التصريح العاشر من داخل السجن: الشجرة التي تُسقى بدماء الشهداء ومداد العلماء لا تموت

الشجرة التي تُسقى بدماء الشهداء ومداد العلماء لا تموت؛ لأنها سُقيت بماء الحياة فيمتنع عليها الموت. للشهداء الأثر الأعمق الذي لا يُمحى والفضل الأكبر الذي لا يُنكر، وقد أورثوا لشعبهم ولأسرهم خاصة شرفاً لا يُخفى ومجداً لا يُنسى.

والمبعدون عن وطنهم وأهلهم وأموالهم فصاروا صوتَ الحق، والعدل الحُر الهادر بالمظلومية الظاهرة يصدعون بلسان الحال ولسان المقال صباحاً ومساءً، فيسمعهم أهلُ الأرض وأهلُ السماء، فلا يُخفى صوتهم ولا يُحاصر بحال، والمنتظر منهم أن يواصلوا السير باقتدار وثبات، وأن يقولوا رأيهم الحر المستنير فيما يحدث من الأمور بشجاعةٍ أدبيةٍ مسؤولة.

والمعارضة الصابرة المحتسبة المستميتة لجميع فئات وشرائح المجتمع التي روحها الإيمان وزادها التقوى وترى بنور الحق وميزانها العدل وعمادها التوكل وغايتها الإصلاح، ويحتضنها شعبٌ كريم يعشق أبناءَهُ الأبرارَ المضحين الأوفياء ويوقّرهم ويمجدهم ويرفع ذكرهم وشأنهم ويحميهم ويدافع عنهم موعودون بحتمية النصر والظفر وعداً حقاً صادقاً من عند الله سبحانهُ وتعالى، فلا يضرهم من خالفهم.

فعلينا بالتلاحم ورصِّ الصفوف والقيام بالواجبات والتحلي بالصبر والثبات وترك الاستعجال ونبذ الأنانية والتفرد والاستبداد والأخذ بالتكامل في الأدوار والنظر بعين البصيرة، والاعتبار إلى متطلبات الحاضر والمستقبل، والاستجابة الجامعة للرأي والمتوازنة، في كل وضع مستجد بما يُحصد خيره ويُدفع شره ولا ينقض الغرض، والحذر الشديد من ضيق الأفق وخطأ الحسابات والاستغراق في اللحظة والتفريط في المكتسبات والاستحقاقات ومتطلبات المستقبل أو تضييع الفرص؛ فالتعددية مع التكامل والتنسيق، ووضوح الرؤية لا تعني الفرقة؛ بل هي قوةٌ وسبيلٌ لاقتناص كافة الفرص في مختلف الأوضاع وتحصيل مكاسبها ويمكن أن تُظِل الجميعَ مظلةٌ واحدةٌ، والخيارُ متروكٌ أخيراً للمتصدّين.


فضيلة الأستاذ عبدالوهاب حسين
الناطق الرسمي باسم تيار الوفاء الإسلامي
الجمعة 17 سبتمبر 2021 مـ – 10 صفر 1443 هـ
معتقل سجن جو – البحرين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى