الأستاذ عبدالوهاب حسين: الوحدة قوة وهيبة.. وقد يكون التعدد والتنوع هو الخيار الأفضل

بسم الله الرحمن الرحيم

صرح الناطق الرسمي باسم تيار الوفاء الإسلامي، فضيلة الأستاذ عبدالوهاب حسين من داخل سجن جو بما يأتي:


وحدة الصف بجميع أشكالها الاندماج والتحالف والتنسيق وغيرها قوةٌ وهَيْبة، وقصة نجاح وميزة يخشاها الأعداء ويحسبون لها ألف حساب، فينبغي أن لا نألوا جهداً في تحقيقها والوصول إليها.

والحذر الشديد من التفريط فيها، وذلك يحتاج إلى الصدق والإخلاص والتجرد وتجاوز الذات والتسامح والترفع عن الصغائر والضغائن، ويحتاج إلى عزم الإرادة، وهو أمر لا يُوفق إليه إلا الصالحون.

إلا إن الوحدة أو واحدًا من أشكالها ليس مقدسًا في نفسه، ولا يُطلب بأيّ ثمن، فقد يكون المتعين عمليًا في بعض الأحيان بحكم المعطيات الواقعية المتعلقة بالعاملين، أو العمل أو الواقع هو الافتراق للضرورة العملية، وقد يكون التعدد والتنوع هو المتعين للمقتضى؛ لدفع الأضرار ولجلب أكبر قدر من المنافع ولحفظ الحق والقضية والمصالح.

والوحدة تطلب بشروط أن تبنى بناءً سليمًا على أسسٍ واقعية عادلة، ومتوازنة ومتينة وفاعلة، ولغايات شرعية محمودة، وأن تؤدي إلى مصلحةٍ أكبر، وتعالج السلبيات وتمنع الأضرار، لا أن تكون شعارًا وصورةً زاهية في الظاهر نتباها بها لكنها تلحق بنا الأضرار، وتكون أداةً للتعطيل وتضييع المكتسبات، وستارًا لتمرير ما لا ينبغي تمريره للحقيقة والمضمون.

وفي جميع الأحوال لا ينبغي الاستهتار والتراشق وتبادل الإساءات والطعون؛ بل ذلك مذمومٌ وضارٌ ومؤشرٌ سيءٌ على الأخلاق، ويختلفُ عن النقد البنّاء.

وقول كلمة الحق التي يجب أن تقال مقترنةً بالحكمة وتبادل الاحترام، وحفظ حقوق وحرمات المؤمنين والترفع والتنزه عن التراشق فضيلةٌ محمودة وحسنةٌ نافعة، وميزةٌ إيجابيةٌ للشرفاء.

ولا ينبغي أن يشغلنا التفكير في الوحدة ويصرفنا عن بناء أنفسنا وعمل ما ينبغي عمله لتلبية متطلبات الحاضر والاستعداد للمستقبل، ولا أن يحمل بعضنا على العزلة والانصراف عن تحمل المسؤولية، ويؤدي بنا إلى الانزلاق وتبادل الطعون والإساءات بحجة الغيرة على الأمة والوحدة ونحو ذلك من الآفات والسلبيات، فنناقض بذلك أنفسنا ندعو إلى شيء بألسنتنا ونخالفهُ بأعمالنا وننقض غايتنا بأيدينا، وهو من السفه والحمق، فالحكيم لا ينقض غايته البتة.

وعلينا إن لم نصل إلى الوحدة في أشكالها العليا كالاندماج والتحالف، أن نأخذ على الأقل بخيار التنسيق والتكامل الصريح أو الضمني بحسب المقتضى، مادام كل يعمل برؤيةٍ وبمنهج مختلف مشروع من أجل أهدافٍ وغاياتٍ مشروعة.

وقد يكون التعدد والتنوع هو الخيار الأفضل المطلوب أصلاً في المرحلة، فالنخطط له ونأخذ به، فإن تخندقنا وتهاوننا ولم نفعل ما تقتضيه المصلحة العليا للدين والأمة من الوحدة المطلوبة بالشكل المطلوب، وتسوية الإشكالات ورفع الموانع؛ فالشيطان رائدنا وقائدنا وسائسنا إلى الفشل والذل والهوان والهلاك، فإنما التوفيق والتأييد والعزة والنصر الإلهي بمقدار الصدق والإخلاص والأخذ بالأسباب المادية والمعنوية وليس بالقوة والعدد والعتاد المجرد والغرور.

ولا يوجد حكمٌ واحد لجميع الأطراف، فقد يكون حكم بعضها الاندماج وأخرى التحالف وأخرى التنسيق وغيره، ومن العجب أن يجتمع أهل الباطل والمصالح من أجل باطلهم ومصالحهم وبنياهم ولا يجتمع أهل الحق والإيمان في وقتٍ يتعين عليهم توحيد صفوفهم من أجل حقهم وإيمانهم ودنياهم وآخرتهم.


فضيلة الأستاذ عبدالوهاب حسين
الناطق الرسمي باسم تيار الوفاء الإسلامي
الخميس 22 فبراير 2022 مـ – 20 رجب 1443 هـ
معتقل سجن جو – البحرين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى