صلح الإمام الحسن “ع” صلح الرسول الأعظم وجميع الأئمة

(أ) إن صلح الإمام الحسن (ع) في عقيدة الإمامية ـ بحسب العقل والنص ـ هو صلح الرسول الأعظم الأكرم (ص)، وصلح الإمام علي بن أبي طالب، وصلح الإمام الحسين، وصلح جميع الأئمة. وإن ثورة الإمام الحسين (ع) في عقيدة الإمامية ـ بحسب العقل والنقل ـ هي ثورة الرسول الأعظم الأكرم (ص)، وثورة الإمام علي بن أبي طالب، وثورة الإمام الحسن، وثورة جميع الأئمة. وإن كلا منهما يرتبط بالظروف الموضوعية، ولا يعبران عن توجهين أو مزاجين مختلفين للإمامين الحسن والحسين (ع).

(ب) إن الرسول الأعظم الأكرم (ص) والأئمة الأطهار من أهل البيت هم حجة التشريع، إلا أن شرعية مواقفهم لا تنبع من ذواتهم الطاهرة المقدسة، وإنما من الواقع. فصوابية الصلح والثورة في الحقيقة لا تنبع لمجرد كونهما من الإمامين: الحسن والحسين؛ بحيث يتساوى الصلح والثورة في نفسيهما في الميزان الشرعي بغض النظر عن الظروف الموضوعية المرتبطة بهما، وإنما يرتبطان ارتباطا فعليا وحقيقيا بالواقع ولا ينفصلان عنه.

والنتيجة التي نخلص إليها: خطأ بعض المؤمنين في الاحتجاج بصلح الإمام الحسن أو ثورة الإمام الحسين لإثبات صحة مواقفهم السياسية بغض النظر عن الظروف الموضوعية التي تحيط بالمواقف، والمطلوب: إثبات صحة المواقف من خلال بحث الظروف الموضوعية المرتبطة بها؛ ليكون الحكم الشرعي عليها من خلال تشخيص توافقها ووجاهتها، بلحاظ الظروف الموضوعية المرتبطة بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى