الإرتباط مع الله من خلال العشق والمحبة

هناك فرق كبير بين ارتباط الإنسان بالله عز وجل من خلال الخوف من عقابه أو الطمع في جنته، وبين الارتباط به من خلال عشقه ومحبته، قول الله تعالى : { وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ } ( البقرة : 165 ) بل هناك فرق كبير بين الارتباط بالله ذي الجلال والإكرام من خلال العشق والمحبة وبين الارتباط التقليدي بالله سبحانه وتعالى ـ كما هو حال معظمنا ـ

حيث أننا تربينا على الإيمان بالله سبحانه وتعالى وإقامة الفرائض والمستحبات لأننا سوف نموت ونبعث في يوم القيامة ونحاسب وندخل بعملنا الصالح وطاعتنا لله عز وجل الجنة أو ندخل بعملنا السيئ ومعصيتنا لله عز وجل النار، فنعمل الصالح ونترك العمل السيئ من أجل أن ندخل الجنة .

أما الارتباط من خلال العشق والمحبة فهو يوصل الإنسان بالله ذي الجلال والإكرام كما تتصل الفحمة أو الحديدة بالنار، فتكتسب صفاتها فتكون جمرة ذات نور ونار، فالارتباط بالله ذي الجلال والإكرام من خلال العشق يحيي الروح الإلهية في الإنسان ويشعلها.

قول الله تعالى : { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ } ( الحجر : 29 ) ويحوله إلى موجود نوراني يحمل روح الله تبارك وتعالى، ويتحلى بصفاته وأخلاقه، فانطلاقة العاشق وعطاؤه لا حدود لهما، وأن العشق يرفع الإنسان إلى درجات من القرب لا يقوى عليها الخوف من النار أو الطمع في الجنة ولا يقوى عليها الارتباط التقليدي البارد بالله جل جلاله .

  • ليلة الثلاثاء
  • بتاريخ : 10 / جمادى الثاني / 1431هج
  • الموافق : 24 / مايو ـ آيار / 2010م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى