“وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً”

من سورة الفتح نأخذ قوله تعالى (وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً) حيث تتفق البدايات بين هذه السورة وسورتي التوبة والصف، وتختلف النهايات بقوله تعالى في سورتي التوبة والصف (وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) وقوله تعالى في سورة الفتح (وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً)، ومعنى شهيدا أي شاهدا على صدق الرسالة والرسول، وشاهدا على صدق الوعد بحتمية الانتصار، وأيضا هو الشاهد والرقيب والكفيل بتحقيق هذا النصر.

نعم.. حتما سينهزم التضليل الإعلامي الذي يحاول أن يشوه الرؤيا، وستنهزم الجيوش والأساطيل والمنظمات والدول، وستزول كل العقبات وتنهدم كل السدود التي تقف في وجه الإسلام.. حتما ستزول وسينتصر الإسلام، ونستفيد من الآية ثلاثة دروس أساسية:

الدرس الأول: وجوب الإيمان بالإسلام وحده، والكفر بكل دين أو منهج أو طريقة أو أطروحة غير الإسلام (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).

الدرس الثاني: عدم الاستسلام للانحراف والظلم والعدوان، ومقاومة ذلك بكل الأساليب والوسائل المتاحة ، وعدم اليأس ( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) .

الدرس الثالث: أن هذه الآية ضمنا تنبهنا إلى أهمية بناء الذات، فكل فرد يجب أن يبني ذاته، ويوفر في نفسه الشروط التي تؤهله لأن يكون فاعلا في نصرة الإسلام والدفاع عنه وتحقيق أهدافه، وتهيئة الساحة لهذا النصر العظيم، وأفضل العبادات هو انتظار الفرج.

• الأستاذ عبد الوهاب حسين
• خطبة الجمعة – 8 مارس 2002
• مسجد الشيخ خلف في قرية النويدرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى