منهجان لدى العاملين الإسلاميين
على أرض الواقع هناك منهجان لدى العاملين الإسلاميين:
المنهج السلطوي: وهو منهج يقوم على المغالبة والمنافسة والسباق للسيطرة على المساجد والمآتم والمناطق ومصادر القوة ومنع الغير المختلف من المؤمنين منها، وهو منهج سلطوي في جوهره، وإن لبس العاملون به لبوس الدين والتقوى، وهو يُجسِّد بحق وحقيقة قول هارون الرشيد لولده المأمون: “إنَّ المُلْكَ عقيم ولو نازعتني عليه لأخذتُ الذي فيه عيناك وهو منهج تتجلى فيه الحسابات المادية والخوف على الدنيا والمصالح وعدم الثقة التّامة بالله “.
المنهج القيمي: وهو منهج يركِّز على مرضاة الله سبحانه وتعالى وتحصيل المدد الغيبي منه (، ويتجلَّى فيه عمق الإيمان بالغيب، والثقة بالله ” والتوكّل عليه، والالتزام الصادق الظاهر والباطن بأحكام الدين وقيم السماء، ولا يقيم أصحاب هذا المنهج وزنًا للمصالح الدنيوية في مقابل مرضاة الله سبحانه وتعالى، ولا يخدعهم الشيطان بالخلط بين الدين واتباع الهوى وشهوات النفس، ويرون بأنّ النصر هو من عند الله وحده لا شريك له وليس بسبب المغالبة بالحق والباطل.
الالتزام العملي بالمنهج القيمي يحتاج إلى بصيرة ويقين لا يتزلزل أمام صنوف حالات التخويف والترغيب، وتربية روحيّة وأخلاقيّة راسخة.
النصر على المدى البعيد هو لأصحاب المنهج القيمي، ونصيب أصحاب المنهج السلطوي الخسران، والمنهج السلطوي هو السبب الرئيسي في تأخّر النصر عن المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها، وما بقيت الدنيا وبقي هذا المنهج.