استراتيجية موسى الكليم (ع) في مواجهة فرعون

أمام الشدائد والصعاب والتهديدات والتحديات الجديدة التي قصد بها فرعون الطاغية بني إسرائيل، توجه موسى الكليم (ع) بوصفه القائد الإلهي الأعلى والمرشد والموجّه لبني إسرائيل، ورسم لهم استراتيجية المواجهة لما سمعوه من فرعون من تهديد ووعيد وما يمكن أن تواجههم من صعوبات وتحديّاتٍ صعبة وقاسية، فقال: <اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا> وفيه تتضمن الاستراتيجية نقطتين رئيسيتين، وهما:

أولا: الاستعانة بالله عزوجل والتوكل عليه والثقة به في جلب ما ينفعهم ودفع ما يضرهم. وذلك يعني في الحقيقة أموراً عديدة، منها:

  • استقامة العقيدة وصحتها، واستقامة عملية التفكير ومنهجيتها وسلامة المنطق في دراسة الأمور وتحليلها
  • العمل بالتكليف والقيام بما يجب القيام به من الأعمال، مثل: التخطيط ووضع الاستراتيجيات الصحيحة الواضحة والبرامج العملية الفاعلة.
  • الاستقامة والالتزام بالحدود الشرعية والقيم الأخلاقية الرفيعة والمبادئ السامية وذلك من لوازم العقيدة الصحيحة وشكر النعمة الإلهية.

ثانيا: أن يلزموا الصبر على ما يحل بهم من المصائب والشدائد والمحن والنكبات، والثبات أمام الصعوبات والتحديات وفي وجه فرعون الطاغية وقومه المستكبرين، وكسر إرادتهم الشيطانية، وانتظار الفرج من عند الله عزوجل، وهذا يعني الصبر على الهدى ودين الحق، والاستقامة على الطاعة لله سبحانه وتعالى وترك معصيته، والصبر على المقاومة السلبية التي تعني عدم الخضوع لإرادة الأعداء، وعلى المقاومة الإيجابية التي تعني النهوض للتغلب على ظلم الظالم وقهر إرادته وتحقيق النصر عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى