المبارزة التاريخية الفاصلة بين موسى (ع)والسحرة
<قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ>
اتحد السحرة وأتوا متضامنين في الموقف كما أمرهم زعيمهم وولي نعمتهم فرعون وعزموا من أجل إرضاء فرعون وكسب تأييده وجائزته على مبارزة موسى الكليم (عليه السلام) وهزيمته بكل وسيلة، فتقدموا لموسى الكليم (عليه السلام) بكل ثقة واطمئنان إلى كفاءتهم ومهارتهم وقدراتهم في السحر وتمكنهم من فنونه ومعرفة خفاياه وأسراره وجازمين بتفوقهم على موسى الكليم (عليه السلام) وظهورهم عليه وغلبته، إذا كانت المسألة تتعلق بالسحر وحده ولا علاقة لها بما فوق الطبيعة كما يدعي موسى الكليم (عليه السلام) فقالوا: <إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى>[1] فاختر ما تراه مناسباً لك: إلقاءك أو إلقاءنا أولاً، حيث لا يغير في النتيجة عندنا بتقدمنا نحن أو تقدمك أنت في الإلقاء، فإذا كانت المسألة تتعلق بالسحر فنحن الفائزون عليك في الحالتين، وإذا كانت المسألة تتعلق بقوة مطلقة فوق الطبيعة وفوق البشر كما تدعي، فأنت الفائز حتماً في الحالتين، وقيل: كان هذا التخيير منهم لموسى الكليم (عليه السلام) تؤدباً منهم معه، ولوقوعهم تحت تأثير نصائحه ومواعظه وتحذيره لهم، وما ظهر منهم من التنازع في أمره.
المصادر والمراجع
- [1]. طه: 65