الذين لم يحضروا هذا الاعتصام، أنه سؤل أحدهم: لماذا لم تحضر هذا الاعتصام ؟ فأجاب كنت حريصا على حضور كل المسيرات وكل التجمعات والاعتصامات، ولكن لا أعلم ماذا تريد المعارضة أن تحققه على ظهورنا من وراء هذه المسيرة ؟! وجدت في المعارضة بأن لها غرضا معينا وتريد أن تستغلنا، وتركب على ظهورنا في تحقيق أهدافها الخاصة بها، وهذا تشكيك في مصداقية المعارضة.
أنا تقديري الشخصي بأن المعارضة ولا سيما رموزها لديهم مصداقية وحسن نوايا، ولكن فليحذروا فإن من تداعيات أخطاءهم المنهجية، وضعف أدائهم التشكيك في مصداقيتهم، فقد أنتقل الجمهور من تقييم الأداء ومنهجية العمل إلى التشكيك في المصداقية، وهذه حالة خطيرة جدا، وعليهم أن يتداركوا الأمر، فهم أمام حالة خطرة حقيقية لا تهددهم كأشخاص، وإنما تهدد مستقبل العمل الوطني والمسيرة الوطنية.
الحالة الثانية : هذه تهم الحكومة وتهم المعارضة في نفس الوقت، وهي أن ابتعاد الجماهير أو ضعف العلاقة بين الجمهور وبين المعارضة لا يعني أبدا أن الجمهور تنازل عن مطالبه الأساسية، فالجمهور مازال متشبثا بمطالبه الأساسية، وأن ضعف أداء المعارضة، وتلكأ الحكومة وعدم جديتها في حل الملفات والمشاكل الساخنة، دفع الجمهور إلى مزيد من التصعيد، فإن ضعف ارتباطهم بالمعارضة، ليس رفضا منهم للمعارضة، وإنما لأن المعارضة لم تصل إلى مستوى طموحاتهم، ولأن المعارضة وقعت في أخطاء منهجية في علاقتها مع الجمهور، فالجمهور مازال متشبثا بمطالبه، ويريد أن يحققها، فلا المعارضة حققت له ما يريد، ولا الحكومة حققت له ما يريد، وهو يصعَد، وهذا ينذر بحالة انفلات.
خطبة الجمعة
7 / ربيع الأول /1424هـ – الموافق 9 / 5 / 2003 م
مسجد الشيخ خلف في قرية النويدرات