ربحت في بيع الدنيا بالآخرة تجارتُهم
اعرفوا حقيقة السجن وقيمتهُ وشرفَهُ، واحفظوا سره الملكوتيّ العظيم، في الحديث النبوي الشريف (لَصَبْرُ أحَدِكم ساعَةً عَلى ما يَكْرَهُ في بَعْضِ مَواطِنِ الإسْلامِ “كالسجن والجهاد” خَيْرٌ مِن عِبادَتِهِ خالِيًا “من البلاء” أرْبَعِينَ سَنَةً). فأنتم بجهادكم وصبركم على بلاء السجن ومكارههِ في حالة عبادة وانقطاع مستمر لله تعالى، وفي عصمتهِ ورعايتهِ وجوارهِ وحمايته، فكونوا من أصلح عباده، وأصدق طائعيه المتمسكين بحبله المتين، الذين ترسّخت أشجار الشوق إلى رب الأرباب في حدائق صدورهم، وأخذت لوعة محبته بمجامع قلوبهم، وطاب في مجلس الأنس سرُّهم، واطمأنت بالرجوع إليه أنفسهم واستقرت بإدراك السؤدد ونيل المأمول الثواب والنصر قرارهم، وربحت في بيع الدنيا بالآخرة تجارتُهم، إذ اصطفاهم ربُّهم لقربهِ وخدمتهِ وولايته، وشوَّقهم إلى لقائه، وسلك بهم سبيل الوصول إليه، وسيَّرهم في أقرب الطرق للوفود عليه، وأقرَّ أعينهم بالنظر إلى وجهه الكريم، وبوَّأهم منازل الصدق في جواره، فهم بالبدار إليه يسارعون، وبابه على الدوام يطرقون، وإياه في الليل والنهار يعبدون.
المحب لكم والحريص عليكم.
عبدالوهاب حسين
معتقل سجن جو – البحرين
21 أغسطس/آب 2022