خطبة الجمعة | 20-7-2001
أعوذ بالله السميع العليم من شر نفسي ومن سوء عملي ومن شر الشيطان الغوي الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، اللهم صل على محمد و أهل بيته الطيبين الطاهرين ، و أصحابه المنتجبين ، و من اتبعه بإحسان إلى قيام يوم الدين ، السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أمير المؤمنين ، السلام على فاطمة الزهراء سيدتي و سيدة نساء العالمين ، السلام على خديجة الكبرى ، السلام على الحسن و الحسين ، السلام على علي بن الحسين و أصحاب الحسين ، السلام على جميع الأوصياء و مصابيح الدجى و أعلام الهدى و منار التقى و العروة الوثقى و الحبل المتين و الصراط المستقيم ، السلام على الخلف الصالح الحجة بن الحسن العسكري روحي و أرواح المؤمنين لتراب مقدمه الفداء .السلام على العلماء و الشهداء ، السلام على شهداء الانتفاضة ، السلام عليكم أيها الأحبة ، أيها الأخوة و الأخوات في الله و رحمة الله و بركاته .
قال تعالى: ((ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ)) صدق الله العلي العظيم (1) سورة القلم.
(ن) من الحروف الأبجدية العربية، والعديد من الآيات القرآنية الشريفة المباركة ابتدأت بما يُعرف بالحروف المقطعة المماثلة لحرف “ن” مثل: (ق)، (ص)، (ألم). وللمفسرين أقوال شتى لتفسير هذه الحروف، ومن أوجه الحكمة التي ذكرها علماء التفسير لهذه الحروف هي التنويه إلى أن القرآن الذي عجزت البشرية وسوف تعجز عن الإتيان بمثله هو مؤلف من هذه الحروف التي ينطق بها كل ذي لسان عربي، مما يدل على أن هذا القرآن ليس من تأليف، أو من عند محمد (ص) وإنما هو منزل من الله -جلَّ جلاله -. (القلم): هو الأداة التي يستخدمها الإنسان للكتابة (وما يسطرون): أي ما يكتبون، وفيها إشارة إلى أن المراد بالقلم ليس أداة معينة بعينها، وإنما كل أداة تستخدم للكتابة، ويدخل في ذلك الآلة الطابعة ويدخل في ذلك الحاسب الآلي، وكل الأدوات التي تستخدم في الكتابة، (ما يسطرون) تعني كل أشكال الكتابة والتعبير الذي يأتي عن طريق القلم بما في ذلك الرسم، والرسم البياني وغيرهما من أشكال الكتابة.
النظرة الأولية تبين بأن هناك صلة واضحة بين الحرف (ن) وبين القلم وبين الكتابة، وفي هذه الآية الشريفة الله -عز وجل -يقسم بالقلم والكتابة، وهذا يدل ويشير إلى ثلاث نقاط أساسية:
النقطة الأولى : التنبيه إلى أن القلم و الكتابة نعمتان إلهيتان كبيرتان ، و إن الله – عز و جل و في أكثر من موقع في القرآن الكريم – أقسم ببعض نعمه على عباده، فأقسم بالشمس ، و أقسم بالقمر ، و أقسم بالليل و النهار و بالتين و الزيتون ، على أن هذه نعم و رحمة من عند الله – عز وجل – و هنا في هذه الآية القسم بالقلم و الكتابة إشارة و تنويه إلى أن القلم و الكتابة هما من نعم الله العظيمة على الإنسان ، كما أن في القرآن الكريم و في سورة الرحمن تحديدا تنبيه إلى نعمة البيان ، قال تعالى ( خلق الإنسان ، علمه البيان ) أي الكلام الذي يتكلم به و يعبر به عن أفكاره و عما في نفسه و مشاعره ، و هذه نعمة كبيرة أنعم الله بها – عز وجل – على الإنسان ؛ لأن نعمة النطق والكلام نعمة كبيرة إذ من خلالها يتم التفاهم والتواصل بين العباد وفي سورة العلق أيضا تنبيه إلى أهمية القلم قال تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ،خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) فمن خلال التأمل في هذه الآيات الشريفة تبين لنا نوعين من تكامل الإنسان وهما :
التكامل الأول: التكامل المادي أو الجسدي، قال تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَق) فأصل الإنسان العلقة والنطفة كما في بعض الآيات الأخرى وهذه النطفة تحولت إلى كائن متكامل الأعضاء وهذه نعمة من الله -عز وجل -فهذا هو التكامل المادي.
التكامل الثاني: في هذه الآية إشارة أولا إلى التكامل المادي ثم إشارة إلى القلم كجانب آخر وهو التكامل المعنوي عند الإنسان حيث قال تعالى: (ٍاقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) ومن كرم الله -عز وجل -على عباده بأنه علم بالقلم، ولا شك بأن التكامل المعنوي أهم من التكامل المادي، بل جوهر الإنسان بتكامله المعنوي وليس بتكامله المادي، وبصورة خاصة التكامل العقلي، فالقسم من الله -جل جلاله -بالقلم والكتابة فيه. أولا إشارة إلى أن القلم والكتابة نعمتان من نعم الله العظيمة على الإنسان، وتشير إلى أن القلم والكتابة لهما علاقة بالتكامل المعنوي للإنسان،
النقطة الثانية : التي يشير لها الإنسان هذا القسم هو أهمية القلم والكتابة ، فالقلم يشترك مع اللسان في التعبير ، فالإنسان يعبر بلسانه ويعبر بقلمه ولكن التعبير باللسان لا يتجاوز حدود الزمان والمكان ، فمثلا : الشخص الذي يستمع إلى هذا الحديث ينتهي بانتهاء هذا الحديث ويبقى في ذاكرته ما يبقى حيث إنه محدود بالزمان والمكان ، أما الكتابة فهي تتجاوز حدود الزمان والمكان حيث نستطيع من خلال الكتابة أن ننقل الحديث إلى أشخاص آخرين لم يحضروا هذا المكان ولم يسمعوا هذا الحديث ، كما نستطيع أن نخلد هذا الحديث حتى إلى الأجيال القادمة من خلال كتابته فيمتاز القلم عن اللسان بأنه يتجاوز حدود المكان والزمان . ولهذا يستخدم القلم إلى إثبات الوثائق في المعاملات، وإلى الأفكار التي نريد أن ننقلها إلى الأشخاص الآخرين خارج نطاق الزمان والمكان، وأن القران الكريم أشار في أكثر من آية إلى توثيق المعاملات عن طريق الكتابة وهذا له علاقة بتنظيم المجتمع وتطوير كما أوصى بالكتابة لأن ما يكتب يقرأ ومالا يكتب ينتهي وينسى، كما أن الكتابة من جانب آخر تساعدنا على تعرف تجارب الآخرين والاستفادة منها والتفاعل معها، وينتج عن ذلك زيادة المعرفة وتراكمها.
النقطة الثالثة: التوجيه لممارساتها في الحياة، فالقران الكريم حينما يقسم بالقلم ويقسم بالكتابة يريد أن يوجهنا إلى هذه النعمة، ويريدنا أن نستخدمها في حياتنا، وحينما نتأمل في هذه الآية القرآنية نكتشف أمرين مهمين وهما:
الأمر الأول: إن هذه الآية تكشف عن وعي عميق وفلسفة عميقة لبناء الإنسان وبناء المجتمع والنهوض به فالقراءة والكتابة لهما علاقة بتنمية الإنسان كإنسان كما أشرنا إلى ذلك في النقطة الأولى فأيضا لهما علاقة بالنهوض بالمجتمع وتطويره وتقدمه فلا يستطيع أي مجتمع أن يتقدم من غير أن يستخدم القراءة والكتابة.
الأمر الثاني : إن هذه الآية تكشف لنا عن أمر آخر وهو وجود برنامج عملي لهذه النهضة فهناك وعي بفلسفة وتنمية الإنسان وهناك فلسفة للنهوض بالمجتمع و يصاحب هذا الجانب برنامج عملي لتحقيق هذه الرؤية فالقران الكريم يريد إعداد الأمة للقيام بالدعوة والرسالة ، وإن هذه الرسالة ليست للزمان والمكان الذي نزل فيهما القران وإنما إلى كل البشرية وإلى أن تقوم القيامة ، وإن هذه الرسالة تحتاج إلى برنامج عملي لإعداد الأمة للقيام بهذه الرسالة ونشرها في الزمان الموجود وإيصالها للأجيال القادمة في خارج الزمان والمكان كما أراد الله – جل جلاله – كما أن لهذا التنبيه إشارة واضحة لأهمية الانفتاح على أفكار الآخرين .
وتتخلص الإشارات التي تضمنتها الآية الشريفة في:
1. ممارسة الكتابة.
2. أن نوصل ما نكتبه إلى الآخرين.
3. أن ننفتح على أفكار الآخرين ونتفاعل معها.
وهنا من أين لمحمد بن عبد الله (ص) هذا الوعي وهذا العمق في التفكير؟
فالنبي محمد (ص) أمي ، لا يقرأ و لا يكتب ، والبيئة التي عاش فيها بيئة أمية ، والذين يقرؤون ويكتبون يعدون على الأصابع ، لا يتجاوزون العشرين شخصا فمن أين لمحمد (ص) هذا الوعي بأهمية الكتابة والقراءة ، وإدخالها ضمن رؤية لبناء الإنسان والنهوض بالمجتمع ، وإدخالها ضمن برنامج لإعداد الأمة لتحمل الرسالة وإرسالها للآخرين ؟ ،،، وكما أشرنا في بداية الحديث لوجه من أوجه الحكمة للحروف المقطعة بأن القران الكريم الذي عجزت البشرية عن أن تأتي بمثله وهو مكون من هذه الحروف التي ينطق بها كل ذي لسان عربي كذلك هذه الآية رغم قصرها دليل على نبوة النبي محمد (ص) حيث لا يتوقع من إنسان أمي في تلك البيئة أن يأتي بهذا الكلام ويحمل هذا الوعي ، فهذا الوعي دليل على أنه ليس من عند محمد (ص) وإنما هو (وحي يوحى) وإن النبي (ص) في كل ما يقول ويفعل بتوجيه ووحي من الله – جل جلاله .
فهذه الآية الشريفة في رغم إشارتها إلى أهمية القراءة والكتابة في ذلك الزمان بل تشير إلى أن الحاجة لا تزال قائمة حيث إن القلم من مرتكزات نجاح أي رسالة، فعلينا في هذا الزمان وفي هذا المكان أن نهتم بالقلم والكتابة. وهنا أشير إلى السبل التي تواجه بها الكلمة بعد التأكيد على أهميتها وهناك ثلاث سبل أساسية لمواجهة كلمة الحق وهي:
السبيل الأول: الحجر على الكلمة ومنعها، أي منع حرية الرأي والتعبير.
السبيل الثاني: التشويه والتحريف للكلمة، ويدخل ذلك ضمن الحرب الإعلامية التي تشن ضد الكلمة، وهناك فرق كبير جدا بين إعلام يحمل رسالة وينشر الحقائق، وبين إعلام يمثل وسيلة لمحاربة الرأي الآخر المخالف، فالإسلام في الغرب عانى الكثير من هذه الوسيلة، والكل منا يدرك كيف يشوه الإعلام الغربي الإسلام، وممكن ممارسة هذا الدور في أي مكان آخر، ضد أي تيار أو مدرسة فكرية أو سياسية.
السبيل الثالث: وهي الأكثر خطورة، حيث إن الوسيلة الأولى والثانية واضحتان، أما الوسيلة الثالثة فهي الالتفاف على الكلمة، والالتفاف يكون عن طريقين أساسيين وهما:
الطريق الأول: إثارة الجزئيات، فبدلا من أن يكون صاحب الكلمة أو صاحب الرسالة أو صاحب الدعوة يتوجه إلى القضايا الرئيسة والحيوية والقضايا المصيرية يتم أشغاله بالقضايا الجزئية، فإثارة القضايا الجزئية تكون من أجل الالتفاف على الكلمة في القضايا الكلية.
الطريق الثاني: وهو أخطر من الطريق الأول ألا وهو المصادرة على الكلمة في القضايا الكلية بتضييع الكلمة القوية في وسط الكلمات الهزيلة والضعيفة، فينما توجد كلمة قوية توجه إلى الجمهور، كيف يتم منع إيصال هذه الكلمة من إيصالها إلى الجمهور؟ لو بقيت هي الكلمة الوحيدة في الساحة لو وصلت بسهولة إلى الجمهور، ولكن تضيع هذه الكلمة وسط كلمات كثيرة هزيلة وضعيفة، والجمهور لا يعي هذه الكلمة القوية ولا يستطيع تمييزها بين الكلمات الكثيرة الهزيلة، فينشغل الجمهور بالكلمات الهزيلة على حساب الكلمة القوية.
والمفكر الجزائري يعطي لنا مثلا قويا وواضحا حول هذا الأسلوب في مواجهة الكلمة والتي يمكن أن يستخدم فيها حتى أصحاب القلوب الطيبة والنوايا الحسنة.
يقول: لو أن حريقا نشب في منطقة أو في مكان معين، فخرج المخلصون لإطفاء هذا الحريق، فإذا كان عمل هؤلاء المخلصين الطيبين يعيق عمل رجال الإطفاء في إطفاء الحريق، فهل هذا العمل عمل سلبي أو إيجابي؟ بالطبع سيكون العمل عملا سلبيا فيقول هذا المفكر، أحيانا تكون الكلمة القوية الطيبة تصادر من خلال الكلمات الهزيلة، حتى من أصحاب النوايا الحسنة وكذلك أحيانا يصادر الدور القوي من خلال الأدوار الضعيفة والهزيلة، فيجب علينا أن نلتفت إلى هذا الأسلوب ونبحث عنه بدقة.
بعد هذه الوقفة القصيرة مع الآية الشريفة نأتي إلى قضيتين من قضايا الساحة المحلية وهما:
القضية الأولى: تتعلق بما صدر عن المؤسسة العامة للشباب والرياضة من ضوابط للندوات والمحاضرات.
أوجز القول عن ذلك في أربع نقاط مختصرة وهي:
النقطة الأولى: إن المؤسسة العامة للشباب والرياضة ليست بالجهة القانونية المخولة لمثل هذه القرارات.
النقطة الثانية: إنما صدر عن المؤسسة العامة للشباب والرياضة مخالفة صريحة لنصوص وروح الدستور وميثاق العمل الوطني اللذين يؤكدان على حرية الرأي والتعبير.
النقطة الثالثة: إنما جاء عن المؤسسة العامة للشباب والرياضة يتنافى مع مقتضيات ومتطلبات الحركة الإصلاحية في البلد، وباختصار شديد بأنه لا إصلاحات بدون حرية الرأي والتعبير، وقد أثينا فيما سبق على ما تتمتع به الندوات والمحاضرات في البحرين من حرية الرأي وحرية التعبير، وكنا نطالب بأن تعطى الصحافة أيضا مثل هذه الحرية، وبدلا من أن يستجاب لنا فيما يتعلق بالصحافة تأتي المحاولة بالرجوع بنا إلى الوراء فيما يخص الندوات والمحاضرات.
النقطة الرابعة والأخيرة والمهمة أيضا: بأنه إذا منعت حرية التعبير من خلال الندوات والمحاضرات والصحافة، فلا شك وبالضرورة سوف يبحث الناس عن وسائل وقنوات أخرى للتعبير، وقد تكون هذه الوسائل أكثر إزعاجا وأبعد عن السيطرة، لهذا أتمنى على المسؤولين أن تبقى المؤسسة العامة للشباب والرياضة في إطار صلاحياتها وألا يتخذ أو أن يرتب أي أثر عملي على ما صدر عن هذه المؤسسة.
القضية الثانية: وهي تتعلق بـ (جمعية الوفاق الوطن الإسلامية).
علمتم من خلال الصحافة بأن لجنة مؤلفة من ستة أشخاص وهم:
د. أحمد ضيف ، د. جاسم حسين ، فضيلة الشيخ حسن سلطان ، والوجيه فيصل جواد ، والمهندس جواد فيروز ، والأستاذ عبد الوهاب حسين ، تقدموا رسميا يوم الأربعاء الماضي إلى وزير العمل بطلب تأسيس جمعية باسم (جمعية الوفاق الوطني الإسلامية) علما بأنه في السادس من الشهر الحالي عقد اجتماع في نادي سار للمؤسسين وكان عددهم تقريبا تسعين شخصا ، منهم خمس أو ست نساء ناقشوا طبيعة عمل الجمعية وأهدافها والوسائل التي سوف تتبعها في تحقيق الأهداف وانتهوا إلى إيجاد لجنتين : لجنة للمتابعة والتنسيق ، واللجنة الأخرى لصياغة النظام الأساسي واللوائح الداخلية .
واللجنة الأولى هي اللجنة التي قامت باختيار اللجنة التي قامت بتسليم الطلب إلى وزير العمل لأن ذلك ضمن اختصاصها، واللجنة الثانية ما زالت تمارس دورها في كتابة وصياغة مسودة النظام الأساسي واللوائح الداخلية، وسوف يكون هناك اجتماع قادم للمؤسسين.
وكان وزير العمل متفائلا بحصول الجمعية على ترخيص وتوجد هنا عدة ملاحظات أرى من المناسب توضيحها:
النقطة الأولى: إن المشاركة من الجانب النسائي خمس أو ست نساء مسجلات ضمن المؤسسين هذا العدد قليل جدا ولا يتناسب مع الطموح، ونسأل الله -عز وجل -أن يتم التعويض ذلك في العضوية وتكون هناك مشاركة أوسع لهن.
النقطة الثانية: وهي تتعلق بـ لماذا التفكير بتأسيس الجمعية؟ يبدو أن المؤسسين للجمعية كانوا ملتفتين إلى أهمية العمل المؤسساتي حيث إن العمل المؤسساتي يمتاز بأمرين أساسيين وهما:
الأمر الأول هو: تنظيم وتوجيه الجهود بدلا من بعثرتها وذلك لتحقيق الأهداف المحددة.
الأمر الثاني: هو المرونة في معالجة القضايا، ولا سيما القضايا المصيرية أو القضايا الساخنة، في مقابل المعالجة الحادة التي قد يتعامل بها الشارع أو العمل الشعبي، ولهذا ينتج عن العمل المؤسساتي شيئان أساسيان وهما:
1. تطوير العمل وإعطاؤه فرصة أكثر للنجاح.
2. المحافظة على الأمن والاستقرار.
فالقائمون والمؤسسين للجمعية في ذهنهم مجموعة مبادئ أساسية ومن هذه المبادئ:
1. المساهمة في دعم الحركة الإصلاحية التي يقودها سمو الأمير.
2. ومن هذه المبادئ الالتزام بالدستور وميثاق العمل الوطني والقوانين والأعراف الموجود في البلد.
3. المحافظة على وحدة الصف الوطني والمصالح الوطنية.
ولهذه الجمعية أهداف منها:
1. المحافظة على الصف الوطني والتقريب بين المذاهب.
2. المساهمة في التنمية الشاملة المستدامة.
3. تعزيز دور المرأة في المجتمع.
4. دعم القضايا الوطنية العربية والإسلامية المصيرية كالقضية الفلسطينية.
وهناك الكثير من الأهداف المعلنة مكتوبة بشكل تفصيلي، حيث لا أريد هنا أن اطرح كل الأهداف، وسوف تطلعون على هذه الأهداف عما قريب.
وهناك قضية أخيرة أريد توضيحها في نهاية الحديث وهي: العلاقة بين الهوية والدور، فهوية الجمعية هوية إسلامية، ونستطيع أن نقول بأكثر دقة أنها تمارس دورها من منظور إسلامي وفق مدرسة أهل البيت (ع)، وهناك تيار واسع يتبنى هذه الرؤية، ومن حق هذا التيار أن يعبر عن نفسه، كما أن لأي تيار آخر الحق في أن يعبر عن نفسه، فهناك تيار إسلامي يتبنى مدرسة الخلفاء (رضوان الله عليهم) ومن حق هذا التيار أن يعبر عن نفسه، وهناك تيارات علمانية سواء كان التيار يساري أم ليبرالي ومن حق هذه التيارات أن تعبر عن نفسها.
أما فيما يتعلق بالدور: فهذه الجمعية كما قلت تتبنى النظرة الإسلامية وفق مدرسة أهل البيت (ع)، غير أن هذه الجمعية سوف يكون لها دور وطني، أي أن الجمعية سوف تهتم بهموم ومشاكل وقضايا كل المواطنين بغير استثناء وسوف تحافظ وتدافع عن حقوق المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية والدينية، فلن تكون الجمعية فئوية أو طائفية، بل ستهتم بأمور كل المواطنين بغير استثناء في ضوء المنظور الإسلامي وفق مدرسة أهل البيت (ع)، أكتفي بهذا المقدار والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بتاريخ 28 ربيع الثاني 1422هـ الموافق 2001/7/20 م
في مسجد الشيخ خلف في قرية النويدرات