مصير الطغاة
قال تعالى: <فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ> توجيه رباني حكيم، إلى كل إنسان عاقل، حريص على سلامة نفسه وصيانتها من الهلاك والعذاب، بأن ينظر ويتأمل ويتفكر ويتدبر في العاقبة السيئة المذمومة والنهاية المأساوية المؤلمة التي آل إليها أمر المعاندين المتمردين على الله (عزوجل). المستكبرين على الدين الحق وأهله المجرمين الأشرار المفسدين في الأرض.
وهم فرعون الطاغية وملئه الفاسدين، الذين تحكموا بالبلاد والعباد بدون وجه حق، واستضعفوا المؤمنين الصالحين والمواطنين، وأذاقوهم صنوف العذاب بغير ذنب، وأنكروا الحق الحقيق، وكذبوا الرسول الصادق الأمين (ع) وما جاء به من عند رب العالمين من الآيات والمعجزات والبينات والأدلة والحجج والبراهين، تعجرفاً وبدون حجة، طمعاً في الدنيا وزخارفها، وكفراً بالحق والمنطق.
فكانت عاقبتهم أن أغرقهم الله (عزوجل) جميعاً في نهر النيل العظيم، وأفنى جمعهم وقطع دابرهم عن آخرهم، فلم ينجو منهم أحد، وأتبعهم لعنة في الدار الدنيا، وأدخلهم إلى نار البرزخ، ثم يدخلهم إلى نار جهنم في الآخرة خالدين فيها أبداً.
وهذا المصير الأسود والعاقبة السيئة المذمومة، هما نفس المصير والعاقبة التي تنتظر كل من يفعل مثل فعلهم من الطواغيت الضالين والفراعنة المتجبرين والحكام المستبدين الظلمة والمترفين المستعلين والانتهازيين الأنانيين وكل من لف لفهم.