الأستاذ عبدالوهاب حسين: محور المقاومة اتخذ قرارًا حاسمًا بمنع سقوط “حماس” مهما كان الثمن

بسم الله الرحمن الرحيم

دلَّ طوفانُ الأقصى على فشل شامل؛ أمني، سياسي، عسكريّ، تكنولوجي، وغيره للكيان الصهيوني وأمريكا، ولسائر حماة الكيان الصهيوني وداعميه، وتسبب في أضرار بالغة معنوية للكيان الصهيوني، وشكّل خطرًا جديّاً عليه؛ لهذا اتخذ الكيان الصهيوني وشريكه أمريكا قرارًا حاسمًا بتصفية “حماس” كخطوة أولى، ثم القضاء بالتدريج على سائر قوى المقاومة، وعزموا على ذلك وأعدوا له عدته.

حشدوا القوات والأساطيل واتخذوا كلَّ الإجراءات العملية واللوجستية لذلك، وعملوا سياسيًا وإعلاميًا إلى تهيئة الأرض اقليميًا ودوليًا لتحقيق ذلك، واستخدموا التضليل والتدليس والمراوغة والإغواء والخداع والكذب، للإنفراد بـ”حماس” والتستر على الجرائم البشعة التي لا مثيل لها، التي يرتكبها الكيان الصهيوني، بالتعاون والتنسيق والتخادن مع حلفاء الكيان الصهيوني الإقليمين أو الدوليين.

بالنسبة لمحور المقاومة؛ يعلم علم اليقين بأنَّ مصيره واحد، والسماح بتصفية “حماس” بالنسبة له -أي محور المقاومة- وعجز وفشل، أو إعطاء الفرصة لتصفيته؛ لذلك اتخذوا قرارًا حاسمًا بمنع سقوط “حماس” مهما كان الثمن.

بين هذان القرارين: قرار الكيان الصهيوني والأمريكي بتصفية “حماس”، وقرار محور المقاومة بمنعه؛ تُفتح فوّهة بركانُ الحرب الواسعة التي تطال بحممها الملتهبة جميعَ دول المنطقة، ولا يعلم بتبعاتها وتداعيتها الكارثية إلا الله سبحانه وتعالى. اندلاع هذه الحرب محتملٌ جدّاً، وجميع الأطراف أعدّت عدتها إلى احتساب فشل المساعي إلى منع حدوثها.

إذا اندلعتْ هذه الحرب؛ سوف تصنع فارقًا لصالح محور المقاومة، وتظهر الكثير من الألطاف الإلهية المعنوية الجمالية والجلالية، وتؤدي إلى زيادة في المصداقية والبصيرة والشكيمة والثبات والتمكن، وفي نفس الوقت ستكون هناك هزيمة للكيان الصهيوني وأمريكا وحلفائهم، وتسقط المنظومة القيمية الغربية بالكامل ملوثةً مدنسةً الى الحظيظ، وتسقط الأقنعة، وتتجلّى الحقائق لمن يطلبها، ويُمَيَّز الصادقون من الكاذبين، وتتضرر المصالح الأمريكية في المنطقة والعالم، وتفقد الكثير من سمعتها ومكانتها، ويحدث تدمير كبير في دول المنطقة، وتشهد ظروفًا صعبة وقاسية لفترة زمنية طويلة.

وعليه فإنَّ المصلحة العليا لدول المنطقة هو ترك المداهنة والمراوغة والتقاعس والتخاذل، والسعي بجدّ لإيقاف الحرب، وإذا أرادوا غير ذلك أو عجزوا عنه أو فشلوا فيه؛ فستنزل الفاجعة القاسمة عليهم، وربما تكون حاسمة ومفصلية بالنسبة إلى بعضهم.


صادر عن:

  • الأستاذ عبدالوهاب حسين
  • الناطق باسم تيار الوفاء الإسلامي
  • معتقل سجن جو المركزي – البحرين
  • السبت 4 جمادى الأول 1445 هـ
  • الموافق 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى