هل يجوز أن نختصر الأمة في شخص أو عدة أشخاص؟

هناك سؤال مهم جدا جدا و هو : هل يجوز أن نختصر الأمة في شخص أو في عدة أشخاص ؟ فمهما كانت إمكانية و كفاءة ذلك الشخص أو أولئك الأشخاص، سواء كان واحدا أو عشرة، هل يجوز أن نختصر الأمة في أولئك الأشخاص ؟ بحيث يفكرون نيابة عن الأمة، و أن الأمة فقط تنفذ أوامر ذلك الشخص أو الأشخاص ؟!

طبعا لا.. ثم لا.. ثم لا. فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن تُختصر الأمة في شخص أو في مجموعة من الأشخاص بحيث يفكرون نيابة عن الأمة. هذا مقتل.. هذا مقتل.. هذا مقتل.. و يعني ذلك أننا قتلنا الأمة و أغلقنا عليها أبواب التقدم و التطور و المنافسة في الحياة، فعلى الأمة أن تفكر، و على الأمة أن تبادر، و دور القيادة هو الإرشاد و التوجيه، و على الأمة أن تطيع القيادة عندما تصدر أمرا حاسما، فليس على القيادة أن تصدر الأوامر و على الأمة أن تنفذ تنفيذا أعمى، فتوجيهات و إرشادات القيادات يجب أن تكون موضع مناقشة…

نعم، هناك بعض الأمور قد لا تعيها القاعدة و تعيها القيادة، فحينما تعطي القيادة توجيها معينا و يكون هذا التوجيه غير مستوعب للأمة، و للأمة تجربة إيجابية مع القيادة في مواقفها تطيعها لكن لا تغفل عن المراقبة، و المناقشة، و النقد،،، فالمطلوب من الأمة أن تبادر فيما تراه مناسبا، على أن تكون هذه المبادرات في ضوء الخطوط العريضة و المبادئ العامة التي تضعها القيادة و الأمة معا …

خطبة الجمعة
27 / 4 / 2001 م
مسجد الشيخ خلف في قرية النويدرات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى