تصريح للأستاذ عبد الوهاب حسين حول انتقاد وتسقيط الرموز والقيادات

بسم الله الرحمن الرحيم
في ظل التراشقات المسيئة والخارجة عن حدود العقل والأدب والدين للرموز والقيادات الدينية والسياسية .
وفي ظل التوظيفات الباطلة والقبيحة للإنتماءات الحزبية والفئوية والطائفية وغيرها .
وفي ظل تدخلات شياطين الإنس ومكرهم بالليل والنهار لإثارة الفتنة بين المؤمنين والشرفاء لمصلحة الظلم والدكتاتورية والاستبداد والفساد والطغيان .
وفي ظل وقوع بعض المؤمنين والشرفاء في مكر الشياطين وخدعهم وحبائلهم بسبب التعصب والغفلة وقصر النظر والخلط السيء بين المفاهيم والجهل بأساليب الشياطين وكيدهم ، مما سمح للشياطين بترويج باطلهم وتسويق فتنتهم في أوساط المؤمنين والشرفاء.

وفي ظل الكثير من مناشدات الشرفاء والطيبين للأستاذ عبد الوهاب حسين ـ من خلال المراسلة وغيرها ـ بالتدخل لمنع الفتنة ووضع حد لإساءة المغرضين والجهال للرموز الدينية والسياسية والمجتمعية .
قال الأستاذ في الإجابة على سؤال وجه إليه حول انتقاد سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم وتسقيطه : انتقاد سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم ـ كشخصية عامة ـ حق طبيعي عام مكفول بحكم العقل والدين والفطرة ، وإهانته وتسقيطه ـ كإنسان شريف ورمز إسلامي ووطني ـ جريمة لا يفعلها من له نصيب من دين قويم أو شرف .
وقال : يجب التمييز بين الحق والجريمة ، فلا يُبخس الحق باسم الجريمة ، ولا تُسوق الجريمة باسم الحق ، من خلال الخلط السيء بين المفاهيم وإيجاد اللبس بين الحق المكفول والجريمة المنكرة ـ كما يفعل المبطلون في الترويج إلى باطلهم ، مثل : مصادرة الحقوق وقمع الحريات باسم الأمن وهيبة الدولة ـ فيختل بذلك التوازن ، وينتهي الأمر إلى ضياع الحقوق والاخلال بالأمن وظهور الإرجاف والفساد في الأرض .
وقال : أنا أحث على ممارسة النقد البناء للشخصيات العامة كحق طبيعي عام وكوسيلة للتصحيح والتطوير في الفكر والممارسة . فالهدف من النقد البناء هو ملاحقة الحق في الأطروحات وملاحقة العدل في المواقف ، مما يحقق للإنسان الطمأنينة والسعادة في الدنيا والآخرة .
وقال : ممارسة النقد البناء من خصائص المؤمنين الموحدين ، الذين يلاحقون دائما الحق في الأطروحات والعدل في المواقف ، لأن الله جل جلاله لا يعبد إلا بالحق في الأطروحات وبالعدل في المواقف ، ولا سبيل إليهما إلا :
• بالتسليم للمعصومين ( عليهم السلام ) في جميع الأطروحات والمواقف ، لأن المعصوم حجة ، فهو ( أي المعصوم ) بقوة البرهان والدليل الذي يجب التسليم إليه في طلب الحق والعدل ، بل هم النور المورث لليقين .
• وبالنقد لأطروحات ومواقف غير المعصومين ، لأن النقد هو السبيل الوحيد لتمحيص الأطروحات والمواقف التي تصدر عن غير المعصومين لمعرفة الحق أو الباطل والعدل أو الظلم فيها ، فيتمسك المؤمن الموحد بالحق والعدل ويدعو إليهما ، ويبرء من الباطل والظلم وينهى عنهما .
وقال : وأنا أبرء إلى الله جل جلاله من كل تسقيط ومسقط لسماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم أو لغيره من الرموز والقيادات الدينية والسياسية والمجتمعية الشريفة .
وقال : مثلما أحذر من التقديس الأعمى ومن غياب النقد البناء ، لأنهما السبيل إلى ضياع الحق والعدل وإلى التخلف والضلال ، فإني أحذر من ممارسة النقد على خلفية الانحياز الحزبي وغيره من أشكال الانحياز البغيض ، وعلى أساس الهوى واتباع النفس الأمارة بالسوء والمصالح المادية الضيقة فيضيع الحق والعدل في ظلامه الدامس ، وتشوش الرؤية على المؤمنين والشرفاء الطالبين للحق والعدل ، ويكون النقد بذلك سبيلا للضلال والضياع ، ومن عمل الشيطان الرجيم . وأحذر من كل تجاذب سيء تنتج عنه الإساءة للشرفاء وإهانتهم وإضعافهم لأي سبب كان ، وأعتقد بأن ذلك خارج عن منطق العقل ومنطق الدين ومنطق الأخلاق ومنطق المصلحة العامة ، وهو من تسويلات النفس الأمارة بالسوء ومن وساوس الشيطان الرجيم ، فلا يفعله إلا مغرض سيء أو جاهل لا يفقه ما يفعل ، وإن كان ظاهره في صورة القديسين الكرام ، فالعبرة بالحقائق لا بالصور والمظاهر .
صادر عن : إدارة موقع الأستاذ .
بتاريخ : 1 / ربيع الأول / 1430هج .
الموافق : 28 / مارس ـ آذار / 2009م .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى