خطبة الجمعة | 9-9-1994

الموضوع: الغزو الثقافي

تحدث فضيلة الأستاذ عبد الوهاب حسين حفظه الله – حول الغزو الثقافي. ووصفه بالخطورة. وأكد على ضرورة التفات الأمة إليه. وخاصة في هذه المرحلة الحاسمة من الغزو الثقافي. وقد عرف الغزو الثقافي بأنه ” فرض ثقافة أجنبية مغايرة لثقافة المجتمع، بأساليب غير مشروعة ” واستثنى من ذلك العلوم الطبيعية. لأنها علوم عامة يحتاجها الجميع كل مجتمع لنهضته … ثم فرق الأستاذ بين الغزو الثقافي والفتح الثقافي وقال بأن الغزو الثقافي يعتمد أساليب غير مشروعة: الإرهاب، واللعب السياسية، والإغراءات. إما انتشار الفكر الإسلامي – مثلا – في البلاد الغربية هو فتح ثقافي، لأنه يخاطب عقل الإنسان وضميره وقال بأن الفكر ليس له حدود زمانية أو مكانية. ولهذا فقد دعا القران الكريم لاعتماد الفكر واستنكر الإكراه

((أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ)) وقوله تعالى ((فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ))

فحينما يكون الخطاب موجها للعقل أو الضمير فإن ذلك لا يعد غزوا ثقافيا.

وضرب الأستاذ أمثلة للغزو الثقافي والتي استخدمت الإكراه. كالماركسية. والعلمانية في البلاد الإسلامية والقوانين الوضعية مثل انسحاب الجيش البريطاني من أنقرة والذي اشترط له إلغاء الخلافة الإسلامية ” العثمانية ” ووضع دستور مدني غير القرآن الكريم وإعدام كل من يطالب بالخلافة الإسلامية وكان رئس والوزراء البريطاني يقول ” نحن نعلم بأن خلافة الدولة العثمانية، خلافة صورية ولكنن نخشى أن تتحول هذه الخلافة إلى خلافة حقيقية تجتمع تحت ظلها كل الدول الإسلامية ثم لا تكون أوربا ” كذلك التدريج إلى الأخلاق الإباحية: كالسفور، وإباحة الجنس، إباحة الخمر. في المجتمع الإسلامي …إلخ

ومن أمثلة الغزو الثقافي ذكر الأستاذ ” المؤتمر العالمي للسكان والتنمية ” الذي أقيم في مصر فالأمين العام للأمم المتحدة يهدد مصر بأنه إذا لم تستضيف المؤتمر فإنه ستلغي جميع المؤسسات التابعة للأمم المتحدة العاملة في مصر، ورئيس الولايات المتحدة يهدد بقطع المساعدات الاقتصادية عن مصر وعن جميع الدول التي لا تأخذ بمقررات المؤتمر.

ثم تطرق الأستاذ إلى موضوع القابلية لهذا الاستعمار: قال رسول الله (ص) ((كيف ما تكونوا يول عليكم)) وقال الله تعالى ((إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ))

ثم ذكر فضيلة لذلك مثال التحول الذي طرأ على الإنسان العربي من الجاهلية إلى الإسلام …فبعد أن كان يقبل أقدام الفارسي والرومي يكون فاتحا لبلاد الفرس والروم فلماذا لم يستمر هذا الوضع؟ الله جل جلاله عين قادة مؤهلين وأمناء على الدين بعد الرسول الأعظم (ص) ولكن الأمة انصرفت عنهم، وجاء حكام بني أمية وبني العباس إلى أن جاء الخلفاء العثمانيون … هؤلاء لم يربوا الناس على الدين. فكان الإنسان المسلم يسعى لطاعة الخليفة لا لتطبيق ما جاء به القرآن. هكذا فإن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في حالة تؤدي إلى أن سقطت الدولة العثمانية حيث التخلف في البلاد الإسلامية. وبدأت المجتمعات الغربية وكأنها في موقع القوة … والمجتمعات الإسلامية في موقع الضعف والتخلف … ثم ضرب الأستاذ -أيده الله -موقف الحكام العرب تجاه عملية السلام مثالا على هذا التخلف. وأخيرا أكد الأستاذ على ضرورة العودة للقرآن، والتمسك بالقيادة الشرعية التي تؤمن بالقرآن. والحمد لله رب العالمين.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button