القضية الفلسطينية بين خيارين الإستسلام أو المقاومة

احتلال الأرض واغتصابها ، وتدنيس المقدسات ، وظلم الشعب الفلسطيني ، تحدث على يد عصابة صهيونية ، لا تؤمن بشيء من المبادئ الإنسانية ، ولا تحترم شيئا من القوانين الدولية ، ولا تؤمن إلا بالقوة ، وهي تحظى بدعم غير محدود ، من أمريكا والغرب ، وفق تحالف استراتيجي بين الصليبية والصهيونية ، ولا أقول بين المسيحية واليهودية ، لأن المسيحية بريئة من الصليبية ، واليهودية بريئة من الصهيونية ، فالصليبية والصهيونية حركات سياسية توظف الدين لأغراضها السياسية ، ونحن نعلم يقينا بأن أمريكا خاصة ، شريكة للكيان الصهيوني في كل جرائمه ، فهي شريكة له في اغتصاب الأرض ، وتدنيس المقدسات ، وظلم الشعب الفلسطيني ، وكل ما يصيب الشعب الفلسطيني من ظلم ، أمريكا شريكة فيه ، وبوش شريك كامل لشارون في تحمل مسئولية هذه الجرائم ، وعداءنا للكيان الصهيوني ، لا يختلف عن عدائنا لأمريكا في شيء .
وإذا جئنا للأنظمة العربية ، نرى أنها تهمش الدين الإسلامي ، وتحاول إبعاده وعزله عن الساحة ، وهي تقوم بممارسة الكبت والتقييد لحركة الشعوب ، ولا ترتبط بها برباط ، كما أن الحكم عندها ليس وسيلة لخدمة الناس ، وإنما الحكم هدف وغاية ، ومن أجله تمارس التسلط والكبت ، وترتبط بإرادة الأجنبي ومصالحه ، وتقوم بالدفاع عنها على حساب مصالح وإرادة الشعوب .. هذا هو حال الأنظمة العربية .
وعلى صعيد القضية الفلسطينية ، نملك خيارين ، خيار ما يسمى بالصلح ، وهو في الواقع خيار استسلام ، ففي القواميس السياسية ، يقسمون اتفاقية الصلح إلى قسمين ، اتفاقية مفروضة ، وهي في الحقيقة وثيقة استسلام ، وهناك اتفاقية تفاوضية ، أي أن يحصل تفاوض بين طرفين ، ويعقد الصلح بناء على هذا التفاوض ، واتفاقية السلام الموجودة بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين ليست تفاوضية ، وإنما وثيقة استسلام ، تريد أن تفرضها أمريكا والكيان الصهيوني عليهم ، فالخيار الأول هو خيار الاستسلام ، أما الخيار الثاني ، فهو خيار المقاومة والانتفاضة من أجل تحرير الأرض ، والدفاع عن المقدسات ، ومناصرة الشعب الفلسطيني المظلوم وإعطائه حقوقه .
- خطبة الجمعة
- 24 رمضان 1423 هـ الموافق 29 / 11 / 2002 م
- مسجد الشيخ خلف في قرية النويدرات


