الاعتقال الأول

تم اعتقال أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسين لأول مرة بتاريخ 17 مارس 1995، يروي لنا فضيلته تفاصيل اعتقاله الأول:

الاعتقال الأول كان في مساء يوم الجمعة بعد صلاة المغرب والعشاء، بتاريح 17 مارس 1995م وقد اعتقلت من منزلي، وفي ذلك بعد صلاة الظهر خرجت مسيرة سلمية في النويدرات تطالب بتفعيل الدستور وعودة الحياة البرلمانية، ولم تكن لي علاقة بالمسيرة، وبعد اعتقالي أوقفت عند دوار القرية لمدة لا تقل عن الساعة، وقد أجلست في سيارة جيب يحيطها عدد من سيارات الشرطة المدنية والعسكرية، وقد حدثت بيني وبين شرطي مسلح مشادة كلامية، تدخل على أثرها قائد المجموعة وأسكت الشرطي، ولم أفهم تفسيراً محدداً للانتظار عند الدوار، لكنني أظن بأن المجموعة لم تحصل على الأمر بالمكان الذي عليهم أن يأخذوني إليه، ولما جاءهم الأمر صمدت عيني، وكانت يدي مربوطتين إلى خلفي، ثم أنزلت من سيارة الجيب وهنا دفعني الشرطي الذي حدثت بيني وبينه مشادة بشدة، مما دفعني للالتفاف ورفسته بشدة على فخده، فطرحوني أرضاً وانهال الزبانية عليّ بالركل والرفس بأحذيتهم والضرب بأعقاب البنادق، مما أدى إلى رضوض وجروح في جميع أجزاء الجسم لا سيما الوجه، وبعد أن أصبحت في حالة يرثا لها وقد تمزقت ملابسي وتلوثت بالطين لأن ذلك اليوم كان ممطراً، تدخل قائد المجموعة، وحملت من الأرض وأدخلت إلى سيارة مدنية، ونقلت إلى مركز مدينة عيسى وأبقيت هناك إلى ما بعد الثانية عشر ليلاً، ثم نقلت إلى سجن المنامة، ووضعت في زنزانة ضيقة عرضها ثلاثة أقدام وطولها ستة أقدام، وقد بقيت فيها مدة شهر كامل قبل أن أنقل إلى المخابرات، وفي اليوم الثاني صباحاً أخذت إلى اللجنة للتحقيق، وقد سألت عن المسيرة، فقلت لهم الحقيقة أنه لا علاقة لي بها، وقد تعرضت للضرب أثناء التحقيق ولم يتغير كلامي، وفي اليوم الثاني عصراً يوم الأحد 19 مارس 1995م أخذت إلى البيت للتفتيش، وقد حاصر أهالي القرية رجال الشرطة في محيط البيت، وقد نفذت ذخيرة الشرطة، وجاءهم الأمر بالتوقف عن التفتيش والخروج من ظهر القرية، وفعلوا ذلك، ونقلت إلى مركز مدينة عيسى حتى منتصف الليل، وبعدها نقلت إلى سجن المنامة وكنت في تعب شديد بسبب الضرب والجوع لأنني كنت ممتنعاً عن الطعام، وفي الصباح أخذت إلى اللجنة، وطلبوا مني التوقيع على جميع ما أخذوه من البيت في أوراق وصور وأشرطة، ولم يكن فيها شيء مما كانوا يشمتون الحصول عليه، ثم أخذت للتحقيق ثانية، وقد جاءوا بشباب قد أرهقوهم بالتعذيب ليعترفوا بأني قدت الانتفاضة، فأعذرت الشباب وأنكرت وجودي في المسيرة، وهو الحق، ثم أجلست في أحد الغرف مصمد العينين، مغلول اليدين إلى الخلف، وقد اسمعوني صراخ شباب الانتفاضة وهم يعذبون، والجلاد الذي معي يردد، كل هذا بسببكم، ثم أخذت إلى الزنزانة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى