محبة الله

اليوم : الخميس .
التاريخ : 23 / صفر / 1427هـ .
الموافق : 23 / مارس ـ آذار / 2006م .
المكان : مسجد الشيخ خلف ـ قرية النويدرات .
الزمان : بعد صلاة الظهرين .

أعوذ بالله السميع العليم ، من شر نفسي الأمارة بالسوء ، ومن شر الشيطان الرجيم .
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين .

اللهم صل علي محمد وآل محمد ، وارحمنا بمحمد وآل محمد ، وأهدي قلوبنا بمحمد وآل محمد ، وعرف بيننا وبين محمد وآل محمد ، وأجمع بيننا وبين محمد وآل محمد ، ولا تفرق بيننا وبين محمد وآل محمد طرفة عين أبدا في الدنيا والآخرة يا كريم .
اللهم معهم .. معهم .. لا مع أعدائهم .

السلام عليكم أيها الأحبة ، أيها الأخوة والأخوات في الله ، ورحمة الله تعالى وبركاته .

قال الله تعالى : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } ( آل عمران : 31 ) .

الآية الشريفة المباركة ( آل عمران : 31 ) قيل في أسباب نزولها أقوال .. منها : أنها نزلت في اليهود حيث كانوا يزعمون أنهم أبناء الله وأحباؤه . وقيل : نزلت في وفد نجران حيث قالوا : إنما نعظم المسيح ونعبده حبا لله وتعظيما له . وقيـل أنهـا نزلت في جماعـة ادعـوا أمـام الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنهم يحبون الله ( عز وجل ) مع أن العمل بتعاليم الله كان أقل ظهورا في أعمالهم ، فنزلت الآية تأمروهم بأن يجعلوا لقولهم مصداقا من العمل يتمثل في الطاعة المطلقة للرسول الأعظم الكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وقيل أن الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقف على قريش وهم في المسجد الحرام يسجدون للأصنام وقد علقوا عليها بيض النعام وجعلوا في آذانها الشنوف ( الأقراط ) فقـال : يـا معشر قريش ، لقـد خالفتم ملـة إبـراهيـم وإسماعيل ( عليهما السلام ) فقالوا : إنما نعبدها حبا للـه تعالى ، ليقربونـا إلى اللـه زلفى ، فقال الله تعالى لنبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : قل إن كنتم تحبون الله تعالى وتعبدون الأصنام لتقربكم إليه ، فأتبعوني ( أي اتبعوا شريعتي وسنتي ) يحببكم الله ، فأنا رسوله إليكم وحجته عليكم ، وأنا أولى بالتعظيم من أصنامكم .

والخلاصة : أن المحبة الصادقة لله ( تبارك وتعالى ) يجـب أن يكون لها مصداقا من العمل ، وإلا فهي دعوى كاذبة ، ومقتضاها الإتباع المطلق للرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كما سيوضح بالتفصيل بعد قليل .

أيها الأحبة الأعزاء : تتضمن الآية الشريفة المباركة ثلاث نقاط أساسية .. وهي :

النقطة الأولى : أن محبة الله ( تبارك وتعالى ) الصادقة ليست مجرد دعوى يطلقها الإنسان بلسانه في الفضاء ، وليست مجرد حالة شعورية يشعر بها الإنسان أو غيره ( الجن ) في داخل وجدانه ، وإنما هي حقيقـة يجب أن تظهر آثارها في فكره وشعوره وروحانيته وسلوكه ، ولهذا فهي تقتضي طاعـة الرسول الأعـظم الأكـرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الطاعة المطلقة ، والعمل بمنهجه في الحياة : الفردية والمجتمعية .. وذلك للأسباب التالية :

السبب الأول : أن لا وجود لحب صادق ولا قيمة له ما لم تترتب عليه آثار ملموسة في فكر المحب ومشاعره وسلوكه ومواقفه ، وفي مقدمة ذلك ( فيما يتعلق بحب الله تعالى ) الاستقامة على الطاعة ، والبعد عن المعصية ، والتخلق بأخلاق الله ( ذي الجلال والإكرام ) ومحبة من يحبهم الله ( جل جلاله ) وبغض من يبغضهم ، والتعلـق بكل شيء يقـرب إليـه ، وتجنب كل شيء يبعد عنه . فكل من يدعي محبة الله ( جل جلاله ) ولا يظهر أثر الحب في سلوكه ومواقفه ، بحيث تكون من جنسها ومعبرة عنها .. فهو كاذب في دعواه .

قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ” ما أحب الله من عصاه ” .

السبب الثاني : أن محبة الله ( تبارك وتعالى ) تفرض على المحب انجذابه نحو المحبوب وسعيه لمعرفته وحرصه على طاعته وامتثال أمره بهدف كسب رضاه والتقرب إليه ، وإلا كان حبه دعوى لا حقيقة لها . والسبيل إلى معرفة الله ( تبارك وتعالى ) وطاعته وكسب رضاه منحصر في إتباع الأنبياء والأوصياء العظام ( عليهم السلام ) وامتدادهم الطبيعي الفقهـاء العدول ( رضوان الله تعالى عليهم ) في عصر الغيبة .

ينبغي أن أأكد هنا : أن طاعة الله ( تبارك وتعالى ) تنحصر في عصر الغيبة في إتباع الفقهاء العدول ، لأنهم أهل الاختصاص في معرفة الحكم الشرعي من مصادره المعتبرة : القرآن والسنة ، ولا يمكن تحصيل الطاعة إلى الله ( تبارك وتعالى ) في عصر الغيبة بالرجوع إلى غير الفقهاء .

والخلاصة : أن الآية الشريفة المباركة تؤكد أن الميزان الحقيقي والدقيق لمحبة الناس للـه ( تبارك وتعالى ) هي طاعة الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومن فرض اللـه ( سبحانه وتعالى ) طاعتهم بعده من الأوصياء ( عليهم السلام ) والفقهاء العدول ( رضوان الله تعالى عليهم ) في عصر الغيبة ، ولا تتحقق المحبة إلا بذلك ، لأنهم السبيل إلى تعريف الناس باللـه ( تبارك وتعالى ) وهدايتهم إليه وبيان أوامره ونواهيـه للعمل بها ، ومن يعصي الـرسول الأعظـم الأكـرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والأوصياء ( عليهم السلام ) والفقهاء العدول .. ويخالفهم ، فإن حبه لله ( تبارك وتعالى ) دعوى لا حقيقة لها ، ويعتبر هذا من التأسيس الفكري لخط الإسلام العملي في الحياة .

ونتوصل مما سبق إلى النتائج المهمة التالية :

النتيجة الأولى : أن الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بلغ درجة عالية من الكمال الإنساني والقرب من الله ( جل جلاله ) بحيث حصلت له العصمة من الخطأ وتطابقت إرادته بصورة تامة مع إرادة الله ( سبحانه وتعالى ) وقد قام الدليل العقلي والنقلي على أن الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو أكمل العقلاء من الإنس والجن والملائكة ، وأقربهم إلى الله ( ذي الجلال والإكرام ) ومن بعده أهل البيت ( عليهم السلام ) وهذا يدل على أن خلفاؤهم من الفقهاء في عصر الغيبة يجب أن يتحلوا بالتأهيل النفسي والكفاءة المهنية لتحمل المسؤولية الرسالية بالإضافة إلى تأهلهم العلمي ، ولا يغني التأهيل العلمي عن التأهيل النفسي والكفاءة المهنية ، وأن الإخلال بهذا الشرط من شأنه أن يؤدي إلى الإضرار بالرسالة والفشل في تحقيق أهدافها .

النتيجة الثانية : أن الدين الإسلامي الحنيف هو دين المحبة والرحمة ، وليس دين الكراهية والعنف ( الاستخدام غير المشروع للقوة ) فكل نشر للكراهية ، وكل استخدام غير مشروع للقوة .. هو ليس من الإسلام في شيء .

النتيجة الثالثة : أن محبة الله ( تبارك وتعالى ) تفرض على المحب الصادق في حبه أن يحب كل أفعاله لما لها من الكمال والمنفعة الحقيقية للإنسان ، مما يحمل المحب على الشكر والصبر في البأساء والضراء . ويحب جميع مـن يحبهـم اللـه ( تبارك وتعالى ) وفي مقدمتهم الأنبياء والأوصياء وعبـاد اللـه الصالحين ، لما لهم أيضا من الكمال والمنفعة . ويحب كل شيء يتعلق به ويقرب إليه كالقرآن والكعبة والمساجد والمآتم ومجالس العلم والذكر وأفعال الخير والعمل الصالح ، لما لها من الكمال والمنفعة . وينقطع عـن كل شيء يقطعه عن الله ( عز وجل ) وفي مقدمة ذلك المعاصي والتعصب الأعمى والولاء للطواغيت ومحبة الظالمين والمستكبرين أعداء الله والإنسانية ومساعدتهم والقبول بالظلم والانحراف والتخلف والفوضى ، لما في ذلك من النقص والقبح والضرر .

والعكس صحيح : أن من يبغض الأنبياء والأوصياء والعباد الصالحين ويعاديهم ، ويهمل القرآن والمساجد والمآتم ، أو يوالي الطواغيت والظالمين والمستبدين وقوى الاستكبار العالمي أو يساعدهم أو يقبل بالظلم والاستبداد والتخلف والفوضى ، أو يهتم بأماكن اللهو والفساد أو يرتادها ، فهو عدو إلى الله ( جل جلاله ) ولا يحبه ، وهو عرضة إلى مقته وغضبه وعذابه في يوم القيامة .

النقطة الثانية التي تتضمنها الآية الشريفة المباركة : أن أتباع الرسول الأعظم الكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تترتب عليه نتائج مهمة يتطلع إليها كل مؤمن .. منها :

النتيجة الأولى : محبة الله ( تبارك وتعالى ) لكل من يتبع الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والرضا عنه واللطف به وتقريبه إليه .. وهذا واضح للأسباب التالية :

السبب الأول : أن المحب لله ( تبارك وتعالى ) يكون طاهرا وكاملا بمقدار حبه الحقيقي لله ( تبارك وتعالى ) فيكون حب الله له شيء طبيعي على أثر السنخية .

السبب الثاني : أن الله ( تبارك وتعالى ) كامل من جميع الجهات ، ومن الممتنع ( عقلا ) أن يسعى العبـد صادقـا إلى رضاه ، ويقطع الخطوات على طريـق التكامل ثم لا يقابله اللـه ( تبارك وتعالى ) بالمثل .. وهذا ما تأكده النصوص .

أيها الحبة الأعزاء : إن تحصيل حب الله ( تبارك وتعالى ) هو غاية المحبين المخلصين لله بالحب ، فلا غاية لهم فوق أن يقابل الله حبهم له بحبه لهم .. وعليه : فإن وعد الله ( جل جلاله ) لهم بأن يقابل حبهم له بحبه لهم ، يعد أعظم بشارة لهم ، لأنه يحقق أمنيتهم العظيمة وغايتهم في الحياة .

والخلاصة : أن من يدعي حـب الله ( تبارك وتعالى ) عليه أن يتبع الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى يحصل على غايته الحقيقية .. وهي : محبة الله له .

النتيجة الثانية : مغفـرة الله ( تبارك وتعالى ) ذنوب كـل من يتبع الرسول الأعظم الأكـرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهي الحجب التي تحجب العبد عن ربه ، ليكون مهيأ بعد مغفرة الذنوب لمزيد من المعرفة والقرب والكرامة والإفاضة منه ( جل جلاله ) .

النقطة الثالثة التي تتضمنها الآية الشريفة المباركة : أن من يستحق رحمة الله ( تبارك وتعالى ) ومغفرته هم الذين يتحببون إليه بطاعته ويتقربون إليه بإتباع نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهـل بيته الطيبين الطاهرين ( عليهم السلام ) الذين فرض طاعتهم على خلقه بعد نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقـد وعدهم ( عز وجل ) بالمزيد من المغفرة والرحمة لهذا السلوك العبودي الرشيد .. كما وضح قبل قليل . أما الذين يتكبرون عن عبادته وعن أتباع الأنبياء والأوصياء والفقهاء العدول في عصر الغيبة ، فإنهم غير مستحقين للرحمة والمغفرة ، وينتظرهم عذاب عظيم في يوم القيامة .

أيها الأحبة الأعزاء : بعد الإشارة إلى النقاط الثلاث الرئيسية التي تضمنتها الآية الشريفة المباركة وما يترتب عليها من نتائج ، أحاول بحث بعض الموضوعات المهمة التالية :

الموضوع الأول ـ محبة الله : وفيه نقاط عديدة .. منها :

النقطة الأولى ـ تعريف المحبة : تعتبر المحبة من المشاعر الإنسانية السامية ، وهي ميل النفس إلى الشيء لكمال أو منفعة أدركتـه فيـه .. بحيث يحملها على ما يقربها إليه ، ويترتب على ذلك النتائج التالية :

النتيجة الأولى ـ قول الله تعالى : { وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ } ( البقرة : 165 ) .

وذلك لعلم المؤمن أن الجمال الحقيقي والكامل ليس إلا لله وحده لا شريك له ، وهو منبع كل جمال وكمال وأصلهما في غيره ، فكل ما يراه من جمال وكمال في غير الله ( جل جلاله ) فهو منه وبـه وإليـه وحده لا شريك له .

وأيضا لعلم المؤمن أنـه لا نافع ولا ضار إلى الله وحده لا شريك له ، وأن كل ما يراه من نفع وضر من غير الله ( جل جلاله ) في الظاهر ، فهـو ( في الحقيقة ) منه وبه وإليه وحده لا شريك له .

مما يؤدى إلى أن يحب المؤمن الله ( ذي الجلال والإكرام ) حبا حقيقيا خالصا يفوق كل حب ويهيمن عليه ، ولا يتعلق قلبه بغيره ( سبحانه وتعالى ) ولا يكون حبه إلا لله وفي الله وحده لا شريك له .

فقد يحب العبد المؤمن المال والبنون والعشيرة وغير ذلك من الخير ، ولكن حبه لها يأتي في طول حبه لله ( تبارك وتعالى ) وليس في عرضه ، وأنه يتخلى عنها تماما متى تعارضت مع حبه وإخلاصه لله ( جل جلاله ) .
قال الله تعالى : { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } ( المجادلة : 22 )

وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ” لا يمحض رجل الإيمان بالله حتى يكون الله أحب إليه من نفسه وأبيه وأمه وولده وأهله وماله ومن الناس كلهم ” .
( البحار . ج70 . ص 25 ) .

النتيجة الثانية : أن حب المؤمن للرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته الطيبين الطاهرين ، يأتي في الدرجة الثانية بعد حبه لله ( تبارك وتعالى ) لأنهم الأجمل والأكمل والأنفع للناس يعد الله ( جل جلاله ) .

قال الرسول الأعظم الكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ” لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه ، ويكون عترتي أحب إليه من عترته ، ويكون أهلي أحب إليه من أهله ، ويكون ذاتي أحب إليه من ذاته ” ( ميزان الحكمة . ج2 . ص 236 ) .

النتيجة الثالثة : أن حب المشركين لأربابهم وأصحاب المصالح لأولياء نعمتهم لا يمكن أن يضاهي حب المؤمنين الصادقين لله ( ذي الجلال والإكرام ) وللأنبياء والأوصياء ( عليهم السلام ) ولإخوانهم المؤمنين .

النتيجة الرابعة : أن المؤمن لا يرجو ولا يخاف في الحقيقة إلا الله وحده لا شريك ولا يخاف ولا يرجو غيره ، لأنه وحده الضار النافع ، وأنه يضحي بكل ما يملك في سبيل اللـه ( عز وجل ) .

قال الله تعالى : { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } ( التوبة : 24 ) .

الموضوع الثاني ـ الذين يحبهم الله ( تبارك وتعالى ) والذين لا يحبهم : ذكر في القرآن الكريم آيات كثيرة جدا تبين الذين يحبهم الله ( تبارك وتعالى ) والذين لا يحبهم .

القسم الأول ـ الذين يحبهم الله :

قول الله تعالى : { فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ } ( آل عمران : 76 )
وقول الله تعالى : { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } ( البقرة : 195 )
وقول الله تعالى : { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } ( البقرة : 222 )
وقول الله تعالى : { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } ( المائدة : 42 )
وقول الله تعالى : { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } ( آل عمران : 159 )
وقول الله تعالى : { وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ } ( آل عمران : 146 )
وقول الله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ }
( الصف : 4 )

القسم الثاني ـ الذين لا يحبهم الله :

قول الله تعالى : { فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ } ( آل عمران : 32 )
وقول الله تعالى : { وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } ( آل عمران : 57 )
وقول الله تعالى : { إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ } ( البقرة : 190 )
وقول الله تعالى : { وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ } ( البقرة : 276 )
وقول الله تعالى : { وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } ( المائدة : 64 )
وقول الله تعالى : { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } ( الأنعام : 141 )
وقول الله تعالى : { إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ } ( الأنفال : 58 )
وقول الله تعالى : { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ } ( النحل : 23 )
وقول الله تعالى : { إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا } ( النساء : 36 ) .
وقول الله تعالى : { إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا } ( النساء : 107 )

ونصل من ذلك إلى نتيجة في غاية الأهمية .. وهي : أن محبة الله ( تبارك وتعالى ) يجب أن تترك أثرها في تفكير المحب ومشاعره وسلوكه ، وتؤدي إلى تطهيره من الصفات القبيحة ( التخلي ) وتزيينه بالصفات الجميلة ( التحلي ) وأن تترك أثرها على الأوضاع العامة التي يعيشها المحبون لله ( تبارك وتعالى ) فيسود في مجتمعاتهم العلم والعدل والحرية والنظام والتطور والقوة ، حيث تتجلى صفات الله ( ذي الجلال والإكرام ) فيهم وفي مجتمعاتهم ، ولا يمكن أن يسود الضعف والتخلف والفوضى والظلم والاستبداد في مجتمع المحبين ، وإلا فإنهم ليسوا من المحبين لله (تبارك وتعالى) حقيقة ، وأن السبيل إلى ذلك هو الجهاد في سبيل الله (عز وجل) .

قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } ( المائدة : 54 ) .

أيها الأحبة الأعزاء
أكتفي بهذا المقدار
واستغفر الله الكريم الرحيم لي ولكم
واستودعكم الله الحافظ القادر من كل سوء
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى