سوق النخاسة السياسية

النظام الدكتاتوري الفاسد، والحاكم المستبد الظالم، يشتريان من السفهاء الحمقى المفلسين، الدين والمذهب والوجدان والضمير والخدمات الفكرية والفنية والأدبية والعلاقات العامة وغيرها في سوق النخاسة السياسية.

ويدفعان إليهم الثمن بحسب قواعد السوق، لا سيما قاعدة العرض والطلب، فتكون الأثمان كبيرة وضخمة جدًا في وقت ازدياد الطلب وقلة العرض في أوقات الأزمات والشدة، مثل: الأوقات التي تنشط فيها حركة المعارضة الإصلاحية والثورية، وتزداد الاحتجاجات الشعبية وتزداد المخاطر، وفي وسائل الإعلام العالمية والمحافل الدولية.

وأن تكون الشخصية ذات مكانة دينية أو علمية أو وجاهة اجتماعية أو صحفي بارز ونحو ذلك، أي: لكل شخص ثمنه، ثم يرميان بهم في الزبالة بعد الاستغناء عن خدماتهم، أو كما ترى النواة بعد أكل الثمرة؛ لأنه لا قيمة لهم ولا حرمة ولا كرامة في أنفسهم، ولما لديهم من العلم والخبرة والمكانة؛ لأنهم تنازلوا عنها طائعين، وباعوها بثمن بخس في سوق النخاسة السياسية، وقيمتهم فقط فيما يقدمونه من خدمات وبحسب مقدار الحاجة فقط، وهناك من يورث هذه التبعية لأبنائه وأحفاده، حتى تنوجد عوائل من هذا النوع السافل الخسيس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى