“أخطر الملفات.. ملف التجنيس السياسي”
ملف التجنيس السياسي الممنهج هو أخطر الملفات الوطنية وأكثرها حساسية، فالتجنيس السياسي الممنهج هو في واقع الأمر استبدال شعب أصيل بشعب مستورد معظمه من المرتزقة العاملين في الأجهزة الأمنية والمؤسسات العسكرية من أجل القيام بالوظائف القذرة في قمع السكان الأصليين من المعارضة المطالبين بحقوقهم الطبيعية المسلوبة ظلما من القائمين على السلطة.
التجنيس السياسي الممنهج عمل غير مشروع، ومخالف لفلسفة الدولة والحكومة الإنسانية، وفيه خطر بالغ على حاضر الوطن ومستقبله، وهو خطر شامل ومتعدد الأبعاد والوجوه سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا. وقد نجحت السلطة في البداية في تضليل جزء من الشارع السني تحت تأثير الحس الطائفي ـ الذي تعمل على تغذيته باستمرار ـ فالتزم الصمت وأخذ دور المراقب، ولكن الشارع السني اليوم يعي جيدا من خلال التجربة التي يعيشها في المدارس والمناطق السكنية ومؤسسات الخدمة المدنية حقيقة التجنيس السياسي الممنهج ( التوطين ) ويعي خطورته على حاضر الوطن ومستقبله، وعلى مصالح السكان الأصليين من السنة والشيعة، ولهذا فإن الشارع السني قد بدأ بالمشاركة الفعلية في الأنشطة الاحتجاجية المناهضة للتجنيس السياسي الممنهج، ولم تبقى إلا فئة من أصحاب المصالح الخاصة والمشربين بالحس الطائفي إلى النخاع تدافع عن هذا التجنيس غير الشرعي.
الأستاذ عبدالوهاب حسين
لقاء ليلة الثلاثاء
25 جمادى الأولى 1431هـ
10 مايو 2010