مميزات الصيام

• أنه يمثل عبادة السر، فكل العبادات تمكن رؤيتها من قبل الناس الآخرين إلا الصيام فإنّه لا يرى، فالنّاس ترى الإنسان وهو في حالة الصلاة أو الدعاء، وتراه وهو يؤدي أفعال الحج، وتراه وهو يقوم بسائر العبادات إلا الصيام فإنه لا يرى لأنه إمساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات، والإمساك لا يرى، ولهذه الخاصية قال الله تعالى في الحديث القدسي: “كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنّه لي وأنا أجزي به” واستنادًا لهذه الخاصية، فإنّ من آثار الصيام التربوية على الإنسان تحصيل الصدق والإخلاص في النية لله سبحانه وتعالى، فإذا لم تنمُ لديه ملكة الصدق والإخلاص في النية لله سبحانه وتعالى فإنه لم يستفد الاستفادة الحقيقية من الصيام مهما كثر صومه.

• الصبر: الكثير من المفسِّرين قالوا في تفسير قول الله تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ(([3]) إنّ الصبر في الآية هو الصيام، والصوم في الحقيقة يُربِّي الإنسانَ على الصبر والتحمّل، ومن لا يتعلّم الصبر والتحمّل من الصيام، فقد لا يتهيّأ له شيء آخر ليتعلم منه الصبر والتحمّل، والصبر هو باب للكثير من الفيوضات والألطاف الإلهية، منها: النّصر والارتقاء والنجاح في المهام الصعبة والفوز بأعلى الدرجات في الفردوس الأعلى في الجنة، قول الله تعالى: )قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ(([4]).

• التشبّه بالملائكة: يقول العلماء بأنّ الصائم يتشبّه بالملائكة، فالملائكة لا يأكلون ولا يشربون، وزادهم هو الذكر والمعرفة، وهذا مما يُنمِّي الحالة الملكوتية لدى الإنسان الصائم، ويربطه بعالم الملكوت الأعلى، عالم القدس والطهارة والعلم والمعرفة والقيم والمبادئ السامية، فالإنسان الذي يفشل في كبح شهواته النفسية وغرائزه الحيوانية، ويذهب وراء الملذات الحسية والمكاسب الدنيوية، هو لم يتعلّم الدرس الحقيقي من الصيام، وهو التعلّق بالله ذي الجلال والإكرام والآخرة والقيم والعلم والمعرفة، والزهد في الدنيا وزخارفها وزينتها، والهجرة من عالم المادة والجسد إلى عالم الروح والملكوت الأعلى، عالم القدس والطهارة الروحية والقيم السامية.

  • الأستاذ عبد الوهاب حسين
  • لقاء ليلة الثلاثاء
  • 10 أغسطس 2010م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى