الأستاذ عبدالوهاب حسين: الاستقلالية في اختيار أئمة الجمعة والجماعة ومضمون الخطاب الديني حقُ ثابت
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستقلالية في اختيار أئمة الجمعة والجماعة ومضمون الخطاب الديني حقُ ثابت، وتثبيته مكسبٌ عظيمٌ، تميّزنا به، ودفعنا ثمنَهُ من دمائنا تاريخيًا وحاضرًا، ولن يبقى لنا بدون ثمن.
والاستقلالية هي السبيل لحفظ دين التوحيد فلا يحفظ البتة بدونها، وهي السبيل لكسب ثقة المؤمنين ومنحهم الشعور بالطمأنينة والسلامة في دينهم ودنياهم، ومن أجل الاستقلالية رفضنا كادرَ الأئمة، وليس من الرشد أن نقبل دخولهُ علينا بجوهره من النافذة.
والإسلام منهج حياة شامل، والسياسة جزء لا يتجزأ منه ولا تنفصل عنه إلا إلى الشيطان والطاغوت.
ومن أعجب الأمور دعوة البعض إلى المحافظة على قدسية وطهارة الخطاب والمنبر الديني بإبعادهم عن السياسة، كأن السياسة في مفهوم هؤلاء رجس وقذارة، ثم يدعوننا إلى قبول هذه السياسة من أجل المحافظة على وحدة الصف والمحبة كأن الخطاب الديني خطاب كراهية وفرقة، متجاهلين أن حقيقة ما هو رجس وخبيث وقذر لا يكون إلا سببًا إلى الفساد والظلم والفرقة والخراب، ولا يكون البتة سببًا وطريقًا إلى الصلاح والفلاح والعدل والبناء والتعمير والوحدة والمساواة والسعادة، وهذا ما يدعونا إلى رفض السياسة بهذا المفهوم ومقاومتها والسعي جهدنا إلى اصلاحها وفق القيم الإسلامية السامية والاحكام الشرعية القويمة، واستبدالها بما هو خيرٌ لنا وللبشرية منه، فنحنُ باقون ساعين جهدنا للإصلاح، فإن غشمنا فإنا متبصرون لنحسن تدبير الأمر فيما تلجئنا إليه الضرورة بما يحفظ لنا سبيل التوحيد بشكل متوازن بجميع جهاته.
لنبقى موحدين بحق وحقيقة، صابرين على ما يجري علينا في سبيل الله ولوجهه الكريم، وبما يحفظ لنا حقوقنا ومصالحنا العامة في ديننا ودنيانا وآخرتنا.
• الأستاذ عبدالوهاب حسين
• الناطق الرسمي باسم تيار الوفاء الإسلامي
• معتقل سجن جو المركزي – البحرين
• الخميس 26 ذو العقدة 1444 هـ
• الموافق 14 يونيو/حزيران 2023 م