لو كان واحد غيرك لأصبح مجنوناً
تم اعتقال أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسين لثاني مرة بتاريخ 14 يناير 1996م، أي بعد فترة قصيرة بعد الإفراج عنه، ويروي لنا فضيلته مجريات الاعتقال الثاني:
أما الاعتقال الثاني فكان يوم الأحد 14 يناير 1996م من مكتب وكيل الوزارة الشيخ إبراهيم، بعد أن رفضت التوقيع على التعهد الذي وقع عليه باقي أصحاب المبادرة، وقد نقلت في نفس اليوم إلى سجن جو ووضعت في حجرة منفردة بعيدة جداً عن جميع مباني السجن، وبقيت فيها لمدة ثمانية شهور على مدار الساعة لم أخرج منها، حتى الحمام داخل الغرفة، وكانت شديدة الحر، شديدة البرد، كثيرة الرطوبة، فيها جميع الحشرات، ولم يكن فيها سوى رب العالمين، ومن الطريف، أني بعد سبعة شهور تقريباً من إقامتي فيها، طلبت مسئول السجن، فلما حضر طلبت منه إحضار بعض الكتب، لأني محتاج أن أحرك تفكيري، فابتسم فسألته عن ذلك، فقال: «لو كان واحد غيرك لأصبح مجنوناً، وأنت والحمد لله لم يتغير عليك شيء»، وقد بقيت فيها حتى تاريخ 14 سبتمبر 1996م، وقبل أسبوع من نقلي زارني الضابط عادل فليفل، وفيما قلت له: أنك سمعت عن معنوياتي في هذه الغرفة، ولكن ما رأيته أكبر، فأكد صحة ذلك، ونفى أن يكون قد عرف بوضع الغرفة التي أنا فيها، ثم نقلت إلى حجرة فوق سجن المنامة، وكان ذلك قبل شهر ونصف من زيارة الصليب الأحمر إلى البحرين، وبقيت في تلك الغرفة حتى الإفراج عني في يوم الأثنين 5 فبراير 2002م