“هؤلاء بذلوا كل ما يملكون”
العامة من الناس هؤلاء الذين يضحون بأنفسهم من أجل الدين وخدمة العباد، وقد يضحوا بأنفسهم من أجلي أنا ومن أجل أمثالي من البائسين، هؤلاء قد بذلوا كل ما يملكون ولم يستبقوا لأنفسهم شيئا وليس لهم من قصد سوى مرضاة الله سبحانه وتعالى وخدمة عباد الله، فهم أقرب إلى روحية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وعرفانه منا نحن الذين يقال عنا رموز وقيادات حتى يثبت العكس.
يجب أن نكون على حذر شديد، فالعلم لا يكفي، وحب الدنيا والرئاسة والحسد أخطر شيء على الإنسان، والكون في بيئة صالحة لا يمنع من الانحراف، فبين أبناء الأنبياء والأوصياء ( عليهم السلام ) وأزواجهم من كان مثالا في الكفر، قول الله تعالى : { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ } ( التحريم : 10 )
وقول الله تعالى : { وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ . قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ } ( هود : 45 ـ 46 ) وقد يحمل الصدق والإخلاص في البحث عن الحقيقة من يعيش في بيئة الكفر إلى أعلى درجات الإيمان والقرب من الله العلي الأعلى، كما كان حال سلمان الفارسي وغيره.
• الأستاذ عبدالوهاب حسين
• لقاء الثلاثاء (49)
• 10 مايو 2010م