أهم العوامل التي ساهمت -بحسب رأيي- في الإنتقال من المقاومة المسلحة إلى المقامرة السياسية:

العامل الأول : ربط مصير حركة التحرير بواقع الأنظمة العربية الفاسدة ومواقفها وبالأجندة الدولية ، بدلا من الحرص على الاستقلال ، وفرض الحق على أرض الواقع بالعمل المقاوم الجاد والمؤثر.

العامل الثاني : تسلل العناصر المخملية الضعيفة والبعيدة عن الميدان إلى المراكز القيادية الحساسة في المنظمة ، واحتشاء جسم المنظمة بعناصر غير نضالية.

العامل الثالث : سيادة المبادئ البرجماتية التي تسمح بتجاوز القيم والثوابت في تفكير القيادات الرئيسية في دوائر صناعة القرار تحت عناوين براقة وخادعة مثل الحكمة والواقعية وفن الممكن وفصل السياسة عن الدين والأخلاق والقيم.

العامل الرابع : استبداد القيادات بالقرار ، وعزل الجماهير كليا عن المساهمة الفعلية في صناعته ، وتعطيل دورها في المراقبة والمحاسبة ، ومطالبتها بالإتباع الأعمى والتطبيل للرموز والقيادات باسم الوطنية والالتزام الحزبي في العمل التنظيمي ، وغير ذلك من قواعد الخداع والتضليل والتسويق للدكتاتورية والاستبداد !!

العامل الخامس : تقبل بعض الجماهير لقواعد الخداع والتضليل والتسويق للدكتاتورية والاستبداد ، وأتباعها للرموز والقيادات كأشخاص ، وليس كحملة أفكار وأصحاب منهج وكفاءة ، فتميل الجماهير مع ميل الرموز والقيادات ، بغض النظر عن الأفكار والمناهج والنتائج التي تفرزها العملية السياسية أو الجهادية على أرض الواقع.

جزيرة النبيه صالح.

28 / سبتمبر ـ أيلول / 2006م.

مهرجان القدس السادس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى