سماحة الشيخ سعيد النوري
هي إحدى الشخصيات العلمائية البارزة ومن ثقاة أية الله الشيخ عيسى قاسم والسيد الغريفي وأحد أساتذة حوزة السيد جواد الوداعي، وقد انتظم اولا في الجامعة العالمية للعلوم الأسلامية بلندن التي انطلقت في العام 1991م مع ثلة من طلبة العلوم في عام 1992م للتحصيل الديني ، ووفقا للمنهج الأكاديمي نال المرتبة الثانية في دراسته ثم رجع الى البحرين عام 1996م وبعدها واصل تدريسه ونشاطاته الفكرية والسياسية حتى وصل لمكانة مرموقة بين العلماء وأصبح يشار له بالعلم والفضيلة وقد أستلم مهمة التوجيه والبناء المفاهيمي والقيمي في مسجد الزهراء بمدينة حمد وجامع الأمام الحسين بمنطقة عالي وقد تولى نيابة جمعية التوعية في ظل رئاسة الأستاذ عبدالوهاب عام 2002م ورئاسة جمعية التوعية الأسلامية في منتصف عام 2003م بعد استقالة الأستاذ، وبعد انتهاء دورته الرئاسية من الجمعية توجه مرة ثانية الى قم المقدسة في عام2005 م وعاد للبحرين في عام 2008م وقد تولى إمامة مسجد الشيخ خلف ومسجد الهادي لفترة قصيرة وله من المؤلفات “ثقافة الحجاب و”الإسلام وثقافة العدالة”.
عندما تعاظمت الأحداث السياسية وتأزمت الأوضاع وعصفت بالوطن رياح الظلم والأزمات قرر الرجوع لربوع الوطن أسوة بالرموز المتصدين للشأن السياسي ليشاطرهم العمل بالتكليف في التصدي السياسي للسلطة، فقد عده وجوبا وتكليفا شرعيا في الرجوع للوطن والالتحاق بإخوته المتصدين للسلطة في العام 2008م وكان بارزا في تحليله للحدث السياسي وما رافقه من الميثاق الوطني ودستور المنحة وكان يعقد اللقاءات النخبوية الخاصة للمناقشة والتحليل في الشأن العام وكأنه الخبير المطلع على دقائق الأحداث والمستعد لمرحلة قادمة وهكذا تكلم عنه الأخرون عندما كان يدرس في لندن.
كانت مساهماته ومواقفه السياسية متنوعة شروعا من التقارير السياسية والفكرية التي كان ينقلها للشيخ عيسى والسيد الغريفي عن حالة المعارضة السياسية وكانت قناعته بخلاف المشاركة في برلمان 2006 وتم اعتقاله في أغسطس عام 2010م نظرا لدوره السياسي والفكري كما تم اعتقاله في 17 مارس 2011م.
ولما اتضحت معالم شخصيته السياسية وميله للصف الممانع فأنه وقع امام تحدي كبير مع الكثير ضمن الصف العلمائي الذي كان يختلف معه، وانتهى ذلك بتقديم استقالته من المجلس العلمائي.
وعلى أساس ذلك التحق الشيخ مع مجموعة الداعين لتأسيس تيار الوفاء الأسلامي وقام بالتحضير معهم للتحرك الجديد، وأسس هو ورفاقه التحرك الجديد بعد أنتهاء الإضراب بتاريخ 24 فبراير 2009م والإعلان عنه أمام الجماهير المحتشدة، وقد استلم الشيخ منصب الهيئة الثقافية التي تشكلت منها اللجان المختلفة، كمركز الإمام الخميني بمنطقة بني جمرة ، حتى اعتقل وأودع السجن في شهر أغسطس من عام 2010م وأفرج عنه مع جميع المتهمين في قضية الشبكة التنظيمية في 23 فبراير 2011م، واعتقل مرة ثانية مع رموز الثورة في 23 مارس من عام 2011م وحكم عليه بالمؤبد.