الإمام الحسين ( عليه السلام ) هو التجسيد الحي الناصع الجلي الكامل المتحرك لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حياته كلها التي ختمها بالشهادة العظيمة في كربلاء المقدسة على الحالة التي نعرفها جميعا ، وهو قدوة المؤمنين في هذا السبيل العظيم.
جدول زمني
إننا وجدنا عند الإمام الحسين عليه السلام إصراراً وتصميماً وإرادة لا تقهر على الجهاد من أجل التغيير والإصلاح في الأمة الإسلامية مهما كان الثمن وحجم التضحيات التي تنتظره في سبيل ذلك، ولم يبحث عليه السلام لنفسه عن الأعذار، ولم تضعفه الظنون والهواجس ولا الحسابات المادية الضيقة، ولم تثنه كل المؤشرات الحتمية الدالة على قتله وجميع أصحابه؛ لأن الشهادة هي أمنية كل مؤمن تقي وقربانه الذي يتقرب به إلي الله المحبوب رب العباد الغفور الرحيم.
الإمام الحسين ( عليه السلام ) هو التجسيد الحي الناصع الجلي الكامل المتحرك لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حياته كلها التي ختمها بالشهادة العظيمة في كربلاء المقدسة على الحالة التي نعرفها جميعا ، وهو قدوة المؤمنين في هذا السبيل العظيم.
الإمام الحسين ( عليه السلام ) لم يستشهد ليأمر يزيد بن معاوية بالصلاة وينهاه عن شرب الخمر ، وإنما استشهد من أجل القضاء على حكومة الطاغوت وإقامة حكومة ولي الله والعدل الإلهي التي تصون هوية الأمة الإسلامية وكرامة الإنسان وتحفظ كامل حقوقه الطبيعية التي فطره الله ( جل جلاله ) عليها.
لقد قال لنا الإمام الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه الذين استشهدوا بين يديه كيف ينبغي أن نعيش وندافع عن عقيدتنا وكرامتنا وحقوقنا وكيف ينبغي أن نموت بعزة وشرف في ساحة النضال والجهاد ، وبقي إما أن نعيش الضعف والأوهام التي لا تسمن ولا تغني من جوع أو نمضي على ما مضى عليه الإمام الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه ، وإنه لا ينبغي لمن يؤمن بمنهج الإمام الحسين ( عليه السلام ) ويقتدي به في حياته ويحي ذكراه بصدق وإخلاص كل عام أن يعيش الضعف والوهن والتخاذل والتراجع والإذلال في ظل أنظمة الظلم والجور والدكتاتورية والاستبداد والفساد ، ويجب عليه أن يسعى على طريق الشهادة والتضحية والفداء في سبيل صناعة خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، لتكون قدوة العالم في الدين والدنيا ، فامضوا أيها الأحبة الأعزاء على هذا الطريق طريق العزة والفلاح ، لتفوزوا بشرف الدنيا والدين والآخرة.
تعتبر العزة ومقاومة الظالم والتصدي لقوى الاستبداد والاستكبار والتخلف والفساد، من الحالات الأساسية التي لا تنفك عن حقيقة الإيمان ومواقف المؤمنين، الذين عرفوا حقيقة الإيمان بعقولهم، وذاقوا حلاوته بقلوبهم الزكية الطاهرة، وقد ترجم الإمام الحسين (ع) ذلك: قولًا وعملًا في ثورته العظيمة المباركة.
أن القيمة الحقيقة لإحياء عاشوراء تتمثل في إحياء قضية عاشوراء وليس في إحياء المأساة وسردها، وذلك بالعزم الأكيد على الالتزام الصادق بمنهج سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام في إمامته وصبره وشجاعته ورفضه ومقاومته لكل أشكال الباطل والظلم والرذيلة وتضحياته من أجل الدين والقيم والمبادئ والمصالح الإنسانية العليا.
لنعلم بأن البكاء والنحيب واللطم لا يعني صدق الإيمان وصدق المحبة وصدق الإحياء ما لم يقترن ذلك بالعمل الذي يعكس صدق الاتباع للخط والمنهج، والاقتداء بالإمام الحسين ( عليه السلام ) وبأصحابه الأوفياء المخلصين في السلوك والمواقف والبذل السخي في سبيل الله تبارك وتعالى، وفي سبيل مقاومة الباطل والظلم والرذيلة، وإقامة المجتمع الصالح، فقد بكى الكثير من الناس على الإمام الحسين ( عليهم السلام ) في حياته، ولكنهم خذلوه ولم ينصروه وأسلموه إلى أعدائه، حتى قتلوه غريبا عطشانا مع قلة من خيرة أهل بيته وأصحابه .
أن الأمر في تبرير الخذلان والتقاعس عن نصرة المجاهدين الشرفاء المقارعين للظالمين والمستكبرين لدى مرضى القلوب والنفوس قد يصل إلى درجة إصدار الفتاوى الشرعية التي تقلب الموقف من وجوب مناصرة المجاهدين الشرفاء إلى وجوب محاربتهم والوقوف ضدهم، وهو الأخطر والأقبح عقلا وشرعا، وهو لا يأتي إلا من الزعماء الدينيين الكبار، كما فعل شريح القاضي، وهو كبير القضاة، حينما أفتى بجواز قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) لأنه خرج على إمام زمانه يزيد بن معاوية .
الإمام الحسين ( عليه السلام ) كان يسعى لترسيخ ثقافة المقاومة والفداء في عقلية الأمة الإسلامية ، وقد أثبتت التجارب التاريخية والمعاصرة : أن بقاء أية أمة ورقيها وعزتها وكرامتها مرهون بالمقاومة والفداء .