حسين مني وأنا من حسين
بسم الله الرحمن الرحيم
روى الترمذي في صحيحه وابن ماجه في صحيحه أيضا عن الرسول الأعظم (ص) أنه قال: «حسينٌ مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط». وروى البخاري في صحيحه، والحاكم في المستدرك، والتقي الهندي في كنز العمال، الحديث باختلاف يسير في بعض الألفاظ كقوله: «حسين مني وأنا منه»، أو ورد «حسين سبط من الأسباط»، أو «الحسن والحسين سبطان من الأسباط». هذا الحديث فيه من القراءة الأولية دلائل على مدى التلاحم والمحبة بين الرسول الأعظم (ص) والحسين (ع). ولكن هناك معنى أعمق في هذا الحديث يدل عليه قوله (ص): «وأنا من حسين». الذي يُفهم من الحديث «حسين مني»: حسين ولدي، حسين بضعة مني، ولكن ماذا نفهم من قوله (ص): «وأنا منه»؟ الذي يُفهم من «وأنا منه»، «وأنا من حسين» أن دعوة الحسين ودعوة الرسول (ص) دعوة واحدة، إن رسالة الحسين ورسالة الرسول رسالة واحدة، يدل على هذا المعنى الأحاديث التي وردت فيها هذه اللفظة مثل حديث الرسول (ص) للإمام علي (ع): «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»، فمنزلة الإمام علي (ع) من رسول الله (ص) في التبليغ عن الله تماما كمنزلة هارون من موسى، فهارون وزير موسى ومبلغ عن الله، إلا أن الحديث وضع فارقا واحدا بين هارون والإمام علي بن أبي طالب «إلا أنه لا نبي بعدي»، فمكانة الإمام علي من رسول الله (ص) في التبليغ عن الله تماما كمكانة هارون من موسى (ع)، إلا أن علي بن أبي طالب ليس بنبي.
وفي حجة الوداع أيضا روى الترمذي نفسه والإمام أحمد وغيرهم من أئمة الحديث، رُوِي هذا الحديث عن الرسول (ص)، وهو يخاطب عليا (ع): «علي مني وأنا من علي لا يؤدي عني إلا أنا أو أنت». «علي مني» فيها هذا المعنى الذي أشار إلى منزلة الإمام علي (ع) من رسول الله (ص). «وهو منه» أي أن دعوة علي بن أبي طالب من دعوة رسول (ص)، وأن الإمام علي يؤدي عن الله عز وجل ويبلغ بواسطة الرسول الأعظم (ص)، فالإمام علي ليس بنبي ولا يوحى إليه ولكنه في منزلة يؤدي عن الله عز وجل.
وفي ضوء هذا نفهم آية التطهير (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)[1]، فالإمام (ع) وأهل البيت (ع) ليسوا بأنبياء ولا يوحى إليهم، ولكنهم مطهرون من كل رجس ومعصومون، وهم يبلغون عن الله عز وجل بواسطة الرسول الأعظم (ص). نجد هذا المعنى بوضوح في آية أولي الأمر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)[2]، قال: (أَطِيعُواْ اللّهَ)، ثم قال: )وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ)، فهناك إطاعة لله عز وجل متمثلة عن طريق القرآن الكريم، وهناك إطاعة للرسول (ص) في بيان وتوضيح التفاصيل التي اشتمل عليها القرآن الكريم. هناك أشياء مجملة في القرآن الرسول (ص) بيّنها في الحديث.
القرآن قال “أقيموا الصلاة” ولكن كيف نصلي؟ الرسول يبيّن لنا كيفية الصلاة. (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ)[3]، الله سبحانه وتعالى فرض علينا الصيام في القرآن، كيف نصوم؟ بيّنه الرسول. كذلك الحج وكذلك الكثير من الأحكام الشرعية، نجد الحكم بصورة مجملة في القرآن، ونجده بصورة مفصلة في الحديث الشريف. قال تعالى: (أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)، ولم يقل: “وأطيعوا أولي الأمر منكم”، لماذا؟ لأن إطاعة أولي الأمر من إطاعة الرسول، يؤدون عن رسول الله (ص)، أو نقول يؤدون عن الله بواسطة الرسول (ص)، فالإمام لا يأتي بحكم جديد ولا ينسخ حكما سابقا، وإنما يؤدي ما بلّغه الله عز وجل إلى الرسول (ص).
فالرسول الأعظم (ص) حينما يقول: «حسين مني وأنا من حسين»، فمعناه الأولي التأكيد على التلاحم والمحبة بين الرسول الأعظم (ص) والإمام الحسين (ع). وهناك معنى أعمق هو أن دعوة الحسين ودعوة الرسول دعوة واحدة، هذا المعنى يصب في النقطة التي أثرتها في مناسبة سابقة وهي الفرق الرئيسي بين الشيعة وبقية الفرق الإسلامية. البعض يفهم أن الفرق: مَنْ يحكم بعد الرسول؛ هل هو الإمام علي (ع) أم أبي بكر؟ وقلنا بأن هذا الفهم غير صحيح، وإنما الفرق بين الشيعة وبقية الفرق الإسلامية هو: ممّن نأخذ الإسلام بعد الرسول (ص). الشيعة يقولون بعد الرسول نأخذ الإسلام من القرآن ومن أهل البيت (ع).
هذا ما يؤيده حديث الثقلين: «إني مُخَلِّفٌ فيكم الثقلين؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي، لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض». وفي حديث آخر للرسول (ص): «… لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما»، فالتمسك بالقرآن وبأهل البيت عصمة من الضلال. الفرق الرئيسي بين الشيعة وبين بقية الفرق الإسلامية ليس حول من يحكم بعد رسول الله؛ لأن هذه مسألة زائلة، وإنما ممن نأخذ الإسلام بعد الرسول الأعظم (ص).
وبناء على هذا الفهم ننتقل إلى أهداف ثورة الحسين (ع)، فهناك هدفان رئيسيان لثورة الإمام الحسين (ع):
الهدف الأول:
هدف سياسي إصلاحي، بمعنى أن الإمام الحسين في ثورته المباركة أراد أن يقوم بعمل إصلاحي للدولة الإسلامية يتناسب مع عهده (ع)، فالإمام الحسين أراد بثورته أن يقوم بعمل إصلاحي في الدولة الإسلامية. هذا ما يتناسب مع الظروف السياسية القائمة على الأمر (ما خرجتُ أشرا ولا بطرا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر).
الهدف الثاني:
هو هدف أسمى وأكبر من هذا الهدف ـ الأول ـ وهو الهدف الرسالي المتمثل في دعوة الأمة والرجوع إلى أهل البيت (ع) لأخذ الإسلام، فالإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين أعطوا الفرصة الكافية لخط الخلفاء وما نتج في هذا الخط.
على أن هذا الخط بدأه الخليفة الأول، ثم الخليفة الثاني، ثم الخليفة الثالث، ثم وصول معاوية بعد ذلك. والآن كانت النتيجة أن الإمام الحسين (ع) في عهد يزيد قام بثورته لتنبيه الأمة إلى ضرورة وجود أهل البيت لأخذ الإسلام منهم، بعد ملاحظة ما انتهى إليه الخلفاء من إقرار وإيصال أمثال يزيد بن معاوية.
ولهذا نجد بأن الأئمة بعد الحسين ركزوا على أمرين:
الأمر الأول التركيز على ثورة الإمام الحسين (ع) لإقامة الحجة على الأمة ثم التبليغ للإسلام، ولذلك الإمام السجاد والباقر والصادق إلى الإمام المهدي (ع) ركزوا على التبليغ الإسلامي تبليغ العقائد والأحكام والأحاديث والمفاهيم الإسلامية، وأكدوا على ثورة الإمام الحسين (ع) وإقامة المأتم على الإمام الحسين لإقامة الحجة.
ماذا نعني بالموكب الحسيني؟
ونحن في هذه الأيام سوف نستقبل عاشوراء، وأرغب في إعطاء التعريف لهذا الموكب الحسيني، ماذا نعني بالموكب الحسيني؟ أرجو التأمل كثيرا في هذا التعريف:
الموكب الحسيني هو حركة الأمة التاريخية لقيادة بقيادة المعصوم أو نائبه لتحقيق ثورة الإمام الحسين (ع). ويتضمن الموكب ثلاثة محاور محرِكة للأمة وهي: (المنبر الحسيني، والمسيرة العزائية، والزيارة). وهذه المحاور كلها أو جميعها مؤسسة من قبل أهل البيت (ع)، فالذي أسس المنبر هم أهل البيت (ع)، والذين أسسوا للمسيرات العزائية هم أهل البيت (ع)، والذين أسسوا للزيارة هم أهل البيت (ع).
من خلال التأمل في هذا التعريف نجد أن الموكب الحسيني يركز على أمرين:
الأمر الأول: ترسيخ خط أهل البيت (ع)، هذه أول رسالة يحملها الموكب الحسيني هو ترسيخ خط أهل البيت (ع) في الأمة بوصفهم المرجع الذي نأخذ منه الإسلام الصحيح بعد الرسول (ص)، والاقتداء بهم: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ)[4]، فالاقتداء بأهل البيت السبيل للحصول على التكامل الروحي أو المعنوي، ومن أجل الحصول على السعادة في الدنيا والآخرة.
الأمر الثاني الذي نحصل عليه من الموكب الحسيني حسب التعريف السابق هو حركة الإسلام في المجتمع الإسلامي. عرفنا الموكب كحركة الأمة التاريخية لتحقيق أهداف ثورة الإمام الحسين، فالموكب يقود المجتمع نحو الله عز وجل ونحو إقامة دولة العدل الإلهية، والسير في الموكب هو السير في خط أهل البيت (ع)، فنحن نقوم بتحريك أوضاع المجتمع، ونقود أوضاع المجتمع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية قيادة إسلامية بواسطة المفاهيم الإسلامية لترتقي تدريجيا بهذا المجتمع نحو الله عز وجل ونحو دولة العدل الإلهية.
إذن الموكب في كل زمان وفي كل مكان له أهداف إصلاحية في المجتمع، ومن خلال الموكب نعالج جميع قضايا المجتمع معالجة إسلامية. الهدف هو الارتقاء بهذا المجتمع نحو الإسلام ومبادئه وأهدافه التي تنتهي من عندنا على مستوى هذا الزمن؛ لإقامة الدولة الإسلامية، ثم في النهاية إلى عصر صاحب الزمان دولة العدل الإلهي العالمية.
ولهذا ينبغي أن نأخذ النقاط التالية بعين الاعتبار بممارساتنا وقيادتنا وإرادتنا للموكب الحسيني أو المواكب الحسينية.
النقطة الأولى: الالتزام بالأحكام الشرعية لجميع الممارسات الشعارية؛ الالتزام التام والتدقيق للأحكام الشرعية في جميع الممارسات الموكبية، وألا نسمح لأنفسنا بإدخال أي ممارسة هي مخالفة للأحكام الشرعية؛ لأن بهذه الممارسة هي مصادرة لأهداف ورسالة الموكب.
النقطة الثانية: التعبير عن الصورة الحضارية المشرقة للإسلام، وفي مقدمة الأمور بهذا الجانب المحافظة على التلاحم والمحبة ووحدة الصف بين المؤمنين، وتجنب الفرقة والاختلاف، فاعلم يقينا بأن الحسين يجمع ولا يفرق «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم»، فأي خلافات وأي منازعات باسم الحسين هي خلافات يرفضها الحسين، فالحسين يجمع ولا يفرق فعلينا أن نترفع على النوازع الذاتية والمصالح الشخصية ونبني أهداف الحسين (ع)، إلى جانب الاهتمام بالجوانب الأخرى مثل النظافة وتنظيم الموكب، ففي الشعائر الحسينية، سواء كانت في المنابر أو في المآتم أو في المواكب الحسينية وفي أي ممارسة شعائرية، يجب أن يكون هناك اهتمام بالنظافة والنظام وما شابه ذلك.
بعض الأخوة الأعزاء فيما يتعلق بموكب النويدرات – وهذه الملاحظات موجودة حتى في المواكب الأخرى – يشيرون إلى الأشخاص الذين يمشون خلف الموكب وأمام الموكب، هؤلاء ينبغي عليهم أن ينتظموا في الموكب، يجب أن يهتموا بهذا الجانب لإضفاء الهيبة التي تتناسب مع الموكب الحسيني. تصور لو أن الحسين (ع) شخصيا سائر في الموكب، كيف يكون هذا الموكب؟! كيف تكون هيبة هذا الموكب ووقاره؟! ينبغي أن نحافظ على هيبة ووقار الموكب الحسيني، وعلى المنظمين أن يهتموا بذلك.
هذا بالإضافة إلى تنظيف الموكب من كل ممارسة تشين بالموكب أو تسيء إلى الموكب، وتسيء إلى أهل البيت وشيعتهم، وتسيء إلى الشعائر، ومن المسائل التي تثار في الوقت الحاضر مسألة التطبير. مسألة التطبير فيها إهانة كبيرة للموكب الحسيني وإلى الشعائر الدينية وإلى أهل البيت وإلى شيعتهم، فلو افترضنا وجود شخص واحد مصاب بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) في هذا الموكب وفي التطبير، فيمكن أن ينتقل هذا المرض في وقت واحد إلى عشرات الأشخاص، وكذلك الأمراض الفيروسية الأخرى، فلو أن ثمة شخصاً من المطبرين مصابٌ بمرض معدٍ كالتهاب الكبد الوبائي فسيتتقل عدوى هذا المرض مباشرة إلى أشخاص آخرين.
هذا جانب، ومن جانب آخر، الآن لا يوجد أحد من الفقهاء يقول بأن التطبير واجب، وإنما البعض يقول بأنه جائز، وأعلى مستوى أو أكثر شيء يرتقي في هذا الجانب أنه مستحب، فلا أحد يقول بأنه واجب، وإنما هو جائز. ولنفترض جدلا بأن من يقول بأنه جائز في مقابل من الفقهاء من يقول أنه محرم، فإذا وثقنا من هذين القولين الاستحباب والحرمة فالإنسان الذي يتعبد إلى الله ويخلص إلى الله عز وجل ماذا يفعل؟ هناك عمل من الأعمال يقول عنه البعض أنه مستحب، وهناك من يقول أنه محرم، أيفعل أم يترك؟! الإنسان الذي يخلص إلى الله في العبادة يفعل هذا الشيء أم يتركه؟
النقطة الثالثة: إن هناك فتوى من السيد علي الخامنئي، يقول بحرمة هذا العمل، ونحن سواء اتفقنا فقهيا أو فكريا أو سياسيا مع الإمام علي الخامنئي أو اختلفنا معه، فهو اليوم يمثل رمزا سياسيا على الساحة الدولية وكسر شوكة السيد علي الخامنئي هو كسر لشوكة الإسلام، ويؤثر تأثيرا سلبيا وضارا على مكانة الإسلام في الأرض وعلى عزة الإسلام أيضا.
وكل إنسان مؤمن مخلص لله – عز وجل – ينأى بنفسه عن ذلك سواء اتفق مع السيد علي الخامنئي أم خالفه فقهيا أو سياسيا أو فكريا. أرجو أن تؤخذ هذا المسألة بعين الاعتبار. وهذا النقطة جاءت فيما يتعلق بالمحافظة أو التعبير عن الصورة المشرقة للإسلام، ومنها التطبير لأنه لا يتناسب مع الصورة الحضارية المشرقة للإسلام، بالإضافة إلى الجوانب الأخرى التي ذكرتها.
من جهة أخرى، ينبغي على الإخوة المؤمنين المشاركة في المواكب العزائية أو المسيرات الحسينية عموما والابتعاد عن رفع أي شعار وأي ممارسة تضر بالإصلاحات الحالية المباركة في البلاد. الآن نعيش في مرحلة الإصلاحات، والمطلوب منا ترسيخ هذه الإصلاحات ودفعها للأمام، والمطلوب من كافة المؤمنين تجنب كل ممارسة من شأنها أن تضر بهذه الإصلاحات، ورفض كل شعار يضر بهذه الإصلاحات، كما نتمنى أن يكون لهذه الشعائر حضور في وسائل الإعلام المحلية (التلفزيون أو الراديو أو الصحف)، وقد تكلمنا في هذا الشأن مع سمو ولي العهد، وأكد بأن هذه المسالة سوف تؤخذ بعين الاعتبار، فنرجو أن يكون احترام لهذه الشعائر، وأن يكون لها حضور قوي في وسائل الإعلام المحلية.
النقطة الأخيرة: نرجو من الإخوة الخطباء إلى جانب اهتمامهم بالحديث أو البحث في العقائد والفقه والأخلاق الإسلامية وبحث السيرة الطاهرة لأهل البيت (ع)، أن يهتموا بالقضايا المحلية، القضايا الاجتماعية، سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية، مع التأكيد على أن تكون المعالجة معالجة علمية، وليست معالجة الجهل التي تقوم على مفاهيم غير دقيقة ومعالجات غير علمية، فعلى الخطباء ألا يثيروا أي مسألة من المسائل دون أن يرجعوا إلى أهل الاختصاص أو يقرءوا في الكتب المختصة قبل أن يبحثوا في هذا المسائل. لا تعالج هذه المسائل ومسائل الساحة معالجة سطحية أو معالجة ساذجة فجَّة، ويجب أن تكون هذه المعالجة معالجة علمية دقيقة؛ لأن المعالجة الفجَّة تسيء إلى الإسلام والمسلمين في الوقت الحاضر، ونحن نعيش منافسة حقيقية في هذا الجانب.
وبهذه المناسبة أتقدم لكل أخ قادر على العطاء أن يقدم رؤيته إذا كانت رؤيته تخدم المشروع الإسلامي للعمل الوطني أو البرنامج السياسي، وكل من له القدرة على العطاء في هذا الجانب يستطيع أن يقدم رأيه، وإن شاء الله نستقبل منكم آراء كثيرة جدا، وأن تكون لكم مشاركة قوية في هذا الجانب، (أكرر) كل من يحب وله القدرة على العطاء والمشاركة فعليه أن يتقدم بما عنده، سواء كان للمشروع الإسلامي للعمل الوطني أو البرنامج السياسي.
وفي الختام، أذكّركم بأنه في يوم السبت القادم في الساعة الثالثة والنصف وحتى الساعة الخامسة سوف يكون هناك مهرجان شعبي (مهرجان حوار الشعبي)، الذي دعا إليه أصحاب المبادرة وسوف يكون هذا المهرجان بساحة نادي سترة في منطقة (أبو العيش)، ونرجو أن يكون هناك حضور كثيف ومبارك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المراجع والمصادر
- [1]. سورة الأحزاب، الآية: 33.
- [2]. سورة النساء، الآية: 59.
- [3]. سورة البقرة، الآية: 183.
- [4]. سورة الأحزاب، الآية: 21.