خطبة الجمعة | 12-10-2001
الخطبة الدينية: دارسة في مفهوم العلاقات والقصاص
أعوذ بالله السميع العليم من شر نفسي ومن سوء عملي ومن شر الشيطان الغوي الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، اللهم صل على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين ، السلام عليك يا رسول الله ، السلام على أمير المؤمنين ، السلام على فاطمة الزهراء سيدتي وسيدة نساء العالمين ، السلام على خديجة الكبرى ، السلام على الحسن والحسين ، السلام على جميع الأوصياء ، مصابيح الدجى ، وأعلام الهدى ، ومنار التقى ، والعروة الوثقى ، والحبل المتين والصراط المستقيم ، السلام على الخلف الصالح الحجة بن الحسن العسكري روحي وأرواح المؤمنين لتراب مقدمه الفداء ، السلام على العلماء والشهداء ، السلام على شهداء الانتفاضة ، السلام عليكم أيها الأحبة ، أيها الأخوة والأخوات في الله ورحمة الله وبركاته .
” ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا ” ولا يجرمنكم أي: لا يحملنكم، شنآن قوم أي: عداوتهم وبغضهم، أن صدوكم عن المسجد الحرام أي: منعوكم من الوصول إليه، أن تعتدوا. الآية الشريفة تخاطب المؤمنين وتقول لهم: لا يحملنكم بغض قوم أو عداوتهم بسبب صدهم لكم لأنكم أعداء لهم. هذه العداوة وهذا البغض لا يحملكم على ظلمهم وسلب حقوقهم رغم اختلافكم معهم.
الآية تعطي المؤمنين حقهم الطبيعي في العداوة والبغضاء، لأن من يظلمك ويتمادى في ظلمه لك ويجور عليك فالأمر الطبيعي أن تكون له عدوا، لاعتدائه على حقوقك وحرمانك كما في الآية من حقك في العبادة، ولكن الله -جل جلاله -لا يعطي المؤمنين الحق في أن يظلموا أعداءهم مهما كانت العداوة، والآية فيها الكثير من النكات المهمة والدقيقة. قوله تعالى: ” لا يجرمنكم شنآن قوم ” من هم القوم؟ يوجد قولان لتفسير كلمة القوم: –
القول الأول : – وحسب اطلاعي- انفرد به التفسير الأمثل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي – حفظه الله ورعاه وأمد الله في عمره – يقول بأن القوم : هم جماعة من المؤمنين كانوا في صفوف المشركين في السنة السادسة للهجرة في موقعة الحديبية حينما انتدب الرسول (ص) أصحابه للحج ، فمنعتهم قريش من دخول مكة وزيارة البيت الحرام ، ومن بين المشركين الذين قاموا بمنع الرسول هؤلاء الجماعة الذين أسلموا بعد ذلك ، والآية تنبهنا : بأن العداوة القديمة لهؤلاء يجب ألا تحملكم على ظلمهم وسلبهم حقوقهم ، فحينما تتكتلون وتتحزبون فلا تتكتلوا ضد بعضكم البعض لعداوات بينية ، وإنما ” تعاونوا على البر والتقوى ” ومواجهة أعداؤكم ، بمعنى وحدوا صفوفكم الداخلية وقفوا صفا واحدا في وجه أعداؤكم ، فإذا كان في البيت الإسلامي عداوات فإن ذلك لا يدعونا إلى التكتل ضد بعضنا البعض لأن فيه خراب وفساد المجتمع والبيت الإسلامي .
القول الثاني: أن القوم هم المشركون الذين صدوا الرسول الأعظم (ص) وأصحابه من زيارة المسجد الحرام في السنة السادسة للهجرة في مكان وواقعة الحديبية.
والقرآن يقول لنا : بأن عدواتكم للمشركين مع كونهم مشركين يجب أن لا تحملكم على ظلمهم وسلبهم حقوقهم ، فالآية – كما ذكرت – تعطي الإنسان إذا تعرض للظلم والجور في حقوقه وحرياته الأساسية أن يبغض ويكره ويخاصم وهو حق طبيعي ، ولكن البغض الناتج عن الظلم يجب أن لا يحمل الإنسان المسلم العاقل على الظلم ،،، لهذا نجد أن هذه الآية حملت بعض المفسرين على المقارنة بين هذه الآية وقوله تعالى : ” واعتدوا عليهم بمثل ما اعتدوا عليكم ” حيث تعطي الآية الثانية حق الاعتداء على العدو بمثل اعتدائه ، فالآية الأولى تحذر وتقول : إذا ظلمك عدوك فلا تظلمه والآية الثانية تقول : إذا اعتدى عليك فاعتدي عليه .. كيف نوفق بين الآيتين؟ … بالفعل هنا نقطتان في غاية الأهمية يجب أن نبينهما لنقارن بين الآيتين: –
النقطة الأولى التي اتفق عليها كل العقلاء: بأنه لا يجوز لك أن تظلم من اعتدى عليك وتسلبه حقوقه، يحق لك أن تقتص منه ” العين بالعين والسن بالسن ” لأن مسألة القصاص حق من حقوقك، ولكن لا يجوز لك أن تتعدى مقدار الظلم الذي وقع عليك، وإنما تتعامل معه بالمثل فلا تجور عليه ولا تسلبه حقوقه.
النقطة الثانية: وهي نقطة يجب تفهمها في الحاضر بالذات للإفادة منها، فإذا اعتدى عليك إنسان أو إذا اعتدت عليك دولة، وهذا الاعتداء خارج النطاق الشخصي، فهل تعتدي عليه بالمثل. لا. مثلا: إنسان قتل أخوك أو قتل ولدك. هل يجوز لك قتل أخيه أو ولده وهو إنسان بريء لا ذنب له؟ هل يمكنك ذلك؟ لا. هذا جانب. الجانب الثاني: وهو على ذات القاعدة ولكن بصورة أشمل. أتت حكومة من الحكومات أو منظمة من المنظمات وأفسدت في دولتك إفسادا عاما، فأفسدت الزراعة والصناعة والتجارة، فهل تعامل هذه الدولة بالمثل، فتفسد تجارتها وصناعتها وحياتها الاجتماعية ؟!!. لا. لأنه لا يعاقب إفساد بإفساد امتثالا لقوله تعالى : ” ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ” ، فالغرض من القصاص والرد هو الحياة والصلاح للمجتمعات ، ولا يكون صلاح المجتمعات بإفسادها ، ولهذا إذا نتج عن الرد فساد عام يتعدى حدود المجرم فيجب أن يكون الرد بشكل آخر ، ويدخل في ذلك سياق الآية ” ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا ” فلو أن إنسانا منعك من الصلاة في المسجد فهل تمنعه من الصلاة في المسجد ، فإذا فعلت ذلك تعديت على حد من حدود الله ،،، إذن : الآية تنبهنا إلى نوعية الرد المناسب ، فلا يكون على معيار ومقياس واحد .
بعد ذلك يقول الله تعالى: ” وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ” وتعاونوا. تكتلوا. تحزبوا. تجمعوا. وحدوا صفوفكم من أجل التعاون على البر والتقوى. البر : اسم جامع لكل معاني الخير والصلاح في العقيدة والعمل كما في قوله تعالى : ” ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر ” حيث عد العقيدة الصحيحة بر ، وكذلك العمل الصالح كالصلاة والصدقة وغيرها تندرج تحت عنوان البر ، واعتبار القرآن العقيدة الصالحة والفكر الصالح بر بالإضافة إلى شمولية الإثم للعقيدة الباطلة والفكر الباطل لأن الحياة كلها تتلون بألوان الفكر والعقيدة وتصطبغ بصبغتهما ، فعقيدة التوحيد تصبغ المجتمع الموحد بصبغة التوحيد فلا يكون فيها إلا العمل الصالح ، كما أن الفلسفة البرجماتية التي تحكم المجتمع الأمريكي والغربي وتقوم على أساس المنفعة هي فكرة وعقيدة تصبغ الحياة الأمريكية والغربية بصبغتها ، لذا نجد أن القرآن أكد أن البر يشمل العقيدة والعمل .
” وتعاونوا على البر والتقوى ” التقوى: مراقبة الله في نهيه وأمره، وذكر البر والتقوى متلازمين له معنى في فلسفتنا ورؤيتنا للحياة الاجتماعية، فالبر: يشير إلى الحالة الإيجابية في فعل الخير، والتقوى: تمثل الامتناع ومقاومة المنكرات، بمعنى آخر: تعاونوا. تكتلوا. تحزبوا. وحدوا صفوفكم من أجل فعل الخير ومواجهة الشر والعدوان ، وفعل الأمر هنا بمعنى : يجب عليكم أن تتكتلوا وتتحزبوا وتوحدوا صفوفكم ، ففي الآية إشارة إلى الفعل الجماعي لا الفعل الفردي لأن الفعل الفردي لا يجدي نفعا مع المشاريع والطموحات الكبيرة ، فإذا كان عندنا مشروع كبير نريد إنجازه فالأعمال الفردية لا تجدي شيئا ، لأن الأعمال الكبيرة والمشاريع الكبيرة لا يمكن أن تنتج إلا عن الفعل الجماعي الذي تتوحد فيه الصفوف بعيدا عن النزاعات الداخلية والتكتلات والتحزب الداخلي ، فلا بد للصف الإسلامي أن يتوحد وينسى خلافاته الجزئية والبينية وعداواته أيضا فيتوحد من أجل الهدف المشترك والعمل المشترك ، فإذا كان هناك خيرا كبيرا فلا تستطيع أن تنجزه إلا من خلال العمل الجماعي ، وإذا كان هناك شرا كبيرا مستطيرا فلا تستطيع أن تواجهه إلا من خلال هذا التحزب والتكتل الجماعي أيضا ، لذا فإن الفقهاء يقولون : بأن التجمع للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب إذا توقف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على هذا التكتل والتجمع .
بعد ذلك نهتنا الآية ” ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ” فهي تحرم التعاون والتكتل والتجمع من أجل الإثم والعدوان ، والإثم : يمثل الانحراف عن خط الله والعقيدة الصحيحة ويشمل : كل ما ينتج عن هذا الانحراف من أعمال تؤثر تأثيرا سلبيا على سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة ، والعدوان : هو الاعتداء على حقوق وحرمات الآخرين بمعنى الاعتداء على حرمة النفس والأموال والأعراض ، فالآية هنا تحرم علينا أن نتكتل ونتحزب ونتجمع من أجل ترسيخ العقيدة المنحرفة ، والإعمال الناتجة عنها والتي تضر بسعادة الإنسان وتأثر تأثيرا سلبيا على سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة ، كما تحرم علينا أن نفعل ذلك من أجل الاعتداء على حقوق الآخرين . هذه الآية جاءت كما يقول بعض علماء التفسير في مقابل مبدأ جاهلي متخلف وهو : ” أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ” ، ففي الجاهلية إذا أغارت جماعة من قبيلة على جماعة من قبيلة أخرى ، فكل أفراد القبيلة الأولى تقف صفا واحدا مع الجماعة الغازية الظالمة تطبيقا لهذا المبدأ بعيدا عن الحق والخير ومن أجل العصبية القبلية الجاهلية ، والقرآن الكريم يحرم ذلك ويقول لنا ” وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ” ، وهذه الآية تسلط الضوء على الوضع الراهن وما يحدث فيه من تكتل أوربي مع أمريكا في حربها حيث يقف الحلف الأطلسي مع أمريكا لذات العصبية نفسها ، في حين تقف الحكومات العربية والإسلامية مع هذا التحالف ليس إيمانا منها بعدالة هذا التحالف ، فهي تعلم يقينا بأنه تحالف ظالم سوف ينتج عنه الفساد في الأرض والدمار الشامل ، ولكنها تحالفت تحت تأثير الخوف ، وقد بينت سابقا خطر اتخاذ المواقف في القضايا المصيرية تحت تأثير الخوف .
” واتقوا الله إن الله شديد العقاب ” في الآية تحريك للمشاعر، وترسيخ للشعور بالمسئولية عند الإنسان المؤمن في سبيل أن يعمل ما أمرته به الآية السابقة، وينتهي عما نهته عنه. والخلاصة ، أن هذه الآية الشريفة المباركة تريد أن تصنع وتبني الأمة المرشحة لقيادة العالم ، لأن الأمة التي تقود العالم يجب أن تكون هذه صفاتها ، فالآية تربط الأمة بالله – عز وجل – وتربط القيم والأخلاق والمواقف بموازين الله – عز وجل – ، وتخرج الأمة من حمية الجاهلية العمياء ومن ضغوط الانفعالات في اتخاذ المواقف إلى التسامي في إنسانيتها من خلال رفعتها وسموها من أجل تحقيق العدل والخير في العالم ، ولا يمكن أن تصنع هذه الأمة إلا على أساس عقيدة التوحيد ، والأمة التي تبنى على الفلسفة البرجماتية ، والتي تؤكد على المصلحة والمنفعة لا يمكن أن تكون إلا أمة ظالمة وفاسدة ، كما لا يمكنها أن تكون أمة عادلة .
الخطبة السياسية: التحالف الأمريكي الأوربي ضد الإرهاب
بعد هذه الوقفة مع الآية الشريفة، أقف عند هذا التحالف الأمريكي الدولي ضد الإرهاب.
من خلال الآية الشريفة وآيات أخرى كقوله تعالى: ” قل يا أهل الكتاب: تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ” هناك مشروعية تعطيها الآيات للتعاون مع العالم للدخول في تحالف دولي من أجل دعم الخير، ومن أجل مواجهة الفساد والإرهاب باعتباره قاسما مشتركا بين الشعوب، ولكن بخصوص هذا التحالف الأمريكي الأوربي توجد ثلاث نقاط مهمة: –
النقطة الأولى: بأن التحالف الإسلامي مع أي دولة يجب ألا يكون على حساب الاستقلالية، لأن الاستقلالية مبدأ لا تنازل عنه في مشروع الأمة الإسلامي أبدا تحت أي تأثير، وعليه فيجب أن يكون مشروع الأمة الإسلامي مستقلا ومحررا، والأرض الإسلامية مستقلة ومحررة، والقرار الإسلامي مستقلا ومحررا، وهذا ما نفتقده في هذا التحالف.
النقطة الثانية: التحالف من أجل محاربة الإرهاب: كيف تدخلون يا عالم يا عقلاء تحت مضمون غير محدد، وأهداف غير محددة، فالإرهاب اليوم جريمة عقوبتها الإعدام للأفراد والمنظمات والدول، وأي فرد أو منظمة أو دولة تتهم بالإرهاب فحكمهم الإعدام. هذا هي العقوبة، ولكن عرفوا لي الجريمة ؟!!! كيف توضع عقوبة لجريمة غير محددة، فقط أي منظمة أو دولة تقول عنها أمريكا بأنها إرهابية ينفذ فيها حكم الإعدام دون تحديد للجريمة، فالعقاب بيد أمريكا، وهي الخصم، وهي القاضي، وهي المنفذ للعقوبة، وتجمع تحالف العالم معها في سبيل تنفيذ العقوبة بمن أدانتهم بالإرهاب، وهذا الكلام يحتاج إلى الكثير من الشرح.
أعطيكم نموذج لذلك صدام حسين. أمريكا تصف صدام حسين بأنه إرهابي، لكن أمريكا لا تطالب برأس صدام حسين في حين تطالب برأس أسامة بن لادن وقادة تنظيم القاعدة، فلماذا لا تطالب برأس صدام حسين؟ لما أن هجم صدام حسين على الجمهورية الإسلامية في إيران لم يكن إرهابيا !!! وإنما كان يقوم بدور لمصلحة السلم العالمي !!!! ولهذا قدمت له أمريكا كل الدعم والمساندة، وشجعت كل أصدقائه وحلفائه لتقديم الدعم الشامل له، وتوقفت الحرب العراقية الإيرانية، بعد ذلك. لم يصبح صدام حسين هو المشكلة وإنما العراق هو المشكلة ، ففي العراق ترسانة أسلحة ، وخبراء عسكريين ، وفي هذه الحالة فالعراق يخدم التوازن بين الكيان الصهيوني والعالم العربي والإسلامي ، وأمريكا لا يمكن أن تسمح بأن يكون هناك توازن وتعادل في ميزان القوى بين الكيان الصهيوني وبين الدول العربية ، وتوقف الحرب العراقية الإيرانية مع بقاء هذه الترسانة من الأسلحة في العراق ، ووجود الخبرات العسكرية معناه بقاء هذا التوازن بين الكيان الصهيوني والدول العربية ، لذا فقدت سعت أمريكا للقضاء على هذا التوازن فنصبت فخ الكويت ودمرت العراق ، وأبقوا صدام حتى تنتهي المهمة وهي : تدمير البنية التحية للعراق تماما وليس هذا فحسب بل القضاء على الخبرة العسكرية لكي لا تتم إعادة بناء العراق ،،، هذا تفكر أمريكا ، وسوف تضرب أمريكا السلاح النووي في باكستان لأنه يدخل في ميزان القوى بين العالم الإسلامي والكيان الصهيوني .
شارون ليس إرهابيا !!! لكن. خالد مشعل إرهابي. رمضان عبد الله شلح إرهابي. نصر الله إرهابي. الكيان الصهيوني ليس إرهابيا، لكن. الجمهورية الإسلامية في إيران إرهابية. ليبيا، السودان، العراق. كلهم إرهابيون. لا يوجد مفهوم واضح للإرهاب ، ولا يوجد تعريف للجريمة ، المعيار أن تقول أمريكا : هذا إرهابي وهذا غير إرهابي لينفذ حكم الإعدام وهو ما قام على أساسه هذا التحالف ، ونحن نسأل إلى أي مدى سيكون هذا التحالف وأمريكا تقول : لن تضع الحرب أوزارها إلا إذا قضت على الإرهاب كله في العالم ، ومعنى ذلك أن كل الدول والمنظمات والأفراد المصنفين في قائمة الإرهاب الأمريكي يجب القضاء عليهم ، هل يوجد عاقل يدخل في تحالف غير محدد المدى ؟!!! ، كيف تدخلون في تحالف وتريدون تنفيذ حكم الإعدام في أفراد ومنظمات ودول لجريمة غير معرفة ولفترة وأهداف غير محددة ؟!!! ، ثم ماذا تقول التجربة وقد سلمنا قيادنا لأمريكا !! هل أمريكا نزيهة ؟!!!، هل أمريكا مسئولة لتملك إحساسا تجاه العالم ؟!!!، لنقف قليلا. الكثير من المراقبين قالوا: بأن ضرب المصالح الحيوية جاء نتيجة للسياسة الخارجية الأمريكية، والسؤال: هل تصرف أمريكا حل المشكلة أو زادها ؟!!، العداء لأمريكا زاد أم قل ؟!!، الكراهية لأمريكا زادت أم قلت ؟!!! ،،،
الشعوب الإسلامية في مرحلة الاستعمار خاضت الكفاح المسلح ضد المستعمر من أجل تحرير الأرض، بعد الاستقلال خاضت الشعوب الإسلامية الجهاد السياسي من أجل استقلال القرار السياسي في السياسية الخارجية، ومن أجل التنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية، ومن أجل الحريات الأساسية وحقوق الإنسان، اليوم. الجنون الأمريكي والاستكبار الأمريكي يجر العالم الإسلامي إلى المرحلة الأولى وهي: الكفاح المسلح، من أجل الحفاظ على استقلالية المشروع وتحرير الأرض والثروات، ومعنى ذلك أن المشروع الإسلامي في خطر، وأن الأرض الإسلامية في خطر، والثروات الإسلامية في خطر، وكل الأنظمة تعي هذه الحقائق. ولكنها تحالفت مع أمريكا تحت تأثير الخوف، والنهاية أن العالم الآن يترقب الدمار، والشعوب العربية والإسلامية مهددة بالتمزق والمصادمات بين الشعوب والحكومات كما نرى بداياتها في باكستان، لأن تداعيات الحرب سوف تحدث مصادمات بين الشعوب والأنظمة في كل العالم الإسلامي … الحديث لم ينتهي بعد، ولكن أكتفي بهذا المقدار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بتاريخ 24 رجب 1422هـ الموافق 2001/10/12 م
في مسجد الشيخ خلف في قرية النويدرات