خطبة الجمعة | 11-10-2002
الخطبة الدينية: قصة فرعون: رؤية للحكم والمعارضة من خلالها
أعوذ بالله السميع العليم من شر نفسي و من سوء عملي و من شر الشيطان الغوي الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، اللهم صل على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين ومن اتبعه بإحسان إلى قيام يوم الدين ، السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أمير المؤمنين ، السلام على فاطمة الزهراء سيدتي وسيدة نساء العالمين ، السلام على خديجة الكبرى ، السلام على الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ، السلام على جميع الأوصياء ، مصابيح الدجى ، وأعلام الهدى ، ومنار التقى ، والعروة الوثقى ، والحبل المتين والصراط المستقيم ، السلام على الخلف الصالح الحجة بن الحسن العسكري روحي وأرواح المؤمنين لتراب مقدمه الفداء ، السلام على العلماء والشهداء ، السلام على شهداء الانتفاضة ، السلام عليكم أيها الأحبة ، أيها الأخوة والأخوات في الله ورحمة الله وبركاته .
قال تعالى : (( وقال الملأ من قوم فرعون : أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ، ويذرك وآلهتك ، قال : سنقتل أبناءهم ، ونستحيي نساءهم ، وإنا فوقهم قاهرون قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا ، إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ، والعاقبة للمتقين ) صدق الله العلي العظيم .
الآيتين الشريفتين المباركتين هما : الآية 127 والآية 128من سورة الأعراف .
الآية الأولى تتناول موقف ومنطق الحاكم ، والآية الثانية تتناول موقف ومنطق المعارضة ، في مرحلة تاريخية مفصلية ، وسوف نتعرف على تفاصيل الموقفين والمنطقين ، من خلال الوقوف والمعالجة لمقاطع الآيتين ، والآيتان مكتنزتان بالدروس والعبر .
( وقال الملأ من قوم فرعون ) الملأ هم البطانة ، أو ما يسمونه بالأشراف . ( من قوم فرعون ) وليس كل قوم فرعون ، فالآية تتكلم عن الملأ من قوم فرعون ، وليس عن كل موقف قوم فرعون ، مما يعني ضرورة التمييز بين الأمة أو الطائفة ، التي ينتمي إليها الحاكم ، فقد تكون البطانة من عدة طوائف وأعراق وشرائح ، أي مجموعة مختلطة ، ونستطيع أن نضع أيدينا على نوعين من البطانة :
النوع الأول : البطانة الخيرة ، وهي حينما تكون مجموعة من الاستشاريين التخصصين المحبين والمخلصين للوطن والمواطن .
النوع الثاني : البطانة السيئة ، وهم مجموعة من المنتفعين ، الذين يهتمون بالمكاسب والمصالح والامتيازات ، على حساب الوطن والمواطن . الآية الشريفة المباركة ، تشير إلى أن هذا النوع من البطانة التي تتكلم عنه ، هو من النوع الثاني النوع السيئ .
( وقال الملأ من قوم فرعون : أتذر موسى وقومه ) هذه البطانة قامت بعملية تحريض لفرعون ضد موسى وقومه ، وحذرته من خطورة التهاون في التعامل معهم ، وفي الواقع : أن هذا التحريض والتحذير ، جاء بعد المباراة العلمية والحقوقية والسياسية ، بين موسى (ع) من جهة ، والسحرة ممثلي فرعون ، وأداة المواجهة من جهة ثانية ، وكانت النتيجة أن انتصر موسى (ع) في هذه المباراة العلمية الحقوقية السياسية .
كان المجتمع المصري مجتمعا طبقيا جامدا ، وقد وعد فرعون السحرة ، بأن يغير من وضعهم الطبقي ، ويكسره ، ويرفع من المكانة الطبقية للسحرة ، ويقربهم إلى نفسه ، ويعطيهم امتيازات ومكافآت إن هم انتصروا على موسى (ع) ، ولكن السحرة كانوا مواطنين مخلصين للوطن ، ومخلصين لأبناء وطنهم ، لهذا لما أن تجلى الحق العلمي والإنساني والسياسي ، خضع السحرة لهذا الحق ، واتبعوا موسى (ع) ، وهنا لم يخسر السحرة المرتبة والدرجة الطبقية الجديدة فقط ، ولم يخسروا الامتيازات والمكافآت التي وعدهم فرعون بها فحسب ، وإنما خسروا أنفسهم ، ولو كانت الأحزاب والطوائف والطبقات والشرائح الاجتماعية ، تحمل نفس إخلاص السحرة ، لكانت الأوضاع بخير ، ولما وجدنا التخلف والفساد في المجتمعات .
نتيجة المباراة بين موسى (ع) والسحرة ، لم تترك أثرها على السحرة فحسب ، وإنما تركت آثارها على المجتمع ككل ، ونستطيع أن نضع أيدينا على ثلاث نتائج لهذه المباراة :
النتيجة الأولى : اهتزاز ثقة الناس في النظام القائم آنذاك ، وإدراكهم لأحقية موسى (ع) والمعارضة .
النتيجة الثانية : أن نتيجة المباراة السياسية والحقوقية قد رفعت من معنويات بني إسرائيل ، وخلقت فيهم التماسك والالتفاف ، حول القيادة الرمز في ذلك الوقت ، وهو موسى بن عمران (ع) .
النتيجة الثالثة : أن فرعون أعطى لبني إسرائيل حرية نسبية ، وأن بني إسرائيل وموسى (ع) ، استثمروا هذه الحرية النسبية في الدعوة إلى رسالتهم ، وهذا ما احتج عليه الملأ من قوم فرعون ( أتذر موسى وقومه ) حيث احتجوا على إعطائهم هذه الحرية النسبية .
هذه النتائج خلقت تخوفا وقلقا لدى النظام من الوضع الجديد ، حيث أصبحت تهدد الوضع القائم آنذاك ، وتهدد مواقع أصحاب الامتيازات والمكاسب غير المشروعة ، لهذا قاموا بعملية التحريض والتحذير لفرعون ، من التقليل من شأن التعامل الشديد مع موسى (ع) وقومه ، وبنوا التحريض والتحذير لفرعون على أساسين :
الأساس الأول : ( أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ) والفساد هنا في عقيدتهم هو نتيجة دعوة التوحيد ، ونبذ الشرك ، وبناء المجتمع على أساس من المبادئ السامية والمثل العليا ، مثل الحق والعدل والمساواة . هؤلاء يعرفون حقيقة دعوة موسى (ع) ، وأن نتائج المباراة أبرزت أحقية هذه الدعوة وصدقها ، ولكنهم لا يتعاملون على أساس ثبوت الحق ، سواء كان الحق العلمي أو الإنساني أو السياسي ، وإنما ينطلقون من المصالح والمكاسب والامتيازات الذاتية غير المشروعة ، التي يخافون ضياعها ، وهذه الامتيازات هي التي حركتهم للتحريض ضد موسى وقومه ، وفي ذلك نستفيد عدة دروس :
الدرس الأول : أن هؤلاء المنتفعين ، وأصحاب الامتيازات والمكاسب غير المشروعة ، لم يعلنوا عن حقيقة نواياهم ودوافعهم ومنطلقاتهم الحقيقية لأنها عار ، فرفعوا شعارا نظيفا ، وتلبسوا بلباس جميل وهو الإصلاح ، والخوف من الفساد ( ليفسدوا في الأرض ) أي أن موسى بدعوته ، وتهديده لأساس النظام آنذاك ، سوف يفسد في الأرض ، لأنهم لو أعربوا عن دافعهم ومنطلقهم الحقيقي ، وهو الخوف على الامتيازات ، والخوف على الوضع القديم ، بأن يتغير الوضع القديم ، فيصبح هذا التغيير ليس في مصلحتهم ، فلو كشفوا عن هذا العار ، لما صدقهم الناس ، وبالتالي يجب أن نتعلم بأن لا ننخدع بالكلمات ، وإنما ننظر إلى المواقف والخطوات ، ونبحث عن مدلولاتها الحقيقية على الأرض .
الدرس الثاني : يجب أن نميز بين الآراء والرغبات ، فالرأي الآخر نحترمه ونقدره وإن كان مغايرا ، ولكن الرغبات التي تواجه الآراء ، أي أن تـُوَاجه الآراء برغبات مبينة على امتيازات ومكاسب ومصالح غير مشروعة ، فهذه الرغبات يجب ألا تحترم ، فنحن نحترم الآراء التي تقوم على أسس علمية وحقوقية وسياسية صحيحة ، ولا نحترم الرغبات غير المشروعة .
الدرس الثالث : يجب أن نتعلم كيف يتصرف أصحاب المشاريع المضادة ، خصوصا تلك المشاريع التي لا تقوم على الآراء المختلفة ، وإنما تقوم على الرغبات غير المشروعة ، فهؤلاء لا يبحثون عن الحقيقة ، ولا يلتزمون بقوة منطق ، سواء كان منطقا علميا أو حقوقيا أو سياسيا ، فهؤلاء لا يلتفتون إليه ، وإنما يلتفتون إلى ضياع أو حفظ مصالحهم ، فإذا وجدوا بأن مصالحهم في خطر ، يقلبون عليك الطاولة ، وإن كنت محمد بن عبدالله ، أو موسى بن عمران ، فيجب أن نعرف كيف يتصرف أصحاب المشاريع المضادة ، ونستطيع أن نفهم ذلك من خلال طبيعة الأطروحات ، هل هي أطروحات تقوم على أسس علمية وحقوقية وسياسية مختلفة ؟ أو أنها على أساس رغبات غير مشروعة ؟ .
الأساس الثاني : ( ويذرك وآلهتك ) نحن نعلم بأن أهل مصر يعلمون بأن فرعون بشر ، وأنه ولد من أم وأب ، وأن السماء والأرض وجدتا قبل أن يخلق فرعون وآباؤه وأجداده ، وبالتالي فهم يعلمون بأنه ليس خالق السماوات والأرض ، ويعلمون أيضا بأن فرعون يأكل ويشرب وينكح ، وله زوجة وأولاد ، كما يعلمون أن فرعون رغم كل الجواهر والزينة التي يضعها على ملابسه ، والقصور الفاخرة ، يعلمون أنه لا يخرج العسل من بطنه كالنحل ، ولا يخرج الذهب والفضة ، وإنما شأنه في ذلك كسائر البشر ، وبالتالي حينما يقول فرعون ( أنا ربكم الأعلى ) فذلك لا يعني أنه خالق السماوات والأرض ، وإنما يعني بأنه صاحب السلطات المطلقة ، في أرض مصر وما عليها ومن عليها ، وأن قول الملأ من قوم فرعون ( ويذرك وآلهتك ) يعني أمرين :
الأمر الأول : أن موسى يرفض دعوى الألوهية ، وما ينبني عليها من سلطات مطلقة في التصرف ، فيما على الأرض ومن على الأرض .
الأمر الثاني : رفض المشروع الذي يقدمه فرعون إلى الناس ، لأنه لا قيمة للمشروع أو برامج العمل ، إذا كانت عقيدة فرعون بأنه إله ، وأنه يملك الأرض وما عليها ومن عليها ، وأن بني إسرائيل مجرد عبيد ، وأنه يملك السلطات المطلقة في التصرف فيما على الأرض ، ومن على الأرض . وبالتالي جاء تحريض الملأ على هذا الأساس .. أي أن موسى (ع) وقومه يرفضون الأساس الذي يقوم عليه النظام ، ويرفضون المشروع الذي يتقدم به فرعون ، لأنه لا قيمة لهذه المشاريع وهذه البرامج ، إذا كان الناس مجرد عبيد لفرعون .
( قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم ) التحريض ولـَّد استجابة عند فرعون ، لأنه كان مهيئا لذلك ، وكان فرعون قبل ولادة موسى (ع) ، يقتل الأبناء ويستحيي النساء ، ووعد هذه الزمرة من المنتفعين ، بأن يعيد في بني إسرائيل سيرته الأولى ، بقتل الأبناء واستحياء الناس ، وقتل الأبناء يعني ضرب مصدر القوة في بني إسرائيل ، سواء كانت قوة عسكرية أو اقتصادية أو سياسية أو سكانية أو ديموغرافية ، أو أي شكل من أشكال القوة ، أما قوله ( ونستحيي نساءهم ) فهذا يعني الإذلال ، سواء كان عن طريق الاستخدام ، أو عن طريق إبعادهم عن الوظائف العليا ، وحصرهم في الوظائف الدنيا ، أو عن طريق تسليط الأجنبي على رقابهم ، أو عن طريق السجن أو الإبعاد ، المهم ممارسة كل الأساليب التي تـُوصل لإذلالهم ، فالمبدأ إذن .. هو ضرب مصدر القوة أيا كان هذا المصدر ، وممارسة عملية الإذلال.
ما هو الأساس الذي انطلق منه فرعون في هذه الممارسة الوحشية ؟ ( وإنا فوقهم قاهرون ) فالأساس أولا : دعوى الألوهية ، التي تعطيه السلطات المطلقة ، وثانيا : أنه يمتلك القوة العسكرية والمادية ، وثالثا : أن بني إسرائيل شعب مستضعف ، أعزل من السلاح ، ولا حول له ولا قوة ، وأعتقد بأن الحاكم الذي يؤمن بالله ، ويؤمن باليوم الآخر ، ويرتبط برباط وطني مع شعبه لا يمكن أن يمارس هذه الممارسات مع شعبه ، مهما اختلفوا معه أو اختلف معهم .
كان هذا موقف ومنطق فرعون ، فما هو موقف ومنطق موسى (ع) كمعارضة ؟
( قال موسى لقومه : استعينوا بالله واصبروا ) من المعلوم ، أن موسى (ع) من البداية ، كان يطرح الحل الثوري ، فكان يطرح مسألة تغيير النظام من الجذور ، ولم يكن يطرح الحل الإصلاحي ، وهو الإصلاح في داخل النظام ، كما نطرحه نحن اليوم في البحرين ، ومن الملفت للنظر ، أنه مع تبني موسى بن عمران (ع) للحل الثوري ، إلا أنه التزم بالنهج السلمي في التغيير ، فلم يؤمر قومه بالقتال وحمل السلاح ، وأن الله عز وجل أعطى موسى مبتغاه ، وحقق له هدفه في تغيير النظام ، وهذه التجربة ، تعطينا مثلا حسيا ، على كفاءة وفعالية المنهج السلمي في التغيير ، ليس في التغيير الإصلاحي فقط وإنما حتى في التغيير الثوري أيضا ، كما تنهبنا الآية التي ضرورة التمييز بين أن يمارس الإنسان العنف ، وبين أن يكون ضحية للعنف ، فهنا فرعون أخذ بمبدأ العنف ( سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم ) ونفذ وعيده ، ولكن موسى (ع) لم يؤمر بني إسرائيل بالرد بالمثل ، وإنما أمرهم بالتمسك بالنهج السلمي ، وهذا الحال هو حال الأئمة (ع) ، فجميع الأئمة (ع) لم يلجأوا إلى الحل الثوري من خلال المواجهة عدا الإمام الحسين (ع) ، وقد كان الأئمة (ع) ضحايا للعنف ولم يمارسوه ، فيجب أن نميز بين أن نكون ضحايا للعنف وبين أن نمارس العنف .
( استعينوا بالله واصبروا ) حينما يقول موسى لقومه : ( استعينوا بالله ) فهو يحاول أن يرفع من معنويات قومه ، فلما نفذ فرعون وعيده بقتل الأبناء واستحياء النساء ، يبدو أن الرعب دخل إلى قلوب بني إسرائيل ، لاسيما وأنهم عاشوا تجربة سابقة ، وأن عهدهم بالإيمان جديد ، فلم يستوعبوا التجربة الجديدة والوضع الجديد ، لذلك تأثرت معنوياتهم ، ودخل الخوف إلى قلوبهم ، وقد أراد موسى (ع) أن يرفع من معنويات بني إسرائيل ، وأن يقول لهم بأن هدفكم عظيم ، وطريقكم واضح ، والتحديات والصعوبات أمر طبيعي ، وأن عليكم أن يكون لكم برنامج عمل لتحقيق أهدافكم ، وقد طرح موسى (ع) برنامج عمل تحقيق النصر من قسمين :
القسم الأول : ( استعينوا بالله ) والاستعانة بالله تعني ثلاثة أمور رئيسية :
الأمر الأول : الالتزام بالمبدأ الإلهي في الحياة .
الأمر الثاني : الواقعية في العمل ، بمعنى توفير الأسباب الموضوعية ، المادية والمعنوية ، التي يتحقق النصر من خلالها ، وهذا الفرق بين التوكل والتواكل .
الأمر الثالث : الإيمان بأن الله عز وجل ، ينصر عباده المؤمنين ، وأنه قادر على قلب الموازين ، سواء كانت هذه الموازين سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أو غيرها ، كما في قوله تعالى : ( إن تنصروا الله ينصركم ) ، وقوله في آية أخرى ( لقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ) فالميزان العسكري كان لصالح قريش ، ولكن الله قلب هذا الميزان ، وهذا يعني ضرورة وجود مشروع ثقافي لتحقيق النصر .
القسم الثاني : ( واصبروا ) الصبر يعني أمرين أساسيين :
الأمر الأول : أن العقبات والتحديات أمر طبيعي ، والمطلوب هو الثبات ، فالصبر يعني الثبات في مواجهة التحديات والصعوبات .
الأمر الثاني : الصبر يعني النفس الطويل ، وعدم استعجال النتائج ، وعدم طي المراحل ، فعلينا أن نصبر ، ولا نستعجل النتائج ، فالنصر قادم ، وكما أكدنا في الفقرة الأولى على ضرورة وجود المشروع الثقافي ، فإننا نؤكد هنا على ضرورة وجود المشروع السياسي .
بعد ذلك قدمت لنا الآية فلسفة النصر ( إن الأرض لله ) الأرض لله تعني عدة أمور:
الأمر الأول : أن الله هو المالك للأرض ، والمالك لما عليها ، ومن عليها ، وبالتالي فهو مالك للإنسان ، وأن الأرض وما عليها ومن عليها خاضعة لسلطة الله وتدبيره ، وأن فرعون لا يملك شيئا من الأرض ، ولا يملك شيئا مما على الأرض ، ولا يملك شيئا ممن على الأرض ، وليس له ربوبية وهيمنة على الناس ، وهو غير قادر على أن يخرج الأرض ، وما عليها ، ومن عليها من سلطة الله .
الأمر الثاني : أن الناس على الأرض يجب أن يتبعوا منهج الله ، لأن المستخلف وهو الإنسان ، يجب أن يمثل إرادة المستخلف ويلتزم بمنهجه ، وهو الله عز وجل ، كما أن الموكـَل ينفذ إرادة الموكـِـل .
( يورثها من يشاء من عباده ) الآية تعني عدة أمور :
الأمر الأول : أن الآية تعني أنه ( لا إكراه في الدين ) صحيح أن الإنسان يجب أن يلتزم بمنهج الله في الأرض ، ولكن من الناحية النظرية قد يعصي الإنسان الله ، وقد يخرج عن منهجه .
الأمر الثاني : أن الآية تشير إلى أنه من الناحية العملية والفعلية : سوف يخرج أشخاص عن طاعة الله ومنهجه ، وسوف يدخلون في صراع مع المؤمنين ، وأن هذا الصراع سوف يستمر ، وسوف يكون محكوما بسنن الله في الأرض ، وأن المؤمنين والكافرين سوف يتبادلون النصر والهزيمة وفق هذه السنن .
الأمر الثالث : أن خروج بعض الناس عن إرادة الله من خلال عصيانهم ، لا يعني بأي حال من الأحوال ، أنهم أخرجوا الأرض ومن عليها من سلطة الله ، فتبقى الأرض ، ويبقى الإنسان تحت سلطة الله ، وأنه يورث الأرض ، ومن عليها لمن يشاء ، قال ( والعاقبة للمتقين ) شاءت إرادة الله بأن تكون العاقبة والنهاية على الأرض للمتقين ، وذلك لعدة أسباب :
السبب الأول : أن الله ناصرهم .
السبب الثاني : المنهج القويم الذي هو يخاطب فطرة وعقل وضمير الإنسان .
السبب الثالث : القيادة الربانية ، سواء كانوا الأنبياء ، أو الأوصياء ، أو الفقهاء ، وهؤلاء يملكون عنصر الإخلاص لله وللدين وللمنهج ، وللناس الذين يستفيدون من الدين والمنهج .
السبب الرابع : المؤمنون ، فهم الصورة لقيادتهم في إخلاصهم لله وللدين وللناس ، وأن هؤلاء سيستفيدون من التجارب ، ويتعلمون منها كيفية توفير أسباب النصر للدين والمؤمنين .
السبب الخامس والأخير : أن البشرية سوف تستفيد من تجارب الأولين ، وسوف تدرك الحق وتعود إلى الدين .
الخطبة السياسية: دور الجماهير في العمل الوطني
فيها أربع وقفات تدور حول دور الجماهير في ساحة العمل الوطني ، ومعالجة بعض الإشكاليات ذات الصلة بالموضوع .
الوقفة الأولى : ثمة اتجاه عندنا في ساحة العمل الوطني ، ينظر إلى إنسان الشارع ، على أنه قاصر ، ويجب الأخذ بيده ، وفرض الوصاية عليه ، ولا يعطي لرأيه قيمة في الأمور والأحداث ، لأنه دون مستوى ذلك .
سلبيات هذا الاتجاه : لهذا الاتجاه سلبيات ، لها انعكاساتها الخطيرة على ساحة العمل الوطني ، وحركة التغيير الإرادي والتطوير في الوطن ، فأصحاب هذا الاتجاه يستعلون على إنسان الشارع ، ولا يسعون لتوجيه الخطاب إليه ، ليبصروه بواقع البلاد والعباد ، ويبصروه بحقوقه وواجباته ، ويجيبوا على أسئلته واستفساراته ، لأن ذلك عندهم نوع من العبث ، فالقرار يصوغه ويتخذه القادة والنخبة ، وليس لهؤلاء إلا التصفيق والاتباع ، والنتيجة ما يلي :
1. تدني مستوى الوعي العام لدى إنسان الشارع ، ونقص الخبرة لديه .
2. تهميش دور إنسان الشارع في تحمل المسئولية العامة ، والمساهمة في إدارة ساحة العمل الوطني .
3. جعل إنسان الشارع عرضة للاختراق ، والتوظيف لغير مصلحة الدين والوطن .
4. حصول الفصام بين القيادة والقاعدة الشعبية ، فالقاعدة ليس في وسعها أن تفهم توجهات القيادة وأهدافها ، وليس في وسعها أن تقدم لها الدعم والمساندة بصورة كافية لتحقيق أهدافها.
والمحصلة النهائية : أن حركة التغيير الإرادي والتطوير في الوطن تكون غير ممكنة ، لأن إنسان الشارع هو مادتها وركيزتها الأساسية ، والرقم الأصعب ، فإذا تم تهميشه فلن تحدث أبدا .
وهذا الحال – حسب فهمي – يتناقض مع توجهات الأنبياء والقرآن والسنن التاريخية ، فالقرآن والأنبياء يخاطبون الناس جميعا ، والإسلام فرض على كل إنسان عاقل مكلف المسئولية العينية تجاه نفسه ومجتمعه ، وقرر بأن كرامة الإنسان تكمن في عقله وإرادته الحرة المسئولة ، وفرض عليه أن يتعلم ليتحمل المسئولية ، والجهل ليس بعذر ، تماما كما فرض عليه الطهارة للصلاة . وفي الحقيقة فإن العبادات الجماعية ، وخطب الجمعة ، ودروس المساجد والمآتم ، والمناسبات الدينية والوطنية ، إنما شرعت لكي تساهم في رفع مستوى الثقافة والتعليم الجماهيري ، ورفع كفاءتهم في تحمل مسئولياتهم الخاصة والعامة .
إنني لا أنكر دور القادة والنخبة في خلق الوعي ونشره ، وإنما استنكر عدم الاهتمام بتوصيل الخطاب إلى الجماهير ، وتهميش دورهم في ساحة العمل الوطني . إن كل مشروع ثقافي أو سياسي أو غير ذلك ، يحتاج إلى فكر النخبة ، ولكن لا يمكن إنجازه على أرض الواقع إلا بوعي ومساهمة الجماهير الفاعلة فيه ، وأن كل مشروع يستثني الجماهير ، يحاصر نفسه ، ويحكم على نفسه بالفشل .
الوقفة الثانية : أقتبس قولا للإمام علي بن أبي طالب (ع) ، يوضح فيه دور النخبة والجماهير . يقول (ع) في عهده للأشتر (رض) : ” فإن سخط العامة ( يعني الجماهير ) يجحف برضا الخاصة ( يعني النخبة ) ، وإن سخط الخاصة يغتفر مع رضا العامة ، وليس أحد من الرعية أثقل على الوالي مؤونة في الرخاء ، وأقل معونة له في البلاء ، وأكره للإنصاف ، وأسأل بالإلحاف ، وأقل شكرا عند الإعطاء ، وأبطأ عذرا عند المنع ، وأضعف صبرا عند ملمات الدهر ، من أهل الخاصة .. ” ، ثم قال : ” وإنما عماد الدين ، وجماع المسلمين ، والعدة للأعداء ، العامة من الأمة ، فليكن صغوك لهم ، وميلك معهم ” .
في هذا النص ، يأمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) مالك الأشتر واليه على مصر في عهده إليه : بأن يسمع جيدا إلى الجماهير ، وأن يميل إليهم ، ويحفظ قلوبهم ، ويفضلهم على النخبة ، وذلك لسببين :
السبب الأول : أن الجماهير يمثلون غالبية الشعب ، والعمود الفقري للمجتمع ، وعليهم تدور عجلة التنمية ، وحركة التغيير الإرادي والتطوير في المجتمع ، وعليهم تدور مواجهة الأعداء ، وأن النخبة يمثلون قلة من الشعب ، لا يضر سخطهم مع رضا الجماهير ، ولا ينفع رضاهم مع سخط الجماهير ، فإذا فضلت النخبة ، وأهملت الجماهير ، فإن النتيجة هي : وهن الدين والوطن وتخلفهما .
السبب الثاني : أن النخبة تتصف ببعض الصفات التي تقلل من شأنها ، والجماهير تتصف ببعض الصفات التي تستلزم العناية بها ، وتفضيلها على النخبة ، وهذه الصفات هي :
أولا – صفات النخبة :
1. النخبة أقل في صفائهم الروحي ، وأقل حياء من الجماهير ، ويميلون إلى حب الدنيا ولا يميلون إلى التضحية ، ويخافون على ما في أيديهم من خيرات الدنيا .
2. يعتقدون بزيادة فضلهم على الجماهير ، وأنهم أحق بالامتيازات والمناصب والمكاسب منهم ، ويميلون إلى التسلط والاستعلاء ، فهم ينظرون إلى المستضعفين على أنهم أقل منهم شأنا ، ويسوقونهم إلى مهاوي البؤس والمذلة ، من أجل مصالحهم الخاصة .
3. يكرهون الحق والعدل والمساواة والقيم العليا ، لأنهم لا ينظرون إلا إلى المكاسب والمناصب والامتيازات ، ويجعلون الدين والقانون تبعا لأهوائهم ، ولهذا وصفهم (ع) بما يلي :
– أثقل مؤونة على الحاكم في الرخاء .
– أقل معونة له في البلاء .
– أكره للإنصاف : العدل .
– أكثر جرأة على السؤال عند الحاجة .
– أقل شكرا عند العطاء .
– أقل مسامحة عند الاعتذار إليهم .
– أضعف صبرا عند ملمات الدهر .
ثانيا – صفات الجماهير :
1. الجماهير يمثلون الأكثرية الغالبة في كل شعب ، ولا يستغني أي مشروع إصلاحي أو تطويري عن العنصر البشري الفاعل ، فهم العمود الفقري في المجتمع ، والركيزة لإنجاز أي مشروع فيه ، فإهمالهم يعني إهمال للأمة والوطن والدولة ، ولا تستطيع القيادة بدونهم أن تنجز أي مشروع ذو بال أو أهمية .
2. الجماهير يعيشون الصفاء الروحي ، والإخلاص للمبادئ والقيم ، فهم ينشدون الخير والحق والعدل والمساواة ، وهم أقل ميلا للدنيا والمصالح والمكتسبات والامتيازات المادية ، وأكثر استعدادا للتضحية بأموالهم وأنفسهم في سبيل إيمانهم ، والدين هو الوحيد الذي يضمن لهم تحقيق أهدافهم ، والتعبير عن رغابتهم وأمانيهم المشروعة ، فيلتقون مع الدين ويلتقي معهم في منطلقاته وأهدافه وقيمه ، فهم التربة الخصبة للدين ، ولثورته المباركة ، ولهذا وصفهم (ع) بأنهم :
– عماد الدين : فهم للدين بمثابة العمود الذي يقوم عليه البيت .
– جماع المسلمين .
– العدة للأعداء .
ولذلك أمر واليه أن يكون صغاؤه ( استماعه ) إليهم ، وميله معهم ، وأن لا يغضبهم ، ويحاول إرضاءهم ، واستمالة قلوبهم ، طبعا بما لا يغضب الله جل جلاله.
الوقفة الثالثة : أقتبس أربعة نصوص من كتاب ولاية الفقيه : 115 سؤالا حول ولاية الفقيه ، لآية الله جوادي آملي ، وهي ذات علاقة بالموضوع :
النص الأول – قال حفظه الله تعالى في جوابه على السؤال رقم ( 66 ) ، ص (118) : ” .. ففي النظام الإسلامي تعد السلطة المقننة ( يعني السلطة التشريعية ) والسلطة القضائية ( من أمر الله ) أما تنفيذ القانون الإلهي فهو ( أمر الناس ) ، فإذا أراد الناس التنفيذ ، كما في حالة وجوب استثمارهم للمصادر الطبيعية على أحسن وجه ، والمحافظة على استقلالهم ( وتشمل المصاديق في موضوع البحرين ، قرار المشاركة أو المقاطعة في الانتخابات البرلمانية القادمة ) ، فإن للمشورة دورها المصيري في مثل هذه الحالة ، حيث يجري البحث فيمن يحتل الأولوية في التنمية ، هل هي الزراعة أم الثروة الحيوانية ، أم الصناعة ، وفي كيفية بناء البلد والاستثمار ، وطريقة معالجة المشاكل الاقتصادية من قبيل التضخم ، وقضايا المدن من قبيل مشكلة المرور ، وسائر الأمور المتعلقة بإعمار البلاد ثقافيا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا ” انتهى .
فمن الواضح جدا في وضعنا في البحرين : أن قرار المشاركة أو المقاطعة هو من أمور الناس التي يجب الرجوع إليهم فيها ، ولا يستقل بها الفقيه الجامع للشرائط .
النص الثاني – قال حفظه الله تعالى في جوابه على السؤال رقم (93) ص (165) : ” .. ومن النادر وقوع الاستبداد لدى الفقيه الجامع للشرائط ، الذي يتولى الولاية على المجتمع الإسلامي وإدارته عن إمام العصر (ع) ، وذلك لتمتعه بعدة مزايا ذاتية : أولها الفقاهة ، وثانيها العدالة ، وشرح هاتين الميزتين ص 165.
ثم قال : والميزة الثالثة هي سياسته ودرايته وتدبيره ، وإدارته التي بموجبها يدير النظام الإسلامي ، على أساس التشاور مع ذوي الخبرة والعلماء والمتخصصين ، ملاحظا إرادة الأمة ( لاحظ هنا قوله – حفظه الله – ملاحظا إرادة الأمة ، فلا تكفي الشورى ، بل أيضا ملاحظة إرادة الأمة ) وقال حفظه الله تعالى : إذا عمل الفقيه دون مشورة ، ولم يكن مديرا ومدبرا ومحيطا بامور زمانه ، فلا يليق للقيادة والولاية ” ص 166 .
النص الثالث – قال حفظه الله تعالى في جوابه على السؤال رقم (99) ص (181) : ” إن النظام الإسلامي هو نظام التشاور مع الشعب ، ويتم التشاور مع جماهير الشعب في جميع الأمور ، ومع ممثلي الشعب من أهل الخبرة ، في الأمور الفنية والتخصصية ، واقتراع الشعب هو في الحقيقة تشاور مع الشعب ، الذي ينتخب رئيس الجمهورية ، وأعضاء مجلس الخبراء ، وأعضاء مجلس الشورى الإسلامي.
وقال في الإجابة على نفس السؤال ص : (182) ” ومن لا يحترم الرأي العام ، لن يتمتع بالاقتدار الوطني ، ومن هنا ورد في الدستور ( يعني دستور الجمهورية الإسلامية في إيران ) التأكيد على احترام الرأي العام ، كي تتم إدارة البلد ، بالرأي العام والعزم الوطني ” .
النص الرابع – قال حفظه الله تعالى في جوابه على السؤال رقم (106) ص (191) : ” ليس هناك من أراد من الناس أن يكونوا ( بلا رأي ) ” وكما ذكر في البحوث السابقة : ” فإن رأي الشعب والخبراء والأخصائيين ، مصيري في إدارة الأموال والأمور الشخصية ، وكذلك الأمور العامة للبلد ، ويقوم الفقيه الجامع للشرائط وفقا لخبرة وإرادة الشعب : طبعا مع مراعاة الموازين الإسلامية ، والتي تحظى باهتمام ورغبة الشعب ” .
تأمل قوله حفظه الله تعالى ” فإن رأي الشعب والخبراء والأخصائيين مصيري ” فقد قدم رأي الشعب على غيره . وتأمل قوله حفظه الله تعالى ” ويقوم الفقيه الجامع للشرائط بإدارة البلد وفقا لخبرة وإرادة الشعب ” طبعا ذكر كل هذا ، وهو يتحدث عن ولاية الفقيه ، وهو فقيه مدافع من الطراز الأول عن نظرية ولاية الفقيه ، وفي أقواله – حفظه الله تعالى – ما يسلط الضوء بكثافة على موضوع بحثنا ، وهو دور الجماهير في إدارة الحياة العامة .
الوقفة الرابعة والأخيرة : في الختام ، فإني أوصي بالتالي :
1. اقتراب القيادات والرموز والمؤسسات من ساحة الجماهير وهمومهم وقضاياهم ، وتفعيل دورهم في ساحة العمل الوطني .
2. تذليل الخطاب ، ووضعه في إطار مفهوم للجماهير .
3. توظيف جميع الوسائل المتاحة ، لإيصال الخطاب إلى الجماهير ، من أجل تكوين قاعدة جماهيرية واعية وفاعلة ، كضمان وحيد لإنجاح أي مشروع .
4. يجب تقديم نماذج عملية في الخطاب الإسلامي ، تساعد على إيجاد القناعة بجدوى المشروع الإسلامي ، وقدرته على تبني مصالح الجماهير ، وهمومهم وقضاياهم ، واقتراح الحلول المناسبة الواقعية لها ، من منطلق المشروع الثقافي الحضاري الإسلامي .
5. يجب على العلماء والقادة والرموز والمثقفين ، أن يتحلوا بالشجاعة ، وقول الحق ، والابتعاد عن المتاجرة بالدين والوطن ، من أجل كسب ثقة الجماهير ، والتمكن من إرشادهم ، وتوجيههم وتفعيل دورهم في ساحة العمل الوطني.
6. يجب على القيادة أن تعطي الحقيقة كاملة إلى الناس لأنها ملكهم ، إلا ما لا يتلاءم مع الأمن لقضيتهم ، ويجب أن يعرف الناس مواقف القائد بوضوح تام لا لبس فيه ، لأنه رائدهم ، والقيادة التي تعطي الناس نصف الحقيقة ، سوف تجعلهم يتحركون في الظلام ، وكأنهم لا هادي لهم .
7. يجب علينا أن نعيش النقد للأشخاص والخطوات والكلمات مهما كبرت ، وأن نرتبط بالمواقف ومشاريع العمل ، وليس بالأشخاص والكلمات ، حتى نمسك أرضنا التي نقف عليها من أن تهتز بنا ، ونمسك قضايانا المصيرية من أن تضيع من أيدينا .
8. أوصي الجمعيات السياسية ، وسائر مؤسسات المجتمع الأهلي ، أن تولي اهتماما خاصا بالجماهير وتوعيتهم ، وتفعيل دورهم في ساحة العمل الوطني ، وأن تمارس دور القيادة والتنظيم ، لا دور التعطيل والمصادرة لإرادة ودور الجماهير ، فإن تعطيل إرادة ودور الجماهير ، يعني الفشل ، وحلول الكارثة بالمجتمع والدولة ، ولا أمل لنا بالنجاح في تحقيق مشاريعنا ، وتعديل وضع المعادلات الصعبة في ساحة العمل الوطني ، وتطوير المجتمع إلا من خلال الجماهير .
9. وفي الختام : أوصي الجماهير بطلب المعرفة ، والحضور الفعال في الساحة ، من أجل الدفاع عن دينهم ووطنهم وقضاياهم ، والالتفاف الواعي حول القادة والرموز والمؤسسات ، والحذر من الوقوع في الفتن ، أو الانجرار إلى العنف ، وأدعوهم إلى الالتزام بالدين ومكارم الأخلاق ، والحذر من التغريب والتفكك الاجتماعي .
أكتفي بهذا المقدار ، وأستغفر الله لي ولكم .
( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا او أخطأنا ، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ، واعفو عنا واغفر لنا وارحمنا ، أنت مولانا .. فانصرنا على القوم الكافرين )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بتاريخ 4 شعبان 1423 هـ الموافق 11 / 10 / 2002 م
في مسجد الشيخ خلف في قرية النويدرات