مجريات الاعتقال الأول
يروي لنا أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسين مجريات اعتقاله الأول، إذ يحكي واقع الظلم والاستبداد من قبل الحكومة الخليفية حين اعتقاله:
يوم الاثنين الموافق 5 مارس 1995م بعد الظهر مباشرة أخذت إلى المدرسة، وكان هناك مدير المدرسة والمدير المساعد، وفتش مكتبي هناك، في مدرسة الشيخ عبدالعزيز، ولم يجدوا شيئاً ينفعهم بشيء، وعادوا بخفي حنين، وفي الأيام التالية، كنت أُسأل في التحقيق عن العريضة الشعبية، والناس القائمين عليها، وكان المحققون يسخرون من الدستور، ويستهزئون بالبرلمان، وكان أكثر الشيء إيلاماً سبهم للدين ورموز الدين، وكان بعضهم يؤكد طائفيته بصريح اللفظ والعبارة … وبعد أسبوعين أخذت ثانية إلى البيت للتفتيش، وقد حضر هذه المرة إلى التفتيش جميع ضباط اللجنة، وآخرين من مركز مدينة عيسى، وتزودوا بالسلاح والذخيرة، وأخذوا استعدادات كبيرة على الأرض، فقد أنزلوا ما يقارب ثلاثمائة وستون (360) جندياً، ومشطوا القرية ليلاً قبل إحضاري ظهراً واعتقلوا كما علمت بعد ذلك ما يقارب (250) شاباً، وكان الرعب يدب في قلوب الجميع، يعرف ذلك كل من شاهدهم، وقد عاثوا في البيت فساداً، لم يتركوا شيئاً في محله، وكانوا أكثر حقداً على الكتب، فحشروا ما استطاعوا في أكياس القماش، ورموا كميات على أرض المكتبة، وكسروا كل شيء ثمين في البيت، وسرقوا ساعتي وساعة زوجتي وساعات بناتي، وبعض ألعاب الأطفال كما رأيته بعيني، وخرجوا من البيت وكأن زلزالاً ضرب البيت، ولم يبقى شيء في مكانه سوى الجدران، وقد تعمدوا إيذائي نفسياً، فنام أحدهم على فراشي، وأخرجوا جميع ملابس زوجتي ورموها على الأرض وداسوها بأقدامهم، ونثروا صور زواجنا على أرض الغرفة….الخ. ثم أخذت إلى سجن المنامة، وفي اليوم الثاني أخذوني إلى اللجنة، وضربت وطلب مني التوقيع على بعض ما أخذوه من البيت، وثم أعادوني إلى الزنزانة، وفي اليوم الثالث أخذوني إلى اللجنة، وأطلعوني على الجريدة التي فيها خبر قتل السعيدي، وبعد قليل حضر الضابط عبدالعزيز عطية الله، وأخبرني بالموضوع وحاول أن يحملني مسئولية ذلك، فلما فشل فيه، قال بأنه يريد أن يفرج عني على أن أخطب في الناس، وأطلب منهم عدم العودة إلى مثل ذلك، فرفضت وأكدت عدم رغبتي في التدخل، فخرج غاضباً، ثم تولتني الزبانية وهم يرعدون ويبرقون ويزمجرون، ولكن دون فائدة، وبقية في الزنزانة عدة أيام ثم طلبت إلى إدارة المخابرات، والتقيت بالضابط عادل فليفل، وسألني أولاً عن العنف فقلت إني أعتقد بالنهج السلمي في المطالبة ولا أدعوا إلى العنف، ثم سألني عن خطبي، وكانت على مكتبه أعداد كبيرة من «منبر الجمعة»، فأشار إليها وقال هناك خطبك، فقلت له: إني قرأت جميع أعداد «منبر الجمعة»، وكل ما جاء فيها على لساني فهو صحيح وأنا قلته، فقال: سوف أحاكمك عليها، فقلت له وأنا مستعد لذلك، فأنهى المقابلة وقد استغرقت عدة دقائق فحسب، ولم أتعرض لأي ضرب أو تعذيب في المخابرات، وبعد هذه المقابلة توقفت اللجنة عن استجوابي