الموقف الجاهلي الأحمق
يعتبر الموقف الاستعلائي الذي وقفه فرعون الطاغية وملؤه الفاسدون المستكبرون، هو عين الموقف الجاهلي الأحمق الذي يقفه الطواغيت الضالون والفراعنة المتجبرون والحكام المستبدون الظلمة والمترفون المستغلون الأنانيون وأتباعهم وأنصارهم الانتهازيون في العالم على طول التاريخ وعرض الجغرافيا.
مؤثرين مصالحهم الأنانية الدنيوية العاجلة على المصالح الحيوية الجوهرية العامة للناس العاجلة وفي دورة الحياة الكاملة، ومؤثرين الباطل على الحق، والرذيلة على الفضيلة، والشر على الخير، والقيم المادية على القيم المعنوية، والدنيا على الآخرة.
ومتجاهلين ومتجاوزين حقيقة أن خيرهم وصلاحهم وكمالهم وسعادتهم الحقيقية الفعلية في الدارين الدنيا والآخرة، لا تتحقق إلا بمعرفة الحق والعمل بمقتضاه لما بينهما من التلازم الوجودي الذي لا ينفك، وهو بدون شك موقف أخرق أحمق مخالف للمنطق والحكمة والصواب ولكرامة الإنسان؛ لأنه يضع الأشياء في غير محالها.
مقتطف من المحاضرة الرمضانية الأولى للأستاذ عبدالوهاب حسين من داخل سجنه. “تبليغ الرسالة وموقف فرعون منها”.